الحكاية كاملة بقلم سلمى ناصر

موقع أيام نيوز


..
ندي اتكلمت بعد ما أدركت الموقف وابتدت تعوم علي عوم امها 
_ فكر يا فارس محدش يعمل كدا الا ويكون مچنون عشان تصدقوني ان مكنتش بفتري عليها وانها بني ادمة حقېرة بتاعة مصلحتها .
فارس كان واقف يبصلهم وهما بيشتموا في فلك وبينعتوها بٲوصاف كتير .. بس فضل ثابت ومش مصدق ان دول اهله وعيلته هما خبوا الكره دا كله ازاي ولا هو اللي كان اعمي ومخدوع فيهم 

سمع صوتها الضعيف وهي بتقوله انها خلصت 
بص علي ابوه وامه بصه اخيرة قابل في عيون ابوه الكره والطرد ليه وعيون أمه الترجي أنه يوافق ويفضل معاهم بس مسك ايديها جامد وكٲنه بيثبتلهم تمسكه وتعلقه بيها .. وخدها وخرج وقفل الباب بهدوء .. وانصاف قعدت تكمل ولوله واسماعيل مكانش همه غير هيخرج من ورطته ازاي وصاحبه اللي اتفق معاه علي جواز هيقوله ايه وندي كانت مبسوطة ان البيت فضي من فلك اخيرا حتي اخوها محطتش له اعتبار .. 
بعد ما خرجوا .. فارس كان مقتنع جدا ب اللي عمله وحبه ليها. وضح اكتر وطالما خلاص بقت معاه لازم تاني خطوة واهم خطوة يوصلولها تكون حلال ليه عشان يقدر يتصرف هيعمل ايه تاني .. 
وفعلا خدها وراحوا عند مٲذون واتجوزها وكان معاه شاهدين من صحابه جم يجاملوا صاحبهم .. وفلك لانها ملهاش حد يقف معاها في وقت زي دا .. خلت وكيلها امام الجامع اللي عايش جمبهم وبيعتبر فلك بنته وعارفها كويس ومرفضش طلبها نهائي ..
بعد ما خلصوا وفلك رسمي بقت مراته ! وصحابه القريبين منه باركوله وهو دلوقتي مش عارف هيروح فين او معملش حساب الخطوة دي ولٲن صاحبه بيعزه وبيحبه زي اخوه جدا .. مهنش عليه وسابله مفتاح شقة امه وابوه القديمة ويعتبر محدش بيروحها يقعدو فيها لحد ما يتصرف ...
وهما في طريقهم في العربيه فلك كانت قاعدة
ساكتة وهو كمان بصتله وشكله قطع قلبها 
قدرت تفهم من غير ما يقول كلمه هو حاسس ب ايه !
مش سهل خالص أبوه يتبرأ منه ويطرده من غير هدومه حتي ويعمل معاه كدا !.
عيونه حمرا ووشه جامد باصص في الفراغ سرحان كفه علي كف أيدها ماسكه جامد وكأنه بياخد الدعم وبيقوي بيها ..
حست بالذنب وأنها أنانية ! هي محبتش الأمور توصل ل كدا لو عليها عادي تمشي بس هو ذنبه ايه
يسيب بيته واهله
عايزة تواسيه وتخفف عنه زي ما بيعمل طول عمره
بس متعرفش ازاي ! عمرها ما واست 
_ كل حاجه هتبقي كويسة صدقني !
وكأنه كان مستني الحضن دا أو ما صدق 
داوء للي هو حاسه اتعدل اكتر وشدد علي حضنها 
ورد عليها بنفس وضعه 
_ أنا عارف عشان انتي بقيتي معايا 
وصلوا بيت صاحبه وطلع هو وفلك كانت الدنيا ليل ودخلوا الشقه البسيطة مش كبيرة اوي 
بس مريحة هي فضلت واقفه في الصاله بتبص علي الشقه .. فارس بقا جوزها الوضع تلقائي بيخليها تبتسم.
خرجلها وهو بيبصلها بابتسامة بقت مرسومة بحنيه علي وشه ليها بس!
_يلا يا فلك
ادخلي ارتاحي وحقك علي عيني أنا انك مخدتش هدومك وهتنامي كدا بس من بكره الصبح أن شاءالله هجبلك كل اللي تحتاجيه
أنا هنزل دلوقتي اجيب اي اكل .
_ هتنزل تاني ملهاش لازمة وسيبك من الهدوم أنا مش همي غيرك يا فارس
_ ربنا يخليكي ليا بس يلا عشان هنتكلم شوية بعديها
دخلت هي اوضة النوم وهو نزل يشتري اكل فكت الطرحه وسيبت شعرها البني حوالين وشها وقلعت الجاكت الجلد وفضلت بالبلوفر والجيب بس وخرجت تستناه شوية وطلع فارس 
وقف هو يبصله شعرها طول شوية عن زمان حجمها صغير .. جميله بكل تفاصيلها البسيطة 
فلك اتحرجت اوي من نظراته ووشها احمر ف عشان تنهي خجلها ونظرات الاعجاب الواضحه 
_ يلا يا فارس انا جوعت!
احمم .. يلا
راحوا قعدو علي السفرة وهي كانت بتاكل اوي بشهيه وهو قعد يبصلها بس ويتٲمل تصرفاتها العفوية التلقائية وبيتسم .. وجواه راحه كبيرة فلك خلاص بقت بتاعته لوحده .. مراته ومعدش حد هيعكنن عليهم ويبعدهم عن بعض تاني .. ولا حد هيحاسبه علي تصرفاته معاها ..
_ منظري مش لطيف خالص عشان تبصلي وانا باكل هو انت مكلتش ليه 
بشبع وبكتفي لما بشوفك.
_ ط ..طب هنعمل ايه 
_ في ايه 
في ايامنا الجاية .. هتمشي ازاي 
هنزل الصبح ان شاء الله ادور علي شغل بجانب تدريبي في المشفي وقريب هتعين فيها وكمان هشوف شقه او اوضه نسكن فيها اكيد مش هنفضل في شقة رامي وانتي هتكملي حياتك عادي وجامعتك كمان
_ يعني انت هتعمل كله لوحدك لا طبعا انا لازم اساعدك متنساش ان انا سبب خلافك مع عمتي.
قولتلك يا فلك انتي ملكيش علاقه ب الي حصل هما عايزين كدا وانا عملت اللي عليا وقبل كل دا انتي مش هتساعدي بحاجة انا الراجل وانتي بقيتي مراتي خلاص ومسئولة مني يعني ركزي في دراستك وبس.
_ بس ان....
_ مش هننام محتاج انام اووي 
_ طيب يا فارس .
عرفت انه بيقفل عن الموضوع ومؤقتا وافقته .. وقاموا عشان يناموا وفي اوضتين في الشقه اوضه لاهل صاحبه ودي قافلها ..
ومفيش غير اوضته هو وفيها سرير صغير مكنش هيكفي غير ل واحد بس فارس قرر انه ينام علي الكنبة الكبيرة الي في الصالة عشان بسببها براحتها وهو عارف كم الخجل أنها تطلب منه كدا هي استغربته .. بيتعامل عادي زي الٲول وكٲن مفيش خطوة جدت في حياتهم لكن احترمته جدا لأنها عرفت انه حس أنها هتتحرج ومش هيكون سهل عليها ... 
عدا اسبوع علي جواز فلك وفارس وهما زي الٲول .. اخوات دور علي اشغال كتير لحد م صاحبه اتوسطله واشتغل مندوب مبيعات وبليل عامل في محطة بنزين قرر يتعب لحد ما يتعين رسمي في مستشفي عشان يقدر يصرف علي فلك وعلي مصاريفهم اللي جددت وعشان يأجر شقة ليهم وفلك استمرت في جامعتها وفي بالها أنها لازم تساعده ب طريقة وهو بيعمل كل دا عشانها .. حرفيا كان بيتعب جدا وجودها ودعمها ليه كان كفاية يقويه ... بس اكتر حاجه كانت بتضايق فلك هي شغلانته بليل بيتأخر وممكن يدخل وش الفجر وكل دا بتفضل لوحدها في قلق عليه وعلي نفسها انها قاعدة لوحدها وكتر غيابه ب يوحشها .. 
كانوا بيتعشوا وفلك جات من المطبخ وحطيت الاطباق قدامه وهو مسك أيدها باسها ابتسمتله بحرج وقعدت قصاده احساس أن بقا ليها زوج وبيت بتطبخ ومسؤولة عنه بعد ما كانت حاسة بالغربة في بيت عمتها احساس ب تحمد ربنا عليه كل وقت وبتتمني يدوم 
_ تسلم
ايدك يا حبيبتي.
_ تسلم يا فارس هو الاكل عجبك انا عارفه انك مستحمل العك اللي بعمله لحد ما اتعلم 
_العك دا احلا حاجه أنا بكلها في يومي.
ضحكتله وسئلته بترقب وهي بتبصله
_ مالك يا فارس من ساعة ما جيت حاساك مضايق من حاجه
اتنهد وهو مش عايز يعرفها ويشيلها همه بس هي مصره 
_ عرفت أن بابا باع الفيلا ومشيوا معرفش راحوا فين حاولت اكلمه من رقم تاني عشان هو محظرني
لاقيته مغير رقمه ومش عارف اوصله.
زمت شفايفها بحزن وشفقة وحطيت أيدها علي ايده 
_ مش عايزاك تحزن كدا انت اجمل ابن شوفته
انت حاولت تساعده بس هو رفض انت عملت اللي عليك يافارس وبكره بأذن الله يصفي والدنيا تتحل وهما اكيد ب خير متقلقش
ابتسم لها مابين نظراته الذابله من التعب وهو بيضم ايدها 
_ انا عارف كفاية وجودك م هون عليا .
_ ربنا يخليك ليا يارب وفي حاجه كمان عايزة اكلمك فيها .
_ ايه
_ انت شكلك تعبان اوي يا فارس انت مش واخد علي كدا عشان خاطري خليني اشتغل واس..
قاطعها قطع نهائي 
_ احنا اتكلمنا في الموضوع دا يا فلك وخلاص 
وبعدين كلي يلا عشان تفتحي نفسي 
بصتله ب قلة حيلة وهي
شايفاه بيجي علي نفسه جدا عشانها مبياكلش كويس يعتبر مش بينام
بقا ظاهر عليه التعب وهو عمره ما اشتغل ومش واخد علي المرمطه دي ! ... 
_ طب اسمعني يا فارس أنا عايزاك تسيب الشغلانه بتاعة بليل دي 
_ ليه
_ كفاية عليك بتاعة الصبح ثم انت بتتاخر وبتسيبني لوحدي كل دا وانا بخاف اقعد لوحدي
_ ڠصبا عني يا حبيبتي ولله اوعدك اول ما الاقي حاجه كويسه هسيبها ... 
_ انت بقيت عنيد كدا ليه
ضحك ضحكه خفيفة _ المكرونه المسكرة
بردت يا لوكا ما تسيبيني اعرف اكل.
شهقت وهي بتدوق الاكل 
_ يالهوي يا فارس دي وحشه جدا !
أنا تقريبا خلطت بين الملح والسكر ! أنا اسفه جدا 
_ بتتأسفي ليه علي قلبي سكر 
وادينا بنجرب اختراعات جديده ياستي طب تصدقي حلوه وهي مسكرة اكتر .
_ بس يافارس سيب العك دا انت كدا بطنك هتوجعك وانا هجبلك اي حاجه من التلاجه.
مسكها من أيدها قبل ما تروح وقام معاها 
_ متقوميش أنا شبعان تسلم ايدك أنا بس هدخل عشان محتاج جدا .
_ هتنام جعان يعني اصب اجبلك ان..
_ ياستي بقولك انا لما بشوفك بشبع اصلا 
ابتسمتله ب حنيه حتي في الغلط مزعقش واتعصب واحرجها زي اي حد طبيعي بالعكس مبيحسسهاش أنها عملته دا بيشكر فيها وبيحسسها قد ايه عظيمه !! وبيعلمها واحدة واحدة .. ودا نقطة وصل من ضمن نقط ترابط العلاقة القويه .. 
عدي كام يوم وفارس لسه ما بين شغله وبين فلك .. رغم جدالهم في أنها تشتغل وتساعده أمر مرفوض بالنسباله بس هي حاطه في دماغها أنها لازم هتشتغل وتساعد بالذات بعد ما سابوا شقة صاحبه وأجر شقة صغيره تانية اوضه وصاله بقا ليها مصاريف وهي شايفه قد ايه بيتعب ف قررت تشتغل حتي لو من وراه .. وعلي الأساس دا ابتدت تدور فعلا وقالت ل خديجة صاحبتها في الجامعه تتوسطلها في شغل عدد ساعاته قليلة ومناسبه مع عدد ساعات فارس الصبح يعني تكون موجودة في البيت قبل وصوله علي الغداء ك عادة كل يوم قبل ما يروح شغله التاني ... عشان ميعرفش أنها بتشتغل وتساعده ... 
كانت في الجامعه كالعادة ونده عليها زميل ليها رامز يعتبر فلك مش بطيقه ..
مش بترتاحله نهائي متعرفش السبب بس 
ملوش قبول عندها مريب بالنسبالها ..
_ ازيك يا فلك.
ردت ب مجاملة وهي بتقوم تمشي عشان جيه 
_ كويسة .
_ طب استني قايمة رايحه فين
عايز اكلمك في حاجه .
_ وانت من أمتي ليك كلام معايا
_ احمم ايوه بس دي حاجه تخصك عرفتها من خديجة 
_ ايه اللي يخصني
شد كرسي قدامها وقعد وهو بيبتسملها 
_ انتي بتدوري علي شغل خديجه كانت
قالتلي
_ وهي تقولك ليه أنا قايللها هي انت ايه دخلك
رمي نظراته بعشوائية من الحرج وكمل 
_ هي مقالتليش بشكل واضح أنا
 

تم نسخ الرابط