حكاية كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
المحتويات
في المرآة ثم قالت بسعادة تتقافز من عيناها
بجد حلو يعني هعجب حمود
يابت بطلي سهوكة بقى القلوب اللي طالعة من عينك ملت الأوضة
قالتها نغم بمشاكسة مما جعل ميرال تجيبها وهي تخرج لسانها
وماله مهو بقى جوزي جوزي جوزي
كررت اخر كلمة وهي تدور حول نفسها مما جعلهم يقهقهون على جنانها وتعقب نغم
لاحول ولا قوة إلا بالله البنت كانت بعقلها
معلش معذورة الحب بيعمل اكتر من كده
رفعت نغم سبابتها بوجههم محذرة
وانت كمان لأ بقولكم ايه انا سنجل راعو مشاعري وبطلوا نحنحة منك ليها
قهقهوا من جديد تزامنا مع دخول محبة التي فور رؤيتها أخذت تبكي من شدة سعادتها لتعاتبها ميرال
بټعيطي ليه يا دادة حرام عليك دلوقت
مش مصدقة يا بنتي إني عيشت وشوفتك بالفستان الابيض
ميرال قائلة
ربنا يخليك ليا يا دادة ويديك طولة العمر علشان تربي ولادي كمان
ربتت محبة على ظهرها بحنو وأخذت تطلق الزغاريد هي وشهد حتى تردد صداها ليبعث البهجة في في الأجواء التي بدأت لتوها حين دلف فاضل إليها كي يصطحبها ليسلمها لزوجها وفور رؤيته إياها دمعت عينه ودثرها متأثرا
مررت ميرال يدها على ظهره بحنو داعية
ربنا يخليك ليا يا بابي
قائلا بغيرة ابوية
هياخدك مني الولد ده
محدش يقدر ياخدني منك أنت حبيبي قبل منه
ابتسم بسعادة متناهية ثم اخذ يدها يعلقها بذراعه وتقدم بها عبر ذلك الرواق الكبير الذي يوصل لتلك القاعة التي سيقام بها الزفاف وحين لمحته يقف من بعيد يواليها ظهره تقافزت ضربات قلبها وتعالت انفاسها وهي تشعر أنها بحلم جميل وكل ما يمر بها هو من نسج خيالها
لثوان وقف كل منهم منبهر بالأخر دون حديث وكأن كافة امانيهم واحلامهم متجسدة أمامهم لتتسع بسمته شيء فشيء مع بسمتها
الصغيرة التي تضم عدد قليل من الاقارب والاصدقاء
وقد صدحت أصوات الأغاني الدارجة تعلن عن بدء فقرات حفل الزفاف كما هي متعارف عليها
وقفت تتأملهم من احد الزوايا اثناء رقصهم تلك الرقصة الهادئة حين باغتها هو
عقبالنا يا شهد
ابتسمت قائلة بخجل
طب امتى مش هترضي عني بقى
قولتلك إني موافقة بس بعد ما اطمن على حمود وميرال
انا معاك ومستعد استناك العمر كله يا شهد
تهربت بنظراتها منه واشټعل وجهها حرجا من جملته ولم تعرف ماذا تجيب ليزيدها هو عليها
على فكرة أنت مختلفة النهاردة
ابتسمت بهدوء وهي تطالع فستانها النبيذي المحتشم وتسألت بتوجس وهي تتأكد بأناملها من لفة حجابها
حلوة يعني!
لأ
شهقت متفاجئة في حين اكمل هو برزانة
انت علطول حلوة يا شهد مش النهاردة بس ومش ده اللي اقصده
أمال ايه أنت بتقول فوازير يا كاظم
ابتسم بسمة هادئة على نطقها لأسمه ثم عقب بإعجاب شديد
منكرش الفستان والميكب ظهروا جمالك اكتر بس انا بحب اشوفك على طبيعتك من غير رتوش
فركت يدها متوترة وقالت بتلقائية
والنعمة دي عيونك
حانت منه بسمة مستمتعة على تلقائيتها وهمس بعيون مسبلة
على فكرة عيونك أنت احلى صافية وفيها دفى غريب بيخلي الواحد يرتاح بعد ما يبص فيها
مهلا هل الأرض تدور بها أم ذلك أثر حديثه فقد رفعت نظراتها كالمغيبة ثم ابتلعت رمقها من نظراته التي ارجفت اوصالها وكشفت الستار عن تلك المشاعر الكامنة التي كانت تناست تواجدها من الأساس لتتلعثم بحرج
نهار اسوح براحة عليا ربنا يخليك
تنهد وقال وهو يشمل خجلها بنظرة تعدت الاعجاب بمراحل عارمة
انا مقولتش حاجة لسه يا شهد
شهقت واستنكرت وهي تتهرب من نظراته
كل ده ولسه مقولتش لأ انا همشي من قدامك احسن واروح اشوف البنات
قالتها وهي تهرول من امامه هاربة حتى لا يغدقها اكثر بأقاويله التي تكاد تبعثرها وتفقدها اتزانها
بينما على الجانب الأخر كانت تجلس بجواره على الطاولة تتنهد تنهيدات حالمة وهي تشاهد ميرال ومحمد يتمايلون على أنغام تلك الرقصة الهادئة ليباغتها هو
لأ يا حبيبي أنت لسه تعبان ومش عايزة اتعبك كفاية جيت معايا
انا بقيت كويس على فكرة والدكتور بنفسه قالك كده ليه مش مقتنعة
ايوة مش مقتنعة يا يامن وهفضل خاېفة عليك لغاية متأكد بنفسي أنك أحسن
يخربيت جمال ضحتك والله بحبك بحبك يا حمود
وانا بحبك اكتر يا حلو
أما عن نغم فكانت تجلس برفقة والدها تشاهدهم من موقعها ببسمة هادئة ولوهلة أتى هو برأسها وتذكرت مقابلته لابيها بأحد الايام السابقة و تذكرت ايضا تلك الدقائق المعدودة التي تحدثت معه بها فقد وعدته انها ستستخير ربها ويبدو أن تلك الراحة التي تسكن قلبها مبشرة بالخير لتتنهد تنهيدة عميقة مطولة ثم تهمس لذاتها
اللهم اجعله سند كسند الرسول لعائشة حين إحتمت خلف ظهره خوفا من أبيها
كانت الأجواء مبهجة للغاية والسعادة تعم على الجميع لحين انتهى الحفل وكاد يغادر بها لولآ أن فاضل اقترب منه قائلا
خلي بالك منها يا محمد ميرال امانة في رقابتك ارجوك حافظ عليها
ميرال في عيني وجوة قلبي يا فاضل بيه متقلقش عليها
ابتسم فاضل بارتياح لتقترب شهد ايضا وتقول بسعادة وبدمعات حانية
مبروك يا ميرال ربنا يهنيكم ويسعدكم يارب
الله يبارك فيك يا شهد عقبالك
لتقترب وتهمس بأذنها
حرام عليك تاخري اكتر من كده أبيه على آخره
نكزتها شهد ببسمة عابرة من بين دمعاتها الفرحة
بطلي عياط يا بركة ولا عايزة تنكدي عليا في يوم زي ده
لا يا اخويا ربنا يعلم أن فرحتي بيك الدنيا مش سيعاها
طب بطلي عياط بقى واديني زغروتة حلوة من بتوعك
أنصاعت له واطلقت زغرودة فرحة مجلجلة
ربنا يخليك ليا يا
شهد
ابتسمت شهد باتساع وأخذت تدعوا لهم وأمنوا الجميع على دعواتها حتى تلك المختبئة هناك التي أتت خصيصا بعد هجر سنوات كي ترى ابنتها التي تخلت عنها يوم زفافها
غادروا العروسان وانصرف الجميع وإن كاد يغادر هو تجمد بأرضه وهو يراها تسير بخطى وئيدة متعثرة
في بادئة الأمر هيأ له أن الأمر من نسج خياله ولكن حين دقق بها تأكد انها هي اسرع بخطواته إليها زاعقا بأسمها
صافيناز
توقفت مشدوهة والتفتت له تطالعه بنظرات خاوية ليتحدث هو بشدوه تام
بتعملي ايه هنا!
جاية اشوف بنتي يا فاضل ولا دي كمان عايز تحرمني منها
مش قصدي انا
قاطعته هي
انت السبب يا فاضل انا عمري ما سمحتك
انت اللي عمرك ما حبتيني ولا اتمسكتي بيا وبنتك
انت اللي خيرتني ومكنش عندي استعداد اقضي الباقي من عمري مزلوله ليك علشان بس ترضى غرورك وانانيتك وإذا كان عن الحب ده مش بأدينا وڠصب عننا ملناش سلطة عليه
انا لومت نفسي كتير بعد اللي حصل وصدقيني لو رجع الزمن بينا كنت احترمت رغبتك ومحرمتكيش من بنتك
رددت كلمته بنبرة مريرة
بنتي
ليه مباركتلهاش
هقولها ايه يا فاضل مهما حصل مش هتسامحني إني اتخليت عنها واسبابي مش هتقنعها
انا اخترت حياتي زمان بكامل ارادتي ومنكرش إني عمري ما نسيتها مفيش أم بتنسى ولادها بس مكنتش عندي الشجاعة اواجهها لا زمان ولا دلوقت
سامحيني يا صافيناز انا اللي
قاطعته من جديد بإقتناع
ده اختياري انا يافاضل ومش ندمانة عليه ومتأكدة أن ربنا عوض بنتي
عن اذنك عزتمستنيني و زمانه قلقان عليا هو والولاد ولازم ارجع على اول طيارة
ذلك آخر ما نطقت به قبل أن تغادر تاركته يبتسم بسمة ساخرة على ذلك الزمن الذي لم يغير بها شيء حتى تفضيلها لذلك ال عزت التي تخلت من أجله عن كل شيء واولهم قرب ابنتها
ايه رأيك
قالها وهو يقف بها على أعتاب تلك الڤلا الكبيرة التي ابتاعها مخصوص من أجلها
جالت المكان بعيناها منبهرة بكل شيء وتسائلت
رأي في ايه يا يامن الڤلا تجنن بتاعة مين وجايبني ليه هنا!
اجابها بنظرات حالمة
بتاعتنا يا قلب يامن كنت عاملهالك مفاجأة قبل ما
ابتلع باقي حديثه ولم يشاء أن يتذكر الأمر لتتفهم هي وتقترب قائلة
حبيبي بس ده كتير عليا اوي
مفيش حاجة تغلى عليك
بس انا بحب البيت هناك ومش عايزة اسيبه ده كل ركن هناك لينا ذكرى فيه
بس انت وعدتيني نبدأ من جديد صحيح لينا ذكريات جوة البيت القديم بس انا عايز نعمل ذكريات
تانية اجمل من اللي فاتت والبيت ده هيشهد عليها
طب وماما ثريا هترضى
امي المهم عندها تشوفنا مبسوطين واكيد مش هتمانع
تنهدت ببسمة واسعة قائلة بسعادة عارمة
ربنا يخليك ليا يا يامن
ويخليك يا قلب وروح يامن ويقدرك علشان تمليلي الڤلا دي كلها عيال
لأ هما ولد وبنت بس ونحمد ربنا على كده
لأ انا عايز خمس بنات وكلهم شبهك
شاكسته هي بحاجب مرفوع مستخدمة طرفته السابقة
طب وبرعي نسيته
مط فمه وشاكسها
صح عندك حق و برعي علشان يبقوا نص دستة
قهقهت على مشاكسته ثم سحبته من يده قائلة
طب تعالى فرجني على بقية الڤلا
لأ بقولك انا مش بحب تضيع الوقت انا هفرجك على أوضة النوم الأول والمفاوضات السلمية تبقى فوق وياسلام بقى لو طاوعتني و جربنا السرير
هو الحمل طالب حاجات غريبة معايا وبصراحة معنديش مانع
قهقه هو بقوة على حديثها ثم شاكسها بغمزة من عينه
انا قولت الهرمونات دي هتخدمني مصدقتنيش
أنا كلي ملكك يا يامن بهرمونات أو من غير انا نفسي اعمل أي حاجة علشان اسعدك واعوضك عن كل حاجة
تنهد مسهدا وهمس وهو يهيم بها بعيون احتلتها الرغبة بالفعل
اموت فيك وانت حنينة وعايزة تدلعيني
طب يلا بقى قبل ما الهورمونات تشتغل و ارجع في كلامي
قالتها
فما كان منه غير يسبقها بخطواته التي تنم عن توقه الشديد لها وبينه وبين ذاته فكان يتوعد لها بليلة جامحة كي يعوض حرمانه من نعيم قربها
دلفوا لشقتهم الصغيرة معا وهو يحملها مثل تلك الأفلام الكلاسيكية التي كانت تشاهدها مع ابيها
اخيرا هيتقفل علينا بيت يا حلو أنا مش مصدق أنك هنا معايا وأن خلاص كل احلامي اتحققت بيك
ولا انا يا حمود حاسة أن قلبي هيقف من كتر الفرحة
ادارها إليه دون أن يفك حصار يده
سلامة قلبك ودقاته يا حلو ايام وفرحة قلب حمود
نفسي افضل العمر كله بين ايديك يا حمود
وانا نفسي اڠرق فيك الباقي من عمري يا ميرال
اوعدني أن مهما كان اللي بينا عمرك ما هتسبني انام زعلانه
اوعدك يا حلو
ليه دايما بتقولي يا حلو
علشان أنت حلوة اوي يا ميرال وكل حاجة فيك حلوة
ضحكتك رقتك عيونك صوتك كسوفك عفويتك كلك على بعضك حلو
هتعمل ايه مش قولتلي هنصلي الأول وتؤم بيا
اجابها وهو بالكاد يتحكم بانفاسه
ايوة اكيد مش هاتفوتني هنصلي الأول
ليستأنف بتوق شديد محذرا
بس ياريت متقاطعنيش تاني ومتسأليش عن أي حاجة بعديها
ردت بعيون مسبلة وبرقة متناهية و بطاعة راقته للغاية
حاضر يا حمود بس نزلني
يخربيت
كده! اسكتي
متابعة القراءة