حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي
المحتويات
فكرة المۏت ولذلك اخذت تمرر كفوفها الصغيرة على وجهها تزيح خصلاتها جانبا وتربت على وجنتها وهي ترجوها بنبرة هستيرية غير متزنة بالمرة
انت نايمة شوية وهتقومي تاني انا عارفة انك بتحبي نادو ومش هتهون عليك تسبيها قاعدة لوحدها... ماما أنا بخاف اقعد لوحدي... ماما ردي عليا و قومي اتكلمي معايا وانا مش هزعلك تاني وهخاصم بابا علشان زعلك ماما ردي على نادو ... مااااااما
ظلت تتمتم كلمات غير مرتبة وبعدم اتزان وهي تظن ان والدتها ستنهض بعد قليل وتنعم بدفها من جديد ولكن استمر الأمر لعدة ساعات مرو عليها بصعوبة بالغة على أمل حدوث معجزة من السماء.
في تلك الأثناء دلف عادل للمنزل وحين دخل لغرفتها وجدها تجلس على الأرض بجانب رأس زوجته وتربت على خصلاتها بملامح شاحبة وعيون دامية تخبره پجنون وهي تضع سبابتها المرتعشة على فمها
تقلصت معالم وجه عادلمن هول المنظر وهرول بلهفة ملتاعة يطالع هيئة زوجته ويلحظ علب الحبوب الدوائية الفارغة تغطي ارضية الغرفة ليربت على وجنتها زاعقا باسمها بهلع وبأعصاب تالفة يجس نبضها ولكن دون جدوى.
استغرق الأمر دقيقة واحدة كي يتيقن أن روحها فارقت جسدها لينهار باكيا
ينعي خسارته لزوجته ورفيقة دربه مغمغما
كانت تشاهد كل ما يحدث بنظرات زائغة غير مستوعبة ولكن حين تفوه ابيها تأكدت أن والدتها فارقتهم ولن تنهض بعد اليوم وحينها صړخت صرخات هستيرية ممزقة لأبعد حد قطعت نياط القلب
لأ... لأ......لااااااااااااا ماما مش هتسيب نادو .....ماما مش هتسيب نادو مش هتهون عليها مااااااااااااااااااااما
من شدة وطأتها سقطت مغشي عليها وكأن عقلها قرر الفرار وأصر على إستنكار الأمر فبعد تلك الفاجعة علمت أن والدتها تناولت جرعات كبيرة من حبوب دوائية مختلفة أدت إلى أرتفاع مفاجئ في ضغط الډم و تمزق في كافة الأوعية الدموية مما أدي إلى ۏفاتها...
بزواجه منها ظنت أن ذلك ما كان يخفيه ويحاول أن يقنع والدتها به قبل تخليها عن حياتها فمن وجهة نظرها حينها أن ابيها سبب نكبت والدتها إلا أن مع كثير من خطوات التأهيل ساعدتها كثيرا لتخطي الأمر فكان ابيها يدللها كثيرا و يغدقها بحنانه كي يعوضها عن ما فقدته فيظل هو رغم كل شيء أبيها وكل ما لديها ولذلك لن تنقم عليه هو بل وضعت العبء على كاهل ثريا ومن بعدها أبنها
End Flash Pack
عادت بذاكرتها للوقت الحالي وهي تشعر بذات الشعور الذي انتابها حينها فقد اخذت أسنانها تصطك ببعضها ودمعاتها الملتهبة عرفت طريقها إلى وجنتها تكويها من شدة حرقتها وللأمام لعلها تطمئن ذاتها منذ رحيل والدتها ومۏت أبيها سوى وعند تلك الفكرة المتناقضة تماما بالنسبة لها وجدت عزيمتها تخور بل وتتلاشى تماما فرغم انه أهانها وعنفها إلا أنها تود لو أن يكون بجانبها الأن يواسيها مثل السابق ترتمي بين يديه وتستجدي ذلك المطمئن لها ولكن أين هو الآن !
فقد زادها عليها وفرض عليها عزلة جبرية جعلت الذكريات تنتهك روحها.
بعد أن هاتفه ابن خالته قام بتدبر الأمر من أجله وبعد عدة ساعات مضنية من التفكير الدؤب رفضت عينه أن تستسلم للنوم وقد انتابه حالة من الأرق الغريب بسبب تلك الأجواء التي بالخارج فظل يتقلب على جانبي الفراش يتوسل قلبه أن يكف عن صرخاته المنافية لقرار عقله ولكن بلا فائدة ليزفر حانقا ويتسطح على ظهره بالأخير ويتأمل سقف غرفته يسترجع بعقله تلك الهيئة التي كانت عليها لا ينكر أن الخۏف احتل قلبه حينها وتوجس خيفة من ردود أفعالها ولكنه يثق انها لن تستسلم بتلك السهولة فكم تمنى أن يستشعر أي ندم من تصرفاتها او حديثها ولكنه لم يجد غير ذلك التمرد المعتاد الذي كان يقطر من كل كلمة تتفوه بها فهي مثل ما عاهدها دائما عنيدة يابسة الرأس و لا تعترف بخطئها ولكن شعور دفين بداخله يخبره أنها عكس تلك القوة الواهية التي تدعيها دائما ورغم دلاله المسبق وتهاونه معها و تغاضيه عن الكثير إلا انها تمادت كثيرا تلك المرة وإلى الآن لم يجد مبرر منطقي لكل ما تفعله لوهلة تذكر جملتها حين ذكرت والدتها ولكن لم يستوعب ماذا تقصد فطالما جمعت علاقة طيبة بين والدته و والدتها حتى زواج والدته من ابيها كان بناء على رغبة والدتها فكان كل شيء على مرأى ومسمع منه ومازال يتذكر كل شيء حدث حينها للآن
زفر حانقا عندما استمع لصوت الرعد المتكرر بالخارج ليهب من فراشه ويقف يزيح الستائر القاتمة عن نافذته ويتطلع من زجاجها المغلق إلى السماء وكأنه يرجو ربه أن يرأف بها فهو يعلم أن صوت الرعد يخيفها ويصطحب معه تلك الذكرى المريرة التي مهما ادعت انها تخطتها لم تفعل فطالما كانت تصر على أبيها أن يظل بجانبها حين تكون الأجواء مشابهة ومن بعد ۏفاته كانت خۏفها ولكنه كان يستشعر ذلك من رجفتها وشحوب وجهها
ظل صامد لكثير من الوقت ولكن قلبه اللعېن ساقه إلى غرفتها وهو يوهمه أن نظرة عابرة لها لا تضر وحين فتح باب غرفتها لفحات من الهواء الباردة استقبلته ودون أن ينظر لفراشها ويتأكد من وجودها به كان يهرول نحو تلك الشرفة المفتوحة على مصراعيها كي يغلقها ولكن لصډمته وجدها متكورة داخل زاويتها بشكل مريب ينم عن كونها ليست على ما يرام ابدا فكانت مغمضة العينين وشاحبة شحوب المۏتى هرول إليها صارخا بحدة من استهتارها
كانت حالتها يرثى لها حين حاولت مرتعشة قائلة بنبرة ضعيفة بالكاد صدرت من بين اصطكاك أسنانها
ملكش دعوة بيا...
أسرع وقت
ورغم سوء الجو بالخارج إلا أنه أتى بوقت قياسي وقام واوصى لها بعدة عقاقير طبية تفيد حالتها وحين غادر الطبيب جلست ثريا بجانبها بملامح متهدلة حزينة تضع قطع القماش الباردة على جبهتها بمحاولة بائسة منها أن تزيح تلك الحرارة الناشبة بجسدها ولكن دون جدوى لترفع نظراتها المؤنبة له وتقول
الحرارة مش عايزة تنزل
كان يجلس هو منكس الرأس بجانب فراشها دون أي ردة فعل تذكر لتصرخ والدته من جديد
بقولك أتصرف الدكتور قال الحرارة غلط عليها
رفع عينه المرهقة التي يحتلها الحزن ولم يقوى على الحديث فقط توجه بخطواته نحو المرحاض الملحق بغرفتها وملئ حوض الاستحمام بالماء ثم عاد بخطواته وغمغم لوالدته
روحي يا أمي حضريلها لقمة علشان تاكل وسبيني معاها انا هتصرف
تناوبت نظراتها المتوجسة بين تلك المحمومة الملقاه بحالة يرثى لها وبينه واعترضت
مش هسيبها معاك وقسم ب الله لو حصلها حاجة عمري ما هسامحك يا يامن
زفر بقوة وقال وهو يفرك ذقنه بتوتر
أمي هي غلطت بلاش تدافعي عنها وتاخدي صفها
لتجيبه ثريا بدفاع وحماية كأي أم
برضو ده ميدكش الحق تمد ايدك عليها وتحبسها وحتى لو غلطانة نقتلها يعني!! ......أنت ابني اه لكن عمري ماهسمحلك تفتري عليها دي أمانة عادل وغالية و وصوني عليها انا
لو سكت كنت بقول هي غلطت ومكنش ينفع تعدي اللي حصل بالساهل وكان لازم تهدى وتفكر بعقلك لكن أنت نسيت وصية أبوها وقسيت عليها
أغمض عينه بقوة يحاول أن يسيطر على عصبيته وأخبرها بتنهيدة مثقلة بالهموم
أمي أنت عارفة أن عمري ما كنت مفتري و إني ضدد المبدأ أصلا بدليل إني كنت بتحمل عجرفتها وتجرحاتها وبطول بالي عليها على أمل انها تتغير بس انا راجل جبت مراتي بعد نص الليل من القسم بعد سهرة هايلة في مخور يعني رقص وشرب وما خفي كان أعظم لأ وكمان بتستغفلني وكانت هتأذيك بالحبوب اللي بتخدرك بيها ... والله أعلم للمرة الكام اللي عملت فيها كده وبعد كل ده بتقوليلي افتريت عليها لأ انا مفترتش ولو ابوها نفسه مكاني كان هيعمل أكتر من كده
ليكوب رأسه بين كفيه ويقول بنبرة ممزقة مثقلة بالكثير من الألم
انا من ساعة ما ابوها وصاني عليها وانا حاسس إني شايل هم الدنيا كله فوق كتافي وانا تعبت ومش عايز حاجة غير إني ارتاح.
تنهدت ثريا ونهضت من جلستها تربت على ظهره بعدما فرت دمعاتها حصرتا عليهم ثم دون أضافت المزيد توجهت للمطبخ بينما هو رفع رأسه ينظر لموقع رقدتها بتنهيدات حزينة مثقلة تنعي حظ قلبه ثم دون إضاعة أي وقت كان بيده حبات العرق المتلألئة على جبينها
ليزفر مرة أخرى من صحة يقينه نحوها ويتوجه بها للمرحاض وهو يشعر أن قلبه يكاد ېحترق معها.
بردانة يا يا...من
هتبقي كويسة...
ظلت تهز رأسها بضعف تجهش پبكاء واهن إن دل على شيء دل على هشاشتها التي تتوارى دائما خلف رداء التمرد والقوة التي تدعيها كوب وجنتها بكف يده وتمتم بنبرة مهزوزة بعض الشيء تأثرا بهوانها وهو
بلاش بكى ...هتبقي كويسة
نظرت له نظرة ضعيفة منكسرة
لأبعد حد يقسم انها المرة الأولى التي يراها بعينها فقد ألمت قلبه وجعلته يشعر ب أعاصير ټضرب دواخله من وطأتها فهو يعلم انه قسى عليها ولكن لن يغشم حاله هي تستحق وهو ليس نادم على ردة فعله بل مازال غاضب حد الچحيم من فعلتها ولكن سيجبر ذاته أن يضع كل هذا جانبا الآن إلى أن تتحسن حالتها دام تواصلهم البصري عدة ثوان قبل أن تغلق عيناها لم يتحرك هو بل ظل مستكين على وضعيته الغير مريحة بالمرة من أجلها و لمدة عدة دقائق وحين
شعر أن حرارتها قد انخفضت بعض الشيء
لازم تغيري هدومك
أومأت له بضعف وبعيون مسبلة بأرهاق جعلته يلعن وهو يتمنى لو يتبرأ من ذلك العاصي بين ويخبره أن يرأف بها ليزفر أنفاسه على دفعات متتالية كي يستعيد رباط جأشه فعلتها وبين قلقه وخوفه عليها وهي بتلك الحالة ليجد ذاته يزفر حانقا مرة آخرى وكأن تضيق به أنفاسه ثم نظر لأعلى وكأنه يناجي
متابعة القراءة