حكاية بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


من وجهة نظري ياريت نأجل الكلام في الموضوع ده بعدين إنت دلوقتي مرهق وتعبان وأنا كمان عايزة أنام
ليس أحمق حتى لا يقرأ في عيناها نظرات الحزن وعدم الثقة لا تثق بكلامه وربما لا تصدقه حتى ولن يلومها فلديها الحق وكيف تأتي الثقة بين علاقة مبنية على اتفاقيات ورقية منذ البداية ! 
لم يضغط عليها ولم يتفوه بحرف آخر فقط ابتسم بدفء وانحنى عليها قليلا يطبع قبلة رقيقة على جانب جبهتها هامسا 

تصبحي على خير 
بادلته الابتسامة لكن بأخرى باهتة وابتعدت من أمامه بعد ثلاث ثواني بالضبط واتجهت إلى فراشها تسطحت عليه وتدثرت بالغطاء وهي توليه ظهرها وتحدق بالفراغ أمامها في سكون تام تشعر بحركاته وهو يرتدي ملابسه دون أن تراه وبعد دقيقتين بالضبط سمعت خطوات قدمه تتجه نحو الباب وباللحظة التالية كان يفتح الباب
وينصرف بعد أن اغلقه خلفه هبت فورا جالسة وهي تعلق نظرها على الباب بتفكير تتساءل بين نفسها هل غادر المنزل أم خرج ليجلس بالخارج أو بالحديقة ! أزاحت الغطاء عنها ووقفت على قدميها ثم تقدمت بخطواتها نحو الباب تسير بتريث حتى لا تحدث أي ضجة وصلت عند الباب وامسكت بالمقبض وانحنت بجزعة للأمام وهي تديره ببطء شديد وكانت على وشك أن تجذب الباب إليها لكن دفعه هو من الخارج ودخل شهقت بفزع وتراجعت للخلف وهي ترمقه باضطراب بسيط فضيق عيناه متطلعا لها باستغراب وقبل أن يسأل ما بها هتفت هي مسرعة بتوتر ملحوظ 
كنت رايحة اشرب 
نزلت بنظرها إلى جسده فوجدته يرتدي بنطاله الأسود وفوقه قميصه المماثل للون البنطال وفوق قميصه جاكت جلدي لونه بني فسألت بعفوية 
إنت هتمشي تاني ! 
اماء برأسه في إيجاب ثم اندفع نحو طاولة التسريحة يتلقط من فوقها مفاتيح سيارته ويعود في طريقه نحو الباب وهو يحدثها بنبرة رخيمة 
الصبح بدري قبل ما تصحي هنا هاجي عايزة حاجة 
هزت رأسها بالنفي ورغبت بأن
تسأله إلى أين سيذهب لكنها كتمت سؤالها في نفسها وتابعته بصمت وهو يغادر وفور سماعها لصوت غلق باب المنزل استدارت واتجهت لشرفة غرفتها تنظر منها فتراه وهو يستقل بسيارته وينطلق بها وسؤال واحد يتردد في ذهنها تطرحه بفضول هل يذهب لها ! 
أوقف حاتم السيارة على جانب الطريق ثم نظر لها وابتسم متمتما بنبرة عادية 
كلي وأنا هنزل أقف شوية برا 
اماءت له بالموافقة وفور نزوله التقطت الكيس الممتليء بالطعام وأنواع مختلفة من الحلوى قام بشرائها لها عندما أخبرته أنها
جائعة بعد انتهاء اجتماع العمل وعودتهم في طريق المنزل 
فتحت الكيس وأول شيء وقع نظرها عليه كان
الآيس كريم لمعت عيناها بنظرات مشتهية وجذبته فورا تفتحه وتبدأ بأكله في استمتاع وتلذذ وبسبب تركيزها المنصب كله على الآيس الذي بيدها لم تلاحظ نظراته لها من الخارج وهو يلتفت برأسه للخلف يتطلع إليها بتعجب وهي تلتهم الآيس كالأطفال اتسعت ابتسامته حتى ملأت وجهه يمعن النظر بها مستغلا فرصة عدم ملاحظتها له بعد لحظات قصيرة قرر العودة للسيارة فتحرك باتجاه باب مقعده وفتحه ثم دخل واغلقه وهو يتطلع لها باسما ويهتف بمشاكسة 
بالهنا والشفا واضح إنك جعانة أوي فعلا 
أماءت له بالإيجاب وهي تهتف بعفوية 
مش أوي بس الآيس طعمه كتييير طيب 
حاتم ضاحكا 
أه ما أنا لاحظت إنه عجبك 
تطلعت فيه بتلقائية وهدرت بحيرة 
أنا ما راح أكل كل هاد وحدي طبعا ليش ما بتاكل معي ! 
لا مش جعان كلي إنتي والباقي خليه اتسلي عليه براحتك 
زمت شفتيها بيأس ثم رفعت الأيس لفمها تأكله برقة هم هو بأن يحرك محرك السيارة وينطلق لكنه ألقى نظرة أخيرة عليها فانتبه لجانب ثغرها الذي تلطخ بقطعة صغيرة من الآيس فابتسم وهو يرمقها مطولا ثم مد يده يجذب منديل من عبوة المناديل الصغيرة الموضوعة في الدرج الصغير للسيارة ويمده لها فتطلعت هي ليده الممدودة بمنديل ورقي في حيرة ليضحك ويغمز لها بخبث متعمد منه وهو يشير بيده الأخرى على جانب ثغره رفعت أناملها بتلقائية لجانب فمها تتحسسه وفورا فهمت ما يقصده فجذبت المنديل من يده بقوة ومسحت فمها بإحراج متمتمة في غيظ 
غليظ ! 
بتقولي حاجة ! 
لا ولا شيء 
ضحك بخفة ثم نظر أمامه وحرك محرك السيارة انطلق بها يشق الطرقات فهتف محدثا إياها في لؤم بعد دقيقتين من الصمت 
صحيح هو إنتي اتضايقتي ليه الصبح لما خالتي قالتلك إني عايز اتجوز 
رمقته بشراسة وهتفت 
ما قالت إنك بدك تتجوز ولا شو إنت غيرت رأيك من الصبح لهلأ ! 
رفع حاجبه بدهشة بسيطة من انفعالها السريع وهدر ضاحكا 
طيب براحة اهدي في إيه هتاكليني ! 
اعتدلت في جلستها وردت بهدوء وثبات انفعالي متصنع 
أنا هادية 
حاتم باستنكار وهو يضحك
 

تم نسخ الرابط