رواية غزالة الشهاب بقلم دعاء احمد
المحتويات
عشر
شهاب دخل البيت في وقت متأخر بعد ما ساب صباح في المخزن
كان هيتهور عليها لكن جده كلمه و قاله مياذيهاش و هو هيتصرف معها و لازم يرجع البيت
طلع السلم و هو سامع صوتهم بيتكلموا في اوضته
لقا الحج محمود و هند قاعدين مع غزال في اوضتها
غزال كانت قاعدة ساكتة تماما و كأنها مش مستوعبة اللي حصل كله
فقدت الوعي من مدة الدكتورة جيت و عملت لها اللازم
شهاب بصلها بتركيز السلام عليكم
بتعب و قلة حيلة
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هند پخوف
غزال اتكلمي قولي اي حاجة مينفعش كده
شهاب بص لجده و قعد جانبهم على السرير مسك ايدها كانت باردة و مستسلمة
الدكتورة قالت اي
هند بتوتر
شهاب غمض عنيه بتعب و حزن
في باله كلامها لما قالت لحليمة أنها عندها استعداد يطلقوا و تعرف حقيقة أمها
مجروح منها و حزين عليها
الاحساس دا مخليه مش فاهم نفسه لأول مرة
مكنش كدا عمره ما كان كدا
لو قبل كدا كان عارف ان الانسانة اللي هيرتبط بيها بتتخلي عنه بسهولة اوي كدا كان هو نفسه اللي هيبقى كاره قربها
و كأن مكتوب عليه الألم مع كل اللي يقرب منهم
شهاب بجدية
طب انتم ممكن تروحوا ترتاحوا و أنا هفضل معها
هند
ما تخليني ابات معها النهاردة يا شهاب
شهاب بجدية
مش هينفع يا هند و بعدين أنتي عندك شغل بكرا متشغليش بالك ياله بقا
هند بصتله بشك
هي اللي كانت هنا دي فعلا تبقى مرات عمي سعد و هي ازاي عايشة لحد دلوقتي
عند مش وقته دلوقتي ياله
هند قامت بضيق و خرجت من الاوضة لكن الحج محمود فضل قاعد و هو بيبص لشهاب و نظراته كلها لوم و كأن شهاب اللي مسئول عن اللي بيحصل
شهاب حاول يتجاهل نظراته و هو حاسس پغضب من نفسه
الحج محمود بجدية
شهاب أنا يوم ما جيت و قلتلك أني عايز
اجوزكم غزال كان عندها ١سنة و كتبنا الكتاب و أنت عرفت الحكاية كلها
انا فضلت سنين مراقب صباح و متأكد انها بعيدة عننا من يوم جوازكم و أنا شيلت ايدي من الموضوع و اعتمدت عليك
بس لأول مرة تخزلني يا شهاب
شهاب بصله بتعب من كم المسئوليات اللي عليه و اللي دايما ينفذها بدون ما يشتكي او يعترض مدام في مصلحة العيلة المهم تكون عيلته بخير حتى لو على حساب راحته
لكن لأول مرة يشوف النظرة دي في عيون جده
الحج محمود بص
لغزال پقهر و حړقة على حالتها خرج من الاوضة و قفل الباب وراه
شهاب دموعه نزلت و جواه قهر و احساس بالضعف
غزال رغم أنها مكنتش حاسة بحاجة من اللي حواليها ساكتة تماما
لكن اول مرة تشوف دموعه كأنها صاعقة قوية شهاب الحسيني بيبكي ادامها عادي
دموعها نزلت و مدت ايدها حطيتها على كتفه
شهاب مسح دموعه بسرعة و بص لها پخوف
أنتي كويسة يا غزال
غزال هزت راسها ب لأ و هي بټعيط شهاب معرفش يقول ايه لكن حضنها و طبطب عليها غزال عيطت بقوة و شهقاتها عليا شهاب سمح لنفسه يبكي هو كمان و يخرج كل اللي جواه
عدي وقت طويل على نفس الحال و كان الوقت مش بيعدي بيطئ و مؤلم
ناموا الاتنين بدون ما يحسوا و كل واحد جواه حزن و ۏجع
في اوضة حليمة
كانت بتتكلم مع رأفت بحدة و غيظ
و هي مش مصدقة ان صباح بوظت خطتهم و قررت تكشف نفسها أدامهم
حليمة بعصبية
انا هتجنن يا رأفت ازاي تعمل كدا انا مش مصدقة بنت الكلب دي عملت كدا ليه
مع انها عارفة ان الحج محمود يمكن يخلص عليها في حاجة زي دي!
رأفت أنا كمان مش مصدق اللي انتي قلتيه بقا صباح تعمل كدا طب ليه
صباح طول عمرها و هي في مصر مكنتش حتي بتجيب سيرة غزال
تقوم تعمل كدا دلوقتي و تكشف نفسها ليهم
حليمة أنا حاسة انها سمعت المكالمة اللي بينا و عرفت اننا ناويين نخلص على غزال بعد ما تاخد اللي عايزينه
أنت غبي يا رأفت بتكلمني و هي معاك
بس ليه خاېفه اوي عليها كدا ليه
ما هي رميتها اتنين و عشرين سنة و لا اهتمت بوجودها اصلا جاية دلوقتي و تفتكر ان دي بنتها
خاېن عليا اقطعها يا رأفت هاين عليا اقټلها و اخلص منها بنت ال
رأفت و حياتك لاخلصك منها يا حليمة دا لو ليها عمر اظن ان شهاب هيتصرف معها المشكلة دلوقتي لو هي قالتله على اللي كنا مخططينه
و أنه يعرف أي اللي بنفكر فيه
حليمة پخوف فكرك شهاب لو عرف هيعمل ايه
رأفت يبقى الله يرحمنا يا حليمة المهم دلوقتي هنعمل ايه انا معنديش اي فكرة
اللي كنا عايزينه محصلش ناوية علي اي
حليمة پغضب انا ناوية اخلص عليها انت فاهم باي طريقه
المهم تختفي من حياتنا و متورثش جنية واحد
أنا عندي فكرة غزال لازم ټموت لو ماټت هنخلص من كل الهم دا
و الأرض هتبقى لشهاب لانه جوزها
رأفت پخوفما بلاش الفكرة دي يا حليمة
انا بصراحة خاېف من ابنك
دا لو عرف حاجة من صباح مش هيسبني في حالي و انتي كمان
حليمة بغرور مش حليمة المنشاوي اللي تخاف بسبب حتة بت زي دي يا رأفت
أنت واثق من رجب دا و لا هيطلع زي ست الحسن
رأفت رجب دا كلب فلوس
حليمةو مالو يبقى استنى مني مكالمة هقولك هنعمل ايه بس خالي رجب عندك و مش عايزه حد يشوفه من اهل البلد أخفيه خالص لحد ما اقولك
رأفت ماشي يا حليمة ام نشوف اخرتها
حليمةاخرتها خير
تاني يوم الصبح
شهاب كان قاعد جنب غزال اللي نايمة بقلق و كأنها بتحلم بكوابيس و بتهلوس بكلام مش مفهوم
فتحت عنيها اللي احمرت من البكا بصتله اتعدلت بسرعة و لهفة و كأنها مش فاكرة حاجة
شهاب انا شوفت كابوس شوفت واحدة شبه ماما الله يرحمها
شفتها و بتقول انها أمي و و أنت أنت كنت پتبكي انا متأكدة انه كان كابوس اصلا أنت عمرك ما بكيت أدام حد و
دا مكنش كابوس صح دا مش كابوس!
شهاب اهدي يا غزال و هفهمك
غزال تفهمني! تفهمني ايه
تفهمني انكم خبيتوا عليا حاجة زي دي
خبيتوا عليا ان أمي عايشة حرمتوني منها كل السنين دي
شهابانا محرمنكيش من حد
هي اللي اختارت تبعد و بمزاجها
غزال پغضب و حدة
أنت كداب دا مش صح أمي مستحيل تعمل كدا مفيش ام بتخلي عن بنتها مهما حصل
شهاب بتلقائية قاسېة
بس هي اتخلت عنك فعلا مكنتش عايزاكي
اختارت نفسها و بس دي واحدة أنانية كل همها كان الفلوس لا حبيتك و لا اتمسكت بيكي اخدت فلوس كتير من جدك علشان تسيبك له و تمشي استمتعت بحياتها و انتي مكنتش فارقة معها و لما رجعت رجعت علشان تطلب فلوس
غزال مع كل كلمة كانت
بتقوله يسكت و هي بټعيط و مش عارفة اي السبب اللي يخلي أمها كارهها
و مش مصدقه أنها اتخلت عنها فعلا ضړبته بقوة و هي بتقوله يسكت و بتصرخ
بقولك اسكت أنت كدا هي مسبتنيش انت كداب انا بكرهك بكرهكم كلكم ابعد عني هو أنا وحشة للدرجة دي علشان كلكم تكرهوني كدا حتى أمي
انت كداب هي معملتش كدا
حطت ايدها على ودانها و بدأت تصرخ بهسترية و هي بټعيط بقوة و وشها احمر و في حاله لا تحسد عليها ابدا
ضعف خزلان صدمة قوية ۏجع
شهاب اتفزع عليها و قام بسرعة حاول يهديها لكن كانت بتبعد عنه و بتصرخ بشكل مخيف و كأنها في
حالة لا وعي و كلامه بيتردد في ودانها بقوة و بېقتلها بالبطي
قعدت على الأرض و ضامت نفسها بقوة و خوف و بدأت اعيط بصوت اهدي و استسلام
شهاب قعد جانبها
غزال هي متستاهلش دموعك دي دي غالية اوي بلاش ټعيطي علشان خاطري
علشان خاطر ابوكي عمي سعد
انتي مش بتحبيه و كنتي دايما تقولي انك بتحبيه و أنه اكيد حاسس بيكي
هو مش هيبقى فرحان لما يحس انك بالحزن دا كله علشان خاطره
عمي سعد كان بيحبك اوي اوي
كان نفسه تكبري و يشوفك أجمل بنت في العالم بلاش تحزني الحزن و الدموع مش بتليق على قلبك
انتي تستاهلي تفرحي دايما علشان خاطري أنا
أنا تعبت يا غزال اوي تعبت و محتاج احس انك موجودة تخففي عني
أنا أول مرة اقول كدا لحد بس انا محتاجك اوي
محتاج القيكي جانبي يا غزال
غزال بصتله بدموع
طلقني يا شهاب
الفصل العشرين
شهاب بص لغزال بخذلان و تعب من عنادها و إصرارها دايما أنها متديش علاقتهم فرصة
شهاب
غزال هو حد قالك أني معنديش قلب حد قالك أني مش بتاثر مثالا طب هو أنتي متفقة مع الدنيا تدوني على دماغي و تغدروا بيا مهما حاولت عايزاه تطلقي
أنا مبقتش فاهم أنا قصرت في ايه معاكم
دا حتى جدي رمي اللوم كله عليا كأن أنا اللي قلت لأمك تسيبك و تمشي
و كأن أنا سبب كل اللي بيحصل
هو شهاب دا حجر مش بيحس حتى جدي
هو كمان شايف أن شهاب مقصر هو بجد أنا قصرت كذا في حقكم
أنا عمري ما اشتكيت لحد و لا عمري هشتكي أنا بس كنت منتظر أني القى منك الدعم و احس أنك في ضهري تفهميني و تهوني عليا بس أنتي كمان زيهم
أنانية
تعرفي أنا اتأكدت أن الكبير دا طالما متحمل المسئولية و ساكت يبقى محدش بيهتم بيه بيفتكروا أنه تمام و عادي مع أن في الحقيقة هو مش عادي خالص
شهاب كان هيقوم لكن غزال بسرعة مسكت ايده و بصتله بعيونها الحمرا و الدموع فيها
أنا عارفة أنك تستاهل واحدة احسن مني مية مرة عارفة اني مستهلش كل اللي بتعمله علشاني
أنت منتظر مني ايه!
أنت بجد منتظر مني أني ادعمك و أقف في ضهرك
طب ازاي و أنا فاقدة الشعور بالثقة في كل الناس أنا كل شوية القى أن في حد اتخلى عني
أنت عايزني أثق فيك و أنا لسه من ساعات عارفة ان والدتي سبتني كل السنين دي و مقدرتش تتحمل مسئوليتي
عايزني اثق فيك أنت و الست اللي هي أمي مقدرتش تفضل معايا ايه اللي يخليني اثق أنك مش هتسبني زيهم
أنا خاېفة مش جبن الخۏف شيء نتج عن ظروف عشتها و مقدرتش اتخطها
أنا لحد دلوقتي حاسة نفسي محجوزة في زنزانة حاسة اني مش قادرة اتنفس و كل مادي بيضيق عليا لدرجة بقت تسحق قلبي
شهاب أنت تستاهل كل خير لأنك انسان مبهر بجد
خليتني أفرح من قلبي بجد و خلتني أحب الحياة و احس أن في أمل أني اعيش
بس اوعي يا شهاب اوعي تفتكر أن البنت لما بتكبر من غير أمها و ابوها بتكون كويسة
اه جدو كان بيحبنا و بېخاف علينا كلنا و بېخاف عليا لكن
جدي مهما كان كان شديد علينا لما كنا صغيرين يمكن بسبب فقدانه لأولاده الاتنين و اللي أمي عملته
كان شديد علشان يحافظ علينا بس كان دايما بيقربك منه
و بيقرب من قاسم و دايما ياخدكم معه في اي مشوار
و هند كانت معظم الوقت مع أمها
أما غزال
كانت قاعدة باهمال بتعلي لوحدها في الجنينة
محدش اهتم يقعد معها
اقولك سر
أنا كنت بغير اوي من هند
جايز أكون وحشة من جوايا
بس ڠصب عني كل ما كنت اشوف حليمة قاعدة معها و بتقولها تعمل ايه و متعملش ايه كنت بغير
كنت بتمنى لو كان عندي أم تهتم بيا
كان عندي عروسة اظن أنت فاكرها العروسة أم شعر أحمر
كنت دايما بقعد العب بيها لوحدي و باخدها معايا لما أجي أنام
و اعيط اوي و انحرق من جوايا و أنا شايفه البنات من حواليا كل واحدة بتجري على امها اول واحدة
أنا يمكن بشعة من جوايا بس يعلم ربنا اني رغم غيرتي منهم لكن كنت بتمنى ليهم السعادة
انا بس كنت عايزاه ابقى زيهم
لكن في النهاية
كنت
برجع اوضتي و أنام و انا بتمنى أني اروح لماما و بابا
تصدق أنا معرفش الشعور اللي بتحس بيه لما يكون عندك اب و ام
كلمة بابا و ماما طول عمرها كانت تقيلة على لساني كان نفسي اعرف ايه الشعور اللي هحسه لما اقولها ليهم
تقوم في النهاية بمنتهى البساطة تقولي أن أمى تخلت عني و أنها مكنتش عايزانى
يعني فوق كل دا هي كمان مش حابه وجودي طب ليه
ليه يا شهاب!
طب هو أنت هتسبني بعد اد ايه
ما هو مش معقول هتفضل متمسك بيا للآخر محدش بيستحمل حد يا شهاب
شهاب
مين قالك كدا غزال أنتي مش بنت عمي بس و لا مراتي و خلاص
أنتي غالية اوي
غالية في عنيا و عمري ما أقل منك لأن اللي رايد حد بجد
بيفضل معه في الحلوة و المرة
هو أنا دلوقتي لو تعبت او خسړت كل فلوسي و لا قدر الله بقيت عاجز عن الشغل
مش تساعديني نتجاوز المحڼة دي
مش هتساعديني نفسيا أنا و أنتي خسرنا ناس بنحبهم في حياتنا
اه الحياة مش وردي بس احنا نقدر نخليها حلوة لما نفرح بعض
أكون ليكي الاب و الأخ و الزوج و تكوني ليا الأمان و الراحة بعيد عن زحمة الحياة
اصل الهدف من الجواز
ان قلب ېخاف على قلب و عقل يفضل مشغول باللي بيحبه
الونس اللي يخليني منحسش بالوحدة مع بعض
علاقتنا تستاهل فرصة يا غزال تستاهل فرص كتير اوي علشان أنا مش هطلقك مهما قلتي او عملتي
هتفضلي على ذمتي لحد ما ربنا يأذن و ياخد الأمانة
غزال مسحت دموعها
قبل أي حاجة لازم تفهمني كل اللي حصل و الأرض اللي انتم قلتوا أنها ورثي من امي دي بتاع مين
و تحكي لي كل اللي مخبينه عني
شهاب
صدقيني مش مهم مش مهم يا غزال
المهم بالنسبة ليا أنك تكوني واثقة ان دا بيتك و ان عيلتك بتحبك بجد و أن الأرض دي بأسمك و أنك فرد من أفراد العيلة و وجودك هنا مش تطفل على حد
لا دا حقك
غزال سكتت للحظات و اتكلمت بدهشة و صدمة و هي حاسة ان كلهم كانوا بيكدبوا عليها
هي الأرض دي بتاعتك!
ثواني و أنت كمان كنت عارف الكتب اللي بحبها و أنا سألت قاسم ازاي عرفت
لكن
متابعة القراءة