حكاية الحمامة والنملة
📚-قصة اليوم:
الحمامَةُ🕊 و النَّملُةُ🐜
فوقَ غُصنٍ من أغصانِ شجرةٍ مورقةٍ بنَتِ الحمامةُ البيضاء عُشَّها و زيَّنتهُ بعيدان القشِّ ، ثُمَّ وضعت فيه بيضها و راحَت تحضنه و تدفِّئُه استعدادًا لاستقبالِ فِراخها الجميلة.
و في صباحِ يومٍ ، و بينما الحمامة في عُشِّها إذ سمعت صوتاً خفيفاً يقولُ: النّجدة! النّجدة.. فتلفَّتت يميناً و شمالاً.. و نظرت إلى أسفلِ الشّجرة و لم ترَ أحداً.. و عاد الصّوت الضّعيف يقولُ:
طارتِ الحمامة و حطَّت على ضفَّة النهر.. ثم نظرت فشاهدت نملةً يكادُ يغرقها الماء و هي تُحاول النّجاة فلا تستطيع.. و حارتِ الحمامة في أمرها.. إنها لا تجيد السّباحة! ثم خطرت لها فكرة.. أسرعت و تناولت ورقةَ شجرةٍ و دفعتها بعيداً في الماءِ.. فلمّا رأتها النملة تسلَّقتها و نجَت بنفسها..
-أرجو أن أردَّ جميلك هذا فأُنقذَ حياتك يوماً ما.
فأجابتْها الحمامة ضاحكةً:
-لا شكرَ على واجب! و لكن كيف لكِ أن تنقذيني أنتِ لو احتجتُ إلى ذلك يوماً.. فأنتِ صغيرةٌ و ضعيفةٌ جدًّا؟ و طارت الحمامة إلى عشِّها و مضت النملة في طريقها.
كانت الحمامة آمنةً في عشِّها وادعةً مطمئنَّةً.. و فجأة برزَ من خلف الأشجار صيادٌ يحمل في يديْهِ قوساً و سهماً واحداً.. و راحَ يتربَّصُ بالحمامةِ الآمنةِ.. فلمّا آنسَ منها غفلةً صوّبَ السَّهمَ إليها ثمَّ.. فجأةً صاحَ مذعوراً متألِّماً و انطلقَ السّهمُ طائشاً إلى اتجاهٍ آخر و نجتِ الحمامة من مصيرٍ محتومٍ.
-أنا هنا.. انظري إليَّ أيتُها الحمامة و سوف تجدينني على قدم الصّياد.. إن ما حدثَ كان بسببِ قرصةٍ شديدةٍ من فَكَّيَّ يا صديقتي.. ها أنا قد أنقذتُ حياتك كما أنقذتِ حياتي من قبلُ.. أتريْنَ حُسْنَ المصادفةِ!؟
و هنا أدركتِ الحمامة خطأَ تقديرها للنملةِ الصغيرةِ ، و عرفت يقيناً أنَّ أضعَف مخلوقٍ على وجهِ الأرض له دورٌ مفيدٌ في دورةِ الحياةِ.