حكاية بقلم ياسمين

موقع أيام نيوز


و ابدا شغل   انا مكنتش عاوزة عشان عارفة نفسي حفشل  مش حقدر أركز هنا و قلبي و فكري هناك في البيت مع الاولاد  مع اللي إسمها فتحية إنت عارف كويس إني مش بحبها و إنت بالعند فيا خليتها هي اللي تهتم بيهم شاهين بملل رجعنا لنفس الاسطوانة من تاني  فتحية مين اللي تتجرأ و ټأذي أولادي     انا لو كان عندي شك واحد في المية في أمانتها كنت محيتها من على وش الأرض من زمان  إنت ليه مش عاوزة تقتنعي إن حكاية زمان كانت مجرد تمثيلية مني  شيلي الأوهام دي من دماغك عشان ترتاحي و بالنسبة للتصميم أنا عارف إنك بتتعمدي تغلطي عشان تخليني أيأس منك و ابطل أجيبك معايا الشركة   كاميليا بضيق من إكتشاف خطتها لا طبعا   كل الحكاية إن المشروع صعب و محتاج حد عنده خبرة اكثر مني عشان يطلعه perfect  هامسا بحنان مفاجئ بعد أن لانت نظراته حبيبي إنت كنتي الأولى على دفعتك خمس سنين يعني مشروع زي داه مهما كان صعب لو ركزتي شوية مكنتيش حتغلطي فيه كده  انا مش عايز احرمك إنك تحققي حلمك اللي تعبتي عشانه من سنين  الاولاد بخير متقلقيش و تقدري كل ساعة تطمني عليهم بالتلفون   و كلما تحسي نفسك زهقتي او تعبتي تقدري تروحي انا مش بجبرك إنك تشتغلي بالعافية بس انا لاحظت من فترة طويلة إنك بقيتي مهوسة بالاولاد بشكل غريب   لدرجة إنك بتراقبيهم حتى و هما نايمين   بقيتي خنقاهم ياكلوا داه و مياكلوش داه مش بتخليهم يلعبوا براحتهم فالحل إنك لازم تبعدي عنهم شوية لو سبتك كده حتبقي موسوسة  خليهم هما كمان يرتاحوا شوية من الخضار المسلوقة اللي بتجبريهم ياكلوها  قالها بمزاح مترقبا ردة فعلها التي توقعها كطفلة صغيرة هامسة بدلال بقى كده يعني إنت جبتني هنا عشان الولاد يرتاحوا مني  ويجيبها بصوت متحشرج تؤ جبتك هنا عشان عاوزك قدامي طول الوقت   و كمان عشان اكسب ثواب في ولادك المساكين و خاصة فادي   زمانه عامل حفلة مع اسيل و ايسم و بياكلو بيتزا و كنتاكي   مش عارفة إنت ليه كل مرة بتغلبني و بتنفذ بس اللي في دماغك بأي طريقة  كل حاجة بتحصل على مزاجك إنت وبس انا مليش رأي و لا اي قرار   داعب انفها قائلا و هو انا إيه مين غيرك   و لا حاجة   تراقص قلبها بفرحة و اشعت عينيها بلهفة واضحة تطالعه بنظرات هائمة مطالبة بالمزيد من كلماته التي تأخذها عاليا فوق الغيوم الوردية حتى انها تنسى نفسها و زمانها و مكانها لا ترى يتبع الفصل الثالث الجزء الثاني في كلية الطب   أنهت نور محاظراتها الصباحية ثم خرجت إلى الكافتيريا لطلب قهوة تمكنها من إكمال يومها الطويل  إلتقت بصديقتها بسمة لتتحول القهوة إلى وجبة غداء   إرتشفت رشفة من كوب المشروب الغازي الذي طلبته مع بيتزا متوسطة الحجم لم تأكل منها سوى القليل  لتنظر نحوها صديقتها بدهشة قائلة مش بتاكلي ليه يا نور أجابتها نور و هي تدفع الطبق أمامها قليلا  مليش نفس  مش عارفة مالي حاسة

نفسي مخڼوقة و مش عاوزة أعمل حاجة مش عاوزة أبقى في الجامعة و مش عاوزة اروح البيت  زهقت من حياتي كلها يا بسمة  بسمة بحاجب مرفوع نعم زهقتي امال أنا أقول إيه اروح أنتحر أحسن   ضحكت نور ضحكة قصيرة ساخرة الظاهر أنا اللي حنتحر و أرتاح  نفخت بسمة وجنتيها بضيق قائلة فعلا لو مبطلتيش تسمعي لكلام ميار و وسوستها حتبقى نهايتك يا المۏت يا مستشفى المجانين  إهتز جسدها فجأة إثر صڤعة خفيفة على ظهرها تلاه صوت ميار صديقتهم الثالثة و هي تصرخ بعتاب و مالها ميار يا ست بسمة  مش عاحباكي في إيه بقى  إشجيني  قلبت بسمة عينيها بملل فهي بالرغم من أنها صديقتهم إلا أنها لم تكن تطيقها و دائما ماكانت ټتشاجر معها لو لا وقوف نور حائلا بينهما  مفيش  كنا بنتكلم عنك عادي  عشان محضرتيش محاظرات الصبح  فقلقنا عليكي  قالتها بزيف و هي تبادلها نظرات باردة و قد إرتسم على ثغرها إبتسامة صفراء لكن الأخرى لم تهتم بها  فكل ما يهمها هو نور  او لنقل محمد  فميار فتاة في الثانية و العشرون من عمرها صديقة نور منذ دخولهما معا كلية الطب   إبنة إحدى الاسر الغنية و المعروفة و لطالما كانت معجبة بمحمد و تريد الحصول عليه حتى بعد إن علمت بحبه و زواجه من نور لتبدأ بالتقرب منها و أصبحت بذلك صديقتها حتى تجعلها بكل الطرق تترك محمد حتى تفوز به بعد أن علمت باستحالة ترك الاخر لها لأنه يحبها جدا  إلتفتت ميار نحو نور تراقب ملامحها الجميلة الشاردة پقهر و حسد تتمنى لو أنها في مقدورها قټلها و التخلص منها حتى تحصل على حبها   أخرجت من حقيبتها هاتفها
 

تم نسخ الرابط