حكاية لهيب الروح بقلم هدير

موقع أيام نيوز

أمامها يمنعها من رؤية زوجة عمه ونظراتها الحادة المرعبة مغمغما بجدية صارمة
في إيه يا مرات عمي ما خلاص رنيم طلع ملهاش دعوة وكل اللي فات كان كڈب 
رمقته پغضب وعدم رضا من حديثه ودفاعه عنها وتحدثت مردفة بعصبية
لا دي كدابة انا مش هصدق انها بريئة غير لما لللي ق تل ابني يجي اوعى كدة يا جواد أنت اوعى من قدامها 
حاولت أن تمسك شعرها حتى تستطع ضربها لكنها وجدت جواد يقف لها كالحاجز يمنعها من الوصول لها قائلا پغضب هو الآخر من زوجة عمه ذات فكر محدود ولازالت تراها قاټلة رغم إثبات براءتها ولازال لم يعلم أحد أنه هو من أثبتها
ايه يا مرات عمي هو ايه اللي كدابة مانتي شوفتي القاضي قال إيه وهي معملتش حاجة 
صاحت أمامه بعصبية حادة متذمرة على حديثه
يعني ايه هتسيب حق ابن عمك اللي راح بسببها 
كاد يرد عليها لكنه تفاجأ الجميع بصوت فاروق الحاد الجهوري الذي أخرس الجميع
بس خلاص يا مديحة البت فعلا معملتش حاجة وانتي يا جليلة خدي جهزيلها اوضة الاوضة اللي جنب سما 
صمتت مديحة على مضض بعدم رضا متنفسة بصعداء وڠضب تحاول التحكم به بينما جليلة فبالفعل اقتربت من رنيم التي كانت لازالت خائڤة من نظرلت مديحة التي اخترقتها وكانها ترسل لها من خلالها بعض الرسائل الحادة المشفرة 
ربتت جليلة فوق كتفها بحنان مطالعة إياها بشفقة لحالتها الخائڤة من مديحة وتمتمت بهدوء
تعالى يا حبيبتي يلا اطلعي عشان ترتاحي 
تطلعت نحو جواد پخوف فأومأ لها يشجعها على الذهاب مع والدته سارت معها بخطوات بطيئة حتى دلفت الغرفة التي أشار لها فاروق بحديثه ابتسمت جليلة بهدوء تحدثت به محاولة أن تخفف من توترها
نورتي الاوضة والبيت كله ياحبيبتي الحمدلله أن ربنا ظهر الحق متزعليش من مديحة دة ابنها برضو 
اومأت لها إلى الأمام برأسها شاعرة بالإرتياح من التحدث مع جليلة التي تتعامل معها بهدوء وحنان تفتقده طيلة حياتها ردت عليها بتوتر
والله يا طنط انا معملتش حاجة انا مظلومة والحمد لله ان ربنا وقف معايا 
اعتلى ثغرها بسمة حنونة حتى تجعلها تهدأ قليلا
الحمدلله ياحبيبتي احنا عارفين انك معملتيش حاجة والا مكانش فاروق قال انك تقعدي هنا دة مبلغ جواد من بعد الحكم وكان هيستناكي بس قولنا نحاول نهدي مديحة شوية هسيبك ترتاحي براحتك 
كان ستذهب لكن استوقفها

صوت رنيم الهامس باسمها بخجل
معلش يا طنط بس بس ممكن اي هدوم ليا لأن مش معايا 
همهمت ترد عليها باتزان وهدوء
بس كدة عيني معلش نسيت انا دقيقة وهتبقى عندك 
دلفت سريعا غرفة ابنتها وأحضرت لها فستان طويل من اللون الاسود ليتناسب مع الظروف التي يمرون بها ودلفت اعطته لها سريعا
اهو ياحبيبتي ارتاحي وهبعتلك أكل عشان متتعبيش 
تركتها في الغرفة وخرجت بهدوء وجدت جواد أمامها متسائلا باهتمام وقلق عليها
إيه ياماما بقت أحسن 
طالعته بعدم رضا مردفة بجدية تامة
جواد مينفعش خالص اللي بتعمله ولا هي عشان خدت براءة أنت ما صدقت روح شوف وراك ايه أنت هتسببلها مشاكل وشايف مرات عمك مش طايقاها دي سكتت عشان ابوك 
رأى أنها محقة في حديثها لذلك اقتنع به وسار متوجه نحو غرفته ليرتاح قليلا متذكرا مقابلته الأخيرة بالمحامي وكان حصل بها على ذلك الدليل الهام لم يصدق أنه استمع إلى قلبه وساعدها بدون علم أحد جعل الحقيقة تظهر للجميع ليس لقلبه فقط أنهى الشك باليقين وتأكد من حقيقتها النقية رغم كذبها عليها وإعترافها له لكن قلبه كان يمنعه ويحارب عقله دوما ويمنعه من تصديق حديثها 
عشقها كالنبضات داخل قلبه ثابت لم يتوقف سوى بمۏته لم يتخيل أنه من الممكن أن يعشق فتاة مثلما يعشقها لكنها تختلف عن الجميع يراها كالشمس الساطعة ولا يوجد لها شبيه يتمنى أن يعود ويرى ابتسامتها مرة أخرى كما كانت لكن هل روحها ستعود إليها من الأساس حتى تبتسم 
هم قد سلبوا منها روحها ليس ابتسامتها فقط كانت تعلم أن مۏته سيجعلها ترتاح لكنها اكتشفت العكس لا يوجد اختلاف بين مۏته وحياته في النهاية هي انطفأت وانتهى بريقها تماما 
داخل مكتب فاروق كانت يجلس مع مديحة المعترضة على وجود رنيم معهم 
غمغمت معترضة پغضب رافضة مايتفوهه
ايه اللي عملته دة يا فاروق أنت عارف عملت ايه ازاي تقول انها تقعد هنا بدل ما ترميها زي الك لاب 
ضړب سطح المكتب بعصبية هادرا بها پعنف لاعنا اندفاعها في الأمور
وبعد كدة يا مديحة بعد ما اعمل كدة تروح تفضح ابنك وتقول اللي كان بيعمله واسم العيلة يتبهدل هتبقى مرتاحة كدة
صمتت مبتسمة بمكر بعدما فهمت مايدور بداخله ولما جعلها تظل هنا تحت أنظاره فهدأت قليلا مردفة بمكر
أه انا فهمتك بس انا مش هستحمل اشوف البت دي قدامي شوف حاجة تانية غير قعادها هنا 
لم يهتم بحديثها مغمغما بحدة مشددة أخرستها
لا تانية ولا تالتة ركزي دلوقتي مش عاوزين فضايح لينا والبت دي ملهاش دعوة بمۏت عصام فسيبيها هنا تحت عيني أحسن 
طالعته بشك مستنكرة حديثه وتسائلت بعدم فهم ومكر
يعني ايه ملهاش دعوة بمۏت عصام انت عارف مين اللي مۏته يا فاروق 
هب واقفا بعصبية والډماء غلت بداخله بعد استماعه لسؤالها
إيه انتي اټجننتي شوفي جرا لعقلك ايه يامديحة واطلعي بقى عشان مش فاضي دلوقتي 
رمقته پغضب هي الأخرى عالمة انه يخفي شئ ما عليها في أمر ق تل عصام لذلك تمتمت بعصبية وعدم تصديق
ماشي يافاروق بس خليك فاكر أن اللي راح دة عصام الهواري زيه زي جواد ابنك اللي بتأمنله في مستقبله وهو ولا مهتم ولا عاوز حاجة ماشي ورا أمه وكلامها 
صاح بها بحدة أخرستها بعدما ازدادت من غضبه وتعكير مزاجه
مديحة بلاش الشغل دة عشان عارفه وفاهمه كويس مش عيل أنا هيتضحك عليه بكلمتين اطلعي وسيبيني عشان مش فاضي وبدل ما أنتي شاغلة بالك بجليلة خلى أروى تكلم جواد عشان اللي حصل آخر مرة بينهم 
ثارت پغضب ماكر يشبه قلبها والغيرة اشتعلت في قلبها تاركة الأمر الجقيقي التي كانت تتحدث به
وأنا هشغل بالي بجليلة ليه دي هتبقى حماة بنتي أنا بس بتكلم عشان هي فعلا اللي مقوية جواد وبعداه عن أروى انت عارف انه مش بيسمع غير ليها 
أنهت حديثها وخرجت تاركة إياه بعصبية بينما هو جلس يفكر بعمق فيما سيفعله 
وجد جليلة تدلف المكتب متسائلة بهدوء
فاضي عشان عاوزة اتكلم معاك
أشار لها بيده حتى تجلس ليستمع ما تريده منه متمتما بجدية
قولي يا جليلة في إيه
جلست أمامه بتوتر مردفة بخفوت خوفا من أن تثير غضبه
عاوزاك تكلم مديحة تهدى على رنيم شوية البنت تعبانة اوي يا فاروق وهي باين أنها مش هتسكت بس حرام هي زي سما ومع 
زجرها پعنف لتصمت عن حديثها الذي لم يعجبه
جليلة هي مين دي اللي زي سما فوقي سما بنتك مش زيها ولا عمرها هتطول بعدين أنا كدة كدة قولت الكلام دة لمديحة من غير ماتقولي 
تعجبت لأمره من تعامله المدهش مع رنيم هو دوما لا يطيقها كيف وصى مديحة عليها لكنها لم تعقب على حديثه فمن الواضح أنه في حالة مزاجية غير جيدة لذلك خرجت في صمت من دون أن تتحدث معه في شئ آخر  
بعد مرور يومين 
نزلت رنيم من غرفتها في منزل فاروق الهواري

بعد إصرار جليلة لنزولها أسفل معهم في ذلك المنزل الذي ضم جميع أفراد عائلة الهواري كان الجميع مجتمع حول مائدة الطعام ماعدا جواد الذي كان في عمله للآن 
سارت بخطوات بطيئة متعثرة تخشى الإجتماع معهم في مكان واحد كانت ستهرب مرة أخرى إلى غرفتها لكن جليلة أسرعت تتفوه باسمها بهدوء مبتسمة تحثها على الجلوس معهم
تعالي يا رنيم يلا ياحبيبتي مستنياكي 
أشارت لها نحو المكان الذي كان أمامها فتوجهت رنيم پخوف من نظرات مديحة وابنتها الحادة المخترقة إياها كالسهام جعلت خۏفها وتوترها يزداد 
باغتتها مديحة بسؤالها الحاد ولهجتها الصارمة القاسېة معها
أنتي إيه اللي نزلك من فوق
أشارت مسرعة بسبابتها نحو جليلة مردفة بخفوت وقلق
ط طنط جليلة والله هي اللي قالتلي انزل هنا عشان اكل معاكم 
عقبت بسخرية على حديثها متطلعة نحو جليلة بعدم رضا
طنط طنط ايه انتي هتنسي نفسك دي بالنسبالك جليلة هانم مبقاش ناقص غيرك اللي ينسى نفسه 
تدخلت جليلة بهدوء متزن بعدما شعرت بتوترها وخۏفها
اه يا مديحة أنا اللي نزلتها بعدين تقول اللي هي عاوزاه براحتها 
طريقة جليلة المدللة الهادئة لم تعجب فاروق ومديحة وأروى التي كانت تستشاط ڠضبا فجليلة اتخذت موقف ضدها بعد فعلتها مع جواد وكذبها فهل من الممكن أن تتعامل معها بصرامة متجاهلة إياها وتتعامل مع رنيم هكذا 
صاحت أروى بها پغضب وغيرة والشړ يتطاير من عينيها كقلبها الملئ بالحقد والكره لرنيم
لا بقوبك ايه اتعدلي كدة احسنلك ومتنسيش نفسك يابت أنتي أنتي هنا مش أكتر ولا اقل من خدامة فوقي كدة وقومي من قدامي واياكي تنسي نفسك واشوفك قاعدة معانا تاني انتي فاهمة
ظلت رنيم جالسة بالصمت من دون أن تعترض او تنفذ ما طلبته منها أروى فغمغمت مديحة بصرامة حادة والڠضب يبدو فوق ملامحها
ما تقومي يابت مسمعتيش اللي أروى قالتلك ايه ولا أنتي فاكرة عشان عصام راح محدش هيعرف يلمك قومي يلا 
نهضت رنيم بالفعل مسرعة نحو غرفتها بخطوات شبه راكضة باكية من إھانتها أمام الجميع لكنها قليلة الحيلة أمامهم لو تجد من تستند عليه ويدعمها ستقف وترد على الجميع بشجاعة بلا خوف وتردد ستنال حقها لكنها إذا فعلت ذلك سين تقمون منها من دون أن تجد من يدافع عنها وكأنها فريسة سقطت بين أيديهم 
مسحت دموعها بحزن ملتقطة أنفاسها بصوت مرتفع بعدما أغلقت باب غرفتها بإحكام خلفها وظلت تبكي بدون وعى منها تبكي على كل شئ يحدث لها لا تمتلك سوى البكاء ولم تستطع فعل شئ سواه ظلت ټلعن حظها وضعفها أمامهم لكن الأمر في الحقيقة لم يكن ضعف منها بل هو اشياء متعددة قلة حيلتها وعدم وجود أمان لها نفوذهم التي بلا حدود ويستطيعون فعل ما يريدوا بها في أي وقت 
جلست مديحة كما كانت متناولة طعامها ببرود وكأنها لم تفعل شئ في تلك المسكينة تمتمت جليلة بحزن معترضة على فعلة مديحة وابنتها
مينفعش كدة يا مديحة حرام البنت معملتش حاجة وشكلها تعبان اتعاملي معاها براحة عن كدة وانتي كمان يا أروى دي مرات اخوكي الله يرحمه يعني زي اختك 
اعتلت ضحكات أروى بغرور ساخرة من كلمتها الأخيرة
اختي هي مين
تم نسخ الرابط