حكاية اصقلها الشيطان (جميع الفصول كامله) بقلم سماح سماحه

موقع أيام نيوز

بما فعلت الإ أن قلبه تلمس لها العذر فقد كانت مراهقة طائشة أوقعها حظها العاثر في طريق شيطان عرف كيف يتلاعب بها ويستدرجها لطريقه بعدما أصقل معتقداتها بأفكاره السيئة والمنحطة هز رأسه بحزن وخرجت أنفاسه من جوفة ملتهبة تلهب قلبه وهو يقول 
ربنا يرحمك يا سدرة لوكنت مۏتي فعلا ولو لسه عايشة يبقى ربنا يحميك من كل شړ ونقدر نوصلك قريب 
طمني يا دكتور محرم هارون بخير صح 
زفر الطبيب وهو يرفع يده أمام حمدي 
هارون بيه أتكتب له عمر جديد والسبب دي 
يعني هارون كويس مفيهوش حاجة 
رفع الطبيب يده بأشارات تعبيرية 
أومئ حمدي وهو يزفر براحة ومد يده يصافح الطبيب 
بجد انا بشكرك يا دكتور محرم أنك طمنتني على حالة هارون 
أبتسم الطبيب له بكياسة 
لا شكر على واجب يا حمدي بيه بعد أذنك انا رايح مكتبي لو أحتجت حاجة انا هناك 
تمام يا دكتور أتفضل حضرتك 
ظل زاهر يغدو ذهابا وإيابا بقلق وخوف كبيران في تلك الغرفة الانفرادية التي ألقوه بها بمفرده منذ أن جاءوا به لهنا قبل عدة ساعات وحدث نفسه بشړ 
قسما بالله لو ما أتصرفت يا باشا وطلعتني من هنا ليكون عليا وعلى أعدائي اه ما هو انا مش هكون كبش فدا لطمعك وأنانيتك انا كدا كدا رايح في داهية ومش هسيبك تتهنى أنت بتعبي وشقايا دا لولا تخطيطي مكنتش كسبت الملايين دي كلها يا قاسم باشا ولو كنت مفكر أن منصبك كاوزير هيحميك من السچن والعقاپ فانا عملت حسابي وكل الورق اللي يدينك مع مراتي وانا مفهمها هتعمل أيه لو أتقبض عليا وكويس أني كلمتها قبل ما أجي على هنا عشان تنهض تتصرف 
وبقى هكذا يدور حول نفسه تارة ويحدث نفسه تارة أخرى حتى دخل عليه أحد العسكر يكبل يديه ويسحبه خلفه لحجرة المحقق لكي يبدأ استجوابه في تلك التهم الموجهة إليه وظل زاهر ينكر ما أنسب إليه مع
أصراره على تبرئة أسمه وأتهام هارون بتلفيق تلك التهم له وعندما يأس المحقق من أخذ أعتراف صريح منه أمد حپسه خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات حتى يجلب محامي للدفاع عنه ويتم التأكد من صح المستندات التي تدينه ليبث في أمره بما ينص عليه قانون العقوبات 
انا هنا من أمتى يا دكتور 
نظر الطبيب له نظرة خاطفة ورجع مرة أخرى يتابع مؤشراته الحيوية على الجهاز الطبي بجواره 
أنت هنا من أمبارح يا هارون بيه 
تلك المرة لم يكترث هارون لألمه وأنتفض ينزع عنه تلك الكبسولات الطبية الملتصقة بصدره وهو يصيح 
أيه انا لازم أطلع من هنا فورا 
الجزء الثالث 
ذهب حمدي لمخفر الشرطة حيث يوجد زاهر وباقي رجاله وحاول مقابلته وبعد عدة محاولات مع الضابط المسؤول عنه وافق على الأ يخبر أحد لأنه سيتحمل ذلك على مسؤوليته الشخصية ففي القضايا الكبيرة مثل قضية زاهر تمنع زيارة الغرباء عن المتهم ولا يسمح لأخد سوا المحامي الخاص به فقط وهيئ الضابط مكان خاص بعيدا عن العامة لتتم المقابلة به ثم تركهما وخرج من الغرفة لعدة دقائق قليلة كما أخبر حمدي مسبقا وقف حمدي وفي نيته أجبار زاهر على الأعتراف بحقيقة ما حدث لسدرة ووجه له وابلا من الأسئلة
كانت الإجابة عليهم من زاهر تتلخص في ضحكة ساخرة ثم توقف وهو يشير له شامتا ينهي أي أمل لديه أن تكون سدرة مازالت حية 
أيوه أتقتلت ومش بإيدي مع أني كان نفسي أموتها بأيديا دول قدام هارون نفسه لكن للأسف هى سبقت وأختارت ټموت بعيد عن عينه يمكن كانت حاسة باللي هيجرالها وأشفقت عليه من تأنيب الضمير 
أشار له حمدي وعيناه تلمع بعبرات متحجرة 
أنت كداب سدرة مامتتش سدرة لسه عايشة وأنت عملت اللعبة دي عشان تساوم هارون عليها بس أحب أعرفك أن هو مش هيرحمك فاهم ولا انا كمان ولولا وجودنا هنا وأن الراجل اللي دخلني ليك هينضر في شغله لو مسيتك بأذى كان زماني مخلص عليك وخنقك بإيديا 
أرتفعت ضحكة زاهر وألتمع الشړ بعينيه 
فوق يا حمدي أنت تخلص عليا انا ههه أنت متقدرش تعمل كدا عارف ليه لأن طول عمرك ضعيف وتابع لهارون تنفذ أوامره وتقضي له مهمامه اللي مش فاضي ليها معقولة هتصدق نفسك وتعيش الدور وتفتكر روحك بقيت سوبرمان 
لم يستطع حمدي التحكم في غضبه بعدما استفزه ذلك البغيض وأنقض عليه يسبه وهو يكيل له اللكمات والأخر يضحك بشړ وكأن تلبسه شيطان مريد جعله لا يشعر بالألم 
وأخلص الناس من شرورك 
تعالت ضحكات زاهر ونظر لحمدي پغضب بعدما استطاع أن يمسك يديه 
لو كنت فاكر أن بالكام بوكس دول ھيموتوني فتبقى غلطان لأن انا لو مۏت فانا ھموت من الضحك عليك بس 
كدا يا حمدي دا اللي أتفقنا عليه 
أنتفض حمدي عدة مرات حتى تركه الضابط لكنه وقف في وجه حائلا بينه وبين زاهر فصړخ به پغضب 
سبني يا عبدالرحمن سبني أخلص عليه الحقېر ده 
هز عبدالرحمن رأسه بنفي وصاح معترضا 
اسيبك عشان تضيع نفسك في زي ده أهدى يا حمدي دا ميستهلش حتى تنرفز نفسك بسببه وبعدين هو مصيره معروف وأخرته قربت والأنتقام منه يكون أفضل بالقانون 
وجدها زاهر الفرصة المناسبة كما طلب منه المحامي الخاص به فهو قد طالبه بأصابة نفسه بچروح خطېرة حتى يستطيع تقديم طلب لتحويله للعلاج في المشفى ومن هناك سيضع خطة لهروبه خارج البلاد فضحك زاهر على حديثهما وقال ساخرا 
ههههههههه سيبه يا حظابط يجيب أخره وزي ما قولت انا كدا كدا مېت خلينا نشوف سبع البورمية دلدول هارون البنا دا يقدر يعمل أيه 
صاح حمدي پغضب وقد تملكه الجنون وعزم على أنهاء حياة ذلك البغيض حتى وأن كان الثمن حريته واستطاع الأفلات من الضابط والأنقضاض على زاهر يلقيه على الأريكة يعتصر عنقه بيديه 
انا هعرفك دلوقتي مين انا وأيه اللي أقدر عليه 
أبتسم زاهر وخرج صوته متحشرجا بسبب ضغط حمدي على أحباله الصوتية 
جاي تتشطر عليا بدل ما كنت تتشطر على هارون وتاخد منه حبيبتك اللي كان السبب في مۏتها 
انا اللي غلطان يا حمدي للأسف مش أنت كنت فاكرك أقوى وأعقل من كدا ومتخليش واحد زي دا يثير أعصابك أنما أنت بسبب عصبيتك خليته نجح في استفزازك وكنت هضيع نفسك وضيعني معاك كمان 
هز حمدي رأسه بأسف ونظر لعبد الرحمن 
انا أسف يا عبدالرحمن ڠصب عني فقدت أعصابي كل المصاېب اللي وقعت علينا الفترة دي كانت بسببه منظر هارون وهو مصاپ مش بيروح عن بالي وهيفضل على بالي وهفضل ألوم نفسي عليه لأني سمعت كلامه وسبته يروح لوحده 
أومئ عبدالرحمن متفهما 
خدت حذرك فالحذر مبيمنعش قدر
حاول تتمالك نفسك أنت عليك مسؤولية كبيرة شركاتكم وشغلكم كله فوق راسك ودا اللي هيخلي هارون يلومك بجد لو قصرت فيه 
زفر حمدي بقوة وخرجت نبرته غاضبة من بين أسنانه 
أغمض عبدالرحمن عينيه يعتصرهما بقوة وهز رأسه 
نظر له حمدي بطرف عينه ثم لكمه برفق في صدره 
مش وقت استظرافك يا حبيبي ماشي يلا انا رايح المستشفى أطمن على هارون وبقية العيلة 
أبتسم عبدالرحمن ولكز حمدي أيضا برفق 
يا أخي روح يلا من هنا ومشوفش وشك دا تاني
دا أنت كنت هضيعني وضيع نفسك بقى في ظابط يبقى بالتهور والعصبية دي ولما توصل المستشفى ابقى طمني على هارون وأن شاءالله هاجي أخر اليوم أشوفه بنفسي 
أومئ له حمدي بصمت وهما بالمغادرة لكنه عاد وأشار له محذرا 
لو جدت حاجة أو عرفت حاجة بخصوص سدرة عرفني في وقتها فاهم يا عبدالرحمن 
أشار له عبدالرحمن ملوحا بيده 
من غير ما تقول يا حمدي دا إكيد اللي هيحصل ويلا مع السلامة مش فاضيلك دلوقتي 
في طريق عودته للمشفى رن هاتفه فأمسك به حيث كان يضعه على المقعد المجاور له وأجاب على المكالمة فقد ساوره القلق عندما وجده رقم الطبيب المتابع لحالة هارون 
خير يا دكتور محرم هارون جراله حاجة 
إحابه الطبيب وصوته يكسوه الهدوء مما جعل حمدي يشعر ببعض الطمأنينة 
متخافش يا حمدي بيه هارون باشا بخير هو بس فاق وكان عايز يخرج من المستشفى بأي شكل لدرجة أنه ضړب دكتور العناية عشان حاول يمنعه وانا أضطريت أسايره لغاية ما أدتله منوم في المية من غير ما يعرف لأن حالته الصحية لسه في مرحلة الخطۏرة وخروجه دلوقتي بيزود الخطۏرة دي 
تنفس حمدي الصعداء وتحدث بنبرة ممتنة 
خير ما عملت يا دكتور وياريت تخليك مسيطر عليه أقل حاجة أسبوع لأني عارفه لو فاق مش هيقعد دقيقة واحدة وهيصمم يخرج عشان يعرف مصير مراته وأيه اللي حصل ليها 
أومئ الطبيب متفهما 
تمام ودا اللي ناوي أعمله أن شاء الله انا بس حبيت أعرفك باللي حصل 
أنهى حمدي المكالمة مع الطبيب وألتفت يضع هاتفه جانبا ورجع ينظر لطريقه مرة أخرى فتفاجئ بفتاة ظهرت من العدم تعبر الطريق دون أن تنظر على جانبيها أولا حاول السيطرة على السيارة ودعس على كفة الفرامل بكل قوته مما جعل السيارة تصدر صريرا قويا نتيجة أحتكاك أطارتها بأرضية الطريق ولكن المسافة بين السيارة والفتاة لم تكن كافية لتتوقف قبل أن تصطدم بها حيث أطاحت بها لمسافة قصيرة أمامها هلع حمدي وأصابة الخۏف على الفتاة ونزل سريعا من سيارته يجري عليها وجلس بجوارها يتفقدها دون أن يحاول 
أنت أيه اللي خلاك تعدي الطريق من غير ما تبصي بس قوليلي حاسة بأيه عشان أقدر اساعدك 
نزلت دموع الفتاة وتحدثت بوهن
أنت ملكش ذنب انا اللي كنت عايزة أموت نفسي 
هز حمدي رأسه پغضب وصاح فيها 
وملقتيش غيري ربنا يسامحك 
تكاثرت أقوال المارة الذين تجمعوا من حولهما فمنهم من كان يلومهما ومنهم من كان يعظها بحرمة قتل النفس ومنهم من لم يرحم ضعفها وراح يقذفها بالباطل فنظر لهم حمدي پغضب وصړخ بهم كي يصمتوا ثم رجع يقترب من الفتاة يسألها 
اسمعيني كويس انا هشيلك بحذر وأنت ساعديني وحاولي متتحركيش كتير عشان أقدر أخدك للمستشفى 
حاولت الفتاة الأعتراض وطالبته بتركها ټنزف حتى ټموت لكي ترتاح مما أرق روحها لكن أعتراضها لم يدوم طويلا حيث فقدت وعيها مما جعل حمدي يحملها ويضعها في مقعد سيارته الخلفي برفق وينطلق بها سريعا للمشفى 
وهاتف الطبيب محرم وأعلمه بما حدث معه وطلب منه أنتظاره لكي يسعف تلك الفتاة قبل فوات الأوان وفور وصوله اسرع الطبيب
تم نسخ الرابط