حكاية في قبضة الاقدار (كاملة جميع الفصول) بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

ثواني .
لأول مرة تكن لهجتها ضعيفه بذلك الشكل ! كان هناك صوت بأعماق قلبه يصدقها و لكن غضبه كان يخرس كل شئ حوله و لا يستوعب سوي حقيقه واحده أنه لو لم يتدخل في الوقت المناسب كان سيخسر الشئ الوحيد المتبقي من أخاه المټوفي لذا تجاهل هذا الألم الجلي علي ملامحها و قال بخشونه
أحمدي ربنا إني أدخلت في الوقت المناسب
و إلا ..
إستيقظت روحها الثائرة بداخلها ما أن سمعت كلماته المھددة فإنتزعت الباقي من إرادتها و قالت بقوة
متهددنيش ! 
سالم بلهجة هادئه و لكن قويه توازيها نظرات محذرة
مبهددش ! أنا بعرفك عشان تفكري ألف مرة قبل ما تعملي حركه غبيه زي دي تاني!
فرح بتحدي
لو فاكر إنك كدا بتخوفني تبقي غلطان !
سالم بهدوء ظاهري و نبرة عميقه بينما عيناه تبحر فوق ملامحها بغموض
لا مخوفك ! وبلاش تخليني أخوفك أكتر و أستخدم معاكي أسلوب أنا مابحبوش !
اللعنه عليك ! كان هذا أول ما تفوهت به بداخلها فذلك الرجل بغيض لدرجه جعلتها لا تستطيع التواجد معه في مكان واحد فالټفت تنوي مغادرة الغرفه و ما أن همت بتجاوزه حتي إمتدت يده تقبض علي معصمها بقوة آلمتها فتوقفت علي الفور و قد شعرت بطبول تدق بين ضلوعها إثر ملامسته لذراعها و علي مهل أدارت رأسها تواجهه لتشتعل حربا صامته بين أعينهم دامت لثوان قبل أن تقطعه لهجته المحذرة حين قال من بين أسنانه
لآخر مرة هحذرك ! لما أكون بكلمك أوعي تمشي و تسبيني ! 
حاولت رد الصاع صاعين و لكن بطريقتها فقالت بإستفزاز
إيه دا هو انت مكنتش خلصت !
تحركت تفاحه آدم التي تتوسط ه بينما أشتدت قبضته علي ذراعها مما يدل علي محاولته إبتلاع غضبه التي زاد من إشتعاله أستفزازها و قال بصرامه
كلامنا لسه مخلصش . هروحك أنتي و الغبيه إلي جوا دي و بعدها نتكلم عشان نحط النقط عالحروف 
كانت هذه أكبر جمله تفوه بها منذ أن عرفته لذا كانت تعلم أن خلف
حديثه هذا أشياء لن تعجبها و لكنها آثرت تأجيل كل شئ حتي تطمئن علي شقيقتها فقامت بتوجيه نظراتها إلي
فقالت بإختصار
هروح أطمن علي جنة 
كانت جنة مستلقيه علي سرير الكشف و الطبيبه تقوم بتمرير جهاز الموجات فوق معدتها و فجأة صدح صوت قوي لنبضات صغيرة جعلت كل خليه في جسدها ترتجف فنظرت إلي الطبيبه التي قالت بوقار
سامعه صوت قلبه !
دون حديث إنهمرت الدموع فوق وجنتيها و شعرت
بأن قلبها علي وشك الخروج من مكانه من فرط التأثر
كانت تشعر و كأن نبضاته تعاتبها علي جريمتها التي كانت علي وشك إرتكابها في حقه فلم تستطع الإجابه علي سؤال طبيبتها التي قالت
بتأثر
لما جتيلي و قولتيلي إنك عايزة تنزلي البيبي أول حاجه جت في بالي إني أطردك فورا بعد ما أديكي الدش المتين. بس لما عيني جت علي إيدك إلي كنتي فيها بطنك و كأنك بتحمي إلي جواها من نفسك و خدت بالي من شفايفك إلي بترتعش قولت دي مش منظر واحده عايزة تضحي بضناها أبدا . قولتلك أتفضلي عشان أكشف عليكي بس وقتها مكنش لسه في نبض عشان كدا أديتك ميعاد النهاردة بحيث تيجي في الوقت إلي يبقي قلب الطفل بدأ ينبض و كنت واثقه أنك بعد ما تسمعي صوت قلبه عمرك ما هتقدري تضحي بيه . أنا معرفش ظروفك إيه بس صدقيني ربنا مأردش أنك تحملي فيه إلا إذا كان له حكمه في دا و زي ما زرعه جواكي أكيد هيلطف بيكي و بيه . أحمدي ربنا علي النعمه دي في آلاف الستات بتجيلي هنا عندها استعداد تدفع عمرها كله قصاد انها تبقي أم . بتتمني بس ضافر طفل . استغفري ربنا علي الچريمه إلي كنتي عايزة تعمليها دي . و أحمدي ربنا الف مرة أنه أنقذك في الوقت المناسب 
أنهت الطبيبه حديثها تزامنا مع دخول فرح التي نظرت إلي ملامح شقيقتها المڼهارة فهرولت ټحتضنها فعلى صوت بكائها و هي تقول يإنهيار
أنا كنت ھموت أبني يا فرح . كنت هقتله بإيدي .
حاولت فرح تهدئتها فأخذت تمررا وهي تقول بتأثر
أحمدي ربنا أنك اتلحقتي في الوقت المناسب يا جنة . 
جنة بإنهيار
أنا سمعت
تم نسخ الرابط