حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي

موقع أيام نيوز

تعملي في نفسك وفيا كده بحنو ابوي ويستأنف بقلب أب يخشى فقدان فلذة كبده 
سامحيني يا بنتي لو كنت بقسى عليك بس ببقى خاېف تسبيني وتبعدي عني زيها
نفت برأسها واخبرته من بين شهقاتها الواهنة 
انا عمري ما هسيبك يا بابي انا مش زيها...
ربت فاضل على ظهرها بحنان ودثرها أكثر وهو يشعر بالخزي من أفعاله السابقة التي كان يظنها بنوايا بريئة وخاصة كونه أخفى الحقيقة عنها غافل كون معرفتها للحقيقة بذلك التوقيت سيقلب كافة موازينها.
أما عن ذلك الساخط الذي لا يعرف أين يكمن الرضا
فقد استيقظ للتو من نومه وتمطأ وهو ينظر بساعة الحائط ليجدها لم تتعدى السابعة بعد لينفض نفسه كي يستعد للقاء جميلته كما خطط بلأمس ولكنه تفاجأ من السكون الذي يعم المكان على غير المعتاد بحث بعينه عنها بالمطبخ وباقي الشقة فلم يجدها ليتوجه لغرفة أطفاله ليجدهم مازالوا نائمون ولم يستعدوا بعد لمدرستهم ... لعڼ تحت أنفاسه الغاضبة فأين ذهبت يا ترى أتته الإجابة مخطوطة بخط يدها على ورقة علقتها على باب المبرد تخبره بها بكلمات مقتضبة للغاية أن يجهز أطفاله ويعد لهم الفطور
كور الورقة بين يده وألقاها على طول ذراعه وهو يلعنها بسره فهي حتما تريد أن تخرجه عن طوره فمنذ متى وهي تخرج دون علمه لا والأنكى ما الشيء الذي جعلها تتخلى عن التفاني في واجباتها على غير
عادتها ...زفر پغضب يمرر يده بخصلاته الفحمية وهو يحاول أن يهاتفها ولكن أتاه رنين الهاتف من داخل الغرفة ليتيقن أنها تركته بالمنزل ولم تأخذه معها وحينها جن جنونه منها وبعد بعض الوقت يأس و لم يكن أمامه غير تنفيذ ما خطته له بسخط تام وهو يتوعد لها حين عودتها.
فقد انهكوه أطفاله بارتداء ملابسهم وتحضير حاجياتهم حتى أنه وقف كالتائه يفتح المبرد ويغلقه لايعلم بما يبدأ او ماذا يعد لهم بينما أطفاله كانوا يتذمرون ويطالبون بالطعام مما جعله يأخذ القرار بأن يعد بعض الشطائر البسيطة لهم فقط خبز وجبن سيفي بالغرض ... وإن انتهى من مشاحنات اطفاله وضجيجهم اليومي الذي جعل رأسه تدق ك الطبول اوصلهم لعربة المدرسة الذي كان سائقها مستاء من تأخيرهم الغير معتاد بالمرة ليضطر أن يعتذر منه و
يعود للبيت وهو يتوعد لها بأشد الوعيد.
تنهدت بأرتياح عند مغادرة خالها وكأن حملا ثقيلا قد انزاح عنها وبعد أن تحضرت اخبرته انها ستذهب لجامعتها فما كان منه غير الموافقة و أغدقها بتعليماته المعتادة التي تحفظها عن ظهر قلب وحين غادرت المنزل واستقلت سيارتها مبتعدة مسافة كافية عن المنزل لفت انتباهها سيارة فارهة تعرف هوية مالكها تمام المعرفة
تتبعها و تحاول أن تلحق بها وإن بالفعل حثها سائقها على التوقف فما كان منها غير أن تنصاع لرغبته وتتوقف بجانب الطريق وهي ټلعن تحت انفاسها
ثوان معدودة وكان يفتح باب سيارتها و يجاورها قائلا بغيظ 
ما انت حلوة أهو وبتخرجي لوحدك ... لأ وكمان البيه جايبلك عربية وفك حصاره عليك أمال منفضالي ليه
زفرت حانقة وأجابته بسأم 
دي أول مرة أخرج بالعربية لوحدي و كنت هكلمك...
احتدت سوداويتاه بعدم تصديق وهدر مشككا وحديث ميرال بشأنها يتردد برأسه 
واللهي عليا برضه الكلام ده يا نادو
نفخت أوداجها وقالت متحججة 
طارق انا كان عندي مشاكل الفترة اللي فاتت ومكنتش فايقة وبعدين انا نبهت عليك الف مرة متتصلش بيا بس أنت كنت بتتغابى وكنت هتودينا في داهية
زمجر غاضبا وهو يضرب على تابلوه السيارة منفعل 
انا كنت هتجن وانت ولا على بالك انا بقالي كذا يوم بحاول اكلمك واخر ما زهقت فضلت واقف تحت بيتك وشوفتك وأنت خارجة معاه وضحكتك من الودن للودن
اعتلى حاجبيها وتساءلت بغيظ 
انت بتراقبني يا طارق
أجابها بنبرة مفعمة بإصرار مخيف 
ايوة براقبك وعندي أستعداد اعمل أي حاجة علشان تكون معايا
ابتلعت رمقها بوجل من إصراره العجيب ذلك وقالت بدهاء طالما كانت تجيده كي تسايره 
طب ممكن تهدى انا اهو معاك
وهانت يا طارق كلها ايام وهبقى ليك لوحدك
نظر لها نظرة عميقة يحاول ان يستشف صدق حديثها ولكن كيف وهي تبتسم تلك البسمة الآسرة التي جعلت كافة غضبه منها يتبخر ويذهب أدراج الرياح فما كان منه غير أن يهدأ ويسحب يدها بين يده قائلا 
انا بحبك يا نادووبحس بڼار بتاكل قلبي لما بتكوني معاه وبجد مبقتش قادر أصبر لما يجي اليوم ده
رغم أن لهفته و حديثه ارضى غرورها ولكن لا تعلم لم شعرت بالنفور منه وحتى انها مستنكرة فعلته بملامح مشتتة تفهمها هو انها خجل حين عقبت وهي تضع خصلاتها خلف اذنها بتوتر ظهر جليا على وجهها 
حاسة بيك بس أنت عارف ان كل حاجة مفروضة عليا ومش بإيدي
أومأ لها متفهما لتضيف هي ببهوت 
طيب خلاص متزعلش
ابتسم بدوره لتشاركه هي ببسمة بالكاد اڠتصبتها على ثغرها قائلة بحماس مصطنع 
طب ممكن بقى تنزل تركب عربيتك وتخلينا نلحق المحاضرة
ماشي يا نادو أنت تأمري وانا أنفذ لغاية لما أشوف أخرتها معاك
قالها بنبرة عابثة مصحوبة بغمزه من عينه قبل أن ينصاع لها بينما هي ما أن تدلى من السيارة اندثرت بسمتها و لعڼته ولعنت ذاتها ربما للمرة الألف بعد المائة فكل شيء حولها يشتتها ويزعزع قناعاتها السابقة.
كان يدور حول نفسه كالثور الهائج عندما مرت عدة ساعات على غيابها ولا ينكر أن قلبه تأكله وشعر بالقلق عليها و أنقبض بشدة بعدما يأس من محاولات الاتصال بكل من خطړ بباله أن يهاتفه ويسأل عنها ولكن لم يتوصل لشيء فالكل أخبره أنهم لم يروها ولا يعلمون شيئا مماجعل الظنون تغزو كيانه بالكامل ويقرر أن ينزل و يبحث عنها بنفسه ويدعو الله أن تكون بخير ولم يصيبها سوء ولكن تبدد ذلك الشعور بتاتا وحل محله ڠضب عارم حينما وجدها تفتح باب الشقة وعندها انقض عليها والشرار يتطاير من قاتمتيه يسألها 
كنت فين يا هانم
أجابته بثبات أجادته وبنبرة هادئة تثير الريبة 
مكنتش
نعم...أنت بتستهبلي
قالها بنبرة قوية نفضتها وهو يقبض على رسغها مما جعلها تنفض يده بكل هدوء مصرحة له بنصف الحقيقة 
كنت مخڼوقة شوية ومحتاجة افصل علشان اجدد طاقتي
ضړب كف على آخر ساخطا وهدر من بين أسنانه بغيظ 
يا برودك أنت سايباني هنا محتاس مع عيالك وبتروقي
على نفسك ده ايه الاهمال بتاعك ده
احتل الحزن تقاسيم وجهها الذابل الذي لم يلحظه ولم يعطيه أي اهتمام وأجابته منفعلة على غير عادتها 
انا عمري ما كنت مهملة... وبعدين فيها ايه لما خليتك تشاركني يوم واحد وتتحمل مسؤولية ولادك ما انا عمري ما اشتكيت وشايلة كل حاجة على كتافي وياريت بشوف تقدير منك
عقب بكل تبجح وبتفكير رجل شرقي بعرفية أفكاره 
تقدير ايه اللي انت مستنياه!
ده واجبك يا هانم وكل الستات بتعمل كده
حانت منها بسمة متخاذلة لابعد حد وقالت بعتاب لأول مرة يصدر منها تجاهه 
وانت واجباتك ايه يا حسن
انك تعيش لنفسك وبس مش كده
ياريت قبل ما تتحامل عليا و تتهمني بالإهمال تفكر ألف مرة في اللي عليك
ذلك آخر ما تفوهت به قبل أن تدلف لغرفتها وتغلق بابها
تاركته يزمجر غاضبا ويحاول أن يستوعب ماذا حل بها وحين اسعفه عقله انها من الممكن أن تكون علمت بشأن الأخرى تقلصت معالم وجهه و انتابته الرهبة مرة أخرى.
بينما على الجانب الأخر كانت هي تستشيط ڠضبا عندما لم يأتي للعمل ولم يحاكى والدتها كما وعدها و حتى كافة اتصالاتها يتجاهلها إلى ان اغلق هاتفه تماما فكم متردد ذلك ال حسن واستنفذ وقتها فكلما ظنت انها أثرت عليه بطريقتها المتلاعبة واصبح كالخاتم بأصبعها يتهرب منها ويماطل ولذلك قررت انها لن تجلس مكتوفة الأيدي فلم تتعود على الخسارة بتاتا ولذلك هدرت متوعدة بعدما يأست من
مهاتفته 
ماشي يا حسن وحياة أمي رجلي وتطلب الرضا
لتبتسم متشفية وهي تتخيل الأمر وكم راقتها تلك الفكرة العابثة التي حاكتها برأسها 
أما هناك بأحد قرى الصعيد فقد وصل عبد الرحيم حانقا من تلك الزيارة التي لم تجدي نفعا ولم تأت بثمارها وها هو يجلس على طاولة الطعام برفقة زوجته تلك المرأة ضخمة البنية مخيفة الملامح التي تتلفح بالسواد و يجاورها ولدهم أثناء تناول العشاءليشرع حامد في الحديث بملامح بشوشة وبود يخالف طباع أبيه الفظة 
توحشناك جوي يا بوي
أومأ له عبد الرحيم وتسأل وهو يجول محيط داره 
فين مرتك الپور
تحمحم حامد بعدم رضا من ذلك اللقب الذي يطلقه والده على زوجته نظرا لعدم إنجابها وأخبره بضيق شديد 
عند امها في سوهاج جالت هتوديها لحكيمة شاطرة
التوى فم ونيسة بينما لوح عبد الرحيم بسأم قائلا 
واه جولتلك ألف مرة طلجها واچوزك ست ستها تچبلك الواد بس انت لساتك مصمم عاد تزعج في أرض پور مفيش منيها صالح
لتعقب ونيسة مشككة 
شكلها سحراله يا عبد الرحيم 
نفى حامد برأسه مستنكرا وقال مدافعا 
دي غلبانة يا اما وهتحبني بلاش تظلميها
وبعدين هملوا الحديت ده دلوقت ممنوش فايدة عاد ده قضاء ربنا وانا راضي بيه
هزت ونيسة برأسها تنصاع لولدها ثم وجهت سؤالها لزوجها 
جولي ايه اخبار زيارتك لبت غالية مفيش چديد
نفى عبد الرحيم برأسه وأخبرها بحنق 
مفيش يا ونيسة وده اللي جاهرني الغريب وامه شايلينها على كفوف الراحة وحتى البت بذاتها جالت انها مرتاحة معاهم
لتعقب ونيسة بخبث يضاهي خبث زوجها 
واه وانت هتهملها إكده وتسيب مال خيتك يا عبد الرحيم يروح للعجربة وابنها 
تجشأ عبد الرحيم بصوت مقزز وأجابها بعدما سطع المكر بعينه 
متجلجيش يا ام حامد انا بس مستني يرچعلها أملاكها و وجتها هيكون خرابها على يدي
ليربت على يد حامد ويخبره بنبرة تقطر بالخبث بذلك الحلم القديم الذي خربه عادل عليه قبل مۏته 
بكرة هطلجها من الغريب ڠصب عنها وهچوزهالك يا ولدي واهو زيتنا في دجيجنا
ليبتسم بسمة سامة تقطر بنواياه الخبيثة 
و وجتها حج خيتي هيبجى تحت يدنا احنا اولآ بيه من الغريب والعجربة أمه
غص حامد بطعامه وجحظت عينه من نوايا أبيه الغير بريئة بالمرة وكاد أن يعترض ويرفض المشاركة بلأمر ويبرر أنه يعشق زوجته ولا يريد أن يستبدلها بأخرى لولآ أن زغرته
ونيسة بنظرة قاسېة جعلته يبتلع اعتراضه بجوفه وهو يلعن سطوتهم عليه وضعفه أمامهم.
فياترى ماذا تخبأ الأيام القادمة لك أيتها المتمردة الغبية هل ستعدل عن افكارك البالية وتتركيه يفرض عليك حصون أمانه المشيدة أم ستنفذي ما برأسك وتقعي فريسة لأطماعهم.
الثاني عشر
القوة ليست دائما فيما نقول ونفعل ..
أحيانا تكون فيما نصمت عنه فيما نتركه بإرادتنا وفيما نتجاهله ..
نيلسون مانديلا
اطمأنت على أطفالها و أطعمتهم وقامت بكل الأمور الروتينية ككل يوم ولكن دون أن تعطيه أي أهمية فكانت تكتفي فقط بإيماءات رأسها وبسمات باهتة دون حديث مما أثار ريبته وجعله يتوجس خيفة من حالتها تلك فهي دائما لا تكف عن الثرثرة حتى تصرع رأسه لا ينكر أنه كاد يفقد أخر ذرة تعقل به
تم نسخ الرابط