حكاية فتى يتيم إسمه محمود يعيش مع جديه العجوزين

موقع أيام نيوز


أخبرته عنه و بدأ يفكر فيما حصل له وتساءل إن لم تكن العجوز ستقوده إلى حتفه ثم مشى ثلاثة أيام حتى تعب واشتد به العطش ولام نفسه على عدم أخذ صرة الدنانير والرجوع إلى بيته فبفضل ذلك المال سيكبر قطيعه وتتحسن حاله .
بينما هو سارح في أفكاره سمع صوت شيئ يتكسر تحت قدمية فلما أحنى رأسه قفز مذعورا فلقد كانت جمجمة نخرة وهناك كثير من العظام ملقاة حوله فابتلع ريقه وفجأة لمح أشباحا تتحرك وبعضها دون رأس أو ذراع فخاف وهم بالهرب لكنه تذكر وصية العجوز وواصل طريقه ثم شاهد أمه تناديه و تمد له ذراعيها فأغمض عينيه وبدأت الديدان والعناكب تزحف على ساقيه وهو يحس بدبيبها على لحمه فجرى حتى بانت له السنديانة من بعيد وكان إلى جانبها صخرة وبمجرد أن وصل إليها إرتمى على الأرض من شدة التعب وأحس بالراحة فلقد كان الخۏف الذي أصابه فضيعا ثم أخرج قربة الماء وبلل شفتيه اللتان يبستا وبعد قليل سمع صوت أقدام ثقيلة تقترب ولما أطل رأى ثلاثة رجال خضر العينينلهم جسم إنسان وحوافر ماعز يجلسون تحت السنديانة ثم أخرج القوم شرابا وطعاما وشرعوا في الأكل والشرب حتى إمتلأت بطونهم وثملت رؤوسهم . 

قال الأول أنا أقوى منكما فلي جوهرة التاج التي تبعد الهوام والعين والسحر وبفضلها لا أخشى سحركم وهي موجودة داخل عش نسر في قمة جبل الصوان رد عليه الآخر بل أنا الأقوى فلي عباءة من يلتحف بها يختفي عن الأنظار ويسرق جوهرتك وهي وسط صندوق في البحيرة الزرقاء ضحك الثالث وقال أما انا فلا يغلبني أحد لأني أملك قمحا السنبلة منه فيها ألف حبة وكلكم تعرفون الجوع إلا أنا وهو موجود في بئر لا قاع له .لما حان نصف الليل إنصرفوا في حالهم وتواعدوا على اللقاء في السنة المقبلة ثم نهض محمود وشد الرحال إلى جبل الصوان وكان بعيدا ولا أحد يستطيع الصعود إلى قمته وبينما هو يمشي
رأى حصانا يرعى فتساءل ماذا يفعل هذا الحيوان بمفرده ونظر يمينا وشمالا فلم ير أحدا فقال سأستعيره ومقابل ذلك سأترك جراب الطعام والماء فإن كان له صاحب سيعلم أني أرده إليه .
عندما هم بركوبه قال الحصان لقد نجحت في الاختبار ورضيت أن تترك زادك لكي لا يظن بك الناس سوءا والآن خذ جرابك فالرحلة طويلة !!! قال محمود في نفسه هذا عجيب فمنذ متى تتكلم الدواب ولماذا لم تخبرني العجوز عنه سار الحصان بسرعة وبعد سبعة أيام بلغ جبلا تناطح قمته السحاب فصعد الحصان في الدروب الضيقة حتى وصل إلى شجرة عالية فيها عش عظيم فتسلقها محمود بخفة ثم أطل داخل العش ورأى جوهرة حمراء مع
فراخ النسر فأخذها وأطعم الصغار حتى شبعت وما كاد ينزل حتى رأى نسرا يحلق فوق رأسه وحين رأى فراخه نائمة وهي بخير نزل إلى العش وغطاها تحت جناحيه قال الحصان فعل الخير أنجاك أيضا هذه المرة هلم بنا إلى البحيرة الزرقاء فهي ليست بعيدة من هنا ...
...
حكاية الراعي وبنت السلطان
من زمن الخيال
الوصول إلى المدينة الحلقة 4 
بعد ثلاثة أيام وصل محمود إلى بحيرة واسعة تحيط بها ثلاثة جبال شاهقة ولما رآها عرف لماذا يطلقون عليها الزرقاء فلقد كانت أصفى من لون السماء وماءها من قطرات الندى فكر الفتى كيف سيجد الصندوق الذي في القاع قال له الحصان سأسأل إحدى الأسماك وهي ستقول لنا الخبر الصحيح رد محمود يجب أن تكون سمكة مثلها لتفهم لغتها !!! أجاب الحصان ويحك هل تظن أني دابة لا تصلح إلا للركوب إعلم أني كنت في خدمه كاهنات الغابة وهن مخلوقات لطيفة تحمي الطبيعة وتعاقب من يفسدها وتقضي على جمالها وهن وجدن من أقدم الأزمان وعاصرن الأنبياء وصعود الممالك والدول حتى جاء ذلك الساحر البغيض وأرسل علينا مرضا غريبا أهلك غابتنا وماټت أكثر الكاهنات وأخرى لاحقتها الغربان وولم تنج إلا واحدة عجوز ركبت على ظهري وجريت بها بعيد ا ثم أوصتني بمساعدتك ولما اختبرتك أيقنت أنك الشخص المقصود التي تحدثت عنها النبوءة في كتبهم .
كان محمود يسمع ويحس بالحزن فهو أيضا يحب الطبيعة ويقضي
 

تم نسخ الرابط