حكاية أحببت العاصي بقلم أية ناصر
المحتويات
قال وبارتباك بس متأخذنيش
يعني يا حاج حضرتك هتعمل إيه
نظر مصطفي مهران إلي الرجل بنظرات حانية وقد لمعت عينه ثم قال بهدوء
كفاية ثلاثة سنين بعد يا علي كفاية آن الآوان عشان يعاودوا
تفاجأه الرجل من كلام العجوز فقال بسرعة ملحوظة
أنت ناويت يا
ابتسم مصطفي مهران علي منظر ذلك الرجل من أمامه فقال بنبرة حزينة
وما كان منه سوأ الاستسلام فكما قال العجوز لله الأمر من قبل ومن بعد
حاضر يا حاج
الجد يطلبه لأمر عاجل وهو أيضا يريد أن يتكلم معه يريد أن يأخذ منه الدعم كسابق عهد هو ماجد مهران خليفة مصطفي مهران بكل شيء القوي الحاسم لا يهاب أحد ماجد مهران وهذا الاسم قاد على بث الخۏف والرهبة لمن حوله وصل إلي تلك الأرض الملعۏنة كما يلقبها أرض المزعة المهجورة ولا يسكنها الآن إلا العم علي و الخالة حنان والجد مصطفي والقليل من الخدم والأرض الخضراء الحية أصبحت يابسة مېته أشبه بالخړاب أرض الأحلام أرض الذكريات بفرحها وأحزانها نظر إلي ذلك البيت المهجور الذي غادرة سكانه تركين كل شيء خلفهم فقط غادروا ولكنهم هل حقا غادروا المكان أم قتلوا روحه وحرقوا قلبه وأدموا أرجاء و أوجعوا كل شيء حوله حتى قلبه ولكنه تجاهل كل شيء تجاهر القلب الذي يدق بشدة وإلي العقل الذي يسترجع ذاكرته و الهروب هو الحل الوحيد وما كان أمامه سوى أن يسرع ليعلم ماذا يريد الجد ويسرع بالابتعاد عن هذا المكان الذي يذكره بكل ما كان
بعد أن سمع صوت الجد يسمح له بالدخول يا الله كم هو صعب أن يري مصطفي مهران مسطح على فراشه هكذا نظر مصطفي مهران إلي حفيدة الأقرب إلي قلبه يري نفسه عندما يري ماجد فخر عائلة مهران هو ذلك الشاب حقا أم عنه فتقدم باتجاه جده بخطوات مسرعة ثم انحني وقبل يد العجوز بحب وهتف بحنان
أمرك يا جدي
بدك الأمر يا ولد ولدي على طول كده حتى مكلفتش خاطرك وقولت كيفك يا جد
تنحنح بحرج فهو يعلم أنه مقصر بحقه كثير ولكن ليته يعلم ان يجاهد نفسه وكيانه حتي يأتي إلى هذا المكان فقال بهدوء
أسف يا جدي بس أنا عارف أنك الحمد لله بخير وكنت عاوز أعرف حضرتك محتاج إيه عشان أعمله أو اجيبه لحضرتك
تقدر تنفيذ طلب يا ماجد تقدر تثبت لجدك العجوز نظرته ومتخيبش أمله فيك
لما يتكلم جده هكذا فلقد اعتادا منه على الأمر والطاعة فقط فلما هذه النبرة إذا فالأمر صعب لكنه سيفعل فمصطفي مهران يأمر وعليهم السمع والطاعة والجواب كان بسرعة بنبرة لا تقبل الشك
نظر الجد إلي نقطه بعيد امامه و سحر بفكرة بعيدا ثم قال
رجع آدم وأخواته يا ماجد قوله مصطفي مهران بيقولك أرجع وده أمر
ومعالم الصدمة التي رسمت علي صفحة وجهة والصمت الذي عم في المكان كان كفيل لكي ينظر الجد إلي حفيدة ليري حيرته فابتسم لحفيدة وهتف
هتبقي قد القول يا ولدي ولا هتخيب ظني
ماذا يفعل هل من الممكن أن يعودوا هل من الممكن أن يفعلها ولكن لماذا يقرب القدر اللقاء الذي يتهرب منه منذ زمن بعيد ومن الواضح ان حان الوقت ولا داعي لانتظار
ڠضب محل الابتسامة و ثورة وهتف پغضب
آدم واخواته يكون عندي يا ماجد حتى لو وفقت علي بيع أرضي
بس هي لسه ملك و ملكهم
وملكهم ملكهم علم و أنت سيد القرار فألياتي آدم ومعه عاصي و بالتأكيد ستأني هي الآخر إذا لتأتي وتري بنفسها ماذا صنعت فما وصل إليه ماجد الآن هي السبب فيه هند هي سبب الكسرة و الچرح الذي أنطلق منه ماجد مهران اذا فلتأتي يا مرحبا ولكن هل قرر جده أن يبوح بذلك السر أم ماذا الأمر خفيا مقتصرا على معرفته هو وليته ولم يعرف
و الټفت بعد الوداع لكي يرحل قبل ولكن أوقفه بمكانه مرة آخرة وهو يهتف
أخوك يكون عندي هو كمان الكل يا ماجد الكل
إذا مصطفي مهران يريد إشعال الڼار من جديد يريد أن يضغط علي تلك الچروح يريد أن يجمع الجميع ولا يعلم أنه بهذا الأمر ستزداد جنونا واشتعالا وتلتهم كل شيء من جديد
أجلسها على فراشها بتلك الغرفة التي تتشارك بها هي و أخته هند ثم نظر لها بحنان و قال
حبيبتي إحنا مش اتفقنا أنك مش تتعبي نفسك ليه سهرانه
كده
ابتسمت له بحب آدم مازال يعاملها كطفله أو ربما يراها تلك المړيضة ولكنها الآن هي بخير حال فقالت
آدم أنا كويسة وانت عارف ماكنتش أقدر أنام وعهد تعبانة
نظر لها هو يتفهم الأمر يتفهم ذلك القلق والخۏف على الصغيران عاصي تراي أنهما المستقبل تراي الأمل بأعينهما فقال لها وهو يساعدها لكي تتسطح على الفراش
عاصي الولاد بخير يا حبيبتي كل مش عاوزك تقلقي عليهم يا حبيبتي يله نامي شويا وأوعدك هخلي بالي على عهد ذي ما أنا مخلي باللي على أمها
غمز له بعينيه فابتسمت هي بحب واغمضت عينيها بتصنع ثم خفف الإضاءة وخرج أما عنها فتحت عينيها من جديد ثم اتجهت إلي خزانة ملابسها وأخرجت علبه صغيرة ثم تناولت منها شيء ما ووضعت في فمها ثم اخفت العلبه بين الملابس من جديد و عادت إلي أدراجها ولكن أوقفها تلك الصورة التي ظهرت أمامها بمرآة الغرفة من هذه من تكون ماذا تفعل ولما تفعل هذا و ما
الذي أوصلها لتلك الحالة هل تلك الفتاة هي عاصي آه والف آه على فتاة أنهاها العشق وقټلها الحب وأفناها والف يا ويلاه
ما بين السماء والأرض من نظرة القيل من النقاط فهو عز الدين مهران في السماء غريب وعلى الأرض غريب وبينهما يجد نفسه عز الدين مهران يبقي ينتمي ولا ينتمي عز الدين مهران عالم لا تستطيع فهو شخصا لا تسطيع فهمه مبهم حتى لنفسه يسير في الحياة بفوضى عارمة تجتاح كيانه و يا أسفاه عز الدين مهران لا يعلم ماذا يريد !!
جلس شاردا على تلك الأريكة التي تتوسط غرفة نومة حين هتف صديقه من الخارج وهو يقول بصوته المرح
أنت يا عم عاوز القهوة سادة ولا مضبوطة
وتجدد النداء مره واثنين وثلاثة وهو شارد بعالمه فدلف صديقة إلي الغرفة وجلس بجانبه علي الأريكة وهتف بصوت مرتفع
عز الدين أنت يا ابني روحت فين
وأخيرا انتبه لمن حوله فنظر إلي صديقة وقال پغضب
إيه يا عمرو الجيران ها يطلبوا البوليس بسبب صوتك ده
رفع أحد حاجبيه بدهشة فصوته لم يكن عاليا لهذا الحد وقال
مهو لازم اعلي صوت عشان جنابك تفوق و ترد عليا
طال الصمت وعز الدين يدقق بصدقة ثم هتف بهدوء
تفتكر زمانها بتعمل إيه تفتكر نسيتني
ولا يعرف ماذا يجيب فالنقاش في هذا الموضوع ينقلب كل مرة إلي خناق و ربما تطاول بالأيدي واشتباك فهتف
أكيد عايشه حياتها يا عز الدين الحياة مش هتقف عليك
اتسعت حدقتيه وكأنه لا يصدق ما يقوله هو يتعمد أن يتكلم في هذا الماضي ليحصل علي إجابه تريح من شقاء نفسه فهتف
أنت بتقول إيه أكيد لأ
عز الدين و استخفافه بعاصي هي مشكلته ولكنه قال وقد فاض به الكيل و تلك الثقة يجب أن يدخلها الشك لكي يعترف بغلطه في حقها
وليه لأ أنت خنتها
وقف سريعا وهو يجذبه من ملابسة غاصبا ثائرا و هتف بنبرة حادة قوية
أنا ما خنتش هقولها كام مره
والمقاطعة هي الحل يجب أن يمحي تلك
الغمامة والتي تعمي عينيه
وانت تعديت الفكرة والسبب في كل ده سلوي حامد الشافعي
كم مره سيقولها وهو لم ېخونها كم من مره يجب أن يقولها فهتف بقوة
أسكت يا عمرو مش عاوز اسمع حاجه
ولكنه رفض هذه المرة وأكمل كلامه سيقول له كل ما يريد لا يوجد مجال للصمت فقال
لأ أنت في نظرها أنت جريت وراء سلوي من غير ما تفكر أن بنت الشافعي كانت عاوزه ټنتقم من عاصي عشان فكراها هي اللي بعدت آدم عنها وأنت سهلت عليها المهمة دي عز الدين أنت لازم تعترف أنك غلطان ثلاث سنين بتكابر مش كفايه كده بقي
نظر إلي صديقة پغضب عارم ليدفع صديقة بعيدا عنه وهو يهتف پغضب
أطلع برة يا عمرو أمشي حالا مش عاوز أشوف وشك أخرج
ثم أنحني و أخذ أحد التحف من على الطولة و ألقاها پغضب علي أرض الصلبة فتهشمت إلي فتات و لا يعرف ماذا يقول في كل
لحظة يتذكر فيها ما مرة عليه هو وهي أيا منهم و المخطئ في حق الأخر بينما نظر عمرو إلي صديقة وقال قبل أم يغادر
أعترف بغلطك الأول يا صاحبي بعد كده دور علي أخطاء الناس
جلس بمكتبه يراجع بعض الأوراق باهتمام هو جواد سعيد غالب لم يتغير مازال كما كان
رجل الغموض والأسرار وحده جواد من يعلم من هو الجواد وماذا يريد وما هي إلا لحظات ويتعالى صوت هاتفه يسرعه هو بالرد فهو ينتظر تلك المكالمة منذ الصباح وعلي الجانب الأخر كان أحدهم يخبره بالأنباء المفرحة فهتف بنبرة حادة
عملت إيه
وعلى الجانب الآخر كان أحد الموظفين يقول بسعادة
جواد باشا مبارك يا فندم كسبنا المناقصة
اعتدل في جلسته و نظر إلي الفضاء
من حوله و شبح ابتسامة على ثغرة
و
ماجد مهران كان حاضر
ارتبك الموظف قليلا ثم قال بخفوت
شركة مهران يا باشا انسحبت في آخر وقت
ڠضب بشدة وقام بأغلاق الهاتف و أخذ يضغط عليه بشدة غاضبا بشدة فلقد ضاع شعور الانتصار من جديد ماجد مهران قام بإلقاء الهاتف على المكتب أمام و يقول بنبرة كالفحيح
ماجد مهران آخرتك على أيدي أنت و أخوك
ثم فتح درج مكتبه واخرج منه شيء ما و عند
الاقتراب تصدم عاصي بثوب العرس وبجانبها هو هو! جواد سعيد غالب اي جنون هذا وهو هل هذا صحيح وهو يردد عاصي و يبتسم بسعادة ونعم هي عاصي بالتأكد
ماجد مهران الجميع ينظر له على أنه ذلك الشخص القوي الذي لا ينحني لاحد لا يوجد بمنهجه ما يسمي بالمشاعر والأحاسيس حياته للعمل والعمل فقط ما يستحق الاهتمام ولا داعي لضياع دقيقه واحدة في غير ذلك ولكن ولكن كل شيء منها ولها وهي من رسمت ماجد الجديد تلك الصغيرة الحمقاء التي انحني لها يوما يسترضيها ويرجوها لكي
متابعة القراءة