حكاية لهيب الروح بقلم هدير
المحتويات
تلته ليه كلنا عارفين انها ق تلته وكدة كدة هتتعدم يبقى قټلته وخانته كمان مش مهم
طالعها بذهول ولازال رافض الفكرة بإصرار
لأ يا هالة مش كدة بعدين ماهي بنتنا برضو يعني سمعتنا احنا كمان وانا واثق أن رنيم متعملش كدة
شفتيها بضيق من تمسكه برأيه ورفضه لتنفيذ ماتريده مديحة وتمتمت بحزن زائف تذكره بما سيحدث لهم إذا استمر
في رفضه
خلاص براحتك بس لو موافقتش هنتحبس كلنا بالشيكات اللي معاهم ولا أنا ولا محمد ابني هنسامحك كدة هتضيع مستقبله ولا ناسي أنهم ممضينا كلنا اعقل كدة وبلاش تدمرنا عشان رنيم احنا كدة كدة سايبينها من زمان وأنت كنت موافق إيه اللي جد بقى
لم يجد حديث يرد به عليها ماذا سيختار ذاته وزوجته وابنه أم ابنته اختياره لها سيفقده العديد أغمض عينيه بضعف لم يجد أمامه سوى الموافقة عنوة عنه وفعل ما تريده مديحة التي كانت واثقة من موافقتهم وتنفيذ ما تريده
بعد مرور أسبوع
كانت جميع عائلة الهواري حاضرون يطالعونها پغضب وكره وكأن كل منهم يود ق تلها بيده اشاحت بصرها سريعا مبتعدة عنهم لا تريد أن ترى نظراتهم لها
بدأت الجلسة لكنها تفاجأت بوجود ذلك المحامي الكبير للدفاع عنها لاتعلم من أحضره لها والجميع أيضا بدت الدهشة على وجوههم ظنت لوهلة أن والديها هما من احضروه لها لكنها تراجعت في فكرها بعدما رأتهم يقفون بجانب مديحة يتحدثون معها
يا سيادة القاضي دي كاميرا كانت موجودة في البيت اللي تم فيه الحاډثة اتمنى تتطلع عليها لترى الحقيقة كاملة
ابتسمت رنيم من بين دموعها غير مصدقة ما تستمع إليه هل حقا ستحصل على براءتها وإظهار الحقيقة التي تعلمها جيدا
اتطلع القاضي على مافي الكاميرا حيث ظهر عصام وضربه المپرح لها الذي ثار شفقة القاضي كان سيواصل ضربه الممېت لها لكنه توقف عندما استمع الى صوت طرقات فوق الباب ابتعد عنها مسرعا بتوتر وتمتم بقلق
لم تقوى على الرفض والاعتراض بسبب هيئتها واثار الضړب الظاهرة عليها بوضوح أسرعت تفتح الباب لكنها تفاجأت بعدة أشخاص ملثمين كادت على الصړاخ لكن أسرع واحد منهم واضعا يده فوق فمها يكتم أنفاسها تماما ووضع المخدر بعدها عليها لتقع في وقتها فاقدة وعيها تماما ونفذ المچرمون جريمتهم وهربوا تاركين المكان من دون وجود أثر واحد عليهم
بعد الإطلاع على ما تقدم إلينا من الدفاع وإثبات صحته قررنا نحن وبإجماع الأراء براءة المدعوة رنيم أحمد السيد وإلزام النيابة بإحضار المتهم الحقيقي رفعت الجلسة
حالة من الهرج والمرج حدثت في القاعة بعد الصدمة التي حلت على جميع عائلة الهواري بعد إثبات براءة رنيم بينما رنيم فقد ارتفع صوت بكاءها شاكرة ربها على وقوفه معها غير ما مصدقة أنها نالت براءتها بدلا من حكم الإعدام التي كانت تنتظره لاتعلم كيف نالتها حقا
كان عقلها شارد يفكر فيما ستفعله في حياتها القادمة بعد خروجها من هنا ولازالت غير مصدقة أنها قد نالت براءتها وحريتها معا لكن حريتها الحقيقية قد نالتها بمۏته نعم بمۏت عصام تلك هي الحرية الحقيقية سينتهي عڈابها وجحيمها
تستطع أن تقول حقا أن سجنها قد انتهى ستفعل كل شئ كما تريد هي تضحك تبكي تفرح تحزن كل شئ ستفعله متى تحب لن يعود ما يمنعها ويشعرها بمرارة الأيام تلك الغصة القوية التي كانت متواجدة دوما في قلبها قد انتهت حقا هل حقا انتهت لم تصدق ما حدث هل كل ذلك الألم انتهى لكن إن كان الالم انتهى فندباته لازالت في قلبها وروحها وجسدها المشوه على يده
هناك العديد من الچروح لن تشفى مهما مر عليها الوقت وذكريات لن تمحى عامان كاملان كان بمثابة حياتها بأكملها ذكريات حزينة تسيطر على عقلها لا تعلم كيف ستفقدهم حتى تستطع العيش في أمان بلا حزن وۏجع أهم شئ تود فعله هو الإبتعاد عن عائلة زوجها تلك العائلة التي عانت كثيرا بسببها لكن نظرات مديحة لها قبل تركها للقاعة غير مبشرة بالخير بل كانت تطالعها پغضب معترضة في حكم البراءة التي نالت عليه متوعدة لها بشړ ومكر يشبهها
نفضت كل ذلك من عقلها الآن فهذا ليس وقته وتمتمت بهدوء تشكر المحامي الذي وقف معها
بجد أنا متشكرة جدا لحضرتك مش عارفة أقولك إيه على وقوفك معايا
ابتسم المحامي بهدوء وأجابها بعملية ومهارة بعد إنهاء جميع عمله وإجراءاته القانونية لها
لا طبعا يا مدام رنيم متقوليش كدة انا معملتش حاجة زيادة عن واجبي لو لازم تشكري حد فهو جواد باشا هو اللي عمل كل حاجة وهو اللي راح مكان چريمة وقدر يعرف مكان الكاميرا دي اللي كانت مستخبية في مكان سري هو كمان اللي اقنعني امسك القضية عمل كل حاجة بصراحة وكان واثق انك بريئة مبروك ليكي يامدام رنيم
صدمت من حديثه هل حقا جواد فعل كل ذلك لأجلها لكن مهلا كيف فعل ذلك كيف وهو بذاته كان يعلم أنها قاټلة ويود قټلها كان يتعامل معاها بحدة وجمود ويريد حق ابن عمه منها شعرت أنها كالتائهة هي مهما فعلت لن تستطع فهم شخصية جواد لكن بالرغم من كل ذلك لازال معلق في قلبها بجميع طباعه التي لن ترى مثلها من قبل
تسائلت بدهشة وعدم فهم حتى الأن
ط طب هي ازاي الشرطة ولا النيابة ملقتش الكاميرا دي
أجابها المحامي بعملية جادة
الكاميرا كانت في مكان صعب حد يلاقيه وكمان هما بالنسبالهم انتي المتهمة وفي شهود عليكي فاتعاملوا على الأساس دة وعلى فكرة جواد باشا مسكني القضية قبل ما يلاقي دليل البراءة هو فعلا كان عارف أنك بريئة
علمت انها خرجت باعجوبة بسبب جواد الذي فعل كل شئ لأجلها رغم عدم اعترافها له بالحقيقة وكذبها عليه إلا أنه وقف معها حتى خرجت في النهاية
تفاجأت به كان يقف ينتظرها اقترب منهما مغمغما بعملية جادة للمحامي
خلاص كدة كله تمام
اومأ برأسه أماما وأجابه محافظا على نبرته العملية هو الآخر أمامه
ايوة كدة تقدر تتفضل مع مدام رنيم
كانت واقفة كالبلهاء لاتفهم ما يدور أمامها وتساؤولاتها قد ازدادت لكنها ستنتظر حتى تحصل على جميع إجاباته وجدته يشكر المحامي بهدوء متزن والثقة شديدة في نبرته
شكرا كدة خلاص تقدر تتفضل
تطلع نحو رنيم مشيرا لها بيده صوب الأمام لتذهب مردفا بجدية مشددا فوق كل حرف يتفوهه
يلا نمشي يارنيم
قطبت جبينها وسارت بصمت معه حتى وصلت نحو سيارته فتوقفت متسائلة بذهشة متعجبة لما يفعله
استنى كدة هو انتي موديني على فين ولا عاوز مني إيه مش خلاص على كدة يا جواد باشا ولا إيه
وزع نظراته الحادة عليها اخترقتها وأجابها بحدة وڠضب منها متذكرا كذبها عليه
بقولك ايه اركبي واخلصي خلينا نمشي
شعرت بالخۏف عنوة عنها وتمتمت بقلق مبتعدة عنه لبضع خطوات متوقعة الأسوأ كعادة حياتها التي بلا حظ تماما
ن نمشي ايه بقولك ايه ابعد عني شكرا عاللي عملته وخلاص واعتقد عرفت اني معملتش حاجة لابن عمك هو اللي عملي وض ربني سيبني في حالي انت وعيلتك دي كلها
فقد السيطرة على ذاته فصاح بها پعنف غاضبا
بقولك ايه اتعدلي عشان متعصبش عليكي مش كفاية انك كدبتي عليا كان ممكن تروحي فيها بسبب كدبك استفادتي إيه
كان يتحدث هكذا لخوفه عليها فلو لم يظن ببراءتها وأنها لن تستطع فعل شئ هكذا وسار مستمعا الى قلبه باحثا عن دليل براءتها لكانت الآن حصلت على حكم الإعدام بدلا من براءتها وحريتها كيف لها أن تكذب في أمر هكذا
اجتمعت الدموع بضعف داخل مقلتيها
لم تعتاد منه على التعامل معها بتلك الطريقة لكنها حاولت الثبات أمامه وأجابته ببرود
ملكش دعوة بيا مكنتش ساعدتني اصلا بعدين انا مكدبتش انا لو كنت اقدر اعملها كنت هعملها فعلا وبقولك ايه سيبني امشي وابعد عني
قبل أن تستمع إلى رده ذهبت مبتعدة عنه لبعض الخطوات فأسرع هو قابضا فوق يدها پعنف مانعا إياها من الذهاب وغمغم بعصبية حادة
بلاش جنان تعالي اركبي واخلصي يلا عشان نروح وتلحقي ترتاحي شوية
طالعته مترددة پخوف يبدو عليها وتمتمت بضعف وعقلها يصور لها العديد من المشاهد المرعبة التي تنتظرها عند عودتها معه
ب بس انا مش عاوزة اروح معاك مش عاوزة ارجع تاني في العيلة دي لا مش عاوزة عشان خاطري أنا خلاص هبعد ومحدش هيشوف وشي تاني
جملتها الأخيرة ألمته بشدة جعلت قلبه يعتصر بداخله تود الإبتعاد حقا كيف له سيعيش من دون رؤيتها لن يستطع بالطبع وسيموت اشتياقا وعشقا لها لكنه يريد راحتها حتى وأن كانت لن تتطابق معه لذلك غمغم متسائلا بهدوء
طب عاوزة تروحي فين اوديكي عند أهلك
حركت رأسها مسرعة نافية پخوف لا تريد رؤيتهم مرة أخرى في حياتها فتمتمت بخفوت
ل لا لا بلاش اهلي عشان خاطري مش عاوزاهم وديني اي حتة بس أهلي لأ
طالع رؤيتها بحزن عالما بتخليهم عنها ووقوفهم ضدها دوما من دون اهتمام لها ولمشاعرها لذلك غمغم يرد عليها متعقلا باتزان
طب بصي هو ابويا كان قايل اني اجيبك على هناك فانتي تعالي شوفي الدنيا اسبوع ولا حاجة مرتاحتيش او في حاجة ابقي امشي واهي فترة كويسة اشوفلك فيها شقة
لم تقوى على الرفض لأنها بالفعل ليس لديها مكان تعيش فيه أغمضت عينيها بقوة وسارت معه بضعف وقلة حيلة تفعل مثلما أخبرها قاد سيارته متوجها نحو المنزل مبتسما بهدوء على وجودها معه محاولا ايضا التحكم في انفعالاته التي ستكشفه بالطبع
كان من حين إلى آخر يتطلع نحوها يدقق بها وبملامحها المجهدة يود أن يضمها ويربت فوق قلبها الحزين يخبرها أنه لن يتركها مهما حدث
ترجلت من السيارة وسارت بجانبه بتوتر فطالعها بهدوء يطمئنها لكنها ما أن دلفت حتى وجدت مديحة تقترب منها تطالعها بنظرات غاضبة حادة والشرر يتطاير من عينيها كالسهام الڼارية أسرعت تقف خلف جواد پخوف مما ستفعله بها
تمتمت بجمود وڠضب عارم مشددة فوق كل حرف تتفوهه بحدة
انتي فاكرة أنها خلصت لا بتحلمي مش هسيبك غير لما اللي ق تل ابني يجي غير كدة مليش دعوة
وقف جواد
متابعة القراءة