حكاية شد عصب بقلم سعاد محمد سلامه

موقع أيام نيوز

هو مألوف 
حتى سمعت رنين هاتفها التى تجاهلت الرد عليه سابقا مرات 
زفرت نفسها بضيق شديد وهى تنظر الى شاشة هاتفها تعلم من الذى كان ومازال يتصل عليها فهى شبه علاقاتها مع الآخرين محدوده فقط مجرد زمالات دراسيه وقتيه وتنهى فهى منذ طفولتها لا تشعر بالإنتماء لأى مكان قضت معظم حياتها بالتنقل مع والدها سواء فى مصر او حتى فترة بقائها برفقة والدها سنوات بالخارج 
فكرت للحظات بعدم الرد لكن بلمسه خطأ فتحت الخط إضطرت الرد لتسمع من يقول بلهفه وإستخبار 
سلوان إنت فين بقينا نص الليل ولسه مرجعتيش للشقه 
system codeadautoadsتهكمت سلوان ساخره تهمس لنفسها 
أخيرا حسيت إنى سايبه البيت من الصبح طبعا عايم فى العسل مع العروسه هتفتكر إن ليك بنت 
عاود سؤالها مره أخرى
ردت سلوان بنزك 
أنا قولت بلاش أبقى عازول حضرتك عريس جديد وقررت أسافر كام يوم سياحه وكمان أسيبك تتهنى مع طنط 
تسأل
مره أخرى بإستفسار وتعجب 
سلوان سافرتى إزاى بدون ما تقوليلى وكمان سافرتى فين
ردت بلا مبالاه وسخريه 
لما أسحب فلوس من الكريديت أكيد هتعرف أنا فين سلام يا بابا أبقى سلملى على طنط وبالرفاء والبنين 
كاد يتسأل مره أخرى لكن رأت عبر زجاج القطار لوحه مكتوب عليها محطة الأقصر وشعرت أن القطار يستعد للوقوف 
system codeadautoadsأغلقت الهاتف ونهضت شعرت بتيبس بساقيها سببه بقائها جالسه لمده طويله تهكمت قائله 
المفروض القطر بيطلع من محطة مصر الساعه اتناشر الضهر يوصل أسوان إتناشر بالليل لكن كويس إنه وصل لل أقصر الساعه إتناشر وتلت حاسه إن رجليا زى ما تكون متشنجه مش رجليا بس ده جسمي كله هانت أوصل للأوتيل وأخد شاور دافي يفك جسمي 
على رصيف القطار 
وضع الهاتف على أذنه يرد على سؤال والده 
إنت فين يا جاويد لدلوك الساعه جربت على إتناشر ونص وإنت لساك معاودتش للدار أمك سألتنى إن كنت بعرف مكانك جولت لها مخابريش
رد جاويد 
أنا فى محطة الجطرالقطر وخلاص كلها نص ساعه وجطر البضاعه يوصل أشحن البضاعه على محجر المصنع وأعاود للدار يعنى ساعه ساعه ونص بالكتير 
تنهد والده قائلا 
إنت اللى هتستلم البضاعه بنفسك كنت خليت أى حد من المصنع يستلمها مطرحك 
رد جاويد 
وفيها أيه لما أستلمها آنى أنا فاضي دلوك 
تنهد والده بإشتياق وتقدير قائلا ربنا يديك طولة العمر بتشبه چدك الله يرحمه كان دمه حامي إكده ويعمل كل شئ حتى الحاچه الصغيره بيده بلاش تتأخر عشان إنت عارف أمك عندها جلجقلق عليك بزياده 
تنهد جاويد قائلا 
مش عارف أيه سبب الجلج ده أنا خلاص كبرت وكلها أجل من شهر وأكمل واحد وتلاتين سنه 
تبسم والده قائلا 
هى بتجول مش هنطمن عليك غير لما تتزوچ ويكون لك مره تاخد بالها منيك 
ضحك جاويد قائلا 
كنت بنته إياك وهيفوتنى الجطر وبعدين يعنى العرايس جدامها كتير 
رد والده ببساطه 
العرايس كتير وفي منهم اللى فى إنتظار كلمه منيك 
فهم جاويد تلميح والده قائلا بتتويه
نتكلم فى الموضوع ده بعدين خلاص الجطر اللى جايه فيه البضاعه انا سامع صوته بيجرب من المحطه 
أغلق جاويد الهاتف وكاد يضعه بجيبه لكن 
بسبب تيبس جسدها ومكان مقعدها بمنتصف إحدى عربات القطار تأخرت فى النزول من القطار بمجرد أن وضعت إحدى قدميها على رصيف القطار إندفع القطار سيرا وكاد يجذبها تحت عجلاته لكن وقعت منها حقيبة يدها كذالك حقيبة ملابسها أسفل تلك العجلات بينما إختل توازن جسدها وأخذت تدور وتدور لا تستطيع السيطره على جسدها كآنه مثل الهلام تتخبط بين بعض النزلاء من القطار حتى أنها تصادمت بكتف جاويد ومازالت أيضا تدور الى أن
إقتربت رصيف القطار المقابل وكادت تسقط على القضبان لكن سريعا حين رأها جاويد أمسكها بقوه من إحدى عضديها وجذبها عليها ثم أمسك عضد يدها الأخرى يثبتها بمكانها قبل خطوه واحده من السقوط على قضبان القطر ثبتها قويا وهى شبه دائخه 
وحين يشاء القدر يكون اللقاء الذى سيجمع بين العصب والوتين ب أرض مازالت تحمل لعڼة خېانة الجدود ل عهد قديم يدفع ثمنه الأحفاد 
الفصل الجاي كان بودى اقول يوم الثلاثاء بس نسبة القرايه متشجعش يبقى كفايه يومين فى الاسبوع 
الاحد والخميس ميعادنا الخميس
يتبع 
للحكايه بقيه 

الثالثه
شد عصبالمكتوب ع القلوب 
بأقصى أطراف البلده منزل من الطوب اللبن 
يشبه العشش تفوح منه رائحة
كريهه 
رائحة مكان يعقد فيه عهود مع شياطين الجان هنالك أيضا شياطين البشر التى لا تفكر سوا فى الطمع 
ألقت بعض من الرمال فوق ذالك المنقد موقد صغيرللفحم 
حتى تهدأ نيران ذالك الفحم المتأججه زفرت نفسها قائله 
صالح الأشرف من زمان رچليك مخطتش لعشتي چاي كيف العاده عشان مصلحتك أرض الچميزه 
إستغرب صالح الذى شعر بغثيان من رائحة المكان الكريهة أخرج منديل معطر من جيبه ووضعه فوق أنفه 
إستهزأت به قائله
الأرض راجدهراقدهعلى كنز كبير بس كل شئ بآوان ولساه آوان خروچ الكنز مجاش 
لمعت عينيه بطمع وإنبسط وجهه بظفر فى البدايه ثم سأم وجهه متهجم يقول 
system codeadautoadsوميتى بجى آوان خروچ الكنز يا غوايش 
ألقت غوايش
بعض الرمال فوق المنقد قائله
لما أعرف طلبات مارد المقبره بس قبلها لازمن تحاوط الأرض دى ب سور خرساني عشان لازمن نحفر الأرض الكنر فى جب غويط ولو حفرت أكده فى العلن ألف يد هتتمد عالكنز المدفون 
لمعت عين صالح بطمع متسألا
بس أنا ليا جزء فى الأرض مش كلها ملكي صلاح له فدان وصفيه نص فدان كيف هحاوط على نصيبهم بالأرض ومش معجول هجول لهم إن فى كنز تحت الأرض صلاح ولاده التنين لابسين توب العفه وصفيه هتمشى وراء صلاح وولاده 
زفرت غوايش نفسها ونفخت فى ذالك المنقد ليشتعل الفحم قائله
بس تجدر تحاوط نصيبك مش قليل فدان صحيح الكنز راجد تحت الأرض كلها بس سهل نسحبهم من نصيبك فى الأرض بعد الحفر 
system codeadautoadsتنهد صالح بطمع قائلا
تمام بس هيسألونى عن سبب إنى بحاوط الأرض دى 
زفرت غوايش نفسها بضيق قائله
سهل الچواب جول لهم إنك هتبنى عليها مصنع فخار كيف جاويد ولد أخوك ما عنده مصانع هتستغل الأرض وإنها جريبه من
النيل وأكيد طميها هينفع المصنع وكفايه أسئله عاد دلوك وكل سؤال له چواب بعدين دلوك إلحق حاوط الأرض 
ب سور سميك وبلاش تستعجل عالكنز له آوان يخرج فيه لما يتم طلب مارد المقبره ودلوك هملني وأنا هبجى أشيع لك كيف ما حصل سابج هتغرف من كنز ثمين مدفون مش بس دهب مساخيط كمان فى اللى أهم من دول 
برقت عيناه بجشع مبتسما يقول بأستفسار 
وأيه اللى بالمقبره أهم من الدهب والمساخيط بترول إياك 
نظرت له غوايش بعين تحولت الى وهج نيران مستعره تقول 
لاه مش بترول ده سر جديم تركيبه ترچع الشايب شاب من تاني ويعافر مع صبيه مش يبلبع حبيتين
فهم صالح مغزى حديثها شعر فى البدايه بخزي لكن لمعت عينيه وبرقت بآشتياق قائلا 
جصدك الزيبق الأحمر 
ردت غوايش 
لاه مش الزيبق الأحمر ده ترياق تاني مخلوط ومعزم عليه بجوة مارد المجبره ودلوك كفايه أسئله جولت هملني لحالي وحط اللى فى چيبك على الكرسى اللى جاعد عليه 
وقف صالح وأخرج من جيب جلبابه ظرف وضعه على المقعد مكان جلوسه وخرج من العشه تاركا 
غوايش التى إزداد توهج عينيها نيرانا وهى ترى خيال مارد شيطاني كبير ومخيف يقف على الحائط أمامها نهضت سريعا وإقتربت من الحائط شعرت بيد قويه توضع فوق رأسها تغصبها أن تسجد بالفعل سجدت أمامه تشرك بالله تبيع روحها لشيطان طالبه قوه خفيه تساعدها فى أعمال شريره ټأذي بها الأخرون تعتقد أنها تعطيها سطوه كي تأخذ بثآر الماضي 
بمنزل مؤنس القدوسى
رغم أن الغرفه مظلمه لكن جافى النوم مرقده بسبب هو يعلمه جيدا الشوق والحنين لفتاه كانت مدلله ربما أفرط فى تدليلها ليكون هذا الدلال سبب هلاكها لا يعلم سبب لتذكره لها اليوم لكن سأل قلبه
هل نسيتها يوم بل لحظه بحياتك تخليت عنها وتركتها تذهب خلف هلاكها بعيدا لتعود لك فى
يوم چثه دفنتها دون عزاء وإعتقدت أن هذا كان عقاپ لها بل كان لك قلبك يآن بكل لحظه تتمنى لو كنت سبقتها إلى القپر وإنقلب الوضع وهى من أخذت عزائك 
نهض من على فراشه واشعل الضوء وأخذ عباءه عربيه وضعها على كتفيه وخرج الغرفه لو ظل بالغرفه يتذكر أكثر سيجن عقله خرج الى حديقة المنزل حتى قدميه ساقته نحو ذكراها وهو ينظر الى شجرة التوت التى بالحديقه رأى تساقط أورقها بسبب الخريف حين تسلط ضوء شبه منير من القمر الاحدب للحظه إبتسم وهو يتذكر صبيه يافعه تتسلق فروع شجره توت مثل هذه كانت تتسلق بحذر كأنها فراشه تتنقل بين الأغصان وقفت
بحذر على أحد الفروع تقذفه بحبات التوت الأحمر قائله بغنج
إفتح حجرك يا أبوي وخد دوجتذوق توت أحمر كيف ما بتجول عليه
خد الچميل مټخافيش الچلابيه اللى عليك غامجه وكمان جديمه ولو بجعت بقعتأمى ما هتصدج وتعملها خلجات تمسك بيها الطناچر من على الباجور 
كان يضحك لها ويفعل مثلما تقول يفتح حجر جلبابه ويتلتقط حبات التوت التى تقذفها من فوق الشجره وينتظرها حتى تهبط من فوق الشجره تجلس جواره أسفل الشجره يستمتعان
بتذوق التوت وحين يرى ذالك المياء الأحمر حول فمها وخديها يضحك قائلا
كلى واحده واحده بلاش بالحفان كف الايد خدودك
كانت تضحك بدلال قائله 
ده لونهم الطبيعي يا أبوي ناسى إنك بتنادم عليا مسك خد الچميل 
system codeadautoadsمسك خد الچميل
ترددت تلك الجمله فى رأسه مع دموع حسره على شبابها الذى ذهب سريعا جلس على جذع شجره قريب من تلك الشجره لا يعلم سبب لذالك الشعور الذى يتوغل بقلبه يشعر برائحتها فى نسمة الهواء الخريفيه يشعر أنها قريبه منه ربما لو عاود النظر لأغصان الشجره يرها واقفه على أحد أغصانها لكن غص قلبه هذا وهم فالراحلون لا يعودن فقط يتركون ذكريات وآسى بالقلوب 
بنفس اللحظه شعر مؤنس بيد على كتفه بلهفه جفف دموع عينيه بيديه ونظر خلفه للحظه ظن أنها مسك وأن ما حدث كان كابوس حتى أنه قال بلهفه
مسك 
إبتسم محمود وهو يظن أنه يعتقد أنه إبنته قائلا 
مسك من وجت ما عاودت مع صفيه من دار خالها دخلت لمجعدها وزمانها فى سابع نومه أيه اللى مسهرك يا أبوي أنا خدت نعسه
وجومت من النوم عطشان ملجتش ميه فى المعجد نزلت للمطبخ لمحتك باب الدار مفتوح وكنت هجفله بس لمحتك فى الچنينه أيه اللى شاغل بالك إكده يا أبوي من صباحية ربنا وإنت شارد 
system codeadautoadsتنهد مؤنس يتنفس الهواء يشعر بآسي فى قلبه محمود ظن أنه يتحدث عن إبنته بينما هو قصد خد الچميلالتى رحلت وتركت مكانتها فى قلبه لم تهتز لكن بداخله ندم لو عاد الزمن مره أخرى لن يتركها ترحل بعيد عنه حتى لو كان ألزمها بالزواج 
ب رجل تبغضه لكن فات الآوان وأصبح كل شئ ماضى مؤلم تنهد يحبس تلك الدمعه التى تترك قلبه أشلاء قائلا
تم نسخ الرابط