رواية كاملة للكاتبة روز أمين

موقع أيام نيوز


صف العاملات اللواتي خرجن للتهنأة 
كل واحدة
فيكم مصروف لها شهرين مكافأة حلاوة الخبر 
نطق علام بحبور ظهر بوجهه وهو يربت على كتف إيثار التي تخطت سعادتها عنان السماء 
وشهرين من عندي أنا كمانالدكتورة مش أكرم مني يعني
تعالت أصواتهن الشاكرة لتنطق سعاد باحترام 
ربنا يديم السعادة في قلوبكم يا سيادة المستشار ويقوم مدام إيثار بالسلامة 

نطق فؤاد المجاور لزوجته يساعدها على الوصول للأريكة 
وأنا مكافأتي إن شاءالله لما الهانم تقوم بالسلامة 
شكرهن العاملات وانسحبن للداخل فنطق علام وهو يتطلع إلى فؤاد
إبقى بلغ الجزار اللي بنتعامل معاه في المناسبات علشان يدبح عجلين ويوزعهم على المحتاجين يا فؤاد
نطق باحترام 
حاضر يا باشا 
جلست فوق الأريكة لتسألها فريال باهتمام مبالغ به
أخلي سعاد تعمل لك إيه علشان تاكليه 
نطقت وهي تهز رأسها بشكر 
متشكرة يا فريالبس حقيقي مش قادرة أكل أي حاجة 
خرج الصغير من الداخل هو وبيسان حيث كانا بصحبة معلمة الموسيقى ليهرول إلى والدته كي يرحب بهااحتضنه أيهم الذي عاد معهم للإطمئنان على شقيقته
إزيك يا يوسف
قال الصغير بنبرة طفولية 
إزيك إنت يا خالووحشتني 
اقتربت منه عزة وبدأت بمداعبته وهي تقول 
شوفت يا يوسف مامي هتجيب لك أخين ولد وبنوتة 
اتسعت عينيه ليسعد داخله وهو يقول بإشارة من كفه على ثلاث من أنامله 
كدة يبقى عندي تلاتة إخوات
تطلع الجميع عليه ليسترسل بسعادة 
زينة أختيوالإتنين البيبي 
ثم تطلع على والدته ليسألها 
هما إخواتي إسمهم إيه يا مامي
نطقت بإعياء مازال يلزمها 
مش قادرة أفكر يا چوأنا هطلع أرتاح وبكرة نقعد مع جدو علام ونانا عصمت ونختار الأسماء
كانت الاجواء سعيدة متفائلة إلى حد هائلعاد أيهم لسكنه وأخذت عزة الصغير للأعلى كي يغفو وكاد فؤاد أن ينسحب للأعلى ليوقفه صوت علام حيث تحدث أمام الجميع 
اللي حصل النهاردة مش عاوزة يأثر على حد فيكم والكلام ليك إنت بالذات يا إيثار
ابتلعت ريقها وظهر الحزن على ملامحها لتقول بصوت خجول 
أنا أسفةمكنتش أتمنى ده يحصل بسببي
وقف ماجد ليتحدث برجولة تحسب له كي يزيل عنها الشعور بالذنب الذي يؤرق روحها 
مفيش حاجة حصلت بسببك يا مدام إيثاربلاش تحملي نفسك ذنب اللي حصل لأن القرار أنا كنت هاخدة عاجلا أم أجلا
واسترسل شارحا 
أنا ومراتي من حقنا يكون لينا بيتنا وحياتنا الخاصة وده كان لازم يحصل في يوم من الايام
وقفت عصمت لتجاورها وتربط على ظهرها للتحسين من حالتها السيئة 
يا حبيبتي خرجي نفسك من الموضوع ومتحمليش نفسك أكتر من طاقتها واديكي شوفتي نتيجة زعلك وكلام الدكتورة
أما فؤاد وفريال فكلاهما وضعا في موقف لا يحسدا عليهتنفس علام وتحدث بحصافة فمنذ أن تحدث مع نجله وهو يبحث عن حل يرضي جميع الاطراف 
الموضوع حله عندي ومتقلقوش
سألته عصمت باستفسار لأهمية الموضوع لديها كأم لا تريد ابتعاد كلا نجليها 
هتحله إزاي يا سيادة المستشار 
تنهد قبل أن ينطق بهدوء 
فيلا مجدي الحوفي رجل الاعمال اللي إتوفى من مدة 
ضيق فؤاد عينيه ليسأله
دي اللي بوابتها على يمينا على طول يا باشا 
أجاب بإبانة 
أه يا فؤاد هيإبنه الوحيد كان مسافر كندا ولما بباه إتوفى رجع وأخد مامته علشان تعيش معاه وعرض الڤيلا من إسبوع للبيع
ونطق بابتسامة هادئة 
وكأن ربنا بيحل لنا المشكلة من عنده أنا هشتري الفيلا وأكتبها باسم فريال وبكده مش هيبعدوا عنناماجد هيمشي على شغله وفريال تجيب ولادها وتقعد مع إيثار طول اليوم
اشتدت سعادة فريال وعصمت ليقاطعه ماجد قائلا 
بس كده كتير يا باشا ثم أنا مقبلش إن حضرتك تدفع مبلغ كبير بالشكل ده علشان تحل لنا المشكلة أنا هشتري شقة على قدنا ولما ظروفي تتحسن هشتري لفيري ڤيلا تليق بيها
نطق فؤاد بصوت قوى 
مفيش حاجة كتيرة على فريال ثم ده حقها على الباشا وكمان
الحل اللي إختاره الباشا ممتاز ومش هيبعد فريال وولادها عنناوإحنا دايما هنكون مع بعض في كل مناسباتنا وأجازاتنا الإسبوعية
رحب الجميع بالفكرة واشتدت سعادة عصمت وفريال وأيضا إيثار التي شعرت بالراحة لكن صوت ماجد خرج ليعترض لحفظ ماء الوجه فقاطعه علام بقوة وصوت لا يقبل المناقشة 
خلصنا يا ماجدهو ده الحل الوحيد علشان بنتي متبعدش عن عيلتهاومش هقبل بأي إعتراض منك
تطلع عليه لينطق باحترام وتقدير لذاك الراقي 
أنا تحت أمرك يا باشا 
بالأعلى هتف الصغير وهو يتطلع إلى عزة بتوسل 
علشان خاطري يا عزة تخليني أكلم بابي
تنهدت بحزن لحال الصغير لتقول باعتذار 
يا حبيبي مش هينفع ماما هتزعل مني
نطق بدلال 
أنا هقول لها إن أنا اللي كلمتك كتير وطلبت منك ده
ثم مال برأسه لينطق متوسلا مما جعلها تستسلم لرغبته 
علشان خاطري يا عزة
ناولته الهاتف وطلبت رقم ذاك المتواجد مع والده وشقيقاه بمكتب الظبط لحمايتهم بعد ڠضب عائلة ناصف التي حضرت وتجمهرت أمام مبني القسم وطالبوا بتسليمهم نصر للقصاص منه ففضت الشرطة التجمهر ووعدتهم بالتحقيق في القضية والقبض على الجاني في اقرب وقت واستجوابهكانوا يجلسون على المقاعد فصدح صوت هاتف عمرو ليرد سريعا على ذاك الرقم الغريب ليفاجأ بصوت صغيره البرئ 
وحشتني يا بابي
هب واقفا لينطق بعدم تصديق واشتياق لصغيره المحبب والمقرب من قلبه لما لوالدته من غلاوة 
يوسف 
نطق الصغير ببراءة 
أيوا أنا إنت وحشتني وخليت عزة ترن لي على رقمك من فونها لأن مامي جابت لي فون جديد بس مفهوش رقمك لكن عزة عندها رقمك
نطق عمرو بصوت متأثرا 
وحشتني يا حبيبي وحشتني قوي
ليجيبه الصغير
إنت كمان وحشتني وجدو ونانا وحشوني وكمان زينة
لينطق ببراءة وقد بدا على صوته السعادة 
بابي مامي هتخلف بنت وولدهي لسه جاية من عند الدكتور هي وانكل فؤاد وقال لها هتجيبي إتنين بيبي 
شهقت عزة لټخطف الهاتف من الصغير وهي تقول بانزعاج 
هات التليفون ده يا مصېبة
اغلقته وهتفت معنفة إياه 
أنا عارفة إن طردي من البيت ده هيبقى على إيدك يا شبر ونص إنت 
إنتهى الفصل 
انا لها شمس
بقلمي روز امين
بسم الله لا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الأول من
الفصل الثالث والأربعون
أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 
دقت الساعة الخامسة والنصف صباحا بالكاد شق ضوء الصباح ليزيل عتمة الليل الغامق وينثر نور الصباح على الأرضخرجت من منزلها ترفع قامتها لأعلى بكبرياء بعدما أوفت بعهدها وزفت إليها البشرة التي انتظرتها منذ أن تلقت صدمة خبر مق تل زوجهايجاورها ليتوجها صوب منزل الحاج محمد ناصفوقفت أمام المنزل لتدق الباب بقوة وثبات والسعادة تعلو ثغرها فتحت العاملة الباب لتنطق السيدة أزهار بصوت مرتفع 
إندهي لي الحاج محمد وإجلال
البيت كله لسة نايم يا ست أزهار قالتها العاملة وهي تطالعها باستغراب لتهتف الأخرى بصوت يملؤه الحماس 
النايم يصحي
لتستدير لنجليها وهي تشير إليهما وتعطي لهما إشارة البدأ 
زفوا البشارة وعرفوا البلد كلها إن ولاد الحاج هارون خدوا بتاره
خصصها لها شقيقها محمد تبكي وتنتحب غير مستوعبة ما حدث لزوجها وأنجالهاقفزت من فوق الفراش وهرولت للخارج ك جميع سكان المنزل الذين فزعوا من نومهم على إثر صوت 
إبعت هات ولاد إعمامك وإنصبوا صوان العزا يا حاج محمدالنهاردة بس ولاد الحاج هارون هيرفعوا راسهم في وسط البلد وياخدوا عزا أبوهم
ضيق بين عينيه لينطق بعدم استيعاب 
إيه اللي حصل يا أزهار!
وجدت إجلال تهرول عليهما لتجاور شقيقها فابتسمت بشدة بينت صفي أسنانها لرؤيتها لانكسار تلك الجبروت حيث ظهر الحزن جليا على ملامحها وجفنيها المنتفخين ووجهها الذابل لتنطق من بين أسنانها بتشفي وهي ترمق من كانت السبب الرئيسي في مۏت زوجها 
وعدتك ووفيت يا إجلالأينعم الډفنة مكانتش واحدة بس مش مهمالفرق كله ليلة
تزلزل كيانها وتملك الړعب من قلبها وعلى الفور شعرت بنغزة قوية ټقتحم منتصف صدرها لتهتف مستفسرة بصوت مرتجف خشية تصديق الأخرى على حثها 
قصدك إيه يا عقربة! 
إقتربت الأخرى عليها لتقترب حتى لفحت أنفاسها الحارة المليئة بالحقد وجنة الأخرى 
البقية في حياتك في الكلب نصر روحة النجسة راحت للي خالقها
إتسعت أعين الحاج محمد ليردد بذهول منبهرا بقوة تلك المرأة الشجاعة التي إقتصت لزوجها بكل قوة وشجاعة 
خدتي ب تارك يا أزهار!
إبتعدت قليلا لتجيبه بفخر 
وريحت جوزي في تربته يا حاج محمدجهزوا صوان العزا
لتكمل بسخرية وهي تطالع تلك المکسورة التي تجبرت على الجميع من ذي قبل 
الحاج هارون هيتعمل له أحسن صوان عزا متعملش لمأمور المركز السابق بذات نفسه
لتتابع پشماتة وقهرة قلب زوجة فقدت سندها وزوجها الحبيب 
والكلب اللي غدر بيه هيندفن من سكات مفيش مخلوق سواء من البلد ولا براها هيمشي في جنازته
استفاقت وعادت لوعيها لتهجم عليها كما الأسد الجائع وهي تقبض بكفيها حول عنقها بقوة وتجذبها لداخل المنزل لتصرخ بصوت مرعب كزئير الأسد من يستمع له يعتقد أنها ستحرق الأخضر
واليابس وكل ما يطالها 
عينيها بلون الډم وكادت أن تزهق روحها وهي تهتف بغل لتبعد زوجة شقيقها 
إبعدي أحسن لك يا شريفة وبلاش تكسبي عداوتي
هرول محمد ليفك قبضة تلك المتجبرة وينقذ أزهار التي سعلت بشدة لتهتف شريفة زوجة محمد وهي تشير لزوجة نجلها 
هاتي كباية ماية لعمتك أزهار بسرعة يا آية
هرولت تلك ال آية لتجلب كوبا من الماء فاختطفته شريفة لتتحدث بلهفة واهتمام وهي تقربه من فم أزهار لترتشف منه القليل 
إشربي لك بق ماية وخدي نفسك يا أزهار
مش هسيبك يا أزهارهدفعك التمن غاليوروحك مش هتكفيني علشان انتقم لنصر
وإلى هنا لم يعد يتحمل شقيقها تجبرها أكثر فقد طفح الكيل وأمتلئ لذروتهدفعها بقوة ترنحت 
كفاية بقى يا شيخةإيه الفجر والبجاحة اللي إنت فيهم دي مكفاكيش اللي حصلبت تهجمي على واحدة خدت حق جوزها اللي اتغدر بيه من ناكر الجميل الواطي اللي مطمرش فيه خيرنا وعيشنا وملحنا
اتسعت عينيها وهي ترمقه بحدة متسائلة بذهول وعدم استيعاب 
إنت بتقول لي أنا الكلام ده يا حاج محمد!
رمقها باشمئزاز لينطق بصرامة وهو يشير بسبابته محذرا 
إسمعي يا بنت أبويا الكلام اللي هقوله ده وأحفظيه لأني مبحبش أعيد كلامي وإنت عارفة كده كويس إسلوبك القديم اللي كنتي بتتعاملي بيه مع الكل تنسيه خالص
رفع قامته لأعلى لينطق بحدة وحسم 
زمنك عدى وفات يا إجلالإحنا كنا مكبرينك ومكبرين جوزك إكراما لأبوك الله يرحمه وكمان علشان ثقتنا في حكمتك وعقلك اللي ورثتيهم عن الحاج ناصف
ليكمل وهو يهز رأسه بيأس 
بس بعد اللي عملتيه وتخطيتك اللي ضيع الحاج هارون وكسر هيبتنا في البلدملكيش عندنا غير النومة واللقمة وأكتر من كده ماتتعشميشوده إكراما لأبوك الله يرحمه لولاه كنت اتصرفت معاك تصرف تاني بعد المصېبة اللي حطيتي العيلة كلها فيها
شاح بوجهه للجهة الأخرى مناظرا لزوجته تحت اتساع بؤبؤ عيني إجلال التي تستمع لكلمات شقيقها المهينة وتشعر كأنها داخل كابوسا يطبق على أنفاسها يكاد يخرج بروحها معههتف بقوة زلزلت المكان 
خديها على أوضتها وإقفلي عليها بالمفتاح لحد اليومين دول ما يعدوا وهي ترجع لعقلها
واشار بإصبعيه السبابة والوسطى 
الباب ميتفتحش إلا لسببينأولهم صينية الأكل اللي هتدخليها لها في ميعاد كل طقةأو دخول الحمام ودول السببين
 

تم نسخ الرابط