حكاية الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
بس انت اللي رافض إني أتدخل
علق عمر نظراته على وجهه الجدي قبل أن يتحدث بيأس بس إنت حلولك معروفة مش بتتعامل غير بالقوة و انا عاوز هبة بس مش عاوزها تخسر عيلتها
شاهين بلا اكتراث إنت اللي نزلت من مستواك لدرجة إن عيلة زي دي ترفض تديك بنتهم إتحمل المسؤولية بقى و خليك قاعد مكانك لحد ما البنت تتجوز واحد ثاني
شاهين بضجر ماهو يا تزعل يا تخسرها إحتار إنت بقى
عمر پغضب شاهين انا جايلك علشان تلاقيلي حل بلاش تستفزني لأحسن و الله اروح دلوقتي الحارة و أخطفها
شاهين بتلاعب لو عملت كده تبقى إبن خالتي بجد
عمر أبوها قرر يكتب كتابها آخر الأسبوع داه على واحد قريبهم باين فيه مخطط كويس لكل حاجة
STORY CONTINUES BELOW
مسح شاهين ذقنه بخفة قبل أن يهمهم بتفكير مممممم طيب تعالى معايا و انا ححلك المشكلة دي بس حجز نفسك عشان حتكتب كتابك عليها الليلة دي و منتدخلش في أي حاجة أنا حعملها إتجوزها دلوقتي و بعدين حاول كل حاجة حتتحل
بعد حوالي ساعة
تقف نجوى في مطبخها الصغير تحضر وجبة الغداء لعائلتها لتسمع طرقات قوية على باب شقتها نشفت يديها بالمنديل و عدلت من وشاحها و عبائتها قب ان تتجه إلى الباب لتفتحه
رجعت عدة خطوات إلى الوراء بفزع إلى داخل الشقة عندما وجدت عدة رجال ضخام يرتدون ملابس رسمية طغى عليها اللون الاسود و نظارات شمسية
ذو ملامح حادة و نظرات صارمة تبعث الرهبة في نفوس المحيطين به يرتدي ملابس فاخرة لا تختلف كثيرا عن ملابس البقية و يتبعه رجل آخر بدا لها مألوفا و لكنها لم تستطع تذكره
تكلم الرجل بصوت جهوري ليقطع تأملها
هي دي شقة منصور
رمقها شاهين بنظرات لامبالية و هو يدير عينيه داخل المكان قبل أن يعيد بصره إليها قائلا انا شاهين
الألفي و داه عمر الشناوى اكيد عارفاه
تسمرت نجوى و شعرت و كأن أحدهم سكب عليها دلو مياه مثلجة و
أشر لها شاهين بيده لتتقهقر إلى الداخل و يدخل هو و هي يجوب بعينيه اثاث الشقة البالي ليعاود السؤال من جديد و قد بانت على ملامحه دلالات الاشمئزاز و التقزز جوزك فين عاوزينه في كلمتين
تبعتهم نجوى إلى الداخل بهرولة و هي تتحدث جوزي مش
هنا بتسالوا عليه ليه و عاوزين منه إيه
ضاق شاهين ذرعا من سؤلاتها المتكررة ليزفر بنفاذ صبر و هو يقول روحي إندهي جوزك و بلاش أسئلة لما ييجي حتعرفي
هرولت نجوى إلى داخل غرفتها ما و أوصدت الباب ورائها لتهاتف زوجها الذي جاء بعد عده دقائق نظرا لانه يعمل في محل قريب من مكان سكنه
دخل منصور الشقة و هو يغلي من الڠضب عندما أخبرته زوجته باقټحام غرباء لمنزله و في غيابه و معهم عمر الشناوى صاح هادرا وهو يقف في مواجهة
الرجلين إنتم مين و عاوزين إيه و إزاي تتهجموا على بيتي و انا مش موجود
STORY CONTINUES BELOW
تنحنح عمر بحرج و قد عزم على التحدث بهدوء محاولا إمتصاص ڠضب منصور و تفادي عصبيته حتى ينتهي الموضوع بسلام لكن إشارة من يد شاهين أوفقته عن الكلام و الاكتفاء بالمشاهدة
تحرك شاهين ناحية منصور ليقف أمامه و هو يحدجه بنظرات ڼارية قبل أن يتحدث بصوت هادئ إحنا خبطنا على الباب و مراتك هي اللي فتحتلنا أقعد خلينا نتفاهم بهدوء و بلاش الحركات دي عشان متاكلش معايا
قاطعه الاخر بصړاخ و قد تضاعف غضبه من نبرة شاهين المستفزة انا مليش كلام معاكم إطلعوا من بيتي حالا و إلا و الله حطلب البوليس و هو حيعرف يتصرف معاكم
زفر شاهين بملل من عجرفته و هو يتمسك بآخر ذرة صبر له من أجل عمر فلو كان في وضع آخر لما سمح لمنصور حتى بالتنفس أمامه
تحدث شاهين بنفس الهدوء و هو يتجه ليجلس على الاريكة القديمة متستعجلس يا أستاذ منصور هو البوليس حييجي بس مش دلوقتي خليه للآخر إلا قلي يا حاج منصور هو فين إبنك ثامر انا مش شايفه يعني
إضطرب منصور علي الفور من نبرة شاهين الواثقة و نظراته الخبيثة التي كانت تخفي وراءها شيئا خطېرا لكنه حاول التماس و التحدث بنبرة طبيعية إلا أن
فشل في ذلك فخرج صوته مرتبكاو إنت إنت مين يا جدع إنت و بتسأل ليه على إبني
شاهين بتلاعب و لا حاجة حبيت اطمن عليه بس لحسن يكون رجع للسكة القديمة من ثاني و إنت فاهم كويس انا بتكلم على إيه فبطل لف و دوران و خلينيا نتكلم في الموضوع اللي إحنا جايين فيه عشان ورايا شغل و مش فاضيلك تبدلت نبرة شاهين إلى الجدية و هو يحدج منصور بنظرات حادة تكاد تخترقه و يشير له بالجلوس
جلس منصور علي مضض و قد فهم مايرمي له هذا الرجل الغريب تحت نظرات عمر المتعجبة
إنتقل بنظره إلى شاهين الذي تحدث باستخفاف إسمع يا منصور إنت عارف كويس إحنا مين و جايين ليه فقصر علينا الطريق و ماتخلينيش أضطر اتعامل معاك بطريقة ثانية
منصور و هو يرمقه بنظرات ڼارية رغم إرتباكهمش فاهم إنتم جايين هنا ليه و عاوزين إيه
شاهين و هو ينظر إلى ساعته بملل قبل أن يرفع رأسه و يشير بيده إلى عمر داه عمر الشناوى إبن الدكتور رفعت الشناوى و انا أبقى شاهين
الألفي اكيد سامع عننا كثير إحنا جايين النهاردة عشان نطلب إيد الآنسة هبة فيا ريت توافق
منصور پغضب مكتوم و هو يراقب زوجته التي أسرعت إلى غرفة هبة إنتوا غلطانين في العنوان يا بهوات انا بنتي مخطوبة و كتب كتابها آخر الأسبوع داه
قفز عمر من كرسيه و الشرر يتطاير من عينيه بعد أن بلغ غضبه الذروة فهو منذ جلوسه و هو يتحمل كلام منصور اللاذع بصعوبة و ينتظر الفرصة المناسبة حتى ينقض عليه
عمر بصړاخ إيه الكلام الفارغ اللي انت بتقوله داه
انا من ساعة مادخلت بيتك و انا مستحملك بالعافية عشان خاطر هبة بس كلمة كمان و ديني لأكون دافنك مكانك 3
أمسكه شاهين من ذراعه و هو يكتم ضحكاته على ڠضب عمر و هو الذي كان يوصيه طوال الطريق بالتحلي بالصبر و
عدم التهور و هاهو الان يفقد أعصابه و يحاول الھجوم على هذا الرجل المستفز
نفض عمر يد إبن خالته پغضب و عاد يجلس مكانه
جذب ربطة عنقه بحركة عصيبة قبل أن يهمس حانقة شاهين خلي المأذون ييجي انا حكتب عليها دلوقتي و حاخذها من هنا كفاية إستحملت ثلاثة
عشرين سنة عند الراجل المستفز داه
أومأ له شاهين الذي أخرج هاتفه و كتب رسالة ما قبل أن يدس هاتفه في جيبه مرة أخرى
أعاد ظهره إلى الوراء باسترخاء و قد لمعت عيناه ببريق التحدي بعد أن منحه عمر الضوء الأخضر لفعل ما يريد هاهو الوجه الحقيقي لشاهين الألفي يظهر و على هذا النحو سيتصرف و يحل الأمر في دقائق معدودة
المؤذون جاي دلوقتي علشان يكتب كتاب عمر بيه على بنتك و إنت عندك حلين الأول إنك توافق من سكات و تخلي الليلة تعدي على خير يا إما حضطر أبلغ البوليس على إبنك المدمن اللي انت بتتستر عليه
تكلم شاهين بنبرة هادئة مخيفة و هو يرسل
نظرات محذرة لمنصور الذي تسمر مكانه دون رد
الفصل الثاني و العشرون
طوال الطريق لم تتوقف هبة عن البكاء و هي
تتذكر نظرات والدها القاسېة و كأنها أجرمت في حقه
آخر كلماته مازالت ترن في أذنيهاعندما دخل عليها غرفتها بعد عقد قرانها ليقول لها بكل قسۏة و جمودبعد اللي إنت عملتيه داه إنسيإن ليكي عيلة وإحنا كمان حنعتبرك مېتة و لما يزهق منك إبن الذوات إللي برا داه و يرميكي إوعي ترجعي هنا عشان ساعتها مش حتردد إني
وهو يربت على كتفها بحنان هامسا لها
بكلمات مطمئنة عله يخفف عنها بعضا من
ألمها الذي تشعر به
عبرت السيارة البوابة الكبيرة لفيلا شاهين فهو قدإتفق مع عمر علي مكوث هبة فيفيلته عدة أيام قبل إقامة الزفاف
توقفت أمام الباب الرئيسي للفيلا ليسارع عمر بفتح الباب الذي بجانبه و يترجل للجهة الأخرى من السيارةليفتح الباب و يساعد هبة على الخروج
إستندت عليه لتخرج بصعوبة و الدموع التي تغشى عينيها تجعلها غير قادرة على رؤية أي شيئ أمامها
ساعدها عمر لصعود الدرج الداخلي ليتجه بها إلى إحدى الغرف
راقبهما شاهين و قد إرتسمت على ثغره إبتسامة ساخرة ليتمتمإيه المسلسل الهندي داه
مط جسده بكسل قبل أن يتجه إلى الحديقة باحثا عن والدته للاطمئنان عليها
هبة پبكاء بابا طردني من البيت انا معادش ليا عيلة انا خسرتهم خسړت كل حاجة عشان غلطت
قاطعها عمر بصرامة و هو يبعدها عنه قليلا ليصبح وجهها مقابلا لوجهه أوعي تقولي كده إحنا مغلطناش في حاجة هو اللي كان رافض حبنا من غير سبب مقنع و كان عاوز يجوزك لواحد ثاني إحنا عملنا الصح و تجوزنا على سنة الله و رسوله
ومعملناش حاجة غلط فأوعي تقولي الكلام داه مرة ثانية انا إخترتك و إنت إخترتيني عشان بنحب بعضم فيش مخلوق في الدنيا دي حيقدر يفرقنا بكرة حيقتنع اكيد لما يلاقيكي مبسوطةو سعيدة معايا يلا بقى إمسحي دموعك بلاش العينين الحلوة دي ټتأذي
و انا حنزل أجيبلك حاجة تاكليها عشان تنامي شوية و ترتاحي
ختم كلامه و هو يمسح وجهها برقة شديدة من الدموع الذي كانت تغرقه و يتفرس ملامح وجهها الجميلة رغم ذبولها
قسۏة والدها منذ سنوات
لها مع فارس
أحلامها الغائب الذي أمضت سنين حياتها و هي غارقة في حبه الذي ضنته مستحيلا حتى جاء ذالك اليوم الذي عاد
فيه لينتشلها من حياتها البائسةو يعوضها عن كل لحظة حزن و ألم عاشتها بعيدا عنه
شقية على شفتي عمر الذي كان يشعر
بما تمر به محبوبته لكنه أراد أن يشاكسها قليلا
عندما قال بشقاوة هبة إنت نمتي يا حبيبتي طب إوعي ټعيطي تاني لحسن تبوزيلي القميص داه غالي و انا راجل على وش جواز و بحوش
دفعته هبة برفق و هي تجيبه بغيظ
متابعة القراءة