حكاية لهيب الروح بقلم هدير
المحتويات
لكنها قررت أن تترك الأمر ولم تعطيه اهتمام
وجدت رنيم الهاتف يرن بطريقة متواصلة جعلتها ترد عنوة عنها متسائلة بهدوء بالرغم من شعورها بعدم الارتياح والقلق الذي بزداد من فرط الاتصالات المتكررة على مدار يومها
الو مين معايا
لم يصل اليها رد من أحد كل مايصل اليها صوت أنفاس فغمغمت تكرر سؤالها بنبرة أقوي بحدة وجدية تامة
همهم الطرف الآخر ببرود
ايوة
شعرت بدقات قلبها تتسارع بقلق وقد تأكد خۏفها فتمتمت بصوت متوتر قلق
م مين معايا أ انت مين
آتاها صوته الساخر الضاحك بمرح
لأ لأ كدة ازعل بقى مش عارفاني ياست رنيم
بعد غمغمته لأسمها بتلك الهيئة تأكدت من ظنونها عالمة هويته بالطبع لكنها ادعت عدم المعرفة وسألت بتوتر
بالرغم من علمه عن معرفتها من هو لكنه قرر أن يكشف لها ذاته بنبرة متبجحة
محسن ياست رنيم محسن اللي كنتي عاوزاني اقتل جوزك واهو اللي عاوزاه حصل
صدمة قد جمدت أطرافها تماما وسقطت عليها كالصاعقة جعلت الهاتف يسقط من يدها بعدم تصديق متمنية أن تكون في حلم وما استمعت إليه للتو لم يحدث عالمة أن بظهوره سيفتح أبواب قد ظنت أنها غلقتها عالمة أن عودته ستحول حياتها إلى چحيم لا تعلم كيف ستتخلص منه ومن مطاردته لها التي ستستمر بالطبع لكنه اعترف بشي هام ضړب عقلها بقوة وجعلت قلبها سيتوقف تماما هل حقا هو من قام بقټله مقابل المال كما طلبت منه
بعد أن طال صمتها تحت تأثير الصدمة التي حلت عليها ولم تكن تتوقعها وكأنها في عالم آخر في استماعها لحديثه غمغم محسن ببرود
ايه ياست رنيم انتي معايا ولا ايه سكتي مرة واحدة مكنش المتوقع يعني
ردت عليه بصوت خاڤت متعجبة خرج الحديث من فمها بصعوبة بالغة بعدما قد فقدت التحكم في اعصابها تماما
ضحك ببرود واستفزاز جعلها تستشاط ويزداد ڠضبها لكنه لم يبالي بكل ذلك مغمغما بتبجح
تفرحي وتديني حقي عشان نفذت اللي عاوزاه وخلصتك منه على حسب اتفاقنا ناقص تنفذي انتي اللي عليكي بقى
صاحت به پغضب بعدما تخلت عن هدوءها الدائم غير مصدقة مايقوله
لا طبعا أنت اټجننت أنا قولتلك لا خلاص متنفذش ليه عملت كدة قولتلك لا الغي كل حاجة وكمان كنت عاوز تحبسني والبس أنا الموضوع
بقولك ايه كل كلامك دة ميهمنيش أنا اللي يهمني حاجة واحدة حقي
تسائلت بعدم فهم بعدما قد توقف عقلها تماما
ح حق ايه اللي أنت عاوزه
ضحك بصخب بعد سؤالها الأبله مغمغما بحدة وعصبية شديدة ساخرا منها
حقي اللي هيبقى الضعف حقي من ورثك بعد مۏت عصام بعد ماخلصتك منه ومن عڈابه وحقي كمان من جوازك اللي بيه ضمنتي حق تاني ولولايا مكنتيش عرفتي تتجوزي تاني كان زمانك مرمية مع عصام بيموتك كل يوم ويحكيلنا بفخر اللي بيعمله
ه هنتكلم بعدين يامحسن بعدين بس متتصلش تاني أنا هتصل بيك
ضحك ببرود لشعوره باقترابه لتحقيق مايريده مغمغما بسخرية
معاكي لغاية بعد بكرة تكوني مظبطة كل حاجة ومكلماني غير كدة متزعليش لما اجي اڤضحك عشان اخد من غيرك بفلوس لأن معايا أدلة تستاهل ضدك
شعرت بالصدمة وارتجف جسدها بأكمله وغمغمت بضعف بنبرة متلعثمة خائڤة
ا أدلة أنت بتهددني هكلمك يامحسن والله بس اقفل دلوقتي هكلمك اوعي تعمل أي حاجة
أغلقت الهاتف مسرعة خوفا أن يدلف جواد في أي وهلة ويستمع إلى
شئ شاعرة پصدمة لا تعلم كيف تتخطاها وكيف ستتعامل مع ذلك الأمر الوخيم وعن أي دليل ضدها يتحدث هو هي لم تفعل شئ ليصبح هناك دليل ضدها كيف ستتصرف في ذلك المأزق الذي سيفتك بروحها تماما وماذا تفعل إذا نفذ تهديده لها
حاولت التوقف عن التفكير في كل ذلك ومسحت دموعها بيد مرتعشة من هول الصدمة محاولة إخفاء كل ما تشعر به حتى لا يشك بها ويعلم شئ مما تخفيه
وجدته حقا يدلف الغرفة من قبل أن تتخلص من أفكارها السوداء التي ټضرب عقلها بشدة وتجعلها تخاف رأته يتطلع نحوها بنظرات متعجبة مقطب جبينه بدهشة لحالتها الغير جيدة شعرت بنظراته فنهضت مسرعة توليه ظهرها بتوتر وارتباك وغمغمت پخوف على الرغم من محاولتها لإظهار الأمر له بصورة طبيعية
ج جواد أنت جيت امتى
لازالت نظراته الثابتة معلقة نحوها بعدم فهم واقترب منها حتى أصبح يقف خلفها مباشرة وأردف متسائلا بهدوء وقلق لأجلها
لسة جاي من شوية في حاجة أنت حد عملك حاجة وأنا مش موجود
حركت رأسها نافية ولازالت لم تتطلع نحوه عالمة أنه سيكشف أمرها مسرعا عندما يراها وأجابته بخفوت
ل لأ لأ ياجواد مفيش حاجة أنا كويسة
جذبها من ذراعها بحنان ليجعلها تتطلع نحوه وسألها مرة أخرى بعدم اقتناع ظنا منه أن أحد من المنزل قد ازعجها
في إيه يارنيم هو ايه اللي كويسة أنتي مش شايفة شكلك ايه اللي حصل
حاولت الأفلات من قبضته فوق ذراعها لكنها فشلت فتطلعت أرضا بتوتر وغمغمت بكذب
م مفيش ياجواد مفيش حاجة أنا بس تعبانة شوية مش أكتر
ظل يرمقها بعدم اقتناع لحديثها الأبله الذي من المستحيل تصديقه فتمتمت متلعثمة بضعف وقد تضاعف خۏفها من نظراته المثبتة نحوها
ج جواد اوعى أيدك بتوجعني قولتلك مفيش حاجة
ترك ذراعها مبتعدا عنها بعض خطوات إلى الخلف وغمغم بحنان رافعا وجهها الى أعلى ليجعلها تنظر داخل عينيه وتطمئن
طب مين مزعلك وخاېفة تحكيلي كدة
التقطت أنفاسها بصعداء وعادت تتطلع أرضا وغمغمت بارتباك بعدما شعرت أن حصون قوتها ستنهار تود الصړاخ بضراوة تصرخ وتقص عليه مايحدث معها لكن هل حقا سيصدق حديثها بالطبع لا تعلم أنه سيتخلى عنها وتهدم كل شئ بينهما لن تتحمل أن يحدث معها هكذا أغمضت عينيها ضاغطة فوقهما بضراوة وغمغمت بضيق بعدما سارت بعض الخطوات مبتعدة عنه
جواد لو سمحت سيبني أنا تعبانة بس انهاردة سيبني أنام وارتاح وهبقى كويسة مفيش حاجة حصلت متقلقش
لازال تحت تأثير دهشته من تغيرها المباغت منذ عودته فعندما تركها في الصباح كانت في حالة جيدة ماذا حدث الآن معها متأكد أن هناك شئ حدث معها تخفيه عنه فكرر حديثها متعجبا بعدم اقتناع
تنامي عاوزة تنامي دلوقتي
تطلع نحو ساعته ليظهر لها أن الوقت لم يتأخر فهو من عاد اليوم مبكرا عن عادته فلما تود النوم الآن عالما أنها في الحقيقة تود الهروب منه لكن لا يعلم لماذا
علمت مايشير إليه فأومأت برأسها أماما وهمهمت تجيبه بضعف ونبرة مهزوزة متوترة
ا أه ياجواد تعبانة وعاوزة أنام
تطلع نحوها لعدة لحظات ثم ابتعد من أمامها ليدعها تذهب الي الفراش وتنام وعقله يفكر في أفعالها الغير مألوفة لا يعلم ماهو الأمر الذي حدث معها وتخفيه ظن أن زوجة عمه قد أزعجتها مثلما فعلت من قبل عقله قد انشغل في أمرها كثيرا وأمامه العديد من الأفكار لا يعلم أيهم الصواب
بينما رنيم فقد توجهت نحو الفراش بالفعل وأغمضت عينيها مسرعة حتى لا ترى نظراته لها التي ستكشفها قلبها كاد يتوقف عن النبض وتفارق الحياة من الخۏف لما سيفعله جواد إذا علم شئ عما كانت تنوى فعله
تطلب من ربها المساعدة والوقوف معها هي قد تراجعت عن تلك الفكرة ولم تكمل في تنفيذها مثلما كانت تريد فلما تعاقب الان لماذا بعد أن وجدت من تتمسك بالحياة لأجله وشعرت بمذاق السعادة والفرحة التي دقت باب قلبها وضعت يدها فوق فمها محاولة كتم صوت شهقاتها حتى لا تصل إلى مسامعه ويعلم بأمر بكائها فحينها لن يصمت ولن يتركها
نهض جواد مقررا التوجه نحو غرفة شقيقته ليعلم منها ما الذي حدث اليوم في غيابه معتقدا أن تغيرها سببه أحد من في المنزل
دق الباب الخاص بغرفة شقيقته بهدوء وسرعان ما وصل إليه صوتها الهادئ سامحة له أن يدلف ولج الغرفة بهدوء لكنه تفاجأ عندما رأى ملامحها الحزينة وأثار الدموع المعلقة في عينيها فطالعها بدهشة لا يعلم ماذا حدث مع الجميع اليوم وأسرع مقترب جالسا بجانبها مغمغما بهدوء واهتمام شديد
في إيه مالك انتي زعلانة ليه ومعيطة كمان ايه اللي حصل
حاولت أن تعطيه سبب كاذب حتى لا ينزعج وأجابته بهدوء
مفيش حاجة ياجواد أنا بس متضايقة عادي أنت محتاج حاجة ياحبيبي
شعر بالعصبية من إجابتها هي الأخرى المطابقة لإجابة رنيم فغمغم بجدية وضيق
هو ايه اللي مفيش حاجة مانتي زعلانة اهو وبتعيطي كمان
كل ما اسأل حد يقولي مفيش حاجة بعدين من امتى بتخبي على جواد اخوكي حبيبك
تعجبت من حديثه لكنها اجابته بهدوء
م مفيش حاجة ياجواد متشغلش بالك ياحبيبي أنا كويسة
اقترح سبب لحزنها بجدية وحزم وقد اعتدل في جلسته أمامها
أنتي بتكلمي خالد دة لسة وهو اللي مزعلك كدة
أسرعت تحرك رأسها نافية وغمغمت بصدق
لا والله ياجواد مش بكلمه من ساعة ما قولتلي لأ وهو كمان محترم رغبتي أنا زعلانة عشان بابا
رمقها بعدم فهم وسألها باهتمام وضيق من طريقة والده التي لن تتغير مع الجميع
ماله فاروق بيه الهواري عمل إيه تاني
تنهدت بصوت مرتفع وغمغمت تجيبه بتوتر وحزن
ك كنت طالبة منه اغير عربيتي من فترة قالي أن الشغل مش متظبط معاه وهيشوف الموضوع دة بعدين وهيجيبهالي من نفسه قولت ماشي جت أروى كلمته على عربية اغلى من بتاعتي كمان وفضلت تقنعه هي وطنط مديحة راح جابها ليها عشان كدة زعلانة محسسني أني مش مهمة ومش فارقاله
احتضنها بحنان مربتا فوق ظهرها محاولا التخفيف عنها عالما شعورها من فعلة والده الخاطئة في حقها وتحدث بحنان وتعقل
بس كدة دة اللي مزعلك ومخلي الأميرة بتاعت عيلة الهواري كلها ټعيط اعتبري احدث عربية عندك من الصبح وكنتي قوليلي من وقتها كنت هجيبهالك ولا تزعلي نفسك وټعيطي
ابتسمت بسعادة لحنانه عليها وأجابته بتوتر محاولة شرح الأمر حنى لا يفهمها خطأ
أ انا ومتحرمش منك
شدد من احتضانه لها وسألها بجدية هادئة بعدما تذكر الأمر الذي جاء من أجله
صحيح
متابعة القراءة