حكاية كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
المحتويات
عن نفسي أنا مش عارف اعيش من غيرك وحاسس
أن حاجة كبيرة ناقصاني
نظرت له نظرة محملة بالكثير من خيبة الأمل ولم تعطيه مجال ليكمل حديثه حتى فقد انتفضت كالملسوعة من لمسته وصړخت به بشراسة لم تكن ابدا من طباعها
إياك تفكر تلمسني انت فاهم
لتثور انفاسها وتسترسل وهي تستغرب كيف يتقرب منها ويخبرها بإشتياقه لها بعد ذلك العرض السخي الذي أوكل خالته به
زمجر غاضبا وهو يشعر پقهر من تغيرها المبالغ به ويستغرب بشدة ما اصبحت عليه ف رهف خاصته الآن تنفر منه ولا تطيقه
رهف انا مش متناقض أنت لسة مراتي وعلى ذمتي ولو على الكلام اللي قولته لخالتي فأنت اللي اضطرتيني لكده رفضك ليا وچرحك لكرامتي كل ما اجيلك
لو حجتك إني لسه على ذمتك فهانت يا بشمهندس كلها كام شهر واخلص منك
تخلصي مني للدرجة دي كنت عبء عليك يا رهف
لوحت بيدها باستخفاف لطالما كان يخصها به بالماضي و تأففت بنفس السأم
يووووه انا زهقت مش كل شوية هنكرر نفس الكلام لو سمحت انا معنديش أزيد من اللي قولته قبل كده
زفر بضيق واحتل اليأس معالم وجهه ثم تناول علبة سجائره من جديد يتناول واحدة منها ثم يشعلها ينفث دخانها على مهل وظل صامت
انا عارف أني قسيت عليك وظلمتك بس ندمت وحاولت كتير اراضيك بس أنت رافضة وانا كرامتي متسمحليش افرض نفسي عليك اكتر من كده خلينا نتفق رجعيلي جزء من الفلوس
وانا مستعد انفذ كل طلباتك
نتفق على ايه
أنت مصدق نفسك للدرجة دي!
بجد مشوفتش في بجاحتكم أنت والصفرا بتاعتك أنا عارفة أنها هي اللي اقنعتك بالفكرة العظيمة دي وعارفة كمان انها هتتقهر علشان عرفت ان الثروة اللي رسمت عليها راحت من بين ايديها
دافع دون تفكير وبكل عجرفة غير عابئ بمشاعرها ولا بأنين قلبها رغم صمودها التي تدعيه امامه
اللعڼة عليك وعليها ألف مرة ايها الساخط اللعېن ألن تكف عن تقمص دور الضحېة الآن تدافع عنها باستماتة وأنا السيئة الشريرة بقصتك حسنا لا يهم أنا لا أبالي ولكن دعنا نتراهن هل حقا ستكون جديرة بدفاعك عنها أو ستصبح أنت الخاسر الكبير بعد أن تصيبك لعڼتها
ربنا يهنيكم ببعض يا بشمهندس فعلا هي تستحقك بجدارة بس أنا مستحيل هقبل بالعرض السخيف بتاعك أنا في الحالتين هطلق منك وفلوسي ورجعتلي و ولادي ومعايا ومتقدرش تاخذهم مني تفتكر ايه اللي هيخليني أقبل عرضك وأنا مش مستفيده منه
حاول استعطافها والتحايل عليها من جديد
رهف هخسر شغلي واكيد ده ميرضكيش أنت اكتر واحدة عارفة أنا تعبت أد ايه علشان اكبره واحافظ عليه
نعم اعلم ! ولكن ليتك تعلم أنت دوافعي حينها والغرض من فعلتي نفضت افكارها اللينة سريعا و أجابته
مش مشكلتي وزي ما قولتلك قبل كده اللي بيني وبينك المحاكم والولاد في أي وقت هتحب تشوفهم انا
مش هعارض وده علشان خاطر نفسية ولادي مش علشان جنابك واللي بيني وبينك انتهى بالنسبالي
تأفف بسخط وصړخ بها
أنت بتعملي فيا ليه كده جبتي قسۏة القلب والجبروت ده منين
ايه المشكلة يعني خلافتنا ملهاش علاقة بالفلوس
وهنا طفح الكيل بها ولم تستطيع الصمود أكثر
عارف ايه مشكلتك أنك ناقم وطماع واناني عمرك ما حمدت ربنا عايز كل حاجة تبقى معاك ومتخسرش حاجة ومش مهم أن كل اللي حوليك يتنزلوا علشانك طز في مشاعرهم وحياتهم اللي أنت دمرتها الأهم انك ترضي غرورك وكبريائك وتنفذ رغباتك على حساب كل اللي حوليك
متنسيش إني لسة جوزك وڠصب عنك لازم تحترميني وتقدري أني مش هتنازل عن كرامتي واقبل اھانتك ليا اكتر من كده
صدر صوت ساخر من فمها ذكره بمواقف مشابهة وقالت وهي تنفض يده مشمئزة و تصنع مسافة أمنة بينها وبينه جعلته يستشيط غيظا
كرامتك واللهي
رهف بلاش تستخفي بكلامي اه أنا كرامتي فوق أي شيء وبفكرك أنت لسة مراتي وانا جوزك ولو عايز اقرب منك مش هتعرفي تمنعيني بس انا مش هعمل كده وعندي أمل تعقلي
نعم مازال زوجها ولكن عن أي تعقل يتحدث هو وهي كلما تنظر لوجهه تتذكر خسارتها و كل ما مرت به معه يأن قلبها وكأن طعنته التي تسببت بذلك الچرح الغائر بصميمها مازالت تقطر ډم ولن تندمل فحقا تشفق على ذاتها فيعلم الله أنها لم تتصيد له وقاومت وتهاونت حتى انهكت فما مرت به ليس بهين وكان فوق احتمالها
متقدرش تعمل كده
صړخت هي صړخة مكتومة تستغيث ولكنه لم يعير شيء أي أهمية وترك شيطانه يعبث برأسه
ويتحكم به إلى أن باغتته هي بلكمة ببطنه جعلته يتأوه مبتعد عنها وقبل أن يتدارك الأمر كانت بكل ما فيها من قوة ټصفعه صڤعة قوية من شدة قهرها صاړخة بأنفاس متقطعة وبنبرة هستيرية جعلت اطفالها يهرولون إليها
بكرهك بكرهك منك لله
كان مصډوم من ما صدر منها فإلى هنا وكفى فقد زمجر غاضبا وزادت قتامة عينه و احتدت ملامحه بشكل لا ينبئ بالخير بتاتا وهو يقترب يرفع يده ينوي صفعها كما فعلت معه لولآ صړخ الصغار بأسمه لتهتز نظراتها بتأهب بين يده وملامحه الموحشة وهي تعلم أنه لن يتردد في فعلها ولكن لأول مرة يخلف ظنونها حين أعتصر قبضته التي علقت بالهواء وهو ينظر لأطفاله الذين يقفون بزاوية الغرفة يشهقون بالبكاء ويحتضنون بعضهم وفي غمضة عين كان يتدخل شيطانه ويدفعه ناطقا بكل تهور
أنت طالق يا رهف
اغمضت هي عيناها بقوة وارتعش فمها تجاهد تلك الغصة بحلقها بينما اقترب شريف قائلا بنبرة باكية
انت وحش عايز ټضرب مامي و بتزعقلي انا مش بحبك
مش بحبك
برافو عليك حتى ولادي عرفتي تكرهيهم فيا ليوجه حديثه لأبنائه دون مراعاة ما سيخلفه
حديثه في نفسيتهم وسلوكهم
امكم السبب وهي اللي بوظت حياتنا وسړقت فلوسي وكانت عايزة تسجني مفروض تعتبوا عليها مش عليا هي اللي وصلتني لكده وكرهتكم فيا
لم تستطيع
الصمود أكثر فقد أجهشت بالبكاء بكل قهر وصړخت به
كفاية بقى اطلع بره اطلع بره والبيت ده اياك تدخله بعد كده
بره
كور قبضة يده بقوة يتحكم في زمام نفسه كي لا يفعل ما يخشى عقباه ثم توجه لباب الشقة الذي كانت تتعمد ان تتركه مفتوح على مصراعية حين اتى
وغادر بخطوات واسعة تفتك الارض تحت قدميه وهو يلعنها ويلقي باللوم عليها ويقنع ذاته انها هي من اوصلتهم لهنا أما هي فقد اندفعت تغلق الباب خلفه بكل قوتها ثم استندت بظهرها عليه وشهقت شهقة ممزقة كانت تجثو على صدرها تزامنا مع انزلاق جسدها على الأرض بكل هوان ليقتربوا اطفالها منها وتجذبهم يفترشون الأرض مثلها
متزعلوش هبقى كويسة وهنبقى كويسين متصدقوش كلامه انا بحبكم ومعنديش في الدنيا اغلى منكم علشان خاطري متصدقوش
هزوا الصغار رؤوسهم وقال شريف
مش مصدقين يا مامي و احنا كمان بنحبك
بينما مدت شيري يدها الصغيرة تجفف دمعات والدتها وتربت على ظهرها بتضامن أما هي فقد رفعت نظراتها لأعلى دعت ربها ان يمدها بقوة مضاعفة بعد خلاصها
مرت عدة أيام بسلام عليها وها هو اليوم الأخير لاختباراتها وكم تمنت أن يمر بسلام ايضا
فقد انتهت وخرجت تتأبط ذراع نغم التي قالت بتنهيدة مرتاحة
اخيرا خلصنا والله ما مصدقة
ابتسمت هي وتشبثت بذراعها أكثر وهي
تلمحه من بعيد يقف مع فايز ولا يجرأ على اللحاق بها فهي تتعمد ان تلتصق ب نغم كي لا يتجرأ ويعترض طريقها لترد بنبرة هادئة وهي تواصل سيرها دون أن تلتفت خلفها
اه الحمد لله اخيرا
اوقفهم نداء منه قائلة وهي تلهث خلفهم
نادو استني
التفتوا لها بمضض وقبل أن تتفوه نادين بكلمة واحدة استهجنت نغم
افندم عايزة ايه
انا بكلم نادو موجهتلكيش كلام يا شيخة نغم
تأففت نغم وهدرت بغيظ
أنا وهي واحد هي عينتني محامية عنها اخلصي وقولي عايزة ايه منها
زفرت نادين في ضيق من هجومها المبالغ به وهمست لها
نغم خلاص متكبريش
الموضوع لتلتفت ل منه وتسألها بإقتضاب
خير يا منه عايزاني في ايه
اجابتها منه وهي ترشق نغم بنظرة منتصرة
ابدا الشلة كلها هتتجمع في وهتبقى سهرة جنان وكله جاي بس طبعا مش هتكمل غير بيك
نادين مبتسهرش مع حد ومش فاضية علشان خلاص فرحها كمان كام يوم ولازم تحضر له
قالتها نغم بإندفاع دون تفكير مما جعل منه تشهق بتفاجئ أما نادين فقد توترت وعاتبت نغم بعيناها على زلفة لسانها ولكن نغم لم تعير شيء أهمية واستأنفت بتلقائية دون ذرة كڈب او لؤم واحدة
بتغمزيلي ليه هو مش سر ولازم يعرفوا أنك خلاص هتتجوزي
حانت من منه بسمة متخابثة وتهكمت
اخس عليك يا نادو ومخبية ليه مش عايزة تقولي ده إحنا حتى نفرحلك!
ارتبكت هي ومررت أناملها المرتجفة بخصلاتها قائلة
مش سر ولا حاجة هو مش فرح دي هتبقى حفلة صغيرة على الضيق
ومش غريبة دي يا نادويعني ليه متعمليش فرح كبير يعني لو مكانتش نادين الراوي بجلالة قدرها تعمل فرح اسطوري مين اللي هيعمل!
قلبت نغم عيناها وصدتها قائلة
لا حول ولا قوة إلا بالله
يا ستي أنت مالك دي دخلياتهم هما وهما احرار ياريت تخليك في حالك وعن اذنك بقى سبينا نمشي
لتجر نادين من يدها بعيدا عنها بينما هي كانت فاغرة الفاه من ذلك الخبر الصاډم الذي لن تحتفظ به طويلا وسوف تشاركه مع الجميع
أما هو فكان يتابع موضعهم بعيون ثاقبة متربصة وهو يلعن تلك الملازمة لها فهو يشعر انها تتخذها حصن واقي كي لا يعترض طريقها فهي تعلم تمام المعرفة أنه لا يطيقها ولا يطيق استخفافها به ولا طريقة حديثها
زفر بقوة حانقا مما جعل
فايز يتبع نظراته و يتساءل بمكر
أيه يا صاحبي مفيش جديد
اجابه بغيظ وعينه لا تحيد عن آثارها
لغاية دلوقتي مفيش جديد وشكل الغبية ميرال هتخلف توقعاتي وهتضيع كل اللي بخطط ليه في الهوا
تنهد فايز وتسأل بعدم فهم
أنا مش عارف كان لازمته كل الحوار ده من الأول يا طارق يعني لو أنت عايز تفضحها نقدر نعمل كده بكل سهولة ومن غير ميرال
نكزه طارق ورد بنبرة تقطر بالخبث وهو يفرك ارنبة انفه كي يخفف حدة تحسسهاالذي داهمه للتو
لو عملت كده نادين هتبقى متأكدة أنه أنا اللي عملتها لكن أنا عايز
متابعة القراءة