يحكى أن ملكا الټفت وهو في أعلى قصره فرأى امرأة على سطح دار وكانت جميلة جدا
قومي إلى زيارة بيت أبيك .
قالت لماذا
قال إن الملك أنعم علي وأريد أن تظهري لأهلك ذلك .
فقامت وتوجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها فأقامت عند أهلها شهرا فلم يسأل عنها
زوجها ولم يذكرها فأتى إليه أخوها وقال إما أن تخبرنا بسبب غضبك وإما أن تحاكمنا إلى الملك .
فقال فوزي إن شئتم الحكم فافعل فما تركت لها علي حقا
فأتى معهم إلى القاضي وهو إذ ذاك جالس إلى جوار الملك
فقال أخو الزوجة مولانا قاضي القضاة إني أجرت لهذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئره فالټفت القاضي إلى الغلام وقال له ما هو قولك يا فوزي .
فقال أيها القاضي قد تسلمت البستان وسلمته إليه أحسن ما كان .
قال نعم ولكن أريد معرفة السبب لرده .
قال القاضي ما تقول يافوزي
فقال والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوما من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد يعني نعل الملك فخفت أن يغتالني الأسد فحرمت دخول البستان إكراما للأسد
وكان الملك متكئا فاستوي جالسا
وقال يا غلام ارجع إلى بستانك آمنا مطمئنا فوالله إن الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثرا ولا التمس منه ورقا ولاثمرا ولا شيئا ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من غير بأس ووالله ما رأىا لأسد مثل بستانك ولا أشد احترازا من حيطانه على شجره فرجع الغلام إلى داره ورد إليه زوجته ولم يعلم القاضي بشيء مما حدث.
اذا أعجبتك القصة لاتنسى الصلاة على من ضحى بعمره ووقته ليرفع شأن هذا الدين العظيم