حكاية كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز

بينه وبين امنيته البعيدة 
يا بخته اللي واخد عقلك 
أطرقت برأسها ولملمت خصلاتها قائلة بخجل
يوه بقى يا بابي
بتحبيه اوي كده!
بحبك انت اكتر
يا اونطجية بتقوليلي كده علشان تهربي من السؤال
لا مش بهرب وبحبه بحبه اوي يا بابي انا مش عارفة كنت عايشة من غيره ازاي انا كنت ضايعة قبل ما اعرفه 
ليتمتم هو نادما
سامحيني يا بنتي وحقك عليا انا جيت عليك كتير وكنت فاكر إني بحافظ عليك
خلاص يا بابي اللي فات ماټ على رأي شهد وانا نسيت وفرحانة اوي أننا قربنا من بعض وبقيت جنبي علطول ومش بتسافر 
تنهد بضيق ثم استرسل بندم
انا معنديش في الدنيا اغلى منك وكنت بحفر في الصخر علشان أأمنلك مستقبلك بس بعد اللي حصل اكتشفت أن الفلوس
ملهاش قيمة وأن في حاجات كتير كان مفروض اعملها أهم من جمعها انا خلاص مش هعيش أد اللي عيشته وضيعت بغبائي احلى سنين عمري وخاېف اموت قبل ما اشبع منك واشوف ولادك
بعد الشړ عليك يا بابي ربنا يخليك ليا
ربت على ظهرها بحنو قائلا
ويخليك ليا يا حتة من قلب بابي
الله الله ده ايه دي 
قالها كاظم وهو يدخل الغرفة ويجلس على أحد المقاعد المواجهة لهم لترحب ميرال
اهلا بالعريس المنتظر
يسمع من بؤك ربنا
قهقهت هي وشاكسته
ايه يا أبيه مالك فين التقل انا مش اخدة عليك كده 
زجرها فاضل قائلا
بنت عيب كده
عيب ايه يا بابي ده أبيه فاق كل التوقعات بصراحة انا كنت مصډومة لما محمد قالي انه طلب ايد شهد 
فعلا الموضوع غريب ليك حق!
تسائل كاظم مستنكرا
ليه ايه الغريب في الموضوع هو انا منفعش ولا ايه يا عمي!
أوضح فاضل وجهة نظره
لأ يا ابني متفهمنيش غلط بس أنت كنت عايش برة وشوفت ستات اشكال والوان وكمان مراتك كانت ايطالية يعني مش شايفها غريبة تعجبك واحدة زي شهد
شهقت ميرال ودافعت وهي تضع يدها بخصرها
هي شهد وحشة ولا ايه يا سي بابي دي قمر وبعدين كفاية حنيتها و طيبة قلبها
ابتسم كاظم وايدها بكل اقتناع
بالظبط كده زي ما قالت ميرال يا عمي اللي عجبني فيها طيبتها وتلقائيتها ورغم انها حد بسيط جدا ومش متكلف إلا أن فيها جاذبية
غريبة وحاجات ملقتهاش في غيرها وانا وبنتي محتاجنها
على العموم دي حياتك وأنت المسؤول الأول والأخير فيها عن اذنكم انا طالع انام تصبحوا على خير
ردو تحية المساء وإن ابتعد فاضل تسأل كاظم بنبرة متلهفة
طب مفيش اخبار منها انت كلمتيها بعدها 
نفت ميرال برأسها واخبرته
لأ بس بكرة هنزل انا وهي ومحمد نشتري شوية حاجات للفرح وهنشوف القاعة وهبقى اتكلم معاها
هز رأسه بتفهم لتستأنف ميرال ببسمة واسعة
مبسوطة اوي بأختيارك ليها يا ابيه علشان هي حد طيب اوي وكتير وقفت جنبي
احكيلي يا ميرال حابب اعرف عنها اكتر 
هحكيلك مواقفي معاها بس اسفة يا أبيه في حاجات مش هينفع اقولهالك ولازم تعرفها منها مش مني
أومأ لها بتفهم لتسترسل ميرال حديثها عنها وتقص عليه كيف ساندتها ودعمتها ضد شقيقها مما جعله يستمع لها ببسمة هادئة رزينة تنم كون حدثه لم يخطئ ابدا بشأن اختياره لها 
دست المعلقة بطبق الحساء كي تطعمه ولكنه رفض قائلا
شبعت يا نادين والله كفاية
لازم تاكل كويس علشان تخف بسرعة
تسائل بخبث وهو يرفع حاجبه
عايزاني اخف بسرعة ليه يارب يكون لأغراض من الي بالي بالك
يامن بطل كلامك ده ماما ثريا ممكن تسمعنا 
طب ما تسمعنا هو احنا بنسرق انت مراتي وبعدين هو انا قولت حاجة ده انا بس بطمن أن نواياك دنيئة نحيتي
ابتسمت بلا فائدة و وضعت طبق الحساء بالصينية التي تعتلي الكمود ثم قالت باشتهاء شديد
هي من ناحية دنيئة فهي دنيئة وأولها انا نفسي في أم الخلول بصراحة 
بقالها كتير هافة عليا
وساكتة ليه عايزة ابني او بنتي يطلعلهم ملخلولة في وشهم طلباتك أوامر هكلم حسن يجيب من القاهرة وهو جاي
هزت رأسها بحماس ليتسأل وهو يقرص وجنتها
اشمعنا أم الخلول نفسي اعرف !
بحبها
هز رأسه ببسمة واسعة وقال ماكرا
طب تعالى اقولك حاجة
ليلاحق ما إن شهقت متفاجئة
قصدي في ودنك بلاش تبقى متسرعة وتفهميني صح 
هزت رأسها بلافائدة ليستأنف وهو يمط فمه
بصراحة انا كمان نفسي في حاجة من ساعة ما فوقت ھموت عليها
ايه هي يا حبيبي قول
اجابها بنبرة عابثة وهو يسبل عيناه
يرضيك ابقى مطخوخ علشانك وتبخلي عليا
يامن احنا في المستشفى وبعدين ماما ثريا معانا علطول ازاي بس
طب ما هي برة انت مش قولتي خرجت من الاوضة علشان تكلم رهف يعني لسه قدمها شوية دي لما بتتفتح مع رهف بذات بتتأخر
يا سلام اقنعتني كده صح
لازم تقتنعي ولا انت بتستغلي إني راقد ومقدرش اقوم
شاكسته بمكر لكي تغير سير الحديث 
شوفت بقى انك لسه جعان خليني اكملك اكلك 
غضون ثوان توقف عما يفعله وابتعد عنها وقال وهو يسند ظهره للخلف ويدعي الألم
آه ه ه ه ه حرام عليك عمال اقولك تعبان هو انت معندكيش قلب و مش عتقاني
شهقت من حديثه واستغربته كثيرا ولكن حين اتاها صوت الممرضة من خلفها ودت أن تنشق الأرض وتبتلعها من شدة حرجها
واه بالهوادة على نفسك يا ولدي واختشي
الحب پهدلة يا حجة والله
قالها بقلة حيلة وهو يغمز ل نادين لترد الممرضة ببسمة محرجة 
اه منيكم يا أهل البندر عليكم حاچات غريبة بس خابر هي تستاهل العشج البنية جلبها كان مخروع عليك
زجرته بنظراتها ونهضت كي تخفي ارتباكها ثم همهمت بأنفاس مضطربة وهي تضع يدها على فمها
اه قوليله انا هدخل الحمام اغسل وشي 
ينفع اجي معاك
علشان تحرم قلة أدب
تأوه هو كي يلاعبها
آآآه يا عضاضة والله انت مفترية هو انا ناقص ده شكل هرمونات الحمل هتطلع عليا
بالظبط كده يا رخم 
قالتها وهي تخرج لسانها له بحركة لطالما ذكرته بتلك الطفلة صاحبة الضفائر الطويلة ذاتها 
لتتسع بسمته شيء
فشيء ويشعر أن قلبه المولع بها زاد فيضه وأطاح بالباقي من عقله في سبيل عشقها 
يعني ايه رأيك
تنهدت واجابتها مترددة
معرفش
يا شهد حرام عليك بقالي ساعة بقنعك وبحكيلك عنه
يوه وانا اعمل ايه طيب هي الحاجات دي مبتجيش خبط لزق كده لازم تأني
طب هتتأني أد ايه علشان اطمن أبيه
انا صليت استخارة واللي في الخير يقدمه ربنا
لتتسأل ميرال بألحاح مستميت
يعني في أملمش كده
هو انت متعرفيش أن امل ماټت محروقة
قالها وهو يجلس على الاريكة بجوارها بعدما انتهى من ارتداء ملابسه ليستعد للمغادرة معهم شهقت هي ونكزته
يا حمود انت بتحبطني ليه ده بدل ما تحاول تقنعها معايا
سيبيها براحتها يا ميرال دي حياتها وهي حرة فيها
طب انت ايه رأيك
انا معنديش مانع وشايفه حد محترم جدا واللي عجبني فيه أنه لا لف ولا دار ويعرف الأصول كويس رغم عيشته بره
تأففت شهد ونهضت تقول بتردد شديد
برضو انا لازم اخد وقتي أصل يعني عيشته مش زي عيشتنا ولازم برضو اشاور طمطم و أعرض الموضوع على حماتي
قالت ميرال رأيها
معتقدش أن طمطم هترفض هي متكرهش تشوفك مبسوطة 
وموضوع حماتك فأنا بصراحة مش شايفة داعي لده
لأ ازاي لازم اقدرها واحطها في الصورة مش هاخد بنتهم وادخل بيها لراجل غريب يبقى لازم تعرف وترضى كمان 
بس
قاطعها محمد بعقلانية
خلاص يا ميرال سيبيها براحتها وتاخد الوقت اللي محتجاه
هزت رأسها بطاعة لتقول شهد وهي تهم وتخرج من الغرفة
انا هروح ألبس علشان
نلحق نشتري لوازم الفرح ده خلاص مفضلش غير كام يوم
لترجوها ميرال
بس بسرعة يا شهد
فور نطقها 
سيبيها براحتها متستعجلهاش علشان في وعد ناوي اخل بيه
شهقت هي وبرقت عيناها وهبت من جلستها مهرولة للخارج
لأ مفيناش من كده خديني معاك يا شهد
رغم حزنه الشديد على أبيه ولكن لم يطاوعه ضميره أن يغضب عليها كونها شهدت بالحق وكيف يفعل وهو ذاته كان لا يرضى بتضليله ولكن لا ينكر انه ېموت قهرا لم آل إليه حال ابيه وكم لعڼ ذلك الشيطان اللعېن الذي استغل ضعف نفسه أمام المال و اقحمه في ذلك المأزق اللعېن 
ففور أن تعافى بعض الشيء خرج من المشفى و جاء إليه وهاهو يجلس في غرفة الضابط المسؤول ينتظر قدومه بعدما اخذ أذن بزيارته وفور دخول عبد الرحيم للغرفة تهللت اساريره وهرول ننحو و لده قائلا بفرحة عارمة
ولدي حمد الله على سلامتك يا نضر ابوك انت زين طمني
شدد حامد على عناقه وأخبره بملامح حزينة متهدلة بأسى
انا بجيت زين يا ابوي زين
هنا انسحب الضابط من الغرفة قائلا
طيب هسيبك يا حامد مع ابوك بس عشر دقايق مش اكتر
رد حامد ممتنا وهو يفصل عناق أبيه 
تشكر يا بيه
بينما نظر عبد الرحيم متمعنا بوجهه وكأنه يتأكد انه لم يهيأ له كون ولده أمامه وبخير ثم قال حامدا
حمد والشكر لله أنه ريح جلبي عليك يا ولدي
نظر له حامد نظرة مطولة جعلت عبد الرحيم ينكس رأسه حين سأله مؤنبا
ليه يا ابوي!
اجابه بخزي من نفسه
سامحني يا ولدي انا مدريتش بحالي من جهرتي عليك
ليستأنف عتابه
چوز بت عمتي كان ممكن ېموت من ورا عملتك المغفلجة دي
رد عبد الرحيم بحسرة وكأن لم يتعظ
ياريته كان ماټ وريحنا منيه بس الغريب بسبع ارواح
هز حامدرأسه بلا فائدة وتابع عتابه المضني وهو يجذبه ليجلسه على الاريكة الجلدية التي خلفهم
واني كمان يا ابوي كنت ھموت لولا ستر ربنا كيف مفكرتش أن الړصاصة اللي صابتني كانت رصاصة رحمة علشان تفكرك إن ربنا مش غافل عن نواياك وعايزك تتوب وتتعظ لكن انت تنيتك على عنادك 
نكس عبد الرحيم رأسه واجابه
كنت رايد ارچع حجي في مال خيتي إحنا اولا بيه من الغريب ولما لجتيك غرجان في دمك مدرتش بحالي
المال كان هيغنيك عني وعن راحة بالك يا ابوي كنت هتبجى مرتاح لما تجتله وتحرج قلب امه ومرته عليه كنت هتحط جتتك كيف على فرشتك وتنعس يا ابوي من غير ما يوجعك ضميرك! ليه عملت إكده وهينت شيبتك وضيعت هيبتك يا ابوي
اني راضي بأيتها حاچة يا ولدي غير أن يصيبك سوء
بس اني كان نفسي تربي ولدي لما يجي وتنضره بيكبر جصاد عنيك
تقلصت معالم عبدالرحيم مستغربا والتمع بعينه السؤال ليجيبه حامد
مرتي حبلة ياابوي 
هنا هب عبد الرحيم من جلسته وقال بضغينة دون أن يعير الخبر أي أهمية 
واه يبجى عشان إكده شهدت علي بكل عين وچباير وحبلها جوي جلبها وخلاها تشهد علي وتودرني
بلاش تظن السوء فيها يا ابوي هي خبرتني باللي حوصل وهي مظلمتكش يا ابوي هي جالت الحج وكل الخلج شهدت عليك حتى الغفير جال على اللي حوصل في التحجيجات
لولا هي سبجت مكنش حد فيهم اتچرأ وفتح خشمه كلالتهم هيعملولي ألف حساب
عشان خايفين منيك يا ابوي
ومن چبروتك لكن لما نطجت هي بالحج كل واحد چيت عليه واستجويت ردهالك
واه بكفياك انت جاي تجف جصادي عشان تنجرزني ولا ايه
ده بدل ما تچبلي محامي يطلعني منيها
تهدلت معالم حامد وقال بيأس شديد من ذلك الكبرالذي مازال يسيطر على قلب أبيه
مش جصدي انجرزك
تم نسخ الرابط