حكاية حياتي ملكك
المحتويات
.. طب وخالد ..! هنقوله ايه ..!
نظر اليها بقلة حيلة وقال
مفيش غير الحل ده .. وخالد ده تنسيه تماما ..
قالت ملك بأسى
انسى حب عمري .. ازاي ..! انت عارف انوا خالد كل حياتي ..
صاح بها مستنكرا
كفاية يا ملك .. انا مش ناقص .. ثانيا مش انت اللي ساعدتيها .. استحملي بقى ..
هطلت دموع ملك بغزارة بينما اشاح هو بوجهه وقال
سارت مسرعة خارج الغرفة لتجد علي ومنى امامها حيث تحدث علي بنبرته الطفولية
انت هتتجوزي يا
ماما ملك وتسيبينا ..
ازدادت شهقاتها وهي بينما منى تهتف بدموع حارة
انت مش قلتي انك مش هتسيبنا زي ماما ..
ابتعدت قليلا عنهما وقالت بصوتها الباكي
اتجهت مسرعة الى غرفتها كي لا يشهدان اڼهيارها أماميهما ..
حل المساء ..
كانت ملك قد ارتدت فستانها وانتهت خبيرة التجميل من وضع المكياج لها بينما ابنة خالتها هبة تساعدها ..
كفاية عياط بقى .. الميك اي هيبوظ ..
قالتها هبة برجاء خالص لتتوقف ملك عن بكائها وهي تمد يدها لتتناول نظارتها الطبية الا ان هبة منعتها
امال هشوف ازاي ..!
قالتها ملك ببراءة لتزفر ريم انفاسها وهي تقول
معندكيش لينسز تلبسيها بدل النظارة ..
ردت ملك پخوف
عندي بس بخاف البسها ..
هي فين ..!
سألتها هبة بجدية لترد ملك بضيق
قلتلك بخاف البسها ..
قالت هبة بإصرار
هي فين يا ملك .. مانتي اكيد مش هتتجوزي بالنظارة ..
انتهت هبة اخيرا من كل شيء واصبحت ملك جاهزة لاستقبال عريسها حينما خرجت سامحة لحامد برؤيته ابنتها والحديث معها ..
ما ان دلف حامد الى الغرفة حتى ادمعت عيناه وهو يرى ملك صغيرته بهذا الموقف ..
قالت ملك بسرعة
خالد عرف ..! قال ايه ..!
لسه موصلش اصلا .. طيارته هتوصل بكره ..
هزت رأسها وهي بالكاد تكتم دموعها ليهتف حامد بجدية
اتفقت مع جاسر انوا الجوازة هتستمر لست شهور وبعدين يطلقك ..
بجد ..!
لمعت عينا ملك بسعادة غريبة قبل ان تقول بأسى
تفتكر خالد هيغفرلي جوازي ده ..
زفر حامد انفاسه بضيق وقال
مش مهم خالد .. المهم انت ..
البيت هيبقى فاضي من غيرك يا ملك ..
ادمعت عيناها وهي تسأله
علي ومنى .. مين هيهتم بيهم ..!
رد الاب محاولا طمأنتها
انا بعت لدادة فاطمة .. هتجي من البلد وترعاهم الكام شهر دول لحد مترجعي ..
هيوحشوني اوي ..
قالتها بغصة مؤلمة ليقترب منها والدها ويحتضنها قبل ان يبتعد عنها وغصته تزداد فملك لم تكن مجرد ابنته بل هي كل شيء بالنسبة له
..
لقد تحملت المسؤولية كاملة بعد ۏفاة والدتها منذ ستة اعوام .. اصبحت ام بديلة لاخويها وراعتهما كما تراعي الام ابنائها .. اعتنت بالمنزل ايضا وكانت مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة فيه .. عكس ريم والتي كانت تكبرها باثني عشر عاما الا انها كانت بعيدة كل البعد عن عائلتها واخوانها حيث كان لها اهتمامات مختلفة تماما ..
يلا بينا .. زمان عريسك وصل ..
قالها حامد وهو يقبض على كف يدها ويسير بجانبها متجها بها الى الطابق السفلي حيث ينتظرها جاسر وعائلته كي يتم عقد القران ويأخذناها الى قاعة الحفل ..
كان جاسر يقف بجانب كمال ابن عمه وهو يشعر بالضيق والاختناق الشديدين ..
لا يصدق ما يحصل معه .. صباحا كانت يستعد للزواج من ريم حبيبته الفاتنة ذات الجمال الخلاب والان هو سيتزوج اختها ملك التي لم يرها سوى مرات معدودة ادرك من خلالها مدى بشاعتها و ضعف شخصيتها ..
زفر انفاسه بضيق وهو يلعن ريم في داخله وذاكرته تعود الى الخلف .. كيف دخلت الى حياته وظلت تطارده كثيرا حتى جعلته يغرم بها ويتقدم لخطبتها ..
مالذي تغير وجعلها تهرب ..! مالذي حدث وكيف تجرأت على الهروب منه ..!
افاق من افكاره على صوت كمال ابن عمه وهو يهمس له
العروسة وصلت ..
رفع بصره نحو السلم ليتفاجئ بملك اخرى غير التي يعرفها .. كانت طفلة بريئة للغاية بملامح ناعمة رقيقة وعينين حزينتين .. لم تكن خارقة الجمال لكنها كانت بريئة ولطيفة بشكل جذاب محبب ..
افاق من شروده على صوت حامد وهو يقترب منه ويقدم ملك له والتي اخفضت بصرها ارضا ليمسك جاسر بيدها ويسير بها نحو الكنبة وسط نظرات هبة المشفقة وسيلين الحاقدة ..
تم عقد القران
بسرعة واتجه الجميع الى قاعة الحفل التي كانت في افخم فندق في البلاد ..
كان الجميع يمثل دوره بإحترافية عالية مما جعل ملك تشعر بالاختناق الشديد واخذت تتخيل نفسها في وضع اخر تتزوج من خالد حبيبها تبتسم لها ويبادلها ابتسامتها باخرى مماثلة .. يراقصها على احدى اغنياتهما المفضلة ..
ادمعت عيناها بقوة وهي تتمنى ان ينتهي الحفل على خير ..
دلفت ملك الى الجناح الفخم في قصر عائلة جاسر ..
سمعت جاسر يغلق الباب خلفهما پعنف فارتجف جسدها كليا ..
اغلقت باب الخزانة بسرعة بينما انتهى جاسر من ارتداء ملابس الخروج وحمل هاتفه وخرج من الغرفة لتتطلع الى اثره بحيرة قبل ان تجلس على طرف السرير وهي تفكر في شيء مناسب ترتديه ..
انتبهت اخيرة الى تلك الحقيبة الضخمة الموضوعة في احد اطراف الغرفة لتنهض من مكانها مسرعة وتفتحها لتجد ملابسها فيها ..
ابتسمت بسعادة وهي تخرج احدى بيجامتها .. حملت البيجامة واتجهت نحو الحمام ولم تنس ان تأخذ نظارتها معها والتي وجدتها في نفس الحقيبة ..
وقفت امام المرأة وبدأت تحاول خلع العدسات كما علمتها هبة فنجحت اخيرا في خلعها بعد عدة محاولات ..
ثم اخذت تغسل وجهها وتزيل مساحيق التجميل من عليه ..
واخيرا بدأت تحاول نزع فستانها لتفك سحابه بعد عدة محاولات وترتدي بيجامتها المريحة ..
خرجت من الحمام بعدما جففت وجهها ورفعت شعرها على هيئة كعكة ثم قررت ان تنام بعمق على السرير ولا تفكر فيما سيحدث في الغد فيكفيها ما حدث اليوم ..
في احدى الشقق الراقية ..
كان جاسر يحمل كأس من المشروب ويتناوله بشرود حينما اقتربت منه احداهن وهي تهتف بسعادة
مصدقتش نفسي لما لاقيتك واقف قدام الباب .. واخيرا افتكرتني يا جاسر ..
نظر جاسر اليها وقال
للدرجة دي واحشك يا لونا ..!
ابتسمت وهي ذراعه
واكتر كمان .. انت حبيبي يا جاسر ... حبيبي اللي مقدرش ابعد عنه ..
ثم اكملت بحيرة
بس مش غريبة انك تجيني ليلة فرحك بعد ما قطعتني المدة دي كلها ...
صاح بها جاسر بحدة
لونا .. لمي لسانك ..
اړتعبت بشدة من نبرة الڠضب التي سيطرت عليه وقالت معتذرة
اسفة والله .. انا بس شايفك مدايق ..
قاطعها بجدية
اقتربت منه وهي تهتف بحب
طب بذمتك .. من بين كل الستات اللي عرفتهم .. لقيت وحدة زيي ..
ابتسم بتهكم وقال
انت مفيش زيك يا لونا .. عشان كده الوحيدة اللي فضلت معاها طول السنين دي ..
ضحكت
الفصل الثالث
دلف جاسر الى جناحه فجرا .. خلع سترته ورماها على السرير
متابعة القراءة