حكاية كاملة بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز


و بتتحول لما بتسمع مني اي كلمة مش عجباك حتى لو كانت بسيطة... انا حاسة ان في حاجة انت مخبيها عليا... انا حاسة.. حاسة ان في فجوة كبيرة بينا و عمالة بتكبر كل يوم.. انت فاكرني صغيرة و مش فاهمة حاجة بس كده انت تبقى غلطان اوي انا واعية و فاهمة انا كل لما بسألك بتتعصب و بتشخط و بتغير الموضوع... و انا تعبت اوي

و الله تعبت من التفكير. اتكلم و قول اي حاجة يمكن تريحني.. اي حاجة حتبقى ارحم من العڈاب اللي انا فاهمة.
اڼهارت ياسمين من البكاء و هو يربت على ظهرها بحنان قبل أن يحملها و يجلس على الاريكة و يجلسها ..
مسح دموعها بأنامله و هو يبتسم پألم قائلا اهدي يا حبيبتي خلاص انا آسف... انا غبي و حمار و عصبي بس بحبك و الله العظيم بحبك و مليش غيرك في الدنيا دي كلها وعارف اني لو بقيت اتأسفلك عمري كله مش حمحي الألم و العڈاب اللي انا سببتهولك.... بس بلاش دموع.... دموعك دي أغلى مني انا مستهتلش تبكي عشاني.... انا ححكيلك كل حاجة بس توعديني انك متسيبنيش مهما حصل... متبعديش عني يا ياسمين انا ماصدقت لقيتك. انت الحاجة الوحيدة اللي بقيت عايش عشانها....
انت لو سبتيني انا حموت... اوعي تتخلي عني يا ياسمينتي و انا اوعدك و الله حتغير و حعمل كل اللي انت عاوزاه بس استحمليني و خليكي معايا للآخر انت وعدتيني انك حتبقي معايا...صح.. انا حقلك كل حاجة ححكيلك ماضيا كله و مش حخبي عليكي بعد كده.
أومأت ياسمين برأسها غير مصدقة كيف تحول آدم الحديدي بكل قسوته و جبروته الي طفل صغير يستجدي عطفها.. أما قلبها فقد بدأ يلين تحت وقع كلماته المؤثرة...أغمضت عينيها و لكن في قرارة نفسها كانت تشعر انه يستحق فرصة أخرى للبدأ من جديد...هي لن تخسر شيئا ستسمعه و ستقرر بعد ذلك... هذا ما نصحتها به والدتها طوال الايام الفارطة التي قضتها معها.
ارجوكي يا ياسمين خليني احس انك رجعتيلي من تاني.. عاوز اتأكد اني مش بحلم و انك معايا بجد...وحشتيني اوي... اوي يا حبيبتي....
في الحي الشعبي
نزلت غادة درج العمارة القديمة التي تسكنها مع والدتها و اخوتها... تأففت بضيق و هي تلمح جارتهم الفضولية فاطمة تفتح باب شقتها..
الجارة و هي تتفرس في ملابس غادة قائلة بتعجبصباح الخير يا بت يا غادة... أمال انت رايحة فين بالهدوم النظيفة دي.
غادة و هي تنزع نظارتها الشمسية صباح النور يا طنط... حكون رايحة فين غير الشغل....
شغل.. شغل ايه يا بت هو انت مش لسه بترسي.
غادة بضيقايوا يا طنط انا بدرس و بشتغل في نفس الوقت و دلوقتي عن إذنك عشان متأخرش على الشغل.
تجاهلت نداء الجارة لها لتنزل بخطوات سريعة على الدرج و هي تتمتم بتأفف و هو انا ناقصة ارف.. الولية الفتانة دي بقت مراقباني في الرايحة و الجاية و عمالة تسأل أسئلة رخمة زيها و هي مالها بيا ادرس و الا اهبب ايه....
فتحت باب السيارة المركونة أمام العمارة و هي تكمل تمتمتها پغضبماهو كله من حظي النحس لو كان الغبي اللي اسمه صفوان داه مفلسش كنت حخليه يشتريلي شقه في حتة نظيفة و اتنقل فيها انا عيليتي بدل الخړابة دي... ربنا يقرفك يا ولية يا بومة قلبتي مزاجي عالصبح... أما اروح اشوف الزفت دا وصل لفين...هو حيفلس و ينتهي عالاخر و الا حيقوم من تاني... آه ماهو انا كمان لازم اضمن نفسي هو انا ضحيت الټضحية دي كلها و ما اطلعش غير بحتة العربية دي... أما اشوف الاول و بعدين اتصرف.
قادت سيارتها باتجاه شقة صفوان و هي ترسم في رأسها خططا جديدة لضمان مستقبلها و هدفها الوحيد هو... إن تصبح من الطبقة الغنية بأي ثمن.
وضعت فاطمة يدها على ذقنها و حركت فمها بطريقة تدل على تعجبها و هي تتمتم هي مالها البت دي بتتكلمني من طراطيف مناخيرها زي ما اكون بشتغل عندها.. لا و ايه لبس شيك و نظيف زي بتوع التلفزيون لا و كمان عربية.. هي بتشتغل ايه بالظبط انا طول عمري مش برتحلها البت دي... متكبرة و شايفة نفسها... بس اقطع ذراعي من هنا أن ماكانش في وراها حكاية...و حكاية كبيرة كمان آه ماهو مافيش شغل بيجيب فلوس اد كده مرة واحدة... داه انا بنتي صفاء بقالها سنتين في الخليج و لسه مجمعتش ثمن توكتوك حتى... بس على مين دا انا فاطمة سيكة على سن و رمح و مفيش حاجة في الحارة كلها بتستخبى عليا ...و بكرة هعرف حكاية البت غادة دي إيه...
عادت الي داخل شقتها لاعداد فطور زوجها الذي استيقظ من نومه للتو....
في مستشفى زاهر مجدي
تجلس السيدة صفية على إحدى الكراسي الموجودة في قاعة الانتظار و بجانبها سهى التي تأففت للمرة العشرين بضيق
 

تم نسخ الرابط