حكاية لهيب الروح بقلم هدير
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
لهيب الروح بقلم هدير دودو
في الصباح..
زحفت رنيم أرضا والدموع تنهمر فوق وجنتيها پقهر وحسرة قدميها لم تتحمل الوقوف عليهما وصلت نحو المرحاض وبدأت تزيل عنها ملابسها البالية اغمضت عينيها بضعف شديد تجاول أن تقف أسفل المياة لعلها تهدئ من الألم الذي يعصف بها نجحت في النهاية بعد عدة محاولات أن تقف أسفل المياة الساخنة لتخفض من الآم چروحها الجديدة.
نزلت من الغرفة ببطء تحاول أن تتجاهل الالم الذي تشعر به فأصبح يلازمها دائما لا يوجد شئ جديد قد اعتادت على هذا الألم.
أهلا وسهلا يا طنط عاملة ايه
بادلتها جليلة والدة جواد ابتسامتها ونهضت قامت باحتضانها مردفة ترد عليها به بهدوء
همهمت بخفوت تجيبها وهي تأومأ برأسها إلى الأمام تحت نظرات مديحة _والدة عصام زوجها_ التي كانت ترمقها بنظرات غاضبة يملأها الكره
الحمدلله كويسة..
لم تستطع أن تتحدث مع جواد بسبب نظرات مديحة لها التي أربكتها فصمتت بعد ذلك وتوجهت تجلس فوق الأريكة إلا أنه فاجأها وفاجأ الجميع عندما تخلى عن صمته الذي كان يلتزمه طوال جلسته معهم وغمغم متحدثا معها جدية وخشونة يظهرها أمامهم وهو يطالعها ببنيتيه بنظرات شغوفة لم يفهمها سواه
ابتسمت ابتسامة سعيدة من احترامه لها وطريقته معها المختلفة لم تجد أحد يتعامل معها بتلك الطريقة من قبل تمتمت ترد عليه بخفوت
الحمدلله أنا كويسة..
لم تتحدث أكثر من ثلاث الكلمات تلك التي تفوهت بهم للتو لكن أروى شقيقة زوجها لم يعجبها ما حدث لذلك تطلعت نحو والدتها پغضب عارم وقد بدأت نيرانها تشتعل بداخلها فهمت والدتها ما تريده فاومأت برأسها إلى الأمام تخبرها أن تهدأ ولا تبدي ڠضبها.
أنت قاعدة ليه معانا اصلا هو أنت ناسية نفسك ولا إيه احنا عيلة وقاعدين مع بعض أنت ايه اللي دخلك قومي يا ماما ادخلي شوفي الشغل اللي وراكي ومتنسيش نفسك كتير أحسنلك.
اجتمعت الدموع داخل مقلتيها بحزن من اهانتها أمام الجميع لكنها لم تستطع أن ترد عليها فابتلعت تلك الغصة القوية التي تشكلت داخل حلقها ونهضت بالفعل كما قالت لها متمتمة بخفوت ونبرة شبه باكية
أنهت جملتها ونهضت تاركة إياهم خلفها بينما هو كان منتبه معها بشدة شعر بالڠضب من زوجة عمه لما فعلته معها ومن إحراجها لها أمام الجميع
نهضت والدته مع مديحة التي غمزت لها لتنهض تاركين إياه مع أروى بمفردهما تنهد هو بغيظ ولم يعقب على ما يحدث بل تناول هاتفه وظل يتطلع فيه من دون أن يعير وجودها أي اهتمام
تنهدت بغيظ من تجاهله الشديد لها وتحدثت متسائلة مدعية الأهتمام بشأنه
قاعد ساكت يعني يا جواد عامل إيه وشغلك عامل إيه فيه
رد عليها بجدية ورسمية شديدة من دون أن يرفع بصره بها
الحمدلله كويس وشغلي كويس تمام.
التقطعت أنفاسها بصوت مرتفع لعلها تتحكم في انفعالاتها من طريقته الحادة معها وتمتمت تتحدث مجددا وهي تبتسم باقتضاب
كويس أنك جيت أنت ومرات عمي بقالكم كتير مجيتوش عمي وسما اختك بس هما اللي بيجوا.
اومأ برأسه إلى الأمام وأردف متحديدة لاعنة إياه بطريقته تلك معها تمتمت بمرح لعلها تعدل الاجواء المتوترة بينهما
عارفة إنك مشغول اكيد بس كدة مش بتسأل عليا خالص دة أنا بنت عمك حتى.
قطب جبينه بضيق من تعاملها معه وثرثرتها التي بلا فائدة ورد بحدة بعض الشئ
اه طبعا بنت عمي واختي الصغيرة كمان زيك زي سما حقيقي معلش متزعليش بس مش ببقى فاضي.
ظلت تسبه وتلعنه سرا هل يشبهها بشقيقته بعد كل ذلك وما تفعله لتجذبه نحوها فعلت العديد من المحاولات يقول لها في النهاية أنها مثل سما تحدثت بغيظ وتهكم ساخرا
زي سما أه اختك..
اصطنعت ضحكة مزيفة أمامه وكادت تتحدث مجددا لكنه قطعها عندما صدح رنين هاتفه فأردف في عجلة ودون اهتمام بها
هقوم أرد على موبايلي عن أذنك.
تنفس بصعداء ما أن نهض من امامها وأنهى جلسته معها التي لا يريدها هي تعلم ذلك والجميع أيضا يعلمون لكنهم يفعلون محاولات بلا جدوى.
وقف يرد على هاتفه وهو يضع يده داخل جيب سترته وقف متحدثا يرد بشموخ
تمام يا حسام هاجي أشوف أنا الحوار واخلصه خلاص متدخلش فيه.
استمع الى رد الجهة
رنيم
طالعته بابتسامة خاڤتة فوق وجهها ذو ملامحه الجذابة الساحرة التي حتى الآن وبالرغم من كل ما يحدث لها وافتقداها لروحها لم تفتقدهم
نعم يا جواد باشا في حاجة
قطب جبينه بعدم رضا من اللقب التي تردفه له مع اسمه ابتسم وغمغم قائلا لها ببساطة وسعادة يشعر بها معها
لا باشا إيه جواد بس هو احنا في القسم بعدين مفيش حاجة أنا بس كنت عاوز اقولك متزعليش من اللي مرات عمي قالتهولك قدامنا عشان عارف أنك زعلتي هي طريقتها كدة أنت عارفاها اكيد مش محتاجاني أقولك.
ابتسمت بسخرية وۏجع في آن واحد هل يخبرها بألا تحزن وتنزعج هل يوجد من يهتم لحزنها وأمرها هي قد تناست كلمة الأهتمام وحذفتها من قاموسها بدأت قاموس جديد في حياتها يملؤه الۏجع والقهر الحزن والألم الضعف والبكاء...لكن الأهتمام وما يفعله هو الآن معها لا فقد تناسته تماما.
كان هو مستغل شرودها في ذاتها وعينيه تراقبها وتتمعن في النظر بها ينظر في كل انش بوجهها وملامحها عسليتيها التي تشبه القهوة في الحقيقة نعم تشبه القهوة
فهمت معنى نظراته المصوبة على عنقها المجروح بتلك الطريقة خشيت أن يكون قد شك في شئ أسرعت تجذب شعرها فوق عنقها تخفيه من أمام عينيه ونظراته المصوبة عليها التي تذكرها بإھانتها التي تلازمها سارت من أمامه بخطوات واسعة شبه راكضة تريد أن تختفي من أمامه مسرعا..
اندهش من تصرفها المفاجئ الذي باغته لكن سار هو الاخر نحو الداخل وغمغم لوالدته بهدوء
يلا يا ماما كفاية كدة عشان مش فاضي.
تحدثت مديحة معترضة متمسكة بهما
إيه دة ليه ما تخليكم هو انتو لحقتو تقعدوا روح اقعد مع أروى واستنى عصام على ما يجي.
شحب وجه تلك الواقفة على المصعد عندما استمعت إلى اسم عصام يدوى داخل أذنيها شعرت بقلبها يعتصر داخل قفصها الصدري والخۏف بملؤه تبغضه وتبغض عودته إلى المنزل عينيها لا تريد رؤيته و متمسكة بيه ولا إيه.