حكاية امجد
المحتويات
جعلت عجلات السيارة تصدر صريرا عاليا وهو يقف بعرض الطريق قاطعا الطريق أمام هذه اللعبة الكرتونية المسماة مجازا سيارة مطلقا زمورا قوي وقد تبين له قائد هذ المركبه!! ...
ترجل سريعا من سيارته وذهب الى مقعد السائق وفتح بابه بشده هاتفا پغضب شديد
انت بتعملى ايه بالضبط
رفعت هبة نظراتها اليه پغضب واضح وأجابته بعصبية شديدة
كاد أمجد ان يشد شعره من العصبية والغيظ لن ينسى ابدا الذعر الذي انتابه فور ان تبين له ان هبة هي سائقة هذا الكائن المسمى سيارة فقال بعصبية وشبه صړاخ
اضطرت هبة للترجل من سيارتها فرؤيتها له وهو مشرفا فوقها كالطود بينما هي جالسة أمامه تكاد رقبتها أن تتيبس من طول نظرها اليه لم يعجبها أر ادت أن تشعر أنها توازيه وتنظر اليه عينا بعين!! ولكن.. ما ان خرجت من عربتها حتى تبينت خطأ ما فعلته فقد اقتربت منه حتى كادت تلمسه ولم يلحظ هو ذلك فلم يحاول ان يبتعد عنها فغضبه قد أعماه عن اي شئ آخر ولكنها استجمعت نفسها وقالت بجدية وهدوء بالغين
ارتفع صوتها قليلا في نهاية حديثها و لم تنتبه لهذا ولكنها فوجئت به يبتسم ابتسامته التى ټخطف انفاسها وهمست في سرها
افاقت من شرودها على صوته وقد تغيرت نبرته فبانت أهدأ قليلا حيث قال
مين بأه زوبة دى
أجابته باستغراب
ها زوبة عرفت منين...
عقدت ساعديها أمامها واجابته بتحد
ايوة زوبة عربيتي.. عندك مانع الاسم مش عاجبك تحب أغيره تحب أسميه ايه.. هايدي ولا باكينام
قال وهو يبتسم
لالا باكينام وهايدي اييه انت عاوزاهم يرفعوا عليك قضية سب وقڈف علني هي زوبة وما ينفعلهاش الا زوبة ...
طيب ممكن تحرك الۏحش بتاعك دا علشان اعرف امشي كويس اننا في طريق فرعى مش رئيسي كان زمانك متخانئ مع الناس كلها دلوقتى بوقفتك دي
قال بهدوء
وحش طبعا بالنسبة للخنفسة بتاعتك دى عربيتي تعتبر وحش!! عموما اركنيها كويس وانا هكلم ميكانيكي اعرفه هييجي يقطرهالك لغاية البيت والعربية دى مش هتتركب تانى مفهوم وياللا علشان اروحك في سكتى هاتى شنطتك وحاجتك...
سكتت هبة قليلا تحاول ان تعي ما سمعته ثم رفعت رأسها قليلا ونظرت اليه باستفهام وقالت
ايه معلهش ممكن تقول تانى كدا اصلي سمعي على أده اقفلها واركنها وتروحنى ومش هركبها و و و و معلهش انا في حلم ولا علم اذا كان بابايا اللي اسمه بابا اللي مهما كان عمرى ما اكسر له كلمة.. عمره ما امرنى كدا! ولا قالى تعملي وما تعمليش ولو كان شايف ان في سواقتى لعربيتي فيها خطړ هو اول واحد كان مانعنى وماكنتش هقدر اخالف امره مهما كان دا لأنه هو بابا.. لكن حضرتك بأه بأي صفة تقولى اعملى وما تعمليش ها
اقترب برأسه منها ونظر في عينيها وقال بتصميم وجدية
بصفتى خطيبك ولو بشكل مش رسمي وزوجك المرتقب. اظن واضح ياللا احنا ضيعنا وقت كتير ووقفتنا في الشارع هتبتدي تلفت الانتباه ..
أجابته حانقه
انا لسه ما قولتش رأيي في موضوع الخطوبة دا! وبعدين لو دى طريقتك اوامر وهتنتظر منى انى انفذها من غير ما اقول رأيي فاحنا لسه فيها وانت قلت بلسانك لسه مش رسمي يعني ماحدش
يعرف حاجه يبقى خلاص ..
الټفت لها بعد ان كان بدأ يسير باتجاه سيارته واقترب منها بهدوء خطړ وهمس بلهجئة هادئة ولكنها مرعبة وعينيه تبرقان ببريق مخيف جعل الذعر يدب في اوصالها ولكنها حاولت ان تتمالك نفسها والا يظهر عليها خۏفها بينما تكلم هو قائلا
ايه ماسمعتش سمعيني تانى كدا لسه مش رسمي وترجعي في كلامك صدقيني تبقى غلطة عمرك! وبعدين لو والدك عرف انك رفضتيني علشان خاېف عليك من ركوب الشئ دا هو اول واحد هينتقد كلامك دا ..
ما ان همت بمقاطعته حتى امسكها من ذراعها بقوة وهتف بنزق من بين اسنانه
كلمة زياده مش عاوز اسمع هتجيبي شنطتك وتعملى اللي قلتلك عليه والا انا على اتم استعداد انى اشيلك هيلا بيلا كدا واحطك في العربية اظن واضح
خاڤت هبة من نظرة عينيه المصممة وشعرت أنه قادر على فعل ما هددها به فأومأت براسها على مضض وفعلت كما أمرها..
ما ان استقرت في مقعدها بجانبه حتى اندفعت السيارة في طريقها مكثت هبة صامته لا تتكلم بينما كان هو يلوم نفسه لانفعاله عليها فهو لا يستطيع ان يقلع عن عادة الانفعال والڠضب السريع خاصة عندما يخالف احد ما اوامره ولكنها ليست اي شخص انها.. هبة !..
وصلا حتى منزلها وعندما فتحت الباب استعدادا لمغادرة السيارة قال لها أمجد بهدوء نسبي وهو ينظر على الطريق امامه
هاكلم الميكانيكي يقطرلك عربيتك ويجيبهالك هنا بلغى سلامى لوالدك وانا هكلمه علشان اقوله بمعاد السفر بالظبط هو هيكون في اجازة نهاية الاسبوع تمام
أومأت برأسها ولم ترد عليه فزفر بضيق بينما خرجت هي واغلقت الباب وراءها وما ان هم بتحريك السيارة حتى شاهد حقيبة الكمبيوتر المحمول خاصتها من الواضح انها قد نسيته في استعجالها بالنزول فتناوله وسارع ليلحق بها ليعطيها اياه ولو سنحت له الفرصة يطيب خاطرها بكلمتين فهو قد انفعل عليها بشدة....
ما ان وصل للطابق الذي تسكنه هبة حتى رأى منظرا جعله لا يريد تطييب خاطرها ولكنه يريد وضعها على ركبتيه وان يوسعها ضړبا او ان يمسكها ويهزها من كتفيها هزا شديدا حتى تصطك اسنانها بشدة! فقد فوجيء برؤيتها واقفة مع جارها الشاب اشرف ابن السيده المسنه جارتها والتى قابلها يوم ان اتى لمقابلة والد هبة واكتشف سفرهما كانا في غاية الانسجام وكانت تضحك عن شئ يحكيه لها..
صعد الدرجات الباقية من السلم سريعا وسرعان ما أطل عليهما وهو يقول وهو يلهث من سرعته في صعود السلم ويضع ذراعه على كتفيها وقد لفت بوجها ناحيته مذعورة مما يحدث ولكنه ضغط على كتفيها وكأنه يحذرها من أن تكذبه فيما سيقوله
نسيتي اللاب توب بتاعك يا هبة كويس انى لحقتك ثم ما لبث ان الټفت ل أشرف المندهش مما يراه واكمل وهو يمد يده اليمنى لمصافحته بابتسامة ترحيب مزيفة بينما ذراعه اليسرى ما تزال تطوق كتفي هبة صافحه أشرف بينما تابع أمجد وهو يبتسم ابتسامة ظفر غريبة لم تفهمها هبة
أزيك عامل ايه طبعا فاكرنى انا خطيب هبة اللي كنت جيت من فترة سألت عليهم وكانو مسافرين.. انت اول واحد تسمع الخبر السعيد دا... انهارده بس هبة فرحتنى بقبولها لخطوبتي ليها ..
سحب أشرف يده من أمجد وهو مندهش وينظر الى هبة نظرات حزينة زائغة وهو يقول
غريبة يعني ما قولتيش يا هبه عموما احنا نفرحلك اووى انت انسانه ممتازة وتستاهلى كل خير..
ثم الټفت الى أمجد وتابع
حطها في عينيك.. يا بختك بيها!!..
وانصرف الى شقته بعد أن رماها بنظرة أسف وحزن صغيرة!!
ما ان انصرف حتى دفعت هبة أمجد بعيدا وبقوة و قد التفتت تحدثه بعصبية وڠضب شديدين
انت فاكر نفسك فين بالضبط ازاى تتكلم معايا وتتصرف معايا بالاسلوب دا وبعدين ايه حكاية الخطوبة دى لسه مافيش حاجه.. انا كنت مأجلة قرارى لغاية ما اقابل عيلتك لكن واضح كدا ان ردي هيتأجل خاالص
نظر اليها باستفهام وهو يزم عينيه بنظرة سوداء قائلا
يعني ايه افهم من كلامك دا ايه
أجابته بثقة هي أبعد ما تكون عنها وقد اختض قلبها في صدرها من تلك النظرة السوداء التي رمقها بها من بين فحم عينيه المشتعل ولكنها حاولت التماسك وببرود زائف أجابت
افهم اللى تفهمه بس خلاص.. خلصت بأه! انا عمر ما حد اتحكم فيا تيجي انت وفي اقل من نص يوم تعاملنى المعاملة دى و ...
بترت عبارتها فجأة فقد لاحظت من يصعد السلم من الجيران زفر أمجد بحنق وضيق وقال ببرود يخفي ڠضبا مكبوتا
طالما الكلام هيطول اعتقد يبقى عندكو في البيت احسن صح
لم تعره انتباها فهى قد سأمت من اسلوبه العڼيف فتحت الباب ودخلت ولم تطلب منه الدخول ولكنه لم ينتظرها ودخل خلفها سمع صوتها وهى تتحدث مع والدها الذي ما لبث ان اتى وهو مبتسم الوجه فعلم انها لم تجد الوقت لتخبره بشئ فسارع بمصافحته رادا تحيته بابتسامة صغيرة
اهلا بحضرتك يا عمي.. تسمح لي اقول عمى
فأومأ يوسف مرحبا وهو يقول
طبعا يا أمجد انت في مقام ابني مهما كان ..
شجعه حديث يوسف على الكلام فقال
معلهش انا عاوز احكمك بيني انا و هبة ..
فقال ابوها بضحك
انتو لحقتوا عموما مش هنتكلم واحنا واقفين اتفضل في الصالون..
دخلوا غرفة استقبال الضيوف وطلب والد هبة من ابنته ان تقدم شيئا للضيف وهى بدون شعور أحضرت كوبا من القهوة التى يحبها واتجهت حاملة الصينية لتقديمها حيث يجلسان وما ان وصلت حيث يجلسان حتى سمعت صوت ضحكاتهما طرقت الباب ودخلت وسارت حتى وضعت صينيه التقديم على الطاولة امامه وكانت قد وضعت قطعه من كعكة القهوة التى صنعتها يوم امس بجانب كوب القهوة وحينما استدارت لتخرج من الغرفة ناداها والدها طالبا منها المكوث معهم فجلست على كرسي غير بعيد عنهما.. بينما انهمك أمجد في تناول قطعة الكعك وهو يتلذذ بها ما ان رأته حتى اشفقت عليه رغما عنها فيبدو انه جائع وكان الأوجب ان تعرض عليه تناول الطعام ثم ما لبثت ان تذكرت ما فعله بها وقاله حتى ذهبت الشفقة من قلبها وحاولت أن تقسو بقلبها عليه هاتفة في سرها موبخة نفسها پعنف كفاكي ضعفا وخذلانا هل نسيتي أوامره لك وكيف يريد التحكم
متابعة القراءة