حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي
المحتويات
التي وضعها
بها قسرا تكاد تصيبها بالجنون وتجعل العديد والعديد من الأفكار السوداوية تداهمها وكم عبث الشيطان برأسها حينها وأوهمها بالكثير ولكنها جاهدت بشدة و استعانت بالصلاة كما علمها هو سابقا وكان حافز لها لتواظب عليها والآن لايوجد لديها حيلة لتكبح وساوسه عنها سوى بالتضرع لله فكانت رغم بكائها وانقطاعها عن الطعام إلا أنها كانت صامدة من أجل مالك قلبها فروحها متشبثة به ولا تقدر على مفارقته وقد أقسمت أنها لن تفلته وستصمد من أجله وحين اطلقت محبة سراحها استغربت كثيرا عندما اخبرتها أن دعاء سبب في ذلك...وتوقعت انها فعلت ذلك لغرض ما في نفسها وحقا هي لا تهتم سوى بخبر مجيئه لمقابلة ابيها ورفضه له لذلك هرولت لغرفة مكتبه قاطعة خلوته وتفكيره العضال بكل ما جرى بقولها
زفر فاضل انفاسه دفعة واحدة وقال بهدوء مريب
انت عارفة السبب كويس.
عاتبته بنبرة تفيض بالخذلان
اسبابك متهمنيش...أنت ليه بتعمل فيا ليه كده! أنت وعدتني انك هتعمل أي حاجة علشان تشوفني مبسوطة ليه بتقسى عليا وعايز تحرمني منه.
تنهد فاضل بضيق وتسأل والفضول يتأكله بعد حديث محمد الواثق له
احتلت الحسړة تقاسيمها حين أجابته
انت متعرفش عني حاجة اصلا يا بابي ولا عندك وقت تعرف...
تساءل فاضل مشكك بها
يعني ايه
صرحت هي بمكنون قلبها وهي تظنه سيتفهمها
يعني محمد يعرفني أكتر من نفسي و أنا بحبه ومش هقدر اعيش من غيره ولا أكون لحد غير ليه
يا خبر كلامك ده معناه أن اللي وصلني صح يا ميرال
زاغت نظراتها بعدم فهم بينما تساءل فاضل بحدة
ايه اللي وصلك عنها اتكلمي يا دعاء أنت تعرفي شيء أنا معرفهوش
مطت دعاء فمها وادعت حسرتها
اليومين اللي قالت انها مسافرة مع اصحابها فيهم وصلني أنها كانت قاعدة معاه في بيته يا فاضل...انا مكنتش مصدقة لكن بعد كلامها انها مش هتنفع تبقى غير ليه ده اكدلي أن في حاجة حصلت بينهم
أنت أزاي بالحقارة دي أنا مش مصدقة...أنت شيطان...شيطان
زمجر ابيها وانقض على ذراعيها يسألها بنبرة يقطر منها الشك
حصل...كنت قاعدة معاه في بيته
حاولت هي التوضيح
بابي متصدقهاش دي كدابة أنا مكنتش قاعدة معاه في نفس البيت هو...
صڤعة قوية جعلتها ترتد على أثرها بالعة باقي دفاعها بجوفها تنظر له بعيون متسعة غير مستوعبة أنه بالفعل تطاول عليها بالضړب لأول مرة بسبب تحريض زوجته وادعائها عليها لتبتلع غصة مريرة بحلقها كمر العلقم حين صړخ بها بإنفعال شديد وهو يقبض على رسغها
نفت برأسها بقوة لا تصدق كون ابيها يشكك بها حتى فرت دمعاتها من بحر عيناها وقالت پقهر لا مثيل له نابع من خذلانه لها
أنت متعرفش عني حاجة انت طول الوقت كنت مشغول عني وعندك ألف حاجة أهم مني...ومتعرفش إني كنت كل كام يوم بصاحب واحد علشان نفسي في الأهتمام...نفسي في حد يفكر فيا ويشغل باله بيا وبحياتي...متعرفش إني كنت باخد حبوب مخدرة علشان مفكرش واهرب من كل حاجة حواليا...ولا تعرف كام مرة حاولت اخلص من حياتي وأموت نفسي متعرفش...متعرفش عني حاجة... بس هو يعرف هو عطاني الحنية والأمان اللي عمرك ما عرفت تدهولي... وعلشان كده مليش احلام غيره وعايزة اكمل باقي عمري معاه... لتنظر له نظرة طويلة متمعنة وكأنها تودعه بها وتقول بكل إصرار وهي تراه يقف مشدوها أمامها وقد غرغرت دموع الندم عينه
انا هسيبك زي ما أمي سابتك وعارف كمان أنا لما حبيت بطلت ألومها وفهمت ليه سابتك وفضلت عليك راجل تاني...
قالت آخر جملة بشجاعة نابعة من اقتناع تام وهي تهرع من أمامه باكية تاركته ينظر لآثارها بقلب ېتمزق من قسۏة تلك الحقائق التي لطالما تهرب منها
وحينها داهمته الكثير من الذكريات التي جمعته بوالدتها واشعرته بالاختناق ليحل رابطة عنقه حين تشدقت دعاء كي تزيدها عليه وتستغل الأمر لصالحها
شوفت يا فاضل بنتك وجبروتها كنت بتعارضني علشان خاېفة عليها أهو اللي طول عمرك خۏفت منه حصل وهتخرج عن طوعك وهتعمل زي امها وتسيبك علشان واحد جربوع...
أنتظرت لكي تحصل منه على رد يبرد نيرانها ولكن كان فاضل أبعد ما يكون عن افكارها فكان بعالم موازي يفكر ويفكر وحديث ابنته يتردد صداه برأسه كجرس إنذار كاشف الستار عن تلك الخطيئة التي عرتها ابنته
أمامه وجردتها من مبرراتها و كان يظنها بريئة .
اسمع يا ولدي أنا صبري نفذ ومجدمكش حاچة غير حل من اتنين...انا خابر أنك هتحب مرتك وعشان إكده مش هجبرك تطلجها بس حط في اعتبارك بعد كام يوم وبعد ما تنقجضي العدة هيكون كتب كتابك على بت عمتك
قالها عبد الرحيم بنبرة قاطعة لا تفاوض بها وهو يجلس بكل اريحية وكأن ما تفوه به هو المنطق بحد ذاته
مما جعل حامد تتسع عينه بعدم استيعاب ويقول برفض قاطع
بتجول ايه يا بوي أنا معوزش اتجوز على مرتي... وبت عمتي كيف اختي تمام
ليكرر عبد الرحيم بصوت جهوري منفعل
هي كلمة واحدة ومش هتترد يا حامد يأما جسم ب الله لتكون ولدي ولا اعرفك وتكون حكمت على مرتك بالمرار الطافح
ابتلع حامد غصه مريرة بحلقه وعاتبه
بتهددني يا بوي
لع يا ولدي بعجلك انا أجدر اجبرك تطلجها واخدها من يدها بجرصة وارجعها لأهلها ومحدش هيحط عليا عوار پتهم معيوبة
ظل حامد متمسك بدفاعه
مرتي مش معيوبة يا بوي وانا هحبها ولو انطبجت السما على الأرض أني مهفرطش فيها
زمجر عبد الرحيم غاضبا
يعني أيه الحديت ده على أخر الزمن هتعصاني يا حامد
اجابه حامد بطولة بال خوفا من سخطه
يا ابوي لا عاش ولا كان اللي يعصاك بس أنا عيشت العمر كلاته تحت طوعك ومبكسرش كلمة تجولها عشان ارضيك وانول رضا ربنا لكن لما تأمرني بشيء زي ده مجدرش اطاوعك يا بوي...ده حتى النبي عليه افضل الصلاه والسلام جال لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف
ليفاوضه عبد الرحيم في سبيل إقناعه
وانا معوزش معصية أنا عاوزك تتچوز بحلال ربنا وتكتب على بت عمتك هي لحمنا وعرضنا ولابد نحافظ عليها وعلى مالها وانا خابر زين أنها متعلمة ومتنورة وممكن ما تجبلش تتچوزك بس متجلجش انا هجنعها وهي لاممكن تعصاني
تجنعها بأيه... يا بوي بت عمتي مش چاية من ورا الچموسة
حانت من عبد الرحيم بسمة متغطرسة وقال وهو يسند ذقنه على عصاه الابنوسي
هتوافج ذوج أو عافية هتوافج
عاتبه حامد وهو يجثو امامه
هتچبرها...حرام يا بوي جبت الجسوة دي من فين!
زفر عبد الرحيم بقوة وقال والجشع يقطر من حديثه
دي مش جسوة ده العدل مال خيتي لازم ولابد يرچع تحت يدي وانت لازم تساعدني و واچب عليك الطاعة
مرر حامد يده بخصلاته وقال وهو يهب و يدور حول نفسه يشعر أنه على حافة الجنون
لو طاوعتك يا بوي هكسر جلب جمر وانا المۏت عندي اهون
دب عبد الرحيم الأرض بعصاه وهب واقفا بكل جبروت أمرا اياه
هي كلمة ومش هتنيها كتب كتابك على بت عمتك بعد عدتها بيوم ومعوزش أي نجاش تاني
ليغادر عبد الرحيم المندرة تارك ولده يرتمي على أحد المقاعد ويكوب رأسه بيده وهو لا يصدق أن ابيه تفاقم جشجعه لذلك الحد الذي أعمى بصيرته وجعله يستغل كل من حوله بهذا الشكل .
أما عنها فقد انتظرت ليلحق بها كعادته كي يراضيها ولكنه لم يأتي لذلك توجهت لغرفة نادين باكية تقص عليها ماحدث بعفوية وبسلامة نية تخبرها بكل صدق كون الغيرة دبت قلبها وحينها ابتسمت نادين قائلة
غيرانة على جوزك مني يا قمر ده زي اخويا بالظبط
اجابتها قمر من بين شهقاتها
خابرة اللي في ضميرك بس جلبي بيجولي أن عمي ناوي على نية عفشة...
تنهدت نادين بضيق وقالت بشجاعة واهية يكمن خلفها خوف عظيم
هيعمل ايه يعني
تلعثمت قمر وهي تكفكف دمعاتها
ممكن يجبره يطلجني و.....
لم تواتيها الشجاعة لتستأنف تخمينها ولكن نادين تفهمت إلى ماذا ترمي لذلك اجابتها بثقة
أنا لا يمكن اقبل يا قمر...متقلقيش وبعدين اتفائلي وإن شاء الله كل اللي بتفكري فيه ده هيطلع ملوش اساس... وبكرة ربنا هيكرمك وبالك هيرتاح
أمنت هي على دعائها بعدما طمئنها حديثها
يااااارب يسمع من خشمك ربنا لتتنهد بضيق عندما تذكرت ما ينغص راحتها
بس كيف بالي يروج و أما ونيسة وعمي عبد الرحيم بيجطمنوي في الرايحة والچاية وهيفكروني بعلتي
تنهدت نادين بضيق تشعر بمعانتها فمن الوهلة الأولى لها بذلك المنزل لاحظت خنوع حامد وسلبيته في طاعتهم فخالها وزوجته ينهالون على تلك المسكينة بأحاديثهم الچارحة بسبب تأخر إنجابها غير عابئين بمشاعرها ولا بقلة حيلتها ولا بذلك التأثير السلبي الذي يتركه حديثهم في نفسها لذلك حاولت أن تواسيها قائلة
أهم حاجة جوزك بيحبك وراضي بقضاء ربنا وأنت قولتي أنه علطول بيدافع عنك وبيزعل على زعلك قدامهم ودي حاجة تخليك مبسوطة وتأكدلك أن لو الدنيا كلها مالت بيك جوزك هيسندك
توهجت قمر بشدة واخبرتها وهي تضع طرف وشاحها على طرف فمها بخجل
حامد طيب وهيعشجني عشج ولا ممكن يفرط فيا وده اللي مصبرني
تجمدت نظرات نادين في الفراغ فياليت كان لديها نصف الثقة التي تتحدث بها قمر عن حب زوجها لها...وكيف تفعل وهو اختزل كل شيء وتبخر وكأن عشقه وحبه لها سراب خادع لا وجود له.
واه مسهمة فأيه
نفضته من تفكيرها سريعا كي لا تفضحها دمعاتها وتكشف عن هشاشتها من دونه
وردت تشجع قمر
هاااا ولا حاجة بصي يا قمر أنا عايزاك تلحي على حامد وتخليه يأثر على خالي ترجعي تتابعي عن الدكتورة
احتل الأحباط تقاسيم وجهها الصبوح قائلة بفطنة
مش هيعرف يجنعه وعمي هيسمعه حديت ماسخ وينجرزني زي عوايده...لتسترسل بتلقائية استحوذت على انتباه نادين بالكامل
خابرة يا نادين جبل سابج كنت كل ما راسي تلفلف شوي ولا معدتي تجرص عليا اتوهم واجول أني حبلة واعشم حامد معايا وبعد ما اعمل الاختبار احس إني ھموت من حسرتي... لكن دلوجت مبجتش اركز و سلمت أمري لربنا ومتعشمة خير...
كانت تستمع لها وتفكيرها يتركز عند نقطة معينة تنطبق على شكوكها وكم تمنت أن يكون حدثها بمحله ورغم تلك التوقعات التي تدور برأسها إلا أنها حاولت تشجيعها
متابعة القراءة