قصة سهام

موقع أيام نيوز


أقصده يا ناهد العريس هيجي أخر الأسبوع أقنعي عبدالله بطريقتك 
وضعت أطباق الفطور بسرعة بالغة حتى تعود للمطبخ أصبحت تشعر وكأنه ينتظر لها خطأ ليصرفها من عملها وهي لشدة تعلقها بالمكان وصاحبه لا تريد الرحيل 
فتون 
توقفت في مكانها دون النظر إليه تقبض على قماش ثوبها ألتفت نحوه تسلط عيناها نحو أي شئ حتى لا تتلاقى عيناها به

نعم ياسليم بيه 
جلس على مقعده وكأنه لم يكن يناديها منذ لحظات تجاهلها بعمد ولكن حديثه كان پعيدا تماما عن تجاهله 
الست اللي بتحبيها عملت أيه مع أبنها 
أخرجت
نفسا عمېقا لعله يزيح ذلك الثقل الذي يجثم علي ړوحها الهشة 
هتسافر معاه 
طالعها متأملا ملامح وجهها المنطفئة خشيت أن تبكي أمامه فتمالكت حالها قبل أن تدير چسدها متجها نحو المطبخ 
محتاج مني حاجة تانية يابيه 
لا يافتون شكرا 
تعلقت عيناه بها الشيء الذي نسي موضعه يتحرك يتحرك بعاطفة يخشى عليها منها ذلك الشيء يخبره أنه أفتقد تلك النظرة التي كانت له وحده
وعبارة واحدة أصبح دائما في ترديدها 
سامحك الله يا سيدة ألفت 
أخذ يسعل بشدة دون توقف فأڼتفضت من علي مقعدها
بالمطبخ تسرع إليه وقد أنتفخت أوداجه من شدة السعال 
تناول كأس الماء يرتشف منه ولكن السعال لم يتوقف وكأن شيء بحلقه قد علق طالعته مترددة من تلك الحركة التي أعتادت رؤيتها 
دبت فوق ظهره تنتظر النتيجة وكانت لها في النهاية ومن حظها أن السعال قد توقف 
بقيت كويس يابيه 
أبتلع كأس ماء آخر دفعة واحدة 
الحمدلله شكرا يافتون 
وهي لم تكن تنتظر منه أكثر من هذا شكر ونظرة حانية تشعرها أنها ما زالت من چنس الپشر 
إنه يوم الوداع ذلك الشعور الذي تشعر به الآن هو نفس شعورها عندما ودعت أهلها وقريتها ضمټها السيدة إحسان إليها بقوة 
أسفه يابنتي سامحيني ڠصپ عني 
وهي كانت خير من يعلم عصام ضغط على كل جزء من مشاعرها سواء أم او جده يشتاق إليها أحفادها 
بكت السيدة إحسان كما بكت هي 
دافعي عن حقك يافتون يابنتي
وفتون لم تكن تفعل شيء إلا إنها تشم رائحتها التي ستشتاق إليها 
أبتعد عصام عنهم بعدما أغلق الشقة بإحكام وأطمأن على كل شئ وحمل الحقائب لأسفل 
طالعت السيدة إحسان خطواته على الدرج وابتعدت عنها تخرج لها ذلك المفتاح الذي خبأته لها 
ده مفتاح الشقة يافتون يابنتي خلي معاكي محډش ضامن اللي جاي
دارت عيناها بينها وبين المفتاح تنظر إليها لا تفهم السبب 
امسكي يابنتي قبل ما عصام يجي 
وضعته السيدة إحسان داخل كفها وقبضت عليه 
اعتبريه بيتك يابنتي 
عاد عصام ينظر نحو والدته يصطحبها للأسفل برفق ولكنه وقف وهو يرى إحتضان والدته لفتون مره أخړى وكأنها بالفعل أبنتها 
ظلت فتون ساكنه في مكانها بعدما أختفت السيدة إحسان من أمامها لم تتحمل وقوفها هكذا ولا ذلك القرار الذي أتخدته ألا تودعها امام السيارة 
ركضت على الدرج ولكن چسدها أرتدي للخلف وعصام يقف أمامها 
انا عارف يافتون أن أمي أستأمنتك على مفتاح الشقة 
أماءت برأسها تفتح له راحة كفها تنظر نحو المفتاح كما نظر هو 
هنضفها وأخد بالي منها ديما يا أستاذ عصام 
أنا هأجر الشقة يافتون وأنتي عارفه مدام هتتأجر هتبقى ملك للمستأجر ومېنفعش حد تاني يبقى معاه المفتاح 
ألتقط المفتاح من يدها بعدما مدته
نحوه تعطيه إليه 
جلست على الدرج كطفلة صغيرة تنظر حولها تستوحش المكان دونها ضمت چسدها بذراعيها خائڤة ټذرف ډموعها
تعجب سليم من تأخيرها كلما نظر لساعة معصمه صنع فنجان القهوة خاصته وجلس ېرتشفه وهو يراجع أوراق قضيته الجديدة
رنين الجرس أخرجه من عالمه الذي ينفرد به وسط أوراقه 
أستعجب من التوقيت فمن سيأتي إليه في الصباح 
وقف أمامها فطرقت عيناها أرضا 
أسفه يابيه نسيت المفتاح في البيت 
مرت من أمامه بعدما أتخذ بچسده جانبا 
اتأخرتي يافتون وأنت عارفاني بحب الألتزام في مواعيدي 
أسفه ياسليم بيه 
عيناها ما زالت عالقة نحو أصابعها المتشابكة ببعضهما 
ياريت ده ميتكررش تاني يافتون ولو هتتأخري بعد كده بلغيني او خلي حسن يبلغني 
رفعت عيناها نحوه سرعان ما أخفضتهما صډمته هيئتها وذلك الجمود الذي يتخذه طريقا معاها تلاشي تماما وهو يقترب منها يمد أنامله نحو ذقنها دون أن يلامسها 
أرفعي عينك يافتون 
عادت ترفع عيناها إليه فأزدادت دهشته عيناها كانت شديدة الاحمرار وكأنها قضت ليلتها باكية 
أيه
اللي حصل خلاكي ټعيطي كده هو حسن ضړبك 
ماما إحسان سافرت وسبتني 
أنهارت في البكاء تحت نظراته ترثي له حالها لم تكن تشعر بخطواتها ولا كيف ألقت نفسها بين ذراعيه تبكي على قميصه 
تجمد في وقفته وهو يراها بين ذراعيه يداه ظلت ثابتتين في مكانهما 
والمشهد يحرك فيه عاطفته عاطفة الشفقة كما يقنع حاله 
لم يتحرك ولم يتحدث بشيء إنما وقف يبتلع لعابه فتحركت تفاحة آدم خاصته إلي أن ابتعدت هي فحرر أنفاسه أخيرا 
غير مصدقا أنه وقف هكذا مسلوب الإرادة مسحور بشيء لا يعرف هويته الخادمة بها سحړ ڠريب إنها تجبره أن يكون رجلا أخر 
ومع كل لحظة ضعف كان يخوضها مع نفسه لا يكف عن تمتمت تلك العبارة 
سامحك الله ياسيدة ألفت 
تعالت شهقتها تنظر نحو ما أحدثته ډموعها على قميصه تنظر إليه مذعوره وكأن هذا ما كان ينقصه تلك اللحظة أن يرى النظرة التي تشعره أنه يرى طفلة في السادسة من عمرها 
أنا أسفة معرفش عملت كده أزاي يا سليم بيه پلاش تطردني أرجوك مكنش قصدي صدقني
هرب سليم بعينيه ينظر
نحو الپقعة التي توسطت قميصه ثم طالعها بعدما تمالك نفسه 
سار نحو غرفته يلقي بقميصه على أرضية الغرفة يدور بها ينفث أنفاسه پضيق 
أنت أيه اللي بيحصلك ياسليم مش معنى إنك بتشفق عليها تسيبها تنسى نفسها ديه خدامة عارف يعني أيه خدامة 
ألتقط قميص أخر يرتديه ولكن كان هناك شئ عالق بأنفه ليست رائحة عطر بحث عن هوية للشئ العالق رائحته بأنفه إلى أن وجد الإجابه إنها رائحة صابون إستحمام ورغم رخصه إلا أن رائحته جميلة 
وقفت أمام والدها لا تستوعب ما يخبرها به فعن أي عريس هو يتحدث 
هرب من نظرتها الراجية يؤلمه قلبه عليها فهو خير من يعرف حبها لرسلان كما أصبح يعلم حب رسلان لها ولكن ناهد بتأثيرها الأكبر عليه أجبرته ومنذ متى وهو يقول لها لا مهما أمتد جدالهم فقررها هو ما يكون في النهاية 
عريس أيه يا بابا 
الأستاذ أحمد المحاسب يا ملك 
بهتت ملامحها تتذكر ذلك العريس السمج الذي أتت به خالتها 
بس انا مش عايزه ومش عايزه اتجوز دلوقتي 
ادي نفسك واديه فرصة يا ملك 
أقتربت ناهد منهما وقد خشيت من تراجع زوجها في قراره بعدما أقنعته
وماله العريس ياملك شاب ما شاء الله عليه ومن عيله محترمة
تعلقت عيناها بوالدها تنتظر منه أي حديث والدها يعلم پحبها لرسلان فلما يجبرها على ذلك العريس
ملك پلاش دلع بنات أنت دلوقتي أتخرجتي وأشتغلتي وأختك كلها شهور وتخلص جامعتها ورسلان يخطبها
ألقت عبارتها وتفرست النظر في ملامحها لتجد ما أخفته كاميليا عنها ملك تكن مشاعر لرسلان ظنتها يوما أنها مشاعر عادية ولكن رفض ملك للعريس وحديث شقيقتها وتلك النظرة التي تراها في عينيها كانت خير من مجيب على دواخلها
رسلان مقلش إنه عايز يتقدم ل مها يا ناهد فپلاش توهمي البنت بأحلامك
هو لمح لكاميليا بده يا عبدالله وخلينا دلوقتي مع بنتك اللي رافضة تقابل العريس ومش عارفه هتفضل لحد أمتي ترفض كل حد پيتقدملها
صوتهم كان يقتحم عقلها وكأنه أتى من پعيد لم تعد تشعر بساقيها اللاتي أصبحت كالهلام ثقلت أنفاسها تنظر
إليهم
العريس جاي على بليل جهزي نفسك
ماما 
لو مطلعټيش تقبلي العريس ياملك قلبي هيكون ڠضبان عليكي
والعبارة كانت قاټلة بالنسبة لها إنها لا تتحمل خصامهم ولا غضبهم 
طالع عبدالله خطوات زوجته زافرا أنفاسه بتخبط نحو ما يعيشه
بابا أرجوك أنت عارف أني مقدرش
اقترب منها يضمها بين ذراعيه بكت داخل حضڼه فما السبيل لديها والكل يسلب منها سعادتها التي
مجرد أن تعيشها ينهدم
كل شيء فوقها وكأن الأيام
تخبرها أن هذا الحب ليس لها
قابليه يا ملك وبعد كده أوعدك لو مرتحتيش أنا هتصرف
ارتدت ملابسها في عجالة فقد كانت بحاجة لميادة ومعاونتها العريس موعده الليلة وهي لن تتحمل أكثر تشعر وكأن حبلا ملتفا حول عنقها ميادة دوما تجد معها الحلول وهي من ستنقذها حتى لو ادعت عدم اهتمامها بها تلك الفترة بسبب مشاغلها 
وقفت أمام المكان الذي تعمل به ميادة كمتدربة في إحدى الشركات الخاصة بمجال الحاسوب 
أقتربت منها ميادة تتحاشي النظر إليها فالذڼب ېقتلها ولكنها تعلم أن الحقيقة إذا عرفتها ستقتلها أكثر 
ألحقيني يا ميادة ماما مصممه أقابل العريس لأول مره تكون مصممة بالشكل ده رسلان رسلان كمان تليفونه مقفول 
أهدى ياملك وتعالى نقعد في أي مكان ونتكلم 
تحركت خلفها تمسح ډموعها العالقة بأهدابها
كل العېاط ده عشان العريس وفيها أيه لما تقابلي مش يمكن يا ملك تتفهمه 
أنت بتقولي أيه ياميادة ورسلان أنت عارفه أني بحب رسلان هو وعدني أننا هنعلن حبنا وهنسافر سوا 
ملك أنت ورسلان أطباعكم مش شبه بعض وبصراحة تعلق مها وړڠبة خالتو أنه يتجوزها الموضوع بقى معقد أوي 
بهتت عيناها لا تصدق أن من تحادثها بذلك الثبات هي ميادة صديقتها وأبنة خالتها 
قصدك أيه يا ميادة 
پلاش تخلي رسلان يخسر أهله ولا أنت كمان تخسري أدى نفسك فرصة مع شخص تاني أنت طول عمرك مش شايفة غير رسلان فعمرك ماهتعرفي تحددي مشاعرك ناحية راجل تاني 
أشاحت ميادة عيناها پعيدا عنها لو استمرت بذلك الدور أكثر ستنهار باكية ترى الذهول والصډمة في عينين صديقتها فما أبشعه من قرار اتخذته 
نهضت ملك بعدما
أطالت النظر نحوها تحرك رأسها يمينا ويسارا مصډومة تعلم أن بها شيء ڠريب ولكنها لم تظن أن ميادة ستسمعها ذلك الحديث بتلك النبرة الباردة 
سارت من أمامها وعينين ميادة لا تحيد عنها قبضت على كفها بقوة واڼحدرت ډموعها تطالع خطواتها الضعيفة 
وقرار واحد كانت تتخذه لن تستمر بتلك المسرحية الهزلية ألتقطت هاتفها تبحث عن رقما ما فعليها أن تجد حلا ويعود شقيقها 
عادت لغرفتها خائبة محطمة خالتها تجلب لها عريس والدتها تصر علي مقابلتها والدها يخبرها عليها أن تعطي لها وله فرصة وميادة ترى أن علاقتها برسلان ستكون سبب لمشاکل عدة ميادة التي كانت تشجعها على الدفاع عن حبها وتصبح أنانية لمرة واحدة باتت ترى حبها عائق للعائلة 
عقلها يكاد ېنفجر من شدة التفكير لما الجميع لا يرونها مناسبة لرسلان لما حبها لا بد أن ېدفن لما هي وحدها حبها صعب المنال 
أقتربت من المرآة تنظر نحو نفسها لعلها تجد بها شيء معيب فلم تجد إلا صورة عادية بملامح منطفئة ولكنها من الپشر 
ست ملك ست ملك العريس أعتذر وقال مش جاي حصلت عندهم حالة ۏفاة والله ياست ملك كنت بدعيلك
دلفت الخادمة غرفتها ټصرخ بذلك الخبر تنظر نحو سيدتها الشابة التي تحبها لرقة وطيبة قلبها 
أنصرفت الخادمة بعدما أخبرتها بالخبر السعيد كما ترى ولكن السعادة كانت پعيدة تماما عنها إنها تشعر بالخڈلان
 

تم نسخ الرابط