حكاية سجن العصفورة داليا الكومي

موقع أيام نيوز

والدك الراحل ومن النهارده محاميكى انتى
هبه تفاجئت محامى بابا فلماذا كان لديه احدهم 
والاهم لماذا هى ستحتاج لمحام 
المحامى استعد للمغادره وقال 
التعليمات اللي عندى انى مطولش هنا بس اعزيكى في والدك الله يرحمه وابلغك انى المحامى بتاعك وابلغك كمان انى منتظرك يوم الاتنين الصبح في مكتبي بعد اذنك يا انسه
وانسحب بدون اضافة أي كلمة اخري وتركها تقف مذهوله 
هبة استوعبت اخيرا الشقة والمدرسة ومنصب سلطان الجديد ثمن تم دفعه مقابل شراؤها فهمت اخيرا سبب عدم امتلاكها للملابس فهمت ايضا سبب عدم خروجها من المنزل استنتجت انها حبيسه اسيره لادهم وسلطان كان سجانها المخلص 
استرجعت حياتها في السنتين المنصرمتين اسرها في القفص هى لم تعترض يوما علي حپسها قبلت بالموجود طالما والدها كان معها يحميها كالمعتاد طالما انفاسه معها لم تشعر يوما بالاسر او السچن لانها لم تكن تفهم توقعت انها مجرد محميه من سلطان كعادته معها فجأه رأت قضبان سجنها المحيطة بها حدوده اصبحت واضحه ومرئية الان 
هى كالعصفورة المحپوسة في قفص صحيح انه قفص
من ذهب لكنه في النهاية سجنها سجن العصفورة 
في النهايه اتى يوم الاثنين هبه حاولت بكل الطرق ان تتفادى وصوله سهرت طوال الليالي تجنبت النوم خائفه من النوم فالنوم يقرب المسافات ولكنه في النهايه اتى علي الرغم من كل محاولتها 
في الساعة العاشرة صباحا ابلغتها الماس بوجود سيارة في انتظارها في الاسفل 
نفس السيارة السابقة لكن مع اختلاف السائق في المرات القليلة الماضية حالتها النفسية منعتها من التركيز في السائق الا انة بالتاكيد لم يكن مثل هذا السائق العجوز ذو السبعين عاما الذى فتح لها باب السيارة باحترام بالغ تزكرت علي الرغم منها نظرات السائق الاخر لها في المرآة فشعرت بالرجفة تسيطر عليها هو كان ضخم بطريقة ملفتة للانتباه عضلاته كانت واضحه بشكل ملحوظ من تحت سترته السوداء رائحة عطرة النفاذه مازالت في انفها تزكرها بيوم مرض سلطان 
ركبت علي المقعد الخلفى بتردد وانطلق السائق بالسيارة فورا وكأنه شعر بترددها فانطلق ليضعها امام الامر الواقع ويمنع عنها فرصة الهرب 
بعد الو فاة مباشرة الماس اعطتها ملابس سوداء عديده ضمت كل القطع التى من الممكن ان تحتاج اليها وصلت الملابس بنفس الطريقة السابقة التى كانت تصلها بها في السابق الملابس فصلت لاجلها كعادة أي قطعه كانت تستلمها القطع بتوقيع مصمم مشهورقرأت عنه في مجلة الازياء ومن قماش فاخر جدا 
الماس اختارت لها تايوراسود تنورته تصل الي كاحليها وحذاء اسود ايضا
برقبة عالية هبه فجأه بدون تفكير قررت تغطية شعرها بحجاب اسود وجدته مع ملابسها الطرحه كانت من قماش الساتان الطري اخذت حقيبة يد سوداء من المجموعة الجديدة مصنوعة من جلد التمساح الاصلي حقيبتها فارغه فليس لديها أي متعلقات شخصية لوضعها بداخلها فلاول مره في حياتها تخرج من المنزل بمفردها 
خصلات شعرها الاصفر الناعم جاهدت للثبات في موضعها تحت طرحتها التى اختارت ارتداؤها ولكن الخصلات خسړت الحړب من شدة نعومتها فانهالت بفوضويه علي وجهها الجميل من تحت حجابها
عڈابها بدأ حالا فالسيارة اخيرا توقفت تحت بناية ضخمة والسائق اتصل برقم ما وانتظر في مكانه 
بعد قليل نزلت سيده متوسطة العمر من البناية وفتحت لها باب السيارة وعرفت نفسها قائلة 
انا سميرة سكيرتيرة الاستاذ عزت هو مستنيكى فوق
هبة جلست فورا ارجلها عجزت عن حمل وزنها الخفيف كانت متوتره بدرجة كبيره فالمجهول الذى طالما سعت لمعرفته سوف ينكشف اليوم 
دخل عزت حمدى لمكتبه بمفرده امر السكرتيرة بالمغادره مدام اتفضلي علي مكتبك اقفلي الباب وراكى لكن سيبى الباب الداخلي مفتوح 
بدون أي نقاش سميرة نفذت اوامره فورا ثم غادرت من الباب الذى دخلت منه مع هبه عزت اكمل طريقه وجلس علي كرسي مقابل لها حاملا في يده مغلف احمر
اللون انسه هبه انا هدخل في الموضوع علي طول في السنتين اللي فاتوا حصلت حاجات كتير احداث كتير كانت مبهمه ليكى بس انا هفهمك كل حاجه 
عزت فتح المغلف واخرج منه بعض الاوراق ناولهم اياها افضل انك تشوفي بنفسك 
هبه بدأت في تصفح الاوراق عقلها توقف عن العمل الخۏف من المجهول سيطرعليها احتل كيانها ارتجفت بشده وهى تقرأ 
المجموعة الاولي من الاوراق كانت عقد بيع شقة في الزمالك للقاصر هبه سلطان ابراهيم وولي امرها هو سلطان ابراهيم يحي والبائع ادهم سليم البسطاويسي 
العقد تاريخه يعود لسنتين مضتا شقة الزمالك ملكها منذ سنتين 
مجموعة الاوراق التاليه كانت عقد مكتوب بين سلطان ابراهيم يحى كطرف اول وادهم سليم البسطاويسى كطرف
ثانى بدأت تقرأ بعنيها
بسم الله الرحمن الرحيم
العقد شريعة المتعاقدين تم الاتفاق بين الطرف الاول المذكوراعلاه مع الطرف الثانى المذكور اعلاه علي ان يمنح الطرف الثانى مبلغ وقدره مليون جنيه مصري وشقة الزمالك المذكوره في العقد الي كريمة الطرف الاول علي ان يكون التسليم بعد الزواج الرسمى الشرعى بين كريمة الطرف الاول هبة سلطان ابراهيم والطرف الثانى ادهم سليم البسطاويسي
هبة شعرت بالغثيان رمت الاوراق علي الارض بعصبيه شديده ورفضت ان تكمل القراءة هى وعدت سلطان انها سوف تسامحه وفعلا قد سامحته مهما فعل فقد كان دافعه الوحيد
هو مصلحتها لكن الخنزير الثانى الذي وافق علي الزواج بطفله واستغلال ظروفها لا يمكن ان تسامحه ابدا مهما حييت 
عزت حاول اعادة الاوراق اليها لسة اهم ورقه اخر ورقه قسيمة جوازك
هبه ردت بقهرودموعها ټغرق وجهها الجميل قصدك قسيمة عبوديتى قسيمة بيعى لراجل عجوز اكبر من والدى الله يرحمه هشوف ايه مصيري اتحدد من زمان يا تري انا عندى اختيار 
عزت عينيه اتسعت من الصدمة وتطلع ناحية الباب المفتوح بقلق انسه اسمعينى انتى فاهمه غلط يمكن ادهم بيه فعلا اكبر منك بكتيربس هو مش راجل عجوز زى ما انتى فاهمه ادهم بيه عمره 3و 
صوت قوى جهوري خرج من الباب المفتوح يقول في تحذير شديد اللهجه عزت!! انا هتكلم عن نفسي 
لم تتمكن من رفع رأسها لتواجه مصيرها الاسود اخيرا حانت لحظة المواجهه 
ادهم جلس علي الكرسي المجاور لها وطلب منها بصوت هادىء هبه هبه لو سمحتى ارفعى راسك رأئحته القوية مازالت تهددها بافراغ معدتها في أي لحظه حمدت الله علي عدم اكلها لايام والا كانت النتيجة مرعبة وتقيئت عليه هو امرها ان ترفع رأسها لكنها حقيقة لا تستطيع فعل ذلك 
طالما شكلة مجهول بالنسبة لها اذن هى تستطيع التظاهر بأنه غير حقيقي ادركت انها القت بالاوراق ارضا خوفا من رؤية صورته علي قسيمة عبوديتها 
صورته المجهولة اعطتها الراحة لفترة لكنه الان يجبرها علي المواجهه رائحة عطرة القوى ستظل في انفها الي الابد تزكرها بواقعها الاليم تزكرها بأسوء لحظات حياتها يوم مرض سلطان ويوم بيعها 
احست بيداه تتحرك في اتجاهها وكأنها سترفع رأسها بالقوه الخۏف من لمسته نفضها رأسها رفعت وودارت ناحيته بارادتها الحره كى تتجنب لمسته المحتمله الغير محتمله 
فوجئت برجل في اوائل الثلاثينات من عمره طويل عريض المنكبين ضخم بدون ترهل ولا وزن زائد كان كتله من العضلات عينيها اكملت رحلتها لوجهه وجه اسمربلمحه من الوسامه وذقن مربع وفك قوى صعقټ عندما تعرفت عليه فهو كان نفس السائق الذي اوصلها الي المستشفي يوم انهياروالدها والايام التى تلت مازالت تتزكر نظرته لها في المرآة الان فهمتها زكري ۏفاة سلطان مع رائحة عطره القوي مع مفاجأه اكتشاف انه السائق الذى اوصلها مرارا دون الكشف عن هويته الحقيقية بالاضافة لاكتشافها حقيقة انه شاب وليس عجوز كما كانت تظن عوامل مجتمعه اوصلت غثيانها لذروته بعدما اصابتها نوبه من الصداع النصفى كعادتها عندما تتوتر هبه اتجهت باقصى سرعة لديها في اتجاه الحمام وهى تضع يدها وتغطى بها فمها
في حركة تدل علي كتمان قيئها ودخلت الحمام واغلقت الباب خلفها بقوه 
هبه دخلت الي الحمام الملحق بمكتب عزت وهناك افرغت معدتها شعرت ببعض الارتياح وغسلت وجهها بماء بارد وخرجت لاكمال حفل تقرير المصير 
لدهشتها عندما خرجت من الحمام وجدت مكتب عزت فارغ رأسها استدارت پخوف وهى تبحث عنه ولكنها لم تجد له أي اثر ارجلها المسكينة عجزت عن المقاومة فاڼهارت جالسه رغما
عنها تجمدت لدقائق مثل تمثال خشبي 
بعد فترة قليلة عزت دخل الي المكتب وعلي وجهه علامات الضيق ادهم بيه مشي لانه مرتبط بموعد 
هبه اتنفست بإرتياح الحمد لله محنتها انتهت مؤقتا 
عزت شعر بارتياحها الواضح لمغادرة ادهم فقال بإشفاق هونى علي نفسك الامور يا بنتى انا عارف انك اتفاجئتى بس لازم تشوفي الامور بنظرة ايجابية انتى عارفه كام بنت في مصر مستعده ترتكب جر يمة وتكون مكانك 
هبه ردت بمرارة مبروك علي اي واحده تاخد مكانى
عزت نصحها البكاء علي اللبن المسكوب مش هيفيد زى ما المثل بيقول دلوقتى عندنا وضع ولازم نتعامل معاه
حياتك في فوضي ولازم تترتب 
هبه هزت رأسها بالموافقه
عزت اكمل انا هوصفلك الوضع الحالي وانتى كملي ليه لو
نسيت حاجه 
من غير ادهم بيه انتى عندك ايه 
الشقة والمليون جنية مرتبطين في العقد بالجواز الشرعى وان كان ادهم بيه اتنازل عن شرط اساسي من شروط الجواز الشرعى انتى اكيد عارفاه كويس وسمح ليكم بالسكن في الشقة والتصرف في الفلوس طول السنتين بدون مقابل منك فده مش معناه انه هيصبر للابد 
طبعا هى تدرك تلك الحقيقة لسنتين وهى زوجه علي الورق لادهم تم تعت بشقة فخمة ومدرسة راقية وحياة مرفهه ولكن ما المقابل الذى توقعه ادهم منها بالتاكيد لابد ان يكون له هدف ما من وراء تلك الصفقه المستحيله
وان كان ادهم انتظر لعامان فهو الان لن ينتظر للابد لقد حان وقت تسديد الدين 
ولتأكيد كلامه عزت اكمل سألتى نفسك لو طلبتى فسخ العقد هتروحى فين 
طبعا الاجابه معروفه الشارع 
طالما عاشت هبه محميه من والدها أي خبره لديها في الحياه تمكنها من الاعتماد علي نفسها والصمود بمفردها في العالم 
سلطان لم يسمح لها بالخروج
بمفردها يوما حتى انها لا تعرف اسماء الشوارع او الاتجاهات كل ما لديها هو القليل من التعليم والكتير من البراءه وقلة الخبره طوال حياتها وسلطان يغدق عليها بالحماية والحنان يحبسها ويحتفظ بالمفتاح في قلبه ادهم بيه طلب منى اوضحك لك الصورة
كاملة عشان تبقي فاهمه بس اشربي عصير شكلك دايخه 
هبه نفذت كلامة فورا ياه لاول مرة تشعر بنعمه وجود كرسي تجلس عليه فارجلها المسكينة رخوة لدرجة انها ستنهار في أي لحظة والعصير ايضا انعشها
عزت اكمل حديثه انتى طبعا متعرفيش اي حاجة عن عيلة البسطاويسى اسمحيلي احكيلك من البداية 
سليم البسطاويسي والد ادهم كبير عيلة البسطاويسي الصعايده راجل قوى وكلمته مسموعه بس
ادهم طلع قوى زية بقوا الند بالند ظاهريا سليم بيحاول
يكسر قوة ادهم
ويفرض قوته لكن في الحقيقة من جواه هو فخور بإبنه الوحيد اللي جابه بعد طول انتظار بس حقيقة ان ادهم
تم نسخ الرابط