حكاية كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز

عمتك 
قالها عبد الرحيم بنبرة قاطعة لا تفاوض بها وهو يجلس بكل اريحية وكأن ما تفوه به هو المنطق بحد ذاته 
مما جعل حامد تتسع عينه بعدم استيعاب ويقول برفض قاطع
بتجول ايه يا بوي أنا معوزش اتجوز على مرتي وبت عمتي كيف اختي تمام 
ليكرر عبد الرحيم بصوت جهوري منفعل
هي كلمة واحدة ومش هتترد يا حامد يأما جسم ب الله لتكون ولدي ولا اعرفك وتكون حكمت على مرتك بالمرار الطافح
ابتلع حامد غصه مريرة بحلقه وعاتبه 
بتهددني يا بوي
لع يا ولدي بعجلك انا أجدر اجبرك تطلجها واخدها من يدها بجرصة وارجعها لأهلها ومحدش هيحط عليا عوار پتهم معيوبة
ظل حامد متمسك بدفاعه
مرتي مش معيوبة يا بوي وانا هحبها ولو انطبجت السما على الأرض أني مهفرطش فيها
زمجر عبد الرحيم غاضبا
يعني أيه الحديت ده على أخر الزمن هتعصاني يا حامد
اجابه حامد بطولة بال خوفا من سخطه
يا ابوي لا عاش ولا كان اللي يعصاك بس أنا عيشت العمر كلاته تحت طوعك ومبكسرش كلمة تجولها عشان ارضيك وانول رضا ربنا لكن لما تأمرني بشيء زي ده مجدرش اطاوعك يا بوي ده حتى النبي عليه افضل الصلاه والسلام جال لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف
ليفاوضه عبد الرحيم في سبيل إقناعه
وانا معوزش معصية أنا عاوزك تتچوز بحلال ربنا وتكتب على بت عمتك هي لحمنا وعرضنا ولابد نحافظ عليها وعلى مالها وانا خابر زين أنها متعلمة ومتنورة وممكن ما تجبلش تتچوزك بس متجلجش انا هجنعها وهي لاممكن تعصاني
تجنعها بأيه يا بوي بت عمتي مش چاية من ورا الچموسة
حانت من عبد الرحيم بسمة متغطرسة وقال وهو يسند ذقنه على عصاه الابنوسي
هتوافج ذوج أو عافية هتوافج
عاتبه حامد وهو يجثو امامه
هتچبرها حرام يا بوي جبت الجسوة دي من فين!
زفر عبد الرحيم بقوة وقال والجشع يقطر من حديثه
دي مش جسوة ده العدل مال خيتي لازم ولابد يرچع تحت يدي وانت لازم تساعدني و واچب عليك الطاعة
مرر حامد يده بخصلاته وقال وهو يهب و يدور حول نفسه يشعر أنه على حافة الجنون
لو طاوعتك يا بوي هكسر جلب جمر وانا المۏت عندي اهون
دب عبد الرحيم الأرض بعصاه وهب واقفا بكل جبروت أمرا اياه
هي كلمة ومش هتنيها كتب كتابك على بت عمتك بعد عدتها بيوم ومعوزش أي نجاش تاني
ليغادر عبد الرحيم المندرة تارك ولده يرتمي على أحد المقاعد ويكوب رأسه بيده وهو لا يصدق أن ابيه تفاقم جشجعه لذلك الحد الذي أعمى بصيرته وجعله يستغل كل من حوله بهذا الشكل  
أما عنها فقد انتظرت ليلحق بها كعادته كي يراضيها ولكنه لم يأتي لذلك توجهت لغرفة نادين باكية تقص عليها ماحدث بعفوية وبسلامة نية تخبرها بكل صدق كون الغيرة دبت قلبها وحينها ابتسمت نادين قائلة
غيرانة على جوزك مني يا قمر ده زي اخويا بالظبط
اجابتها قمر من بين شهقاتها
خابرة اللي في ضميرك بس جلبي بيجولي أن عمي ناوي على نية عفشة 
تنهدت نادين بضيق وقالت بشجاعة واهية يكمن خلفها خوف عظيم
هيعمل ايه يعني
تلعثمت قمر وهي تكفكف دمعاتها 
ممكن يجبره يطلجني و 
لم تواتيها الشجاعة لتستأنف تخمينها ولكن نادين تفهمت إلى ماذا ترمي لذلك اجابتها بثقة
أنا لا يمكن اقبل يا قمر متقلقيش وبعدين اتفائلي وإن شاء الله كل اللي بتفكري فيه ده هيطلع ملوش اساس وبكرة ربنا هيكرمك وبالك هيرتاح
أمنت هي على دعائها بعدما طمئنها حديثها 
يااااارب يسمع من خشمك ربنا لتتنهد بضيق عندما تذكرت ما ينغص راحتها
بس كيف
بالي يروج و أما ونيسة وعمي عبد الرحيم بيجطمنوي في الرايحة والچاية وهيفكروني بعلتي
تنهدت نادين بضيق تشعر بمعانتها فمن الوهلة الأولى لها بذلك المنزل لاحظت خنوع حامد وسلبيته في طاعتهم فخالها وزوجته ينهالون على تلك المسكينة بأحاديثهم الچارحة بسبب تأخر إنجابها غير عابئين بمشاعرها ولا بقلة حيلتها ولا بذلك التأثير السلبي الذي يتركه حديثهم في نفسها لذلك حاولت أن تواسيها قائلة
أهم حاجة جوزك بيحبك وراضي بقضاء ربنا وأنت قولتي أنه علطول بيدافع عنك وبيزعل على زعلك قدامهم ودي حاجة تخليك مبسوطة وتأكدلك أن لو الدنيا كلها مالت بيك جوزك هيسندك
توهجت قمر بشدة واخبرتها وهي تضع طرف وشاحها على طرف فمها بخجل
حامد طيب وهيعشجني عشج ولا ممكن يفرط فيا وده اللي مصبرني
تجمدت نظرات نادين في الفراغ فياليت كان لديها نصف الثقة التي تتحدث بها قمر عن حب زوجها لها وكيف تفعل وهو اختزل كل شيء وتبخر وكأن عشقه وحبه لها سراب خادع لا وجود له 
واه مسهمة فأيه
نفضته من تفكيرها سريعا كي لا تفضحها دمعاتها وتكشف عن هشاشتها من دونه
وردت تشجع قمر
هاااا ولا حاجة بصي يا قمر أنا عايزاك تلحي على حامد وتخليه يأثر على خالي ترجعي تتابعي عن الدكتورة
احتل الأحباط تقاسيم وجهها الصبوح قائلة بفطنة
مش هيعرف يجنعه وعمي هيسمعه حديت ماسخ وينجرزني زي عوايده لتسترسل بتلقائية استحوذت على انتباه نادين بالكامل 
خابرة يا نادين جبل سابج كنت كل ما راسي تلفلف شوي ولا معدتي تجرص عليا اتوهم واجول أني حبلة واعشم حامد معايا وبعد ما اعمل الاختبار احس إني ھموت من حسرتي لكن دلوجت مبجتش اركز و سلمت أمري لربنا ومتعشمة خير 
كانت تستمع لها وتفكيرها يتركز عند نقطة معينة تنطبق على شكوكها وكم تمنت أن يكون حدثها بمحله ورغم تلك التوقعات التي تدور برأسها إلا أنها حاولت تشجيعها من جديد 
ونعم بالله بس برضو لازم تحاولي وتقنعيه دي حياتك أنت وجوزك محدش ليه يتدخل فيها بالشكل ده حتى لو كان أبوه
أومأت لها قمر باقتناع بينما هي تنهدت بضيق وجلست على ذات الأريكة وشردت كعادتها في تلك الإطلالة الرائعة مما دفع قمر أن تحاول تطيب خاطرها 
متخديش على خاطرك من أما ونيسة هي طبعها جاسي إكده وكلامها كيف الدبش بكرة تتعودي عليه انا كنت زيك إكده لكن خلاص دلوجت خدت مناعة
انقبض قلبها بشدة حين ذكرت قمر أنها ستظل هنا لتقرص على شفاهها تكبت رغبتها بالبكاء وتمد أناملها تحتضن موضع خافقها وكأنها تطمئنه ثم غمغمت بصراحة مطلقة
انا مزعلتش منها وعارفة انها مبتحبنيش بس مش مهم أنا مستعدة استحمل اصل مفيش حاجة قدامي غير إني استحمل انتو اهلي ومبقاش ليا مكان غير هنا وسطكم لترتعش نبرتها وتستأنف بقلة حيلة
أنا اللي فعلا قاهرني أن ماما ثرياوحشتني أوي أنا بطمن عليها بس فكرة انها لوحدها قلقاني لتخفت نبرتها وتشعر برجفة تنتاب اطرافها حين اضافت بحسرة
رغم إني مشيت من هناك بإرادتي بس ياريت كان ينفع أرجع وابقى معاها بجد أنا محتجاها أوي و حاسة إني اتيتمت مرتين في غيابها قالت أخر جملة ودمعاتها تتهدل تعاندها كي تنعي فراق تلك السيدة التي تحمل لها امتنان العالم أجمع لتحاوط ذاتها بذراعيها قائلة من بين شهقاتها بحزن عظيم نابع من ڠضب أعظم
هو السبب أنا لا يمكن اسامحه 
اقتربت منها قمر تواسيها بطيبة
لساتك هتحبيه يا حزينة
حانت منها بسمة ممزقة من بين شهقاتها وتمسكت موضع قلبها المنفطر هامسة پقهر وبدمعات جارية
على أد ما حبيته على أد ما کرهت نفسي على حبي ليه هو كسرني وۏجع قلبي أوي لما اتخلى عني تخيلي واحد اتربيت على ايده وكبرت قصاد عينه وكان واهمني بالحب فجأة كده الوعود اتبخرت و الحب اختفى وشكك فيا ورفض يصدقني وخرجني من حياته وكأني لعڼة وما صدق خلص منها أنا لغاية دلوقتي مش قادرة استوعب أزاي هونت عليه وقدر يعمل فيا كده 
ضمتها قمرقائلة بود حقيقي وبعيون غائمة تأثرا بها
ياعيني عليك يا حزينة وانا اللي چيالك عشان تواسيني واتاريك معبعبة لحالك ورايدة اللي يواسيك ويطيب بخاطرك
كبحت هي دمعاتها بصعوبة بالغة بعد بعض الوقت وجاهدت كي تشجع ذاتها وتحثها على الصمود فقد اقسمت سابقا أن لا تذرف الدموع من أجله ولكن كل شيء يعاندها حتى ذلك اللعېن الذي مازال رغم خذلان مالكه لها وڠضبها العظيم منه إلا أنه يعاندها و ينبض فقط من أجله  
مستحيل ارجع هناك متحاولش
قالتها ميرال بإصرار بعدما لجأت إليه وحاول اقتناعها أن ما فعلته خاطئ ولكنها لم تقتنع مما جعله يكرر بجدية
مينفعش تسيبي بيت ابوك لأي سبب الأصول بتقول كده
انا مش هرجع يا محمد ومش لازم نستنى اكتر من كده انت لازم تتجوزني
نفى برأسه بعدم اقتناع وقال بإنفعال بكامل صوته الأجش
أنت بتقولي أنت اكيد اټجننت عايزاني اتجوزك من غير موافقة ابوك ومن وراه
محمد متصعبهاش علينا بابي مش هيوافق واظن انت شوفت رد فعله كان ايه
اجابها بعقلانية شديدة
انا لو وافقت
ابقى بأكدله شكوكه فيا وفيك
مش هتفرق معانا في حاجة كده او كده مش هكون غير ليك ومستحيل اسيبه يفرقنا
اجابها بتلك القناعات الراسخة التي تكمن بعقله ولا شيء يغيرها
لأ تفرق لما تبقي مراتي و واخدك من اهلك في النور وقدام كل الناس غير لما ابقى شبه الحرامية واحس إني باخد حاجة من ورا صاحبها ومن غير رضاه 
احتل الحزن معالم وجهها وكوبته مغمغمة ودمعاتها تتهدل من بحر عيناها تعاتبه
انت ليه بتعمل فينا كده حرام عليك ليه دايما بتصعبها عليا
اغمض عينه بقوة وزفر بضيق واقترب منها يزيح يدها عن وجهها قائلا بنخوة وبرزانة لطالما كانت من شيمه
في حاجات مينفعش نسهلها ونختصر طريق الوصول ليها وانا مستحيل اطاوعك علشان اللي مقبلوش على اختي مستحيل اقبله عليك ياميرال ليتأمل ثورة أمواجها العتية ويغرق بها دون أمل النجاة ويستأنف بنبرة يغلفها إصرار عظيم
أنت لازم ترجعي بيت ابوك وانا وعد مني عمري ما هخل بوعدي ليك وهحاول بدل المرة ألف علشان اقنعه واخد موافقته
نكست رأسها بحزن وقالت بنبرة فاض منها الخذلان
بس
أنا مش عايز ارجع يا محمد ده مد ايده عليا وصدق دعاء وكدبني
تنهد محمد وحاول اقناعها بحكمته المعهودة وهو يجلسها على أقرب مقعد ويجثو مقابل لها
هو ابوك يا ميرال ومفيش في الدنيا حد هيحبك أده ومش معنى انه بينشغل عنك أو علشان قسى عليك مرة يبقى تسبيه بالعكس أنت لازم حاولي تقربي منه ومتسبيش فرصة لمراته تعمل اللي في دماغها انا عارف انه ظلمك بس اللي اعرفه واتربيت عليه ان اللي ملهوش خير في اهله ملهوش خير في حد
دائما يفاجئها بمنطقه ودائما يستطيع أن يجعلها تنصاع له وتقتنع بحديثه بكل طواعية وكأنه هو من يملك زمام عقلها ويقوم بفرز تلك الأفكار الفاسدة واستقصائها وابدالها بأخرى صالحة فقد اقتنعت وها هي تهيم ببندقيتاها التي دائما تفيض بالأهتمام وهي لاتعلم للمرة الكام التي وقعت بحبه لتهمس بصدق نابع من قلبها المتيم به
أنا بحبك يا حمود وھموت لو بعدت عني ومړعوپة لما أرجع يحرمني منك ويتمسك برفضه
نفى برأسه واخبرها بثقة وبإصرار قوي طمئنها وهو يغرق دون قصد في بحر عيناها صانع
تم نسخ الرابط