حكاية مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
بصوت خاڤت
أيوة شاريها
قال عبد الحميد وهو ينظر الى الأعين المتعلقة به
يبقى تجيبوا المأذون وتكتبوا الكتاب دلوقتى حالا
نظرت اليه ياسمين بدهشة قائله
بابا حضرتك بتقول ايه
صاحت ريهام
بابا ازاى يعني وحضرتك تعبان كده
سعل عبد الحميد بشدة أتت الممرضة وطلبت من الجميع الخروج شد عبد الحميد كفيه على كفى بداته قائلا بصوت خرج بصعوبة
الټفت الى عمر وكرم قائلا
قولتوا ايه شاريين بناتى ولا لأ
قال كرم
أكيد طبعا ومعنديش مانع أبدا انى أكتب الكتاب هنا لو ده هيريحك يا عم عبد الحميد
نظر عبد الحميد الى عمر منتظرا رأيه قال عمر بثقه
وأنا كمان شاريها وشاريها أوى ومعنديش مانع انى أكتب عليها هنا دلوقتى
عندها تذكرت أين ومتى عاشت هذا المشهد انه هو نفس المشهد ونفس الإحساس ونفس نبضة قلبها الحزينه للمرة الثانية تتزوج برجل لا تريده
بعد ساعتين خرج الطبيب من الغرفة ونظر للجميع بأسف قائلا البقاء لله
الفصل السابع والثلاثون
Part 37
خيم الحزن على المزرعة التى أصبحت مرتعا للأحزان
افتقدت الفتاتان أباهما بشدة ساعد الجميع فى اجراءات الچنازة والډفن ډفن فى القاهرة فى المقاپر التى دفنت فيها زوجته مرت الأيام على الفتاتان ببطء شديد وكأن عقارب الساعة
استمعت أمه الى حديثه كاملا وعن تفاصيل آخر لقاء له مع ياسمين صبيحة يوم كتب الكتاب ثم قالت فى هدوء
بص يا عمر كتير بنات پتخاف لما الموضوع بيدخل فى الجد يعني پتخاف انها تكون اختارت غلط پتخاف انها لسه مش عارفه كويس الراجل اللى هى هتبقى مراته تعرف آخر مرة كانت ياسمين عندنا هنا قبل كتب الكتاب بيومين جت سيرة الماجستير والدكتوراه بتوعك لقيتها مندهشة يعني حتى مكنتش تعرف عنك المعلومة البسيطة دى هى فعلا يا عمر لسه البنت متعرفش حاجات كتير عنك وده أكيد مخوفها دى مخاۏف أى بنت عادية ما بالك بأه بواحدة مطلقة وكانت متجوزة واحد أستغفر الله زى طليقها ده راجل معندوش ضمير متخيل حجم المخاۏف اللي جواها عاملة ازاى خاصة ان والدها قال ان طليقها
تنهد عمر قائلا
يعني أنا أعمل ايه دلوقتى
بص يا حبيبى دلوقتى هى بتمر بحالة نفسية صعبة بسبب مۏت والدها وبسبب جوازها المفاجئ بعد ما جتلك وقالتك ان الجواز ملغى فكل اللى مطلبو منك هو انك تفضل جمبها فى أزمتها وتتحملها لحد ما تخرج منها على فكرة يا عمر الست بتقدر أوى الراجل اللى يقف جمبها وتحسن انه سند ليها الست لما بتلاقى راجل بيحبها وخاېف عليها وواقف جمبها حتى وقت الخلاف بينهم لازم ڠصب عنها تعشق التراب اللى بيمشى عليه ياسمين خلاص بأت مراتك وانت جوزها وكمان البنت ملهاش أى حد غير أختها الأصغر منها يعني انت كل عيلتها دلوقتى يا عمر
أومأ عمر برأسه وقد شعر بالراحة للحديث مع أمه فقد أجابت على الأسئلة التى كانت تعتمل داخل عقله وقلبه قرر أن يقف بجوار حبيبته فى محنتها ولن يتخلى عنها أبدا
حاول أن يتصل ب ياسمين مرة أخرى لكن هاتفها مازال مغلقا فخرج من منزله وتوجه الى غرفتها فى سكن العمال طرق الباب بعد فترة فتحت ريهام مرتدية اسدال الصلاة نظرت اليه بإستغربا فقال لها
ازيك يا ريهام أخبارك ايه
كويسه الحمد لله
ياسمين موجودة
أومأت برأسا فقال
طيب لو سمحتى قوليلها انى عايزها
دخلت ريهام دقيقتين وخرجت ياسمين مرتدية اسدال الصلاة هى الأخرى نظر اليها يملى عينيه برؤياها التى حرم منها لأيام كانت ضعيفة ذابله دامعة العينين رق قلبه لحالها اقترب منها قائلا بحنان
حبيبتى انتى كويسه
أومأت برأسها وتحاشت النظر اليه رفع يده ليمرر ظهر أصابعه على وجنتها قائلا
أفله تليفونك ليه وليه مبترديش عليا
أبعدت وجهها عن أصابعه فسحب يده وظل ينظر اليها فى صمت وهى مازالت تتحاشا النظر الى وجهه طال الصمت بينهما نظر اليها قائلا
ماشى هسيبك براحتك بس لو سمحتى افتحى تليفونك عشان لما أحب أطمن عليكي بدل ما كل شوية تلاقيني جايلك هنا أنا سبتك الكام يوم اللى فاتوا
برحتك بس قدرى انى قلقان عليكي وحابب أسمع صوتك وأطمن عليكي
صمت برهه ثم قال
ماشى يا ياسمين
أومأت برأسها فقال
لو احتجتى حاجه كلمينى
غادر عمر وعادت الى سريرها تلقى بنفسها عليه اعطت
ريهام ظهرها حتى لا ترى العبرات التى تتساقط من عينيها فى صمت سألت دموعها لماذا تسقطين يا دموعى أبسبب مۏت أبي الرجل الوحيد الذى أثق به فى هذه الدنيا أم تسقطين بسبب حالى وما يحدث لى كفى يا دموعى عن السقوط لم أعد أحتمل حرارتك على وجهى ألا تجفين أبدا لماذا تذكرينني دائما بطعمك المالح فى فمى أريد أن أنسى طعمك يا دموعى لماذا تذكريني بك دائما وتخرجين من عيناى بكل اصرار وكأنك تتحديني وكأنك تتعندين أن تؤلميني لماذا يا دموعى لا ترحميني !
اقتربت منها ريهام وجلست بجوارها على الفراش التفتت ياسمين اليها وجلست قالت ريهام بأسى
وحشنى أوى يا ياسمين
اغرورقت عينا ياسمين بالدموع قائله
وأنا كمان وحشنى أوى
ثم قالت
عايزين نعمل صدقة جارية ليه
أومأت ريهام برأسها قائله
زى ايه
مش عارفه لسه بفكر بس عايزين نعمله أكتر من حاجه عشان ثوابه يكون أكبر
ثم تساقطت عبرة من عينيها وهى تقول بصوت مرتجف
الانسان لما بېموت الحاجة الوحيدة اللى بيستمر ياخد عليها ثواب هى ان ولاده يدعوله ويعملوله صدقة جاريه وعايزين نعمل لماما كمان
أومأت ريهام برأسها وأسندتها على كتف أختها قائله
ماشى أنا هديكي كل الفلوس اللى أنا محوشاها من مرتبي وانتى شوفى هتعملى بيها ايه
قالت ياسمين
لأ مش هاخدهم كلهم احنا لسه منعرفش احنا هنعيش ازاى خلاص كدة معاش بابا الله يرحمه اتقطع عننا لاننا اتجوزنا يعني ملناش أى مصدر رزق نعيش منه الا شغلنا هنا وأمورنا دلوقتى اتلخبطت
رفعت ريهام رأسها ونظرت اليها قائله
ايه اللى هيحصل دلوقتى يا ياسمين أقصد بعد ما كل واحدة
فينا اتكتب كتابها وبعدين ايه اللى هيحصل طبعا الفرح لازم يتأجل بس هل هنفضل نشتغل عندهم زى ما احنا ولا لأ ولو مشتغلناش هنصرف على نفسنا منين
نظرت ياسمين الى ريهام قائله
ربنا موجوده مش هيسبنا اطمنى يا ريهام ربنا قادر يبعتلنا الحل لكل مشاكلنا
فتحت ياسمين أحد الأدراج بجانبها وأخرجت مصحفا وفتحته وأسندت ظهرها الى الوسادة خلفها وبدأت فى القراءه رجعت ريهام بظهرها للخلف وأسندت رأسها على كتف أختها تستمع الى تلاوتها
فى اليوم التالى خرجت ريهام من الحمام لتجد أختها ترتدى ملابسها فسألتها
انتى خارجه
قالت ياسمن شارحه
أيوة هروح أشوف موضوع الصدقة الجارية اللى اتكلمنا عنه امبارح
آجى معاكى
لا يا حبيبتى مفيش داعى خليكي
خرجت ياسمين توجهت الى الطريق المؤدى للبوابة كان عمر يقف أمام البوابة يتحدث الى رجل داخل سيارته نظر الى ياسمين فتجاهلت نظراته أنهى عمر كلامه مع الرجل الذى انطلق بسيارته خارج المزرعة ثم توجه اليها يقطع طريقها قائلا
ياسمين راحه فين
نظرت اليه يالله لكم تؤلمنى رؤيته وتذكرنى بكل ما أريد نسيانه أعاده سؤاله
راحه فين يا ياسمين قالت بهدوء
نازله المنصورة
تعملى ايه فى المنصورة
قالت بشئ من نفاذ الصبر
هشترى شوية حاجات
قال وهو يهم بالإنصراف
طيب ثوانى هجيب العربية وآجى
قالت بسرعة
مفيش داعى أنا هروح لوحدى
نظر اليها بحنان قائلا
ازاى يعني أسيب مراتى تركب فى المواصلات وأنا موجود
خفق قلبه عندما سمعت منه كلمة مراتى
متابعة القراءة