حكاية بقلم ايمان حجازى
المحتويات
اللي هيحصل!.. هنفضل هنا لحد إمته!
صاح بها رعد الي سيده الذي كان يحتسي الخمر بجواره ولم يجيبه .. اتي اليهم روبرت من الخارج وهو يحيي سيده ويبثه اخر ما توصل اليه متحدثا بالانجليزيه سيدي ! .. لا يوجد اثر لعبدالله ولا احد يعرف اين هو الي الان .. والطبيبه لازالت تذهب كل يوم الي ذلك الصرح وتؤدي هي الجراحات بنفسها ويلتف حولها نخبه من تلامذتها المخلصين .. واستثنت جميع اطباء التشريح من هناك .. وكل الحالات التي تقوم بجراحتها تشفي علي اكمل وجه.. الي متي سننتظر ظهور عبدالله مره اخري !! .. وسنظل في الخفاء هكذا ! .. ان ظهرنا للمخابرات المصريه سيتم القبض علينا .. وان عدنا كي نحتمي بالوكاله سيقتلوننا .. هم يريدون ما لا يقل عن مائه عضو .. ماذا سنفعل! .. علينا ان نتحرك قبل ان يفضح امرنا ..
اجابه روبرت بسخريه سيدي .. ما فعلناه في المره الماضيه معه ليس قليلا .. لابد انه خائڤ من الجميع ولم يقوي علي الظهور امام احد و....
قاطعه ناجي لاااا .. انت لا تعرفه الي الان .. هو ليس ذلك الشخص علي الاطلاق.. رأيت بعينيه نيران مشتعله ستحرق الاخضر واليابس ان اخرجت وتحررت من داخله .. هو ليس ذلك الجبان الذي ان تعرض له احد بسوء ينحني امامه .. بل يصبح كالاسد المفترس الذي يطيح
به ويفترسه بمخالبه الفتاكه .. علينا الحذر جميعا منه ولا احد يستخف بقوته او ذكائه .. ولكن علينا اخراجه من مخبأه أولا ..
رعد وبما تفكر سيدي ! .. كيف سنخرجه !
ناجي بتفكير روبرت .. انت اخبرتني ان مرام وطفلها يقطنون بتلك الشقه في مدينه المعادي اليس كذلك !
روبرت اجل سيدي .. تعود اليها كل يوم بالمساء وتخرج بالصباح الي ذلك الصرح ومعها طفلها ..
علي الرغم من ان الوقت تجاوز السابعه صباحا الا ان الغيوم واصوات الرعد لم تتوقف ولم تشرق شمس ذلك اليوم وظل الهواء البارد يلفح الجو .. فتحت مرام عينيها وهي تشعر بالبروده فجذبت ايمان الغطاء عليها ليستقر علي صدرها وذراعيها ورددت في ابتسامه حنونه صباح الفل علي احلي دكتوره في الدنيا .. قلقتني عليكي يا قمر .. بقه كده متقوليش لميمو حبيبتك انك بتنزلي كل يوم ! .. طب يا ستي لو حتي مش عشان الصحوببه والاخوه اللي بيننا .. مش المفروض انا مديره اعمالك والمفروض اكون مسؤله عن كل حاجه
لفت ايمان وجهها اليها في ضيق علي فكره انتي متخلفه اصلا .. لو فكرتي اني سايباكي عشان فرحي فانتي غلطانه .. اصلا الفرح اتأجل وعمر تقريبا مبشوفهوش غير كل اسبوع مره .. شغالين علي قضيه سي زفت ناجي ومش فاضيين يتنفسو حتي سواء هو أو ادهم او كل اللي شغالين معاهم..
مين !! .. دا اكتر حد وثقت فيه في الدنيا وفكرت ان مفيش حد حبني قده.. انا مش فارقه معاه ونساني ورماني تاني .. اكتر حد سلمته قلبي وحياتي وعمري كله وقلتله انا من غيرك اضيع بس هو مهتمش وعادي جدا انه يبعد عني .. زي ما يكون اتعود ان اسهل حاجه يعملها هي البعد .. زي ما اكون رخيصه قوي عنده قاطعتها مرام بحسره ونحيب وألم
ليه دايما في بعد ! .. ليه مفيش اتنين بيحبو بعض يفضلو مع بعض علي طول ! .. ليه ميلغوش قرار الهجر ده من قاموسهم ! .. ليه كل واحد فيهم ميحسش بالتاني وان في حد حياته بتقف علي بعده ! .. ليه محدش فيهم عني انا بمۏت بالبطئ !! .. معقوله مش حاسس بيا دلوقت وعارف ان انا بټعذب وهو بعيد عني !! .. مش
الرغم منها ايضا فهي اكثر من يفهم مقصدها بتلك الكلمات .. رددت مرام بين ذراعيها بنحيب اكبر سابني سبع سنين واستحملتهم بالطول بالعرض مهما كان اللي حصل فيهم فهما خلصوا وهو بقي معايا مره تانيه.. دلوقت ليه يبعد عني تاني كده ! .. ليه مفكر ان بعده عني حاجه سهله يا ايمااان ليييه !!
ربتت ايمان علي ظهرها في حنان بينما تابعت مرام عايزاني اتغير وافوق لنفسي .. طب عشان مين ! .. تفتكري في حد في الدنيا ممكن يرجعلي حياتي تاني غيره !
أمسكت ايمان بذراعيها وهي تتحدث بجديه اه يا مرام في .. في ابنك اللي قدامك ده .. بصي كده علي منظره .. شايفه بقي ضعيف ازاي ومكسور ! .. شايفه حالته عامله ازاي ! .. تقريبا بقي زيك بالظبط .. لا بياكل ولا
ايمان عرفت ايه يا بنتي! .. دا المستشفي كلها عرفت .. حرام عليكي يا مرام ولادك تعملي فيهم كده !
اشاحت وجهها بحزن قائله ولاادي ! .. ولادي اللي مكتوب عليهم يتولدو ويتربو من غير ابوهم !! ..
ايمان بتفهم اعذريه يا مرام .. اللي مر بيه مش شويه .. زي ما انتي مكسوره منه هو مكسور منك بالظبط بس هو اكتر.. كسره الراجل مش زي الست يا مرام الراجل مبيتكسرش ولو اتكسر انتي بنفسك شوفتي العواقب.. ساعات الواحد بيبقي ڠصب عنه طاقته نفذت ومبقاش فيه حيل يقدم اكتر من كده .. بس انا متأكده انه عمره ما هيسيبك ولا يسيب ابنه .. واوعي يا مرام تخبي عليه موضوع انك حامل وتكرري غلطتك مره تانيه !
مرام بضعف هو يرجعلي بس وانا مش هخبي عليه اي حاجه تاني ومش هزعله مني ..
ايمان بثقه وتأكيد والله هيرجع .. وانا واثقه ومتأكده من اللي بقوله ولو انتي مفكره انك مش فارقه معاه .. فأنا عارفه قد ايه انتي غاليه عنده ومهما عملتي مش هيقدر يبعد عنك وشوقه هيرجعه تاني ليكي .. انتو اللي بينكم مش شويه يا مرام عشان ينتهي كده بسهوله
نكست مرام رأسها لأسفل في دموع بينما جففت ايمان دموعها تلك وهي تردد بقولك ايه ! .. انا هنزل اجيب لنا فطار وهنفطر انا وانتي وادم والنونو اللي في بطنك ده .. هنفطر كلنا مع بعض واياكي اسمع كلمه لا.. والا عبدالله مش هيسامحك فعلا لو خليتي عياله زي المتشردين كده من قله الاقل .. كفايه انتي بقيتي متشرده
ضحكت مرام بضعف فرددت ايمان ايوه يا شيخه كده اضحكي خلي الشمس تطلع في اليوم التلج ده
نهضت ايمان وهي تضع هاتفها بجيب بنطالها اسفل فستانها قائله معلش بقه مجبتش معايا شنطه دومي رد عليا
قبل ما اجيلك واتلبخت ومجبتش حاجه معايا ..
مرام بفكاهه ويا تري لسه موبايلك صامت ولا حذفتي الخاصيه دي !
ايمان وهي ترفع يديها بوجهها قائله لا مسمحلكيش .. انا موبايلي صامت وهيفضل طول عمره صامت ..
اخذت تحاول الاتصال به لعل هناك اي امل جديد ولكن يصدمها الواقع المرير بانغلاق الهاتف بوجهها واخبارها انه لم يتم تشغيله الي الان .. زفرت في حنق وهي لا تدري الي متي سيستمر هذا الالم .. ألم يأتي الوقت بعد كي تنتهي من تلك المعاناه .. !!
هبطت ايمان الي الجراج الخاص بالسيارات كي تستقل سيارتها وتذهب بها الي الخارج ولكنها صدمت من ان سيارتها تم حصارها من الأربع جوانب بسيارات اخري .. تمتمت في ضيق وحنق دا مين الاغبيه اللي راكنين الركنه دي ! .. ايه مفيش مخ خالص .. وربنا ﻷوريكم
لم تكد تتقدم خطوتين الي الامام حتي وجدت من يحدثها بصوت رجولي من الخلف خير يا انسه متضايقه ليه
التفتت له ايمان لتجده رجلا مهذبا يرتدي بدله رسميه فرددت في ضيق العربيات دي بتاعت مين حضرتك ! .. ومين ما كان يعني خلاص مفيش عقل ولا تفكير عشان يركنو ركنه زي دي ويقفلوا علي عربيتي ..!
ضحك الشخص قائلا انا اسف دي عربياتي انا وصحابي وكنا مستعجلين .. احنا دكاتره في الصرح هنا وكان المفروض نسجل حضورنا الاول عشان كنا متأخرين .. ودلوقت نازلين اهوه عشان نعدل الركنه ..
ثم اشار الي ثلاثه رجال اخرون كانوا قادمين اليهم قائلا اهو جم اهم .. وكل واحد هيعدل عربيته
ايمان بأبتسامه مهذبه تمام متشكره جدا بس ياريت بسرعه عشان مستعجله
اومأ له الشخص بهدوء واشار الي زملائه بأشاره معينه فتصنع كلاهم ان كل واحد منهم سيتوجه الي سيارته خلف ايمان في حين ردد الشخص امامها كي يشتتها متقلقيش يا انسه .. دقيقه بس وحضرتك هتقدري
بعد أذان المغرب مباشره مع تلك الظلمه الحالكه في الاجواء حاولت يمني مرارا وتكرارا الاتصال بأدهم كي تطمئن عليه تدرك جيدا ماهيه عمله وتقدر تعبه واخلاصه له .. فهي نعم الزوجه والصديقه لزوجها ولكن كان قلقها يزداد في هذا اليوم دونا عن غيره.. لا تدري اذا كان ذلك القلق بسبب تغير الاحوال الجويه هكذا أم بسبب اشتياقها لزوجها وتمنيها وجوده معها في هذا الوقت !.. كان يخبرها دوما ان شعرت بالخۏف من المكوث بمفردها فلتذهب الي منزل الحاجه سماح في الشقه المقابله لهم فهي جارته منذ اكثر
متابعة القراءة