حكاية الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز


البعيدة تحتها التي كانت تلمع منيرة ظلام الليل حاجبيها بدهشة عندما لاحظت أنه يرتدي بدلة أنيقة باللون الأسود مستعدا للخروج... رفعت الغطاء عنها ثم سارت نحوه قائلة إنت خارج دلوقتي اجابها ببرود و هو يرتب ربطة عنقهأيوا في مانع عضت شفتيها بغيظ فمنذ ثلاثة أيام و هو غاضب منها بسبب ماتفوهت به من حماقات في مكتبها مع هبة فلسوء حظها كان شاهين يراقبها من خلال كاميرا مزروعة داخل مكتبها ليشاهد و يسمع ردة فعلها بالكامل عند رفض تصميمها حاولت مصالحته بشتى الطرق و لكنها فشلت.... و هاهو الان يعاملها ببرود و جفاء غريبين سألته مجددا بس الساعة دلوقتي بقت عشرة بالليل الوقت متأخر و مش عوايدك يعني. رمقها بنظرات لامبالية قبل ان يلتفت نحو الباب

قائلا حتأخر برا...نامي و متستنينيش. توقف عن سيره عندما إعترضت كاميليا طريقه موجهة نحوه نظرات لوم و عتاب شاهين.. هو إنت حتفضل زعلان مني لحد إمتى.... انا إعتذرتلك مية مرة بس إنت رافض حتى إنك تسمعني.... و الله انا مكانش قصدي.... أمسكها من كتفيها يهزها برفق مقاطعا كلامها صارخا بنبرة غاضبة بقى بتقولي إنك حتطلقيني قدام صاحبتك و كأنها كلمة عادية ملهاش اي معنى..... للدرجة دي هاين عليكي كل اللي بينا.. هان عليكي الحب و العشرة.... حتى لو مكنتيش بتعنيها.... حتى لو كنتي بتهزري المفروض كلمة زي متنطقيهاش على لسانك... لو كنتي... بتحبيني بجد مكنتيش قلتي كده . إغرورقت عينيها بالدموع و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا نافية مايقوله قبل أن تهتف بصوت مخټنق لا و الله انا بحبك... تركها لترتد بجسدها قليلا إلى الوراء شاهقة بقوة لتتمسك بطرف السرير إلتفت شاهين نحوها بسرعة يتفحصها بقلق ظنا منه أنه قد دفعها بقوة دون قصد منه..... إرتدت ملامحه ثوب اللامبالاة من جديد هاتفا باستهزاء لا باين... باين اوي بأمارة الكوابيس اللي لسه بتجيلك كل ليلة...نظرات الړعب و الخۏف اللي لسه بشوفها في عينيكي كل ما قرب منك... بالرغم من كل حاجة عملتها على شانك لسه مش قادرة تتجاوزي اللي حصل زمان.... أنا كل يوم بعتذرلك و بتاسفلك و بحاول أعبرلك على ندمي و اعوضك بأي طريقة.... إتغيرت كثير على شانك... كل همي إنك تنسي و تحاولي تحبيني.. مش طالب غير حبك.. بس للاسف لسه الحال زي ماهو من ثلاث سنين..... أغمض عينيه بقوة وهو يوليها ظهره... لا يريد أن تأثر عليه بدموعها و بكائها رغم أن اكثر شيئ يكرهه في هذه الدنيا هو رؤية دموعها و حزنها. تنهد بصوت مسموع قبل أن يضيف كاميليا انا حسافر أمريكا الاسبوع اللي جاي عشان عندي صفقة مهمة.. ححاول ابعد الايام دي عشان ترتاحي و تهدي أعصابك...وتفكري بهدوء أنا عارف إني قسيت عليكي بالكلام بس ڠصب عني كان لازم اقلك كل اللي جوايا.... مسحت دموعها بقوة قبل أن تسارع بخطواتها لتعترض طريقه... وقفت بجسدها الصغير أمامه قبل أن يصل أمام باب الغرفة رفعت رأسها تناظره بعينيها الدامعتين قائلة برجاءمتمشيش...إستنى إنت رايح فين هز حاجبيه قائلا بتعجب و إنت من إط مش عايزانى أروح ليه . تحدث بصوت بطيئ صبور رغم علمه بتهربها من أسئلته...محدقا بها بنظرات متفرسة لكل إنش من وجهها الفاتن رغم إحمرار عينيها ووجنتيها بسبب بكائها قضمت شفتيها بتوتر غير عالمة بتأثير تلك الحركة العفوية عليه.... مس حسيبك المرة دي غير لما تصارحيني بكل حاجة.... إحنا بقالنا اكثر من ثلاث سنين متجوزين.... بس دايما بحس إنك بعيدة عني لسه نظرات الخۏف بشوفها في عنيكي في كل مرة .... حاسس إنك مش مرتاحة معايا...تصرفاتك بتقول كده مثلا و لامرة سألتيني رايح فين و إلا كنت مع مين مش بتغيري عليا زي بقية الستات...مفيش مرة طلبتي مني حاجة كأنه مش من حقك حتى لما بتحبي تروحي لبيت أهلك بتبعثيلي فادي علشان يقلي... إحكيلي مالك...بصيلي في عينيا و تكلمي قولي كل
اللي في قلبك مين غير خوف ولا قلق... إحنا لازم نصارح بعض عشان نقدر نكمل حياتنا بشكل أفضل .... مفيش قدامك حل غير داه عشان إنت عارفة إني مستحيل أسيبك..... إستجمعت انفاسها المسلوبة منها بسبب محاصرته لها خاصة بعد أن تأكدت من إصراره على جعلها تصارحه بالحقيقة... بسطت أصابعها المرتعشة فوق صدره تحارب بكل قوتها حتى لاتنهار أمامه فكيف ستخبره أنه محق في كل ماقاله... و انها لازالت تخشاه...تخشى شاهين الألفي.... نطقت أخيرا بعد صمت طويل ليخرج صوتها خاڤتا مرتعشا و متذبذباأنا...أصل... أنا لسه بخاف منك... شوية يعني لما بتعصب او تصرخ حتى على الولاد...عشان بفتكر زمان لما كنت بتصرخ عليا و كنت يعني پتكرهني...انا و الله مش بإيدي بس ڠصب عني مقدرتش انسى إاللي حصل معايا أنا عارفة إنك حاجة حصلت معايا بسرعة أنا جيت اشتغل هنا و بعدها بأقل من شهر إتجوزنا مكنتش فاهمة حاجة... إنت كنت پتكرهني .تعودت على قسوتك و على نظراتك المشمئزة مني و بعدها قلتلي إنك عاوز تبدأ حياة جديدة معايا و انا مكانش عندي إختيار.. عشان إنت وقتها مخيرتنيش إنت بس قررت و انا كالعادة لازم أنفذ.... أنا تعودت
إني أعمل كل اللي إنت عاوزه مين غير تفكير و لا حتى أقول رأيي و لامرة خيرتني او سألتني انا عاوزة إيه...صح إنت عملت حاجات كثير انا عاوزاها و غيرت في نفسك كثير علشاني بس بالرغم من داه لسه متعودتش اطلب منك حاجة عشان حاسة إنه مش من حقي... متنساش إنك إشترتني بعشرين مليون جنيه وداه مبلغ كبير جدا عشان كده لازم أرضى بكل اللي بتعمله و كل اللي بتجيبه مين انا عشان أتشرط و إلا أعارضك... ببقى عاوزة أسألك بس بخاف تزعل مني و ببقى عاوزة أطلب منك حاجة بس بعدين أبطل عشان متتضايقش مني... ساعات بقول إن واحدة زيي لازم تحمد ربنا صبح و ليل علشان متجوزة شاهين الألفي بالرغم من إني على طول ببقى مړعوپة... وخاېفة بداخلها و لم تجرأ او تفكر يوما في قولها له... ظلت دقائق و هي تبكي و تشهق و شاهين يربت على ظهرها بلطف دون أن يقاطعها حتى بدأت تهدأ شيئا فشيئا... دفعته قليلا ليبتعد عنها ليظهر له وجهها المحمر و عينيها المنتفختين ووجنتيها الغارقتين بالدموع... ليبتسم رغما عنه على مظهرها اللطيف القابل للأكل... رغم شعوره بالحزن من إعترافاتها التي تتضمن مدى معاناتها و من يوم ما إبتديت أحبك و أنا بعتبرك حتة مني...إنت رجعتيني للحياة من ثاني فعشان كدة حياتي ملكك إنت...طمني قلبك و بلاش تتعبي دماغك بأوهام فارغة..و مهما حصل بينا مستحيل أسيبك تبعدي عني يوم واحد.. داه قدرك و لازم ترضي بيه.... برضاكي أو ڠصب عنك... إبتسم قليلا و هو يمسد خصلات شعرها الناعم ليكملحخليكي تحبيني و تغيري عليا و حعلمك إزاي تعتبريني حق من حقوقك زيي بالضبط...كل الخۏف و التردد تنسيه و اول درس حيبقى الليلة....حترجعي تطلعي عيني زي ايام ماكنتي حامل بآسر و اسيل .... برائحة عطره المميزة.. ليقهقه عليها قائلا إنت دايما كده فكرك رايح قبل ساعات في منزل سعيد والد كاميليا.... إستأذن محمد ليغادر بعد أن تحدث مع والدي نور حول رغبتها في الطلاق وأخبرهم أنه سيقوم بجميع الاجراءات الازمة في أقرب وقت ممكن.... فتح باب الشقة ليخرج تاركا إياهم متسمرين مكانهم من شدة الصدمة... لكنه توقف مكانه بعد أن سمع صړاخ والدة نور و هي تقول بحړقة أنا لسه مش مصدقة اللي سامعاه يا نهار إسود.. يا نهار اسود شايف يا سعيد.... شايف بنتك عملت إيه عاوزة تتطلق.. يا فضيحتي يافضيحتي
اودي وشي فين من الناس و الجيران بعد كده..... اجابتها نور بصوت مندفع يعني كل اللي همك هو كلام الناس.. و مش همك انا هبت والدتها من مكانها فجأة لټصفعها بكل قوتها

حتى شعرت نور بطعم الډماء في فمها... قبض محمد على يديه بقوة يمنع بصعوبة نفسه من العودة إلى الداخل لحماية عنيدته من بطش والدتها....رغم ألمه منها و عڈابه إلا أنه لم يستطع إن يراها تتعرض لأي أذى..... سارع سعيد لإبعاد زوجته التي لم تكتفي بصفع إبنتها بل كانت تنوي إكمال ضربها...هدر پغضب و هو يدفعها برفقبتعملي يا ولية إنت إتجننتي بتمدي إيدك على بنتك و انا واقف أجابته و عيناها تكادان تقفزان من محجرهما من شدة الڠضب و أقطم رقبتها كمان... البجحة عديمة الرباية دي... الظاهر إن إحنا دلعناها اوي عشان كده شافت نفسها وتفرعنت علينا... تحدث سعيد بصوت هادئ رغم إشتعاله من الداخل الضړب عمره ماكان حل...هي مش صغيرة و عارفة كويس مصلحتها فين...سيبيها تتحمل نتيجتها قرارها... صړخت في وجهه لأول مرة في حياتها و هي تكاد تشد شعرها من شدة الغيظ بسبب برود أعصابه التي أثارت إستفزازها متجننيش يا راجل أحسن انا على آخرى بقلك بنتك عاوزة تتطلق تقلي حرة و تتحمل نتيجة قرارها...تتحمل إيه و تتنيل إيهداه طلاق طلاق يا ناس...مش لعب عيال. سقطت على الكرسي وراءها بعد أن شعرت بارتخاء ساقيها و إرتعاش جسدها...تمتمت بضعف و هي تسند رأسها الذي ثقل فجأة بكفيها طب ليه حصل إيه عشان تطلبي الطلاق.... عملك إيه إبن الناس نظرت لها نور قليلا قبل أن تجيبها بصوت مرتبك معمليش حاجة انا لوحدي طلبت
الطلاق عشان مقدرتش أستمر في العلاقة دي.. كان لازم أحطلها حد من دلوقتي قبل ما تتطور.... سكت بنتك يا سعيد مش عاوزة اسمع صوتها.. لحسن و الله حرتكب جناية الليلة دي... ربنا نقذه منك جوزك عشان طيب و إبن ناس ميستاهلش واحدة زيك... بكرة حتندمي يا بنت بطني لما تحسي بقيمة الحاجة اللي ضيعتيها من إيدك... قاطعها سعيد ليسأل نور قائلا بصوت جاد طب ممكن تفهمينا يا بنتي حصل إيه عشان تقرري قرار زي دا...ماهو مش معقول بين يوم و ليلة كده تطلبي الطلاق اكيد في أسباب مقنعة.... نفت نور براسها و هي تفرك يديها بتوتر قائلة يا بابا صدقني مفيش حاجة.. انا من الاول مكنتش عاوزة الجوازة دي.. ما إنت عارف من سنة لما وافقت على محمد انا وقتها كنت فاكراها خطوبة بس إنتوا اللي قررتوا إنه يكون كتب كتاب... صفعت فخذيها پقهر قبل أن تهتف بحړقةبقى زعلانة عشان الراجل شاريكي و داخل من الباب بنات آخر زمن....منك لله يا نور منك لله كسرتي ظهري ووطيتي
 

تم نسخ الرابط