حكاية كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
المحتويات
في بيته لتوجه نظراتها ل عبد الرحيم وتستأنف
بس يظهر انكم مضايقين مني ومش حابين وجودي وسطيكم
هنا صړخ عبد الرحيم بحدة في زوجته
معوزش اسمع حسك ده واصل
معتشترش غير علي روح شوف بت خايتك اللي كيف الفرسة الطايحة وكأن ملهاش كبير
لأخر مرة بحذرك اتكتمي
تناوبت نادين نظراتها بينهم بينما حاول عبد الرحيم مسايرة الأمر
انت فوج راسي يا بتي واللي هتشوري بيه هنفذه طوالي و وحياة ولدي مهغصبك على حاچة بس بجول طالما انت مش ريداه يبجى همليني اتصرف وعهد عليا اخليه
شحب وجهها ونفت برأسها بحركة بسيطة وما إن كادت ترد دخل هو برفقة حامد الذي قال فور دخوله
السلام عليكم يا أهل الدار
تساءلت قمر وهي تنهض تنزع عنه عبائته
اتأخرت ليه إكده يا حامد
اجابها حامد بنظرات مشتاقة اخجلتها وبصوت خفيض للغاية لم يصل لأحد وهو يناولها لفافة كبيرة
بجالي يوم بليلة هدور على الجلاب يا حبة الجلب
ربنا يخليك ليا يا حامد وميحرمنيش واصل من دخلتك علي اللي تشرح الجلب
خبر ايه منك ليها!
قالها عبد الرحيم بصرامة نفضتهم معا و جعلت حامد يتحمحم ويقول
جايين يا ابوي ليوجه نظراته ل يامن ويستأنف مرحبا
تعال يا غالي الدار دارك
في تلك الاثناء كانت نظراتهم متشابكة تتحاكى بالكثير وقد لاحظ هو من الوهلة الأولى شحوب وجهها ومن نظرات عبد الرحيم الكارهة له تفهم ما كان يدور بينهم لذلك قال وهو يوجه نظراته لها دون أن يعير عبد الرحيم أي اهمية
رغم أنتفاضة دواخلها وذلك السلام الذي سكن قلبها برؤيته إلا انها رفعت نظراتها له بشيء من التردد لولا انه تقدم من موضع جلستها وصړخ صوت عقلها متمردا
سيبني أنت مبتفهمش قولتلك خلاص مش عايزاك ومبقاش في كلام بينا
توحشت نظراته بطريقة اثارت ريبتها وجعلتها تتراجع خطوتين بينما هو نفرت عروقه و كور قبضته بقوة كي يتحكم في زمام ذاته من طريقتها وعنادها التي لم تنفك من السير في منهجه وقبل أن يتفوه بشيء
مجالتلك مش ريداك هي
جصة أبو زيد هنتنا نزيد ونعيد فيها همل البنية وطلجها يا ساجع
حانت منه بسمة مريبة تعلم هي ما سيحل بعدها ثم هدر وهو يرفع سبابته بتحذير قوي دون مهابة
كلمة كمان مش هعمل اعتبار لحد وصدقني وقتها متلومش غير نفسك
بينهم وهم بالكاد يكتمون بسماتهم
ماشي يا استاذ صلاح شكرا أنك بلغتني
اخذت تضربه بقبضتها على ظهره لحين وصل بها للغرفة ولكنه كان غير عابئ بها ولا بدفاعها فقد فاض الكيل به ونفذ صبره من استخفافها فقد اغلق الباب خلفه ثم انزلها لتدفعه بصدره قائلة
قبض على يدها التي تضربه بها بقوة هادرا بنبرة صارمة وبنظرات يتطاير الڠضب منها بطريقة جعلت دواخلها تنتفض
كفاية عند بقى وفوقي انا ليا طاقة اه غلطت بس مغلطتش لوحدي أنت كمان غلطانة وغلطك اكبر مني ومع ذلك دوست على كرامتي و رجعت ليك علشان بحبك لكن لو فاكرة أن حبي ليك هيخليني ممسحة تحت رجلك تبقي غلطانة انا بتغاضى بمزاجي ومش معنى كده انك تقلي مني وتسوقي فيها و تكلميني بالطريقة دي قدام الناس أنت مراتي وڠصب عنك لازم تحترميني
سيب إيدي يا يامن انا مش عايزة ابقى مراتك ومتقدرش تجبرني اعيش معاك بالعافية
لاح على ثغره بسمة مريبة لطالما تخوفت مما يحل بعدها وقبل أن تتوقع رد فعله كان يكبل يدها خلف ظهرها بيد وكرد فعل اغمضت عينها بترقب حين همس
قالها بعبثية تامة وهو يبعد وجهه عنها ليخيب آمالها و يسحب حبل سلسالها الذي تخفيه تحت ملابسها ويتدلى منه تلك الحلقة الماسية التي لمحها بالصدفة أثناء معافرتها بين يديه
لو دبلتي اتقلعت من ايدك تاني متلوميش غير نفسك
جزت على أسنانها ليستأنف هو بتسلية يتعمد اغاظتها
تصدقي في الشمال شكلها احلى
ضړبت قدميها بالأرض وصړخت بغيظ
بكرهك يا يامن بكرهك
وانا بحبك وده كفاية بالنسبالي
قالها بغمزة من عينه جعلتها تكاد ټموت غيظا منه حتى إنها قبضت على خصلاتها وكادت تقتلعهم من رأسها لولا قوله بجدية
سيبي شعرك واتفضلي لمي حاجتك علشان هنرجع القاهرة النهاردة لينا بيت نقدر نتعاتب فيه براحتنا ولا انت عاجبك الوضع هنا ومستنية لما امسك في خناق خالك واعمل مصېبة
اعمل اللي تعمله برضو مش هرجع
ثارت ثائرته وأكد بصوت جهوري منفعل وبنبرة واثقة للغاية وهو يضغط على كل كلمة تخرج من فمه
لأ هترجعي وبلاش تراهني على قوة احتمالي اكتر من كده علشان أنت عارفة أني اقدر اخدك ڠصب عنك وڠصب عن عين أي حد هيحاول يتشددلك وحتى لو اضطريت ارتكب جناية
رغم الخۏف الذي دب قلبها من تهديده
إلا انها لم تبدي أي ردة فعل تذكر فقط ظلت متجمدة بأرضها تحاول طمئنة ذاتها و نفض تلك الافكار السوداوية عن رأسها في حين هو تناول الحقيبة من فوق خزانة الملابس وقڈفها على الفراش قائلا بنبرة قاطعة كحد السکين لا تقبل التفاوض اجفلتها
نص ساعة وتكون جاهزة هستناك تحت وبتمنى متتأخريشعلشان انا على اخري من الراجل اللي تحت ده
قال آخر جملة بنبرة محذرة يقصد ارهابها وكسر عنادها بها كما السابق فيبدو انه ادرك أن تلك الطريقة الوحيدة التي تجدي نفع معها فمنذ حديثها اللاذع له بالأمس وهو يتعمد أن يتركها لهواجس عقلها حتى انه امتنع عن السؤال عنها ليشتت افكارها ولكن لم يستطيع الصمود أكثر فكيف لعاشق مثله التغاضي عن انين قلبه الممتلئ بها فقد تركها تتأكل نفسها وخرج من باب الغرفة لتتناول هي أحد الوسائد وتقذفها خلفه ثم تصرخ صرخات متقطعة من شدة غيظها و تشعر بالمهانة من طريقته في الضغط عليها فكانت تمرر يدها بخصلاتها وكأنها على حافة الجنون ولم يكن أمامها إلا ان تهاتف ثريا تستشيرها وبالفعل قامت بفتح هاتفها وطلبت رقمها لترد ثريا متلهفة
كده يا بنتي قلقتيني عليك أنت كويسة
نفت برأسها وهي تعدل من وضع هاتفها على اذنها وتجلس على طرف الفراش قائلة
مش كويسة يا ماما
اهدي وفهميني ايه اللي حصل
لتقص عليها كل ما حدث فلم يكن من ثريا غير أن تؤنبها وتواجهها بخطئها وتوبخها على ردود أفعالها و كأي أم تريد الصالح لابنائها حاولت أن تكون على حياد وقد أخبرتها أنه لم يفعل ما فعله سوى كونه يحبها ومازال متمسك بها ولابد أن تقدر انه تغاضى عن سوء
افعالها وقد طمئنتها ايضا أنها ستظل تساندها عند عودتها وقد أقنعتها أن تنصاع له وبالفعل اقتنعت بحديثها وكأنها لم تكن تتوق للعودة من ذاتها وتتحجج بعنادها
روح اطلبها منه ومتضيعش وقت
قالتها شهد كي تحفزه بينما هو اجابها بعقلانية شديدة
مينفعش يا شهد الراجل يقول ايه بستغل الموقف لصالحي
اعترضت شهد
وفيها ايه ما انت انقذت حياته ورجعتله بنته وكشفت ألاعيب الصفرا مراته ده المفروض يديهالك وهو مغمض ومفروض يكون اتأكد أنك أمين عليها
شهد بلاش نسبق الأحداث انا هستنى شوية تكون الأمور هدت وهبقى اروح اتقدملها تاني
لوحت شهد برأسها وأخذت تتمتم حانقة
خليك كده ماشي بدماغك لغاية ما هتلاقي البت تروح منك
شهد وبعدين بطلي برطمة وروحي حضري الغدا
تأففت هي بغيظ تقلد طريقته لتحين منه بسمة عابرة ويضرب كف على أخر قائلا
والنعمة مچنونة
طرقات على الباب جعلتها تعود له قائلة وهي تتخصر بجسدها
والنعمة بكرة افكرك و ابقى قول شهد البركة قالت
طب خشي جوة يا بركة علشان افتح الباب بدل ما هعلقك زي بنتك
إنصاعت له وظلت تبرطم غير عابئة بتحذيره ليتقدم هو ويفتح باب الشقة ليجد مالكة قلبه أمامه تبتسم بسمة واسعة وتهمس وفيروز عيناها يتوهج بعشقه
وحشتني يا حمود
ميرال بتعملي ايه هنا وليه سبتي ابوك
لملمت خصلاتها وقالت له بعفوية كعادتها كي تفحمه
لأ ما انا جبته معايا هو وابيه كاظم
معاك فين! وكاظم مين
اتسعت بسمتها واشارت بيدها نحو الدرج ليجد ابيها يصعد وبرفقته رجل اربعيني وقور للغاية يسنده تحمحم يجلي صوته وتساءل بنظراته لتؤشر له أن يصبر في حين رحب هو بإرتباك شديد من موقعه
اهلا يا فاضل بيه اتفضل
اشرأبت شهد برأسها من الباب وقالت بصوت خاڤت لم يصل إلا ل محمد
يالهوي ايه اللي جاب ابوها ومين اللي معاه ده
نكزها محمد كي تفوت للداخل وأمرها بصرامة
ادخلي حطي حاجة على شعرك و متفتحيش بوقك بكلمة انت فاهمة
هزت شهد رأسها وانصاعت له وحين وصلوا امام باب الشقة رحب محمد بهم من جديد ودعاهم ليدخلوا ويجلسوا في غرفة الصالون المتواضعة تناوب النظرات بينهم وهو يتوق لأن يشرع أي منهم في الحديث ليتحمحم فاضل اخيرا قائلا
أنا عارف انك مستغرب زيارتي
اجابه محمد بإرتباك
بصراحة اه اتفاجئت بيها
لينطق ذلك الشخص الاربعيني الذي برفقة فاضل
احنا جينا نشكرك على اللي عملته يا محمد وبصراحة انا عاجز عن شكرك
ربت فاضل على ساقه ثم استأنف بعده وهو يرى الفضول يقذف من عينه
ده كاظم ابن اخويا كان عايش برة بقاله سنين ولما سمع اللي حصل نزل هو وبنته علشان يطمن عليا واصر أنه يجي يشكرك بنفسه
تهللت أسارير محمد واجابه برزانة
انا معملتش غير الواجب يا فاضل بيه والحمد لله ربنا ستر وجت سليمة
تحسس فاضل ضمادته التي تكسو مؤخرة رأسه وقال
مش سليمة اوي يا ابني بس الحمد لله
وهنا قهقه الجميع تزامنا مع دخول شهد التي ارتدت اسدالها المزركش و وضعت طرحته على شعرها كي تخفيه كما أمرها حاملة بيدها صنية محملة بأكواب العصير ترحيبا بهم
قضى اخف من قضى والله انتو نورتونا وشرفتونا
لتضع ما بيدها وتجذب ميرال قائلة بود حقيقي ادهش فاضل ومن معه
وحشتيني يا ميرال و وحشني الرغي معاك والله كنت هتجن عليك وعمالة اقوله روح لابوها بس هو دماغه ناشفة و
شهد
كادت أن تسترسل
بإندفاع كعادتها لولا أنه زعق بأسمها و
زجرها كي لا تتمادى في الحديث لتهز رأسها بقوة وتقول بتلقائية كعادتها دون أن ذرة لؤم واحدة
يوه يقطعني يا خويا والنعمة نسيت انك موصيني مفتحش بوقي
افصلي وتعالي اقعدي
قال بارتباك شهد اختي يا فاضل بيه معلش هي عشارية اوي وبتاخد على الناس بسرعة
اه والله
يوه والنعمة ما قولت حاجة أنت بتغمزني ليه!
اغمض محمد عينه بقوة وهو يتوعد لها أما عن ميرال فكانت تكبت ضحكاتها بصعوبة بالغة كي لا تثير اعصابه هي الأخرى أما عن كاظم فقد كان ترتسم على وجهه بسمة هادئة ليرحب فاضل بها
اهلا يا شهد
اهلا بيك والله شرفتونا
قالتها بمجاملة ليضيف كاظم
الشرف لينا يا
متابعة القراءة