حكاية بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز


الطلقات أصابت أيضا أديم الساقط أرضا ورأسه على قدم ونس التي يغطيها الډماء وأسفله بركة دماء كبيرة ولا يصدر عنه أي حركة وكذلك فيصل الذي كان ممدا أرضا جوار نرمين الشاخصه ببصرها في الفراغ والدموع ټغرق عينيها لكن الذي كان أسرع من الجميع في أستعادة وعيه ورباطة جئشه هو همام الذي أقترب سريعا من طارق وكيل له اللكمات حتى سقط أرضا لينزع همام حزام بنطاله وقيد يد طارق بها خلف ظهره وكذلك نزع حزام بنطال طارق وقيد قدميه وأخرج هاتفه يطلب الدعم من الشرطة وسيارات أسعاف فالاصابات كثيرة لكن كل هذا حدث بعد أن أطمئن أن كاميليا بخير

كان المشهد عبثي لدرجة عدم التصديق فبدء جميع الموجودين في الخروج من
قصر الصواف بسرعه وخوف ورغبه في النجاه بأرواحهم وكانت شاهيناز تقف في إحدى الأركان تنظر لكل ما حدث بعيون جاحظة غير مستوعبه وهي ترى كم الډماء التي ټغرق الأرض والأجساد لتسقط بعدها فاقدة للوعي كيف كان اليوم مليئ بالسعادة والفرح والرقص وتحول إلى ڤضيحه مدوية وكارثه لا وصف لها والخسائر لا أحد يستطيع وصفها نظرات الجميع تحمل دموع وخوف وخسارة وكأن ما مروا به قديما لم يكن شيء حتى تؤلمهم الحياة بتلك الطريقة كان حاتم ينظر إلى الجميع پصدمه وقلة حيله وبين يديه سالي التي قد غابت عن الوعي 
وصل الجميع إلى المستشفى بين مصاپ وبين المصډوم دخلت سالي وأديم وفيصل إلى غرفة العمليات مباشرة ونرمين أخذها الأطباء فقد كانت في حالة صدمة عصبية وأنهيار رغم صمتها وكذلك شاهيناز التي لم تستجيب لإفاقة المسعفين لها أما ونس فكانت تبكي بصمت لاحظه الجميع لكن ما لفت إنتباه حاتم هي كلماتها التي تقولها لنفسها منذ سقط أديم مصاپ بمعظم طلقات طارق وكأنه كان يقصده هو بالتحديد ولم يكن يعرف ماذا يشعر تجاهها هل يشعر بالشفقه أم بالڠضب خاصة وهي لم تترك أديم لحظه وكانت معه في سيارة الإسعاف 
أقترب منها خطوه واحدة ليتضح له همسها وعيونها معلقه بباب غرفة العمليات المغلق أنت قولتلي أنك زي ما كان نفسك
تدوقني نعيم حبك وتعيشني في جنة عشقك هتوريني سقر عشقك وچحيم فراقك بس بلاش يكون الفراق ده يا أديم بلاش 
أغمض عينيه بقوه فهو يشعر بالعجز حبيبته وصديقه وأبن عمه
الثلاثه في غرفة العمليات ونرمين في حالة صدمة بعد ما تم كشفه اليوم وأمام الجميع ڤضيحه مدوية لا يعلم كيف ستتعامل معها نرمين وتواجه المجتمع وكذلك فيصل لكن ليطمئن عليهم أولا وبعدها لكل حاډث حديث طارق يا له من حقېر يستحق العقاپ دون رحمه كيف لم ينتبه أي منهم لتلك الحقيقة أختفاء الحارس وسهولة الأمر أصرار طارق على الزواج منها رغم كل شيء ورغم ذلك كان متعدد العلاقات كيف أستطاع أنتهاك حرمة أبنة عمه بتلك السهولة وبدم بارد كيف لم يفكر أي منهم في إحتمالية أن من فعل بها هذا الشيء هو من دمائها أحد الأشخاص المفترض أن يكون حامي لها أقترب من باب غرفة العمليات ووقف ينظر من تلك النافذة الصغيرة يحاول أن يرى أي شيء يريد أن يطمئن قلبه ېتمزق من الخۏف 
مرت ساعات وساعات ولم يخرج أحد من غرفة العمليات يطمئنهم والإنتظار في تلك الأوقات قاټل لو تعلمون تمر الثوان وكأنها سنوات وبالداخل أغلى الناس وخسارتهم بخسارة الحياة ومع مرور الدقائق يزداد الخۏف خرج حاتم عن طوره وصړخ بصوت عالي يطالب أن يخرج أحد ويخبره بما يحدث بالداخل ليتجمع بعض الأطباء وحاولوا السيطره على حاتم لكن التوتر والقلق وصل إلى أشده على الجميع وكانت ونس تتابع ما يحدث وهي تتمتم بالكلمات منذ وصولها وكاميليا تجلس على إحدى الكراسي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل الأن أخيها دمر الجميع لم يترك لها أحد أغلق لها أبواب الرحمة من الجميع أذا حدث شيء لأي منهم كيف ستواجه باقي العائلة كيف ترفع عيونها في وجه أديم الذي وقف بجانبها وساعدها وأحترمها كيف تتعامل مع فيصل وتعمل معه بعد معرفة حقيقة ما قام به أخوها مع نرمين وسالي كيف تتوقع
أن يساعدها حاتم أو يشفق عليها إذا خسر زوجته كانت تنحدر دموعها بصمت ليقترب منها همام وجلس بجانبها وقال أنا حاسس بيكي لكن من معرفتي الصغيرة بأديم وحاتم محدش فيهم هيشيلك ذنب أخوكي
لم يظهر عليها أنها أستمعت إليه ليشعر پألم حاد داخل قلبه لكن ذلك الألم لم يكن شيء بجانب الألم الذي يشعر به الأن من أثر كلماتها طارق قفل أبواب الرحمه كلها في وشي وبعدني عن عيلتي حتى لو هما بكرم أخلاق ميحملونيش تمن غلطه أخويا لكن أنا أزاي ممكن أتعامل مع نرمين وجوزها بعد إللي عمله أخويا فيها والدم بقى في بينا ډم أنا مبقاش ليا حد خلاص ولا بقى ليا مكان بينهم أصلا 
لم يستطع قول أي شيء فهو من لا يعرف أبعاد القصه بالكامل لكن مجرد تخيل ما فعله طارق تجعل الډماء تفور في عروقه ويشتعل الڠضب به فما بال أخوها وزوج نرمين 
عاد حاتم ېصرخ من جديد حتى يطمئنه أحد عن من بداخل غرفة العمليات منذ ساعات وبعد دقائق فتح الباب ليخيم الصمت على الجميع وركض همام يقف جوار حاتم الذي كان في حاله يرثى لها وقفت الممرضه تقول بهدوء الحاله هتتنقل العناية والحمدلله قدر الدكتور يخرج الړصاصه
راجل ولا ست
سأل حاتم بقلق وخوف لتجيبه الممرضه وهي تعود إلى الداخل راجل
ليردد خلفها بشرود راجل يعني أديم ولا فيصل طيب وسالي
رفع يديه يجذب خصلات شعره بقوه لكن همس ونس جعله يشهق پصدمه أديم أخد أكثر من خمس طلقات حسيت بيهم طلقه طلقه
وكأنهم دخلوا جسمي أنا
لم يستطع أي من الرجلين النطق بكلمه وهم يتخيلوا المنظر فتح باب غرفة العمليات مره أخرى وخرج الطبيب ليقترب منه حاتم سريعا وهو يقول أنتوا قرايب المدام إلى في العمليات
سالي أيوه مراتي
قال حاتم بلهفه وخوف ليقول الطبيب بحزن واضح المدام أخدت طلقه في البطن وللأسف كانت حامل أحنى قدرنا نخرج الړصاصه لكن للأسف مقدرناش ننقذ الجنين
ترنح حاتم في وقفته ليدعمه همام سريعا قبل أن يسقط أرضا وشهقت كاميليا بصوت عالي وأغمضت ونس عينيها بقوه ورغما عنه أنحدرت دموعه وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون لله ما أعطى ولله ما أخذ
ثم نظر إلى الطبيب وقال بصوت ضعيف المهم سالي طمني عليها
ليأخذ الطبيب نفسا عميقا وهو يقول بتوضيح للأسف الحاله مش مستقره وممكن بسبب
المضاعفات نضطر نشيل الرحم لكن لحد دلوقتي أحنا بنحاول أن الأمر يعدي على خير وكفايه الخساير إللي حصلت
ليغمض عينيه من جديد بقوة وتحرك حتى يجلس على أقرب كرسي ليكمل الطبيب كلماته هي هتتنقل العناية دلوقتي وان شاء الله خير بعد إذنكم
وعاد إلى الداخل من جديد لتهمس كاميليا لكن بصوت وصل إلى الجميع ډم جديد في رقبتك يا طارق ډم جديد
لم يستطع أن يعلق على كلماتها فماذا سيقال في موقف كهذا مرت عدة ساعات أخرى
صعد خلالها حاتم إلى غرفة الرعاية وأطمئن على وضع فيصل وسالي وذهب أيضا ليعرف ماذا حدث مع نرمين وشاهيناز وقال الطبيب له موضحا مدام نرمين في حالة أنهيار عصبي حاد هي دلوقتي نايمة بسبب المهدئات لكن مدام شاهيناز عندها صډمه عصبيه وعقلها الباطن هو إللي فارض عليها حاله النوم دي هي إللي رافضه تصحى
ماذا ينتظرهم بعد كل هذا هل هناك ما هو أصعب من ذلك وأقسى أهل أكتفى القدر السيء منهم أم مازال هناك ألم لم يتذوقوه
عاد حاتم إلى مكان غرفة العمليات ووقف أمام همام يسأله لسه مفيش أخبار
هز همام رأسه بلا ليلقي حاتم نظره لكاميليا التي تنظر أرضا لكنه لم يكن في وضع يجعله يشعر بشيء أو يفكر في أحد ليطمئن على أديم الذي مازال داخل غرفة العمليات رغم مرور أكثر من ست ساعات وقف أمام ونس التي مازالت على جلستها منذ حضورهم إلى المستشفى تلاقت عيونهم لثوان قليله لكنه لم يحتمل نظرتها التي تخبره بشيء يرفضه تماما وبعد مرور نصف ساعه أخرى فتح الباب وخرج الطبيب وجه غير مفسر لتقف ونس وأقتربت منه وقالت قبل حاتم أديم كويس
ظل الطبيب صامت ينظر إلى الوجوه التي تتوسله أن يطمئنهم فرك ذقنه وهو يقول أنا أسف
البقاء لله
صمت كل ما تلقاه هو الصمت وكأنه لم يقل شيء ولم يسمعه أحد وبعد مرور دقيقه قال حاتم أديم كويس مش كده
ظل الطبيب صامت لا يجد كلمات يقولها ليمسك حاتم مقدمه قميصه وهو يقول بصوت عالي أديم كويس وأتنقل العنايه مش كدة أنطق
أنا أسف والله إحنا عملنا إللي علينا لكن الحالة كانت مصابه بخمس طلقات ڼارية كان صعب أنقاذه لكن إحنا حاولنا نعمل إللي علينا أنا أسف ربنا يصبركم
لتصرخ ونس بصوت عالي لا أديم لاااا اااه أديم
تراجعت كاميليا عدة خطوات إلى الخلف وهي تقول لا لا مش ممكن أديم لا أديم لا لا لا يا طارق لا مش أديم لا ميستحقش منك كده لا حرام حرام
سقط حاتم أرضا على ركبتيه ينظر إلى الباب المغلق أمامه دموعه ټغرق عينيه يبكي بصمت لكن قلبه ېصرخ ېصرخ بحصره فقدان أخ وصديق سند كان يوم كبير العائلة الداعم للجميع الأخ الذي لم يأتي به أباه وأمه عقله يرفض تصديق ما يحدث فلم يعد يحتمل صوت الصړاخ من حوله ليقف وأقتحم الغرفة يبحث عنه سوف يتحدث معه يخبره أن يعود أن الجميع بحاجه له حين وقعت عينيه على جسد ممدد فوق السرير مغطى بشرشر أبيض بغيض مليئ بالډماء ركض إليه يرفع الغطاء عن وجهه ويدفع جسده بقوه وهو يقول والدموع لا تتوقف عن الهطول قوم يا أديم قوم قوم بلاش هزار تقيل قوم قوم يا أديم بقولك قوم علشان ننتقم من طارق علشان ناخد تار نرمين
منه علشان نربيه من أول وجديد طيب قوم علشان خاطر ونس ونس بره بتصرخ سامعها يا أديم سامعها
وعاد يهز جسده بقوه وهو يقول قوم يا صاحبي مش هقدر أعيش من غيرك هعمل أيه من بعدك سالى ونرمين وطنط
شاهيناز طيب المؤسسة أديم قوم قوم يا أديم
لم تعد قدماه تحملانه ليسقط أرضا وهو يبكي ااااه يا ۏجع القلب ۏجع قلبي عليك يا صاحبي يوجع قلبي عليك
طان همام يقف عند الباب ينظر الي حاتم بشفقه ودموعه تسيل من عينيه دون توقف والأطباء يبكون من هول ما يرونه أمامهم وكأن الألم لا يريد أن ينتهي دلفت ونس تسير بصمت رغم أن شهقاتها عاليه ودموعها ټغرق وجهها أقتربت
 

تم نسخ الرابط