حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي

موقع أيام نيوز

دكتور غير لما تكمل واسلمهالك
تهادت بسمتة وخضراويتاه اخذت تشملها بنظرة نافذة لم تلحظها هي وكانت تعبث بحقيبتها حين صدح صوت أحد العمال قائلا
تأمري بأي حاجة يا بشمهندسة قبل ما نمشي
خلصتوا يا توفيق
اه احنا شغلنا خلص بس النقاش لسه شغال هو والصنايعي بتاعه قدامه شوية
ردت وهي ملتهيه في حقيبتها
خلاص ماشي يا توفيق تقدروا تمشوا
طيب عن اذنك يا بشمهندسة
اتفضل
قالتها وهي تزفر يائسة بعدما لم تجد شيء يجدي بحقيبتها ليقول هو
طيب هنمشي ولا في حاجة تانية
لم تلتفت لصيغة الجمع الذي قصدها وردت
لأ خلاص تقدر تتفضل يا دكتور
انا هنزل اجيب حاجة من تحت و هستنى الفرش هيوصل كمان ساعة
تسأل باهتمام شديد
هتجيبي ايه 
مطت فمها بحرج واخبرته وهي تتهرب بنظراتها
ابدا بصراحة جعانة وكنت هجيب بسكوت من أي سوبر ماركت 
طيب انا هستنى معاك و ممكن نطلب أكل
لأ انا مش بحب الأكل الجاهز وكمان علشان هتغدى مع الولاد
طيب خليك هنزل انا
لأ ملوش لزوم تعطل نفسك معايا انا هنزل...
صمم بجدية وبنبرة لا تقبل النقاش بعد عنادها
مينفعش ومتنسيش أننا في منطقة شعبية يعني ممكن حد يضايقك
تنهدت و وافقت وهي تشعر بالحرج منه وفي غضون دقائق كان قد أتى محملا أكياس عدة وزع بعض منها على العمال الذين لم ينتهوا من عملهم وقام بتسلميها باقي الاكياس بيدها لترمش هي مستغربة
ايه كل ده!
رفع منكبيه واجابها ببساطة
بسكوت
طالعت الأكياس التي بيدها لتجد انواع عدة من البسكويت والكيك والشكولاتة بأنواعها
ده كتير اوي
مش كتير ولا حاجة...انا طلبت ليا انا والرجالة شاي من الكافتيريا اللي تحت وطلبتلك قهوة قولت اكيد محتجاها... ثواني والراجل هيطلعهم
كان يدهشها بأخلاقه ونخوته ورغم أن صراحته الزائدة و وضوحه يوترها إلا أنها حقا تشعر بالامتنان له كونه ساندها في مواقف عدة.
سرحتي في ايه يا بشمهندسة
قالها وهو يستند بخصره على احد الصناديق القريبة منها وقد لاحظ شرودها لتتلعثم هي بتوتر ملازم لها في حضرته
هاا...ابدا
طب اشربي قهوتك
قالها وهو يؤشر على الطاولة الصغيرة بجانبها وتقسم انها لم تنتبه متى جاء بها
لتتناول الكوب وترتشف منه القليل وتمنحه نظرة ممتنة عابرة لتجده يرتشف من كوب مشروبه المفضل متلذذا ليصدر سؤالها عفوي للغاية 
انت فعلا مش بتحب القهوة
لأ عمري ما حبيت مرارتها
طب ليه شاي بحليب بالذات ايه سر حبك ليه!
اجابها ببسمة بشوشة هادئة مفعمة بالحنين
ابويا الله يرحمه هو اللي حببني فيه...وكان مزاج عنده زي القهوة كده
الله يرحمه...هو اتوفى وانت صغير
احتل الحزن عينه واجابها بنبرة مخټنقة بعبق ذكرياته
لأ كنت لسه متخرج و كانت أصعب مرحلة في حياتي انا ووالدتي.
لاتعلم ما بها ولم تنهال عليه بأسئلتها فما شأنها هي ذلك ما كانت توبخ به نفسها حتى انها اعتذرت قائلة
آسفة لو سؤالي ضايقك وفكرتك
تنهد تنهيدة مثقلة ثم عقب بنبرة صامدة وببسمة يجيد اقتناصها في أشد أوقاته حزنا
في حاجات على أد ما بتوجعنا وتكسرنا لكن مبتتنسيش ابدا وبتفضل محفورة جوانا علشان تفكرنا بأوقات ضعفنا وازاي اتخطناها و قوينا بعدها.
عندك حق
قالتها ببسمة حزينة باهتة محملة بعبق ذكرياتها المريرة... لتتجمد خضراويتاه المحبطة عليها وينطق لسانه دون وعي
انت من الحاجات دي على فكرة
عقدت حاجبيها وتسائلت بريبة
مش فاهمة
لعڼ تحت انفاسه زلفة لسانه ثم تلجلج بحرج وبنبرة مترددة وهو يضع الكوب من يده
اقصد...يعني...انا
زفر انفاسه دفعة واحدة عندما انحصر الحديث بحلقه وقال متوترا كي يتهرب وهو يهب واقفا
اعتبريني مقولتش حاجة 
تعجبت من رده فعله وتسائلت بريبة 
جاوبني تقصد ايه ! هو انت كنت تعرفني قبل كده
تنهد بلا فائدة وهز رأسه لتضيق هي رماديتاها وتتسائل بريبة
ازاي ممكن تقولي
استند مرة أخرى وتحدث كي يوضح لها
انت ناسية أن احنا جيران ولا ايه
رفعت منكبيها وردت وهي تضع الكوب من يدها
بس انا مش فكراك!
تنهد بعمق و اجابها وهو يمسد منحدر أنفه بإرتباك
أنا اصلا عمري ما حاولت ألفت نظرك أنا كنت معيد في الجامعة لما أنت جيتي عيشتي في بيت عمك و كنت هادية اوي ونفس البسمة الحزينة دي مكنتش بتفارق وشك...ابتلع باقي حديثه بتردد لتحثه هي مستخدمة نفس جملته السابقة
كمل يا دكتور أنا مش
بعض
رفع حاجبيه متهكم على شراستها السابقة 
ده بأمارة ايه بس!
قلبت عيناها وفضولها يدفعها دفع كي تستمع لبقية حديثه وكأنها توده أن يذكرها بتلك القديمة التي كانت عليها لذلك كررت وهي تربع يدها بنفاذ صبر
كمل يا دكتور.
هز رأسه واستفاض معها
امي ومرات عمك كانوا اصحاب وكنت كتير بشوفك بس أنت مكنتيش بتاخدي بالك مني
حاولت اعتصار عقلها لكي تتذكره ولكن بلا جدوى لتتنهد بيأس وتقول
فعلا مامتك قالتلي أنها كانت هي ومرات عمي أصحاب وانهم كانوا بيودوا بعض بس أنا للأسف مش فاكرة حاجة زي كده
ابويا كان تعبان الفترة اللي جيتي تعيشي معاهم فيها وامي كانت مش بتفارقه لغاية ما اتوفى وامي تعبت قوي بعدها ونفسيتها كانت متدمرة و وقتها جالي عرض كويس برة مصر و اضطريت اوافق واخدها معايا. 
لا تعلم لم استشفت شيء بحديثه زاد من توترها نحوه وزاد من يقين حدثها التي لطالما هاجمته من اجله لذلك تساءلت بملامح ثابتة وبنبرة تكمن بين طياتها هجوم مستتر
تمام طلعنا جيران من زمان بس برضو مفهمتش ليه بتقولي كده و انا مكنش ليا اي علاقة بيك وحتى مش فكراك!
توقع سؤالها وحتى انه احتفظ بباقي القصة ولم تواتيه الشجاعة كي يخبرها بها لذلك رد بكل وضوح
انا مش بحب اللف والدوران يا بشمهندسة...انا حكيتلك بس علشان انت اللي اصريتي ولو في حاجة مقولتهاش يبقى لسه مجاش وقتها
هزت رأسها بنظرة مبهمة لم تريحه بالمرة وكم لعڼ ذاته على استفاضته معها التي من الواضح أنها ستجعلها تتفهمه بشكل خاطئ وتعود لهجومها وشراستها الدفاعية من جديد لذلك تسائل بترقب
بتمنى معاهدة السلام اللي بينا تكون لسة قائمة
تنهدت وقالت بعدما ازاحت بوجهها تنظر لكل شيء عداه هو
لسه قائمة يا دكتور.
نفذت اتفاقنا وده نصيبك...
اخيرا طلعت بحاجة من جوازتي من الغبي ده...
تناول نفس عميق ثم زفره ببطء قائلا بنفاذ صبر
اظن انا عملت اللي عليا وصبرت عليك كتير والدور عليك ټوفي باتفاقك
وماله يا حوسو أنت طلعت جدع ونفذت اللي قولتلك عليه وانا معنديش مانع تبعت تجيب المأذون
مأذون ليه
مش فاهم
علشان نتجوز يا حوسو الشرط أخره نور ولا انت ليك رأي تاني..
وماله يا عيون حوسو بس مش النهاردة الموضوع محتاج ترتيب
يبقى تبعد ومتستعجلش كل شيء بأوان يا حوسو
مش هستعجل بس وقتها عايزك تسيبيلي نفسك خالص
...
مما جعلها تشدد ضغطها على عيناها جعلته يبتسم ويشعر بالزهو
systemcodeadautoads
إياك تتجرأ وتلمسني تاني أنا مش رخيصة للدرجادي ومفيش راجل لمسني من غير جواز
حانت منه بسمة غامضة لم تتفهم المغزى منها ثم قال بهدوء مخيف وهو يرفع يده باستسلام 
مش هتتكرر تاني وخلاص بلاش تقفشي...
هاجمته هي
أنت جريء اوي انا...
قاطعها بنبرة نافذة
قولت آسف ممكن تهدي
ابتلعت ريقها ليكرر هو أسفه ولكن بطريقة لينة مما جعلها تهز رأسها ليستأنف هو
اوعدك مش هتكرر...يلا روحي 
شيلي فلوسك وانا هعمل كاسين
نشربهم في صحة الغبي اللي كنت متجوزاه قبل ما امشي
إنصاعت له وما أن تحركت أمامه اعتلى جانب فمه ساخرا من تمنعها الواهي الذي جعله يتيقن أن لا شيء سيجدي معها سوى تلك الحيلة التي باشر في تنفيذيها حين أخرج من جيب بنطاله زجاجة بحجم الأصبع وحل غطائها لتظهر قطارتها ونقط بكأسها الذي سكبه للتو بضع نقاط وفيرة كي تسهل عليه نيل غرضه الدنيء منها.
تقلصت معالمه وفتح عينه بتثاقل شديد ثم اغلقهم مرة ثانية ثم لبعض ثوان معدودة كرر المحاولة إلى أن استطاع اخيرا
أن يسيطر على ردة فعله ويفتح عينه يقلبها في كل ما حوله مشوشا ليرفع يده الواهنة ويجذب قناع التنفس و يهمس بتحشرج وبصوت ضعيف النبرات وبحلق جاف لم يسعفه إلا بنطق اسمها
نادين
الاربعون
هناك دوما ما اسمه الفرصة التي تعقب الفرصة الأخيرة ما بعد الأخيرة إنها الفرصة التي يمنحها لنا القدر يمنحها لسبب ما.
عمرو الجندي
تقلصت معالمه وفتح عينه بتثاقل شديد ثم اغلقهم مرة ثانية ثم لبعض ثوان معدودة كرر المحاولة إلى أن استطاع اخيرا
أن يسيطر على ردة فعله ويفتح عينه يقلبها في كل ما حوله مشوشا ليرفع يده الواهنة ويجذب قناع التنفس و يهمس بتحشرج وبصوت ضعيف النبرات وبحلق جاف لم يسعفه إلا بنطق اسمها
نادين
حمد الله على سلامتك يا نضري
قالتها الممرضة وهي تقوم باللازم واستدعاء الطبيب الذي أتى مهرولا ليعاينه في تلك الاثناء كانت ثريا تجلس في الرواق تستأنث بقرب ولدها حين خرج الطبيب وهرولت إليه متلهفة ليطمئنها قائلا
متقلقيش مريضكم فاق وشوية وهيطلع غرفة عادية وتقدرو تشفوه وتطمنوا عليه بنفسكم
رفرف قلبها وتهللت أساريرها وقبلت باطن يدها وظهرها حامدة وعيناها تزف فرحة نجاة ولدها
الحمد لله...الحمد لله...الحمد والشكر ليك يارب...الحمد والشكر ليك يارب
طرقات على باب الغرفة جعلتها تصدق على كلمات الله وتغلق كتابه العزيز وتسمح للطارق بالدخول لتندفع الممرضة ذاتها تبشرها
چوزك فاج يا بتي واول ما نطجنطج بأسمك
لم تستوعب وهبت من جلستها قائلة بنبرة مرتعشة غير مصدقة وهي على حافة البكاء
فاقبجد احلفي انا مش مصدقة
أكدت لها وهي تربت على ذراعها
يابتي والله العظيم زي ما بجولك تعالي وهتتأكدي بعينك
الحمد لله... الحمد لله... الحمد لله...انا عايزة اشوفه وديني ليه الله يخليك...
هزت رأسها وسحبتها خلفها وما ان وصلوا لتلك الغرفة التي تم نقله بها وجدت ثريا تقف على اعتباها بوجه تكاد البسمة تشقه من شدة سعادتها قائلة
فاق يا بنتي الحمد لله ادخليله وانا هروح اتوضى واصلي ركعتين حمد وشكر لله
هزت رأسها بحركة بسيطة ثم اقتربت بخطوات وئيدة متعثرة في حين هو همس بضعف ما أن سقطت ناعستيه الواهنة عليها
وحشتيني يا مغلباني
تسمرت بأرضها فور رؤيته و وضعت يدها على وجهها واخذت تهز رأسها بحركة هستيرية تدل على عدم تصدقيها تضحك تارة وتبكي تارة أخرى وكأنها فقدت عقلها من شدة سعادتها ...ف الله استجاب لدعواتها وابتهالها ومنحه القوة كي يعود لها.

ليهمس بأسمها من جديد
نادين...
ابتسمت من بين دمعاتها وهرولت باكية إليه كتلك الطفلة ذاتها صاحبة الضفائر التي تعودت أن تحتمي به وتحظي بالأمان بقربه.
فقد وقفت على بعد خطوة واحدة منه مضطربة لا تعلم ماذا تفعل أتقترب و أم ستؤلمه كانت خائڤة والشيء الوحيد الذي صدر منها انها كانت تطالعه وكأنها اخيرا وجدت ضالتها بنظرات صادقة تتلخص بها مزيج من لهفتها وعشقها واحتياجها وقلقها وخۏفها مما جعله يطمئنها بنظراته ويهمس بضعف
أنا كويس كفاية عياط
شجعها أن تقترب بمد يده لها لتتشبث هي بها وتجلس بجواره على طرف الفراش بحذر ليمد يده الأخرى يمررها بخصلاتها قائلا بصوت مبحوح من شدة الوهن
كنت خاېف مشوفكيش تاني
تمسكت بكلتا يداها بذراعه ثم مالت عليه واغمضتت عيناها وارتعش فمها و وضعت جبهتها على خاصته واخذت دموعها تنساب بغزارة
تم نسخ الرابط