حكاية بقلم مروه المحمدي
المحتويات
تأثرت بكلامها وشعرت ياسمين بعينها وقد اغرورقت بالدمع قائله
انتى كمان يا ريهام هتوحشيني اوى مش قادرة اتخيل انى هنام فى مكان انتى مش موجودة فيه
ياسمين بالله عليكي متعيطيش هتخليني أعيط أنا كمان انا اللي مش عارفه هعمل ايه من غيرك
نظرت كل منهما الى الأخرى والدموع فى عينينهما عندما افتح الباب ودخلت أمهما عندما رأتهما هكذا أقبلت عليهما
قال ذلك ثم قبلت كل منهما على رأسها
التف الأصدقاء عمر و كرم و أيمن حاولة احدى الطاولات فى أحد المطاعم الفخمة قال عمر
فى حزن
ياه يا أيمن كل ده حصلك واحنا منعرفش
طيب وليه يا أيمن متقلوليش حاجة زى كده مش احنا اخوات يا ابنى ولا ايه
طبعا اخوات يا عمر وأكتر من الإخوات كمان وأنا الحمد لله الديون كلها اتسددت وبشتغل حاليا فى شركة للأسمدة الزراعية
قال كرم
انت أهبل يا ابنى فى حد يعمل عملتك السودة دى
قال أيمن
طولة لسان ايه وبتاع ايه خلينا فى مصيبتك انت مش عيب واحد شحط طويل عريض زيك وعنده 37 سنة يضحك عليه ويتنصب عليه ويخسر كل اللى وراه واللى أدامه
يعني خسرتهم بمزاجى يا كرم
يا ابنى انت اللى طيب زيادة عن اللزوم ازاى تشارك ناس متعرفهمش وتثق فيهم كدة وتحط فلوسك بين ايديهم
أهو اللي حصل بأه قدر الله وما شاء فعل
قال كرم
ونعم بالله بس برده حاول تغير من طبعك ده واتنحرر كده يا ابنى الطيب فى الزمن ده بيفتكروه أهبل
ما تحترم نفسك يا كرم ايه أهبل دى
ضحك عمر وهو ينظر اليهما قاشلا
انتوا مش هتبطلوا نقار أبدا من أيام الجامعة وانتوا كده اكبروا بأه
ابتسلم أيمن و كرم وقال أيمن
ووجه حديثه الى كرم قائلا
وبصرف النظر عن غتاتك وطولة لسانك الا ان النقار معاك واحشنى
قال كرم
وبترجعوا تزعلوا
ضحك ثلاثتهم ثم سأله عمر بإهتمام
وانت مرتاح فى شغلك يا أيمن
بصراحة يا عمر هو ده الموضوع اللى كنت عايز أكلمك فيه
تنهد أيمن قائلا
أنا مش مرتاح فى الشغل مع الناس دول خالص يعني بحس ان فى غش ورشاوى ولعب من تحت الطرابيزة وأنا مليش فى الجو ده
قال له عمر بسرعة
طيب ما تيجي تشتغل معانا
نظر له أيمن بإمتنان لأنه حافظ على عدم ماء وجهه ولم يتركه ليطلب ذلك بنفسه قال أيمن
بجد يعنى انتوا فعلا محتاجنى ولا قولت كدة عشان قولت انى مش مرتاح فى شغلى
قال عمر على الفور
لا محتاجينك ومحتاجينك جدا كمان لاننا واقعين فى مصېبة
مصېبة ايه يا عمر
تحدث كرم قائلا
المهندس الزراعى اللى كان مسؤل على المزرعة عك الدنيا اخر عك والزرع حالته منيلة بنيلة وكدة جزء كبير من المحصول هيضيع ان مكنش كله ده لو ملحقناش نفسنا ورشينا واهتمينا بالموضوع ومحدش فينا فاضى لمتابعتها المتابعة الكاملة
أكمل عمر حديث كرم قائلا
احنا فى موقف صعب يا أيمن لأن المحصول اصلا متباع وفى شرط جزائى لو متسلمش فى معاده أو لو اتسلم أقل جودة من اللي اتفقنا عليها
خلاص طالما محتاجينى فعلا فأنا معاكوا يا شباب
قال عمر فى فرح
تمام أوى حضر نفسك باه يا باشا عشان السفر وطبعا اقامتك هتكون فى بيت المزرعة
تمام هبدأ أحضر نفسي للسفر بس هروح وأرجع فى نفس اليوم يعني مش هبدأ اقامه فى المزرعة الا بعد اسبوع ولا اتنين كده
سأله عمر قائلا
واشمعنى يعني
قال أيمن وهو يبتسم
أصل أخوكوا هيخطب قريب
سعد كل من عمر و كرم لهذا الخبر وقال له كرم
ياااه اخيرا فى واحدة رضيت تعبرك
قال له أيمن
كرم اتلم
عمر سيبك منه وقولنا بالتفصيل الممل عرفتها ازى وفين وامتى
ضحك أيمن قائلا
حيلك حيلك ايه هو تحقيق ده أبويا وأمى الله يرحمهم لو كانوا عايشين مكنوش هجموا عليا بالأسئلة كده
قال له عمر فى مرح
خلص مش هسيبك الا لما آخد منك اعتراف كامل
طيب يا سيدى وأنا هعترف كنت فى المطار بوصل واحد صحبى لفت نظرى بنت كانت واضح انها مستنيه حد
ابتسم عمر قائلا
حب من أول نظرة يعني
ابتسلم أيمن وقال
يعني حاجة زى كدة
سأله عمر
ايه اللى لفت نظرك فيها
لما شوفتها حسيتها غير كل الناس اللي حواليها أكنها فى دنيا تانيه لوحدها يعني المطار كان زحمه وناس داخله وناس خارجه ودى كانت أعده على الكرسي و ماسكه مصحف صغير وبتقرأ فيه كانت محجبه ولبسها محترم لفت نظرى انها كانت بريئة وعلى طييعتها يعني مش زى ما بنشوف الأيام دى الواحدة بتبقى خارجه وناقعه وشها فى شوال دقيق قبل ما تخرج
ضحك كرم قائلا
ايوة عارفهم بتوع الدقيق دول
حثه عمر على الحديث قائلا
كمل وبعدين
بصراحة فضلت
متابعة القراءة