حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي

موقع أيام نيوز

حين أن الصغيرة تقدمت من طمطم قائلة
ازيك انا سنا وانت اسمك ايه
ابتسمت طمطم بأعجاب وهي تتمعن ب سنا التي تشبه عرائس الباربي في هيئتها بعيونها التي تشابه لون السماء وخصلاتها الشقراء الناعمة المنسدلة.
انا طمطم انت حلوة اوي شبه الاجانب 
قالتها بعفوية لترد شهد وهي تشملها بنظراتها الحانية
بسم الله ما شاء الله عليها ربنا يخليهالك زي القمر
قولها جعل كاظم يبتسم ويوضح
هي فيها شبه كبير من مامتها أصلها إيطاليا
انطفأت ملامح الصغيرة واطرقت برأسها قائلة
الله يرحمها راحت عند ربنا
غامت عين
شهد وضمتها لها بحنان قائلة
ياحبيبتي يا بنتي ربنا يرحمها معلش هي في مكان احسن
بابي قال أن مامي في الجنة
هزت شهد رأسها ثم قائلة بتعاطف وعيناها تكاد تفيض بدمعها
طب خلاص بقى روقي كده بالله عليك إلا هعيط و أنا اصلا فرفوشة ومليش في النكد.
طب ممكن اخد طمطم تلعب معايا
وافقت شهد ببسمة مرحبة واعطت ابنتها اشارة بعيناها أن تنصاع لها وما أن خرجوا تنهدت وهمست بحزن لحالها
اللي قال اليتيم يتيم الأم صدق والله
اهلا يا محمد بعتذر عن تأخيري
تحمحم بحرج ومد يده يصافحه بأدب 
ولا يهم حضرتك يا فاضل بيه
وكعادتها لم تستطيع ضب لسانها فقد ردت متهكمة
قعدت تقول لو اتأخرتوا هرجع في كلامي واهو ربنا نصرنا وانت اللي اتأخرت بس احنا ولا هنتأثر
قهقهوا جميعا على حديثها ليدعوهم فاضل أن يستريحوا 
وما أن فعلوا تناوبوا النظرات بينهم في انتظار من سيشرع بالحديث ليتحمحم محمد يجلي صوته الأجش ويقول بشيء من الارتباك
انا جيت لحضرتك زي ما الأصول بتقول يا فاضل بيه اطلب ايد ميرال
ابتسم فاضل بسمة هادئة ورد بقبول
وانا معنديش مانع يا محمد
تهللت أسارير الجميع و دخلت محبة مهللة بزغودة فرحة وهي تحمل كاسات العصير وتضعها على الطاولة ثم وقفت بجانب ميرال و ربتت على كتفها بحنو مباركة 
ليضيف فاضل بجدية بعدها
انا صحيح وافقت بس زي ما قولتلك ليا شروط
ابتلع محمد رمقه وأجابه
وانا تحت امرك
هز فاضل رأسه برضا ثم نظر لأبنته و وجد البسمة لا تفارق وجهها والسعادة تشع من عيناها ليتنهد بعمق ثم يقول بجدية شديدة
انا وكلت المحامي هيصفي كل شغلي برة وهستقر هنا
تفاجأت ميرال قائلة
بجد يا بابي يعني مش هتسافر تاني وتسبني
نفى فاضل وأكد لها ببسمة حانية
لأ يا قلب بابي خلاص مش هخلي أي حاجة تبعدني عنك
نهضت ميرال وقبلته بوجنته ثم جلست مرة ثانية ليستأنف فاضل حديثه أمام نظرات محمد وشهد المتأهبة
هتسيب شغلك و هتمسك إدارة شركاتي انت وكاظم اصل هو كمان قرر يستقر في البلد وبعد الجواز هتيجو تعيشوا معايا انا مش هعيش في القصر الكبير ده لوحدي 
تقلصت معالم محمد بعدم رضا ورد بكبرياء وبعزة نفس طاغية وبقناعات مازالت راسخة بعقله
بس كده حضرتك بتلغيني و
قاطعه فاضل 
انا مش بلغيك بالعكس أنا هساعدك تحقق طموحك ومتقلقش أنا مش هديك اكتر من حقك في الشغل على أد تفانيك هتاخد أجرك
فاضل بيه أرجوك أنت بتصعبها عليا يعني ممكن اتفهم موضوع الشغل لكن صعب اجي اعيش هنا واسيب شهد وطمطم ارجوك بلاش الشرط ده
أنت قولت هتعمل المستحيل علشانها وبيتهيألي اللي بطلبه منك شيء هين وفي استطاعتك ولا انت مش قد كلمتك
تناول نفس عميق ونظر لها نظرة 
تفهمت منها ما يدور برأسه وكيف لا تعرف و تلك القناعات الراسخة دوما ما يفحمها بها لذلك حاولت تعارض والدها قائلة
بابي بلاش تضغط عليه هو
قاطعتها شهد بوضوح دون ذرة لؤم واحدة
بصراحة يا بيه ومن غير لف ولا دوران أنت بتصعبها عليه أنا لو كان عليا مش هاممني غير راحته وسعادته وعلشان انا عارفاه وفاهمة دماغه خلينا نقسم البلد نصين بحيث متبقاش بتلغيه لتلوي شدقيها وتضيف
ده غير أن الناس مش هتسكت و هتقول أنه بجوازه من بنتك طمعان فيك
استنكر فاضل قولها
ملناش دعوة بالناس المهم أنا عارف معدنه وأيه اللي في ضميره من ناحية بنتي وبعدين أنا مدين لأخوك بحياتي وحياة بنتي وعلشان كده مأمنه عليها وهي أغلى شيء عندي في الدنيا تفتكري مش هأمنه على مالي
ليعقب محمد 
فاضل بيه حضرتك مش مدين ليا بحاجة انا عملت الواجب ولو أي حد مكاني كان عمل كده
نفى كاظم برأسه ورد بالنيابة عن فاضل
لو أي حد مكانك مكنش عمل اللي أنت عملته وكان قال مليش دعوة ومكنش جازف علشان يدافع عنه...مش كل الناس في جدعنتك وشهامتك واخلاقك يا محمد 
ابتسم محمد بسمة عابرة من مدحه له وأجابه بإرتباك
شهادتك ليا على راسي يا استاذ كاظم بس...
كاد يشرح له وجهة اعتراضه على مطلب ابيها لولا ان فاضل قاطعه بصرامة قائلا وهو يهب من جلسته كي ينهي الجدل 
اسمع يا ابني إذا كان على جوازكم في شقتك انا ممكن اتغاضى عنه بس
هتعمل حسابك هتلاقيني كل يوم فوق راسك أما بالنسبة للشغل ده شرطي الوحيد ومش هتنازل عنه وبرفضك ليه اعتبر أن طلبك مرفوض
نهضت ميرال تتمسك بذراع والدها كي تمنعه من المغادرة ونظرت ل محمد نظرة راجية وعيناها تلتمع بدمعها
محمد علشان خاطري بابا اتهاون بلاش ترفض
رغم تهاون ابيها الذي ارضاه وحقق رغبته في الاستقلال إلا أن دموعها المتحجرة بعيناها طعنته و وضعته بصراع بين رغبة قلبه وبين عقله الذي يعج بتلك القناعات الراسخة فكيف له ان يرفض ويكسر قلبها وكيف يحرم ذاته من حلال قربها الذي لطالما طمح به ربتت شهد على ساقه كي تحثه على الموافقة بينما هي تركت ذراع والدها و اندثرت سعادتها وكاد يتهدل دمعها وهي تراه صامت لم يتفوه بشيء يريح قلبها
لتهمس بأسمه راجية 
محمد
نظر لها نظرة عميقة مطولة وكأنه يحسم أمره بها ثم تنهد متمتا بعدما طغى صوت قلبه على كل شيء
موافق يا فاضل بيه بس تأكد إني عمري ما هقبل اخد اكتر من حقي 
اتسعت بسمتها من بين دموعها التي تهدلت تزف فرحتها وطالعته بنظرة تفيض فيض بمكنونها بينما الجميع زفرو بارتياح في حين قال كاظم متعجلا
على خيرة الله نقرأ الفاتحة بقى
رحبوا بالفكرة ليجلس فاضل وبجانبه ميرال ثم يقومون جميعا بقراءة الفاتحة وإن انتهوا باركهم جميعا وتعالت زغاريد شهد ومحبة المبشرة ليخرج هو من جيب بنطاله علبة مخملية ويخرج منها اسوارة ذهبية وخاتم يماثلها في التصميم على شكل فراشة رقيقة مذهلة مرصعة بفصوص فيروزية اللون تشابه لون عينها التي أوقعته بها. 
لتقترب منه وتمد يدها اليمنى له ليضع الاسوارة حول معصمها ثم يليبسها الخاتم ببنصرها متمتا بسعادة عارمة وعيناه تهيم بها
مبروك يا حلو 
اتسعت بسمتها وهي تتناوب نظراتها بين يدها وبين وجهه ثم تمتمت بعدم تصديق
قلبي بيرقص يا حمود مش مصدقة
ليحرك شفاهه دون صوت بتلك الكلمة النادرة التي قلما نطق بها
بحبك يا حلو
دي قراية فاتحة مش كتب كتاب يا خويا خف مش قدام ابوها ڤضحتنا
انا ليا رجاء عند حضرتك
تأهب فاضل لحديثه ليستأنف هو
انا مش عايز خطوبة ياريت يبقى كتب كتاب علطول
تنهد فاضل و وافق قائلا
وانا معنديش مانع بس بشرط بعد الفرح بتسع شهور بالظبط عايز حفيد وعايز عزوة و ولاد كتير يملوا عليا القصر 
تهللت أسارير محمد واجابه بثقة عارمة وهو يطالع خجلها و توهج وجهها بنظرة ڤضحت لهفته الكامنة
لا من الناحية دي متقلقش يا فاضل بيه
ليقرر فاضل بعدها
يبقى كتب الكتاب الخميس الجاي
لتتعالى من جديد الزغاريد والمباركات لذلك الثنائي الذي انتصر عشقهم وترابطت أقدارهم لتكون رادعة لتلك الفوارق التي كانت تحيل بينهم.
التاسع والثلاثون
إزالة الأڈى عن طريق القلوب أعظم أجرا وأشد إلحاحا من إزالة الأڈى عن طريق الأقدام.
جلال الدين الرومي 
وقفت أمام بنايتها تنتظر سيارة كي تقلها بعدما استعار حسن بالأمس سيارتها كي يوصل ثريا بها لهناك.
فقد نظرت لساعة يدها متأففة من تأخرها على عملها وهي حقا تكره عدم الانضباط ولكن ماذا تفعل... يأست من الانتظار
في تلك الأثناء كان هو قد تحضر للذهاب لعمله وأصرت والدته أن يتناول معها الفطور في شرفة منزلهم فكانوا يتبادلون أطراف الحديث حين لمحها فقد هب من جلسته وتحجج لوالدته
كرملة انا هتأخر لازم امشيسلام 
شهقت والدته 
وانتبهت لمرمى بصره لتعقب قائلة 
هتتأخر برضو عليا انا ماشي روح يا ابني بس على الله تتشجع وتقولها.
تنهد هو محبطا وأجابها وهو يلتقط مفاتيحه وباقي متعلقاته
لسه مجاش الأوان يا كرملة
خد بس اول خطوة وسيبها على ربنا وإن شاء الله خير 
أومأ لها ولكن بينه وبين ذاته كان مازال مترددا ليسرع في نزول الدرج وقبل أن يخرج من باب البناية تهادت خطواته كي يبدو الأمر غير مفتعل ثم اقترب منها قائلا ببسمة بشوشة هادئة
صباح الخير يا بشمهندسة
ردت هي ببسمة متحفظة
صباح الخير يا دكتور
تسأل بأهتمام
طمنيني قريبكم حالته ايه
اجابته بتلقائية
ماما ثريا وحسن راحوا امبارح البلد ولسة للأسف في العناية
حاول أن يطمئنها
أن شاء الله هيقوم بالسلامه
هزت رأسها بأمتنان ثم زفرت بعمق وهي تنظر لساعة يدها من جديد ليتسأل هو
مالك يا بشمهندسة شكلك متأخرة
جدا وطالبة أوبر واتأخر
اومال فين عربيتك!
مع حسن
فور نطقها بأسم الأخر تجهمت معالمه وثارت دمائه حين تذكر عجرفته وطريقته الغير متحضرة وذلك الموقف السخيف خاصة الأمس ولكنه ألتزم ب ثباته الانفعالى واقترح متوجسا من ردة فعلها
لو تحبي ممكن اوصلك...
زاغت نظراتها بتردد ولم تجب ليكرر هو ببساطة متفهما
ممكن تقعدي ورا وتعتبريني أوبر
تنهدت بعمق وقالت بتردد ظهر جلي على كافة تقاسيمها
مش عايزة اتعبك...انا هستنى اكيد مش هيتأخر اكتر من كده
مفيش تعب...اركبي لو سمحت يا بشمهندسة وبلاش حساسية
زايدة
قالها وهو يضغط على زر التحكم ليفتح سيارته المصفوفة بجانب الرصيف أمامها ثم توجه لبابه وقام بفتحه دون أن يفرض عليها مكان جلستها ويفتح لها بابها وتركها هي من تقرر وراهن ذاته أنها ستفعل كي تثبت له انها ملتزمة بمعاهدة السلام التي أبرمها معها...وبالفعل بعد تفكير عضال منها نحت أفكارها وتقدمت من سيارته مضطرة ليبتسم هو بسمة متفائلة اخفاها سريعا حين جلست في المقعد الذي يجاوره...ليباشر قيادته وينطلق بها..في حين هي كانت متوترة بشدة وتتسائل أين كان عقلها حين وافقت حقا تستغرب حالها فنعم تشعر بلأمتنان له ولكن لم دائما تسعى أن لايتفهم تصرفاتها بشكل خاطئ أهو عرفان له أم ماذا حقا لا تعلم كل ما تعلمه أنها تتوتر بشدة منه ومن صراحته ومن تلك النظرات النافذة التي تشعر انه يخترق دواخلها بها
تعمد هو أن يخفف توترها الذي لاحظه من حركة اناملها التي تفركها ببعضها
شيري احسن دلوقت
هزت رأسها ليستأنف هو يحاول جذب أطراف الحديث معها
في المدرسة مش كده!
هزت رأسها من جديد دون حديث مما جعله يغمض عينه بقوة ويلقى ذلك السؤال الذي أرق مضجعه وكاد ېموت فضولا ليعرف إجابته
طيب انا عارف ان مش من حقي اسأل بس بصراحة كنت قلقان امبارح لما ركب معاك العربية...ليتردد لبرهة ويستأنف متوجسا
اكيد حاول يضايقك
تم نسخ الرابط