حكاية بقلم ياسمين

موقع أيام نيوز


ليه هي
عملت إيه 
فتحية و هي تتنهد بحزن ابدا و الله دي مكملتش يومين شغل و اليوم الثالث لقاها بتنظف في مكتبه و الظاهر كده انها غيرت مكان ملفات او حاجة زي دي المهم شتمها و قلها يا حيوانة فهي المسكينة مستحملتش و دافعت عن نفسها انا فاكرة اليوم داه كويس اوي انا لحد دلوقتي لسه سامعه صريخها في وذاني و هي بتستنجد و بتترجاه انه يرحمها انت مشفتيشه ازاي جرها من شعرها و رماها برا الفيلا و أمر الحرس انهم يكملوا عليها و بعدين ياخذوها للقسم الست ثريا وقتها للاسف مكانتش موجودة كانت بتزور واحدة قريبتها المهم خلي بالك من نفسك حتى لو اسكتي داه ظالم و مش بعيد يلبسك قضية 

ارتجفت كاميليا و هي تتخيل نفسها مكان تلك المسكينة لتمتم پخوف يا نهار اسود إيه الذل داه يعني يا استحمل الاھانة و زي و الا اتسجن و اتضرب منك لله يا هبة ملقيتليش غير الفيلا الشؤم دي علشان اشتغل فيها دي
كانت شورة مهببة انا لايمكن استحمل كل داه انا حخلص الشهر علشان اخذت سلفة و بعدين حعتذر من الهانم و ابطل شغل خليله ابنه المدلل داه يشبع بيه و يربيه على مزاجه 
فتحية بمواساة ربنا يسهل يا حبيبتي يلا هاتي البيه الصغير و تعالي ندخل علشان تتغدي اليوم لسه طويل مش حتقدري تركزي مين غير أكل 
في مستشفى البحيري
قلبت ليليان عيناها بضجر و هي تنظر لساعتها للمرة العشرون قبل أن تهتف بصوت غاضب موجهة حديثها لسكرتيرة أيهم لما حضرته مشغول كده بيناديني ليه انا كمان عندي شغل اتصلي بيه دلوقتي و قوليله لو مش فاضي انا حمشي و حبقى أرجع وقت ثاني 
رمقتها وفاء السكرتيرة بنظرة حاړقة قبل أن ترفع سماعة الهاتف ليأتيها الرد
اتفضلي يا دكتورة الدكتور مستنيكي تشدقت وفاء و هي تمط شفتيها دون اكتراث پغضب الواقفة أمامها التي تكاد ټنفجر غيضا 
فتحت ليليان الباب لتندفع داخلا و هي تصرخ بغل انت قاصد تهيني صح بقالي ساعة مستنية جنابك
عشان تفضى و تدخلني بس الحق مش عليا انا الغبية اللي بنفذ اوامرك و باجي هنا 
إتكأ أيهم على كرسيه و هو يشاهد باستمتاع ملامحها الغاضبة مشرقة وفاتنة كعادتها وجهها محمر من شدة الڠضب و عيناها تنبعث منهما شرارات الكره 
يعلم انها تكرهه و تمقته منذ طفولتها منذ اول يوم أتت فيه الى منزلهم بسبب معاملته الفظة لها عكس بقية عائلته لطالما اعتبرها شيئا تابعا له من أملاكه يتحكم به كما يشاءدراستها أصدقائها عملها كل ما يتعلق بها يخصه هو لوحده 
يعلم نقاط ضعفها و يستغلها جيدا للسيطرة عليها لكنها تفاجئه دائما بتمردها و شراستها على مدى سنوات لم يتمكن من كسرها و ترويضها بل ازدادات عنادا و جموحا و ازداد هو اصرارا على الحصول عليهاتليق به كثيرا رغم اختلافهما فالفرق بينهما كالثلج و الڼار 
ابتسم بتسلية في سره و هو يمثل عدم الاكتراث قبل أن يجيبهاكان عندي شغل مستعجل اقعدي مالك واقفة ليه
رمقته باستهجان و هي تقول
پغضب عاوز إيه عندي شغل و مش فاضية 
مط أيهم شفتيه بعدم رضا و هو يتلاعب بقلمه بين اصبعه ثم قال بلهجة معاتبة مزيفة ليه كده يا ليلي دا انا حتى عندي ليكي أخبار حلوة حتفرحك 
ليليان بسخرية أخبار حلوة و منك انت
تجاهل نبرتها الساخرة ثم رمى القلم الذي كان يتلاعب به بين اصابعه قائلا بجديةأقعدي في
كلام مهم لازم نحكيه و الا انت ناسية انك خطيبتي
ازداد حنقها من بروده و لهجته الآمرة التي تثير اشمئزازها يبدو أنه هو من ينسى انها خطيبته و هذا ما أكده لها عندما أخذه معها الى تلك السهرة 
تقر انها تفاجأت كثيرا عندما لم يعارض ارتدائها للحجاب و كأنه كان يتوقع ان تفعل ذلك في أي وقت
إضافة إلى أنه تجاهلها طوال الاسبوع
لم تره و لم تسمع صوته و لم يأت الى منزل والديه كعادته هذا ما أثار ريبتها و شكها انه يخفى أمرا كبيرا 
جلست و هي تنظر إلى ملامحه الجامدة الخالية من اي تعبير علها تفهم ما يلمح إليه كانت تنتظر ما سينطق به بقلب منقبض و أيهم بطبعه لم يكن ليخذل إحساسها كعادته عندما نطق بكل ثقة و كأن ما سيقوله امر مفروغ منه لايستحق النقاش او المعارضة 
انت كملتي دراستك زي ما كنتي عاوزة و بقيتي بتشتغلي كمان يعني كل طموحاتك و أحلامك حققتيها و مقعدش ليكي حجة علشان نأجل جوازنا 
تجاهل نظراتها المستنكرة و تابع حتى بابا موافق و مش هو بس كل العيلة خاصة ماما مبسوطة جدا و 
قاطعته ليليان پغضب و هي ټضرب بقبضتها على المكتب يعني كلهم عارفين و انا اللي آخر من يعلم 
أيهم بحدة أقعدي خلينا نتكلم بهدوء و بلاش تعلي صوتك متخلينيش اتقلب عليكي و اوريكي وشي الثاني 
ليليان نتكلم في إيه انت عارف كويس
 

تم نسخ الرابط