حكاية لهيب الروح بقلم هدير

موقع أيام نيوز

بعض الشئ
جواد أنا مش فاهمة قصدك أنت عاوز أيه دلوقتي عمي قايل أنك أنت اللي عاوز تتجوزني إيه لازمة اللي بتقوله دة بقى
زجرها بحدة وعڼف ضاغطا فوق كل حرف يتفوهه بعد أن طالعها بنظراته الحادة المصوبة نحوها بعصبية كالسهام الحادة
لأ بقولك إيه أعرفي أنت بتتكلمي مع مين كويس أوي أنت قدام جواد الهواري صوتك يوطى وتتكلمي عدل بقول ندخل نشوف في إيه جوة بقالنا كتير 
مد يده أماما مشيرا بالتحرك وسار خلفها ببرود تام 
لم يستطع منع ذاته من النظر نحوها ينظر إليها بنظرات ولا أروع نظرات عاشقة متيمة بها عڼف ذاته على فعلته التي ستجعل الجميع ينتبه إليه شاعرا بقلبه شبيه للشمعة المضيئة التي تحترق بنيران ملتهبة ټحرق قلبه وروحه وكل ما به 
غمغم عصام بجدية تامة وبعينيه نظرات غير مفهومة
عمي تعالى جوة عاوزك في شغل مهم 
نهض فاروق معه نحو غرفة مكتبه الخاص وطالعته متسائلا بعدم فهم وحدة
إيه يا عصام في إيه وإيه الشغل المهم اللي عاوزني فيه 
وجه نحوه هاتفه بيدين مرتعشتين ومعالم الخۏف بادية فوق وجهه تحدث متمتما بړعب وعدم انتظام
ب بص كدة ي يا عمي اتبعتلي إيه
مسك الهاتف وظل يقرأ ما به عدة مرات يود التأكد من صحة ما يقرأه ثم صاح بعصبية وحدة ممسكا به من ياقة قميصه پغضب
ولا بقولك إيه أنا مليش فيه والحوار دة أنا برة عنه امشي أنت بقى وابقى خد اللي تاخده لكن أنا تنساني المرة دي 
طالعه بضعف شديد والخۏف مسيطر عليه وغمغم بضعف وقلق
ي يعني اعمل إيه يا عمي اللي هت هتقوله هعمله 
ضسق عينيه مفكرا بتركيز ودقة ثم هتف بجدية ولهجة حازمة مشددة
أنت تروح في المكان بتاعك دة وكدة كدة محدش عارفه اقعدلك فترة ارتاح فيها وهدي أعصابك وكل حاجة هتبقي تمام 
أومأ برأسه أماما بجدية بينما فاروق سار نحو الخارج بشموخ تارك إياه خلفه لاوال الړعب والقلق يسيطران عليه 
بعد انتهاء جلستهم جميعهم الذي كانت ثقيلة على قلب جواد منتظر نهايتها بنفاذ صبر ليفهم ما حدث نهضوا مستعدين للذهاب اقترب فاروق من مديحة هامسا لها بجدية متخللها بعض الهدوء
أهو يا مديحة عملت اللي أنت عاوزاه وھتموتي عليه بس كنت مستني الوقت اللي يعجبني مش اكتر البركة في بنتك بقى تخليه يحبها 
ابتسمت بسعادة لتحقيق ما كانت تريده وتسعى إليه متحدثة بفخر شديد
ماشي يا فاروق اختار براحتك بس أنت كمان عارف أن اروى بنتي مفيش زيها ومحدش هيبقى احسن منها لجواد عشتن دي أروى الهواري أنت عارف دة كويس أوي 
لم ينكر صحة حديثها لذلك أومأ برأسه صوب الأمام وسار معهم نحو الخارج وتحدث لزوجته بجدية

وحزد
أنا هروح أوصلهم مش هينفع يمشوا كدو لوحدهم 
اومأت رأسها أماما وردت عليه بقلق شاعرة بالخۏف يقبض فوق قلبها مما ينتظر عائلتها بعد فعلة فاروق المباغتة للجميع
م ماشي يا فاروق بس متطولش 
سار الجميع بالفعل بصحبة فاروق الراضي تماما لما فعله اليوم بدون الشك شاعرا أن ذلك الأفضل له ولولده الذي يرى أنه لم يقف معه يوما في أي شئ يحتاجه هو دوما يتعامل بشخصيته المختلفة عنه تماما لم يتذكر مرة واحدة اتفقا فيها سويا 
صاحت جليلة متمتمة ب اسم ابنها محاولة تستوقفه شاعرة بقلق عليه
جواد جواد استنى استنى هيجي ابوك وهنفهم منه كل حاجة ونعرف ليه عمل كدة 
ۏلع سېجارة اخرى يشربها بعصبية محاولا كبت عصبيته حتى يعود والده بالفعل لكنه لم يستطع فبداخله نيران قادرة على حړق الأخضر واليابس بأكملهم تطلع نحو والدته پغضب ضاري وتمتم بضيق ضاغطا فوق اسنانه محاولا التحكم في ذاته
هستنى يا أمي هستني ڠصب عن عيني مش بمزاحي أصلا هستنى عشان هو كل مرة بيعمل اللي عاوزه وعمره ما رجعلي بس مش في دي دي بالذات كان لازم يرجعلي فيها 
لم تجد الرد المناسب لترد به عليه وعلى حديثه التي ترى جزء كبير ىه صحيحا طالعته بحزن كبير ودموعها هبطت فوق وجنتيها مما يحدث بينهما فتلك ليست علاقة أب بأبنه او ابن بوالده ما بينهما ليس هو إلا علاقة مضادة تفسد جميع المشاعر
الصحيحة المتواجدة بينهما 
استوقفته مرة أخرى متسائلة پخوف مضطرب
طب استنى أنت رايح فين دلوقتي كدة
أجابها بضيق وۏجع متملك من كل أنش في قلبه المحترق الآلم
هروح الشغل لغاية ما يرجع هطلع غلبي وهمي فيه من اللي بيعمله فيا كل مرة 
طالعها بغيظ وڠضب وقد تحولت عينيه پغضب أكبر متمتما بحدة ولهجة مشددة
بس المرة دي مش هتعدي يا أمي مش هتعدي لأنها مينفعش تعدي أنا مش عيل صغير عشان يعمل فيا كدة 
أغمض عينيه بۏجع وقهر ثم أكمل بسخرية لاذعة يتخللها الأسي والكمد
دة حتى البنات دلوقتي بيتاخد رأيها قبل ما تتجوز وبيبقى ليها حق الرفض 
سار من أمامها بخطوات واسعة سريهة يريد الفرار من ذلك المنزل سيذهب إلى مكتبه في القسم يخرج حزنه وضيقه في عمله الشئ الوحيد المحبب إليه والأهم أنه استطاع الحصول إليه أمام معوقات والده القاسېة عليه 
خرجت رنيم من المرحاض مرتدية قميص بيتي من اللون الأسود وجلست بوجه مكهفر صامتة تنتظر ما سيفعله بها ذلك المختل 
ظل مثبت عينيه عليها بوقاحة جعلها تشعر بالتوتر والتقزز منه ومن هيئته 
لأول مرة تستمع إلى كلمة منه وتؤثر بها لكنه محق هي حقا أصبحت مشوهة بسببه وبسبب علاماته علامات ضربه تشوشت عينيها من الدموع شاعرة بۏجع وانكسار شديد في قلبها حاولت أن تدعي اللامبالاه والبرود وأردفت بحفوت وقهر
التشوهات دي بسببك يا عصام واوعى بقى 
نظرت داخل عينيه بقوة وكره شديد واكملت حديثها بلهجة غاضبة
طلقني طلقني وابعد عني سيبنب في حالي كفاية لغاية كدة أنت خدت مني كتير 
صمتت لوهلة وأكملت بتهكم ساخرا
لا كتير إيه أنت يعتبر خدت مني كل حاجة أنا بكرهك بجد ومبكرهش قدك في حياتي 
ازداد من قبضته فوق ذراعها مسببا لها ألم شديد شاعرة بفك ذراعها في يده وتحدث أمام وجهها بهمس كفحيح الافعى
اكرهيني يا رنيم أنا مش عاوز غير أنك تكرهيني وتفضل نظرة الخۏف دي في عنيكي كل ما أقربلك بعدين انا لسة هفضل معاكي مش هسيبك غير لما أخد روحك بين ايديا ودة وقت ما أنا أحب 
ابعدت وجهها عنه لأجل أنفاسه الحارة القڈرة التي تلهب وجهها كالنيران المتأهبة شاعرة أن خطوتها التي بدأت بها لق تله على حق وصواب كان يجب أن تفعلها منذ دهر للتخلص منه هو چحيم حياتها ستتخلص منه قبل

أن يفعلها هو معها 
وقفت أمامه بتحدي وردت عليه بكره شديد وغيظ يملأ قلبها
ع على فكرة بقى أنت متقدرش تعمل معايا حاجة 
رمقته بكره وقهر مشمئزة منه ومن أفعاله التي ليس لها اي صلة بالتباهي المرتسم على وجهه لم تستطع أن ترد عليه فضلت الصمت لإنهاء ليلتها مسرعا متحاشية أي حديث معه 
في الصباح الباكر 
هزها عصام بعصبية ليوقظها صائحا بها پغضب
قومي يلا يا أنت اخلصي 
فتحت عينيها بضعف وألم تطالعه بذهول مستنكرة طريقته فهي لم تفعل معه شئ دوما يذهب من دون أن يوقظها تمتمت متسائلة باستنكار وتعجب
إيه في إيه مالك
غمغم بعصبية والقلق ينهش في قلبه يديه ترتعش پخوف مريب لم تفهم سببه
ق قومي يلا بسرعة حضري شنط لينا عشان ماشيين من هنا 
شحب وجهها پخوف والړعب تملك من قلبها خائڤة من أن يفعل بها شي او يق تلها كما أخيرها ليلة أمس تمتمت متسائلة بخفوت وقلق
ل ليه قصدي ي يعني هنروح فين احنا على طول قاعدين هنا 
صاح بها بعصبية ونفاذ صبر هو غير قابل لإستماع كلمة واحدة منها
بقولك إيه اخرسي خالص وتعملي اللي اقوله وأنت ساكتة خالص تنفذي اللي اقوله بس 
نهضت بخفوت وړعب متملك من كل أنش في قلبها لكنها نهضت في صمت تام وبدأت بتحضير الحقائب شاعرة بعدم راحة من قراره المباغت لها تمتمت بضعف وخفوت بعد أن انهت فعلتها
أ أنا خلصت 
أخذها وسار نحو الأسفل بخطى سريعة واسعة يجر إياها خلفه فسارت هي الأخرى بخطوات شبه راكضة وقلبها سيتوقف بداخلها من الخۏف الذي ولازال تهديده لها يرن داخل أذنيها وعقلها 
ركبت السيارة معه في صمت مقررة أن تحاول التودد إليه حتى تجعله يعود عن فكرة ق تلها محاولة أن تقنع ذاتها أن كل ذلك خرافات من عقلها بسبب تفكيرها الدائم في ق تله تلك خرافات ليس لها معنى هو لن يفعلها بها 
شعرت بقلبها يهوى بداخلها بړعب عندما وجدته يسير في طريق غير ممكن اجتيازه خالي من أي شئ ترى حولها أماكن لم تعلمها من قبل لا تعلم أين أصبحت لكنها وجدته أوقف السيارة في مكان خالي يوجد به منزل متدهور حالته مكون من طابق واحد وحوله بعض المنازل لكنها قليلة وكأن المكان معزول تماما شعرت بقلبها سيتوقف قبل أن تترجل من السيارة خاصة بعدما رأت نظراته المرعبة لها متمتما لها بحدة مرعبة أخافتها
يلا انزلي 
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو 
في الصباح 
عاد جواد المنزل بعد تأكده من شقيقته بوجود والده كان في حالة يرثى لها عروقه بارزة جسده متشنج والڠضب يبدو بوضوح عليه وقف أمام والده هادرا بعصبية تفوق وصفها وڠضب عارم يعميه
من حقي أفهم بقى إيه اللي عملته امبارح دة
تجاهله تماما مفضلا عدم الرد عليه وجه بصره نحو زوجته قائلا لها ببرود وهدوء أعصاب يستفز من أمامه به
جليلة شوفي ابنك عاوز إيه عشان بتزعلوا لما بتكلم 
طالعته بعدم رضا من طريقته مع ابنه تطلعت نحو جواد مردفة بهدوء وتوتر
ا اهدي بس يا جواد يا حبيبي اقعد براحة كدة واتكلم مع ابوك افهم منه اللي أنت عاوزه 
رد عليها بعصبية مفرطة طغت عليه فغضبه من والده الآن اعماه تماما وفقد تحكمه في ذاته لأول مرة
امي لو سمحت متدخليش في الموضوع دة بالذات أنت امبارح كنت سمعاه وهو بيقول للكل وساكتة انهاردة كمان اسكتي لأن أنا مش هعديها زي كل مرة 
تحدث صائحا پغضب عارم وضيق
دة بيخطبلي من غير ما أوافق اسكت ازاي ولا اهدا ازاي 
تعلم أنه محق وأن تدخلها بينهما تلك المرة لن يفيد بشئ جواد لن يصمت تلك المرة مثلما يفعل دوما لذا فضلت الصمت داعية ربها أن يمر الأمر بسلام 
وجه بصره نحوه بأعين حادة كالصقر وأردف بحدة وعصبية
أنت إيه اللي عملته امبارح دة فاكر أن أنا كدة هوافق واقولك ماشي وموافق اتجوز ليه عيل
تم نسخ الرابط