حكاية بقلم ندى محمود
المحتويات
طيب خلاص مش وقته الكلام ده دلوقتي أنا هصالحك ياجميل بعدين
ابتسمت بابتسامة جانبية بسيطة وعقدت ذراعيها أمام صدرها بينما أسمهان فأخيرا تحدثت وقالت بقرف واضح
امال بنت نشأت فين
تنهد الصعداء وهتف بصوته اصبح غليظا
برا مستنية في العربية
فريدة پغضب
هو إنت ناوي ترجع معاها ولا إيه !
جزت على أسنانها بغل بينما أسمهان فهتفت في لؤم ووعيد لمحه بعيناها
طيب ما
تخليها تاجي عشان اشوفها وارحب بيها كويس
مسح على وجهه متأففا وقال بحزم
مش وقته ياماما أنا في دماغي مية حاجة ومش عايز مشاكل ولا خناق
انتبهت فريدة أخيرا إلى هنا فتحركت باتجاهها ومدت يدها لتصافحها في ابتسامة متكلفة
طالعتها هنا مطولا في تفكير وسرعان ما هرولت نحو والدها وتشبثت بقدمه تقول بنفور واحتدام
مامي قالتلي إنتي وحشة ومس مش بتحبينا
رفعت فريدة نظرها إلى عدنان وحدقته بحاحبان مرفوعان بابتسامة ساخرة فانحنى هو على ابنته وحملها هامسا لها في صوت حازم يحمل بعض الرفق
عيب ياحبيبتي طنط فريدة بتحبك طبعا اعتذري منها يابابا يلا
سيبها ياعدنان خلاص على راحتها متغطش عليها
زفر بحرارة وعصبية بدأت ترتفع لمحياه ثم انزلها على الأرض وقال بخشونة
أنا هطلع اغير هدومي فوق ونازل
أخبرته بألا يتأخر ولكنه تجاهلها تماما وهاهو بالداخل منذ وقت طويل وحتى محاولاتها للاتصال به لا يجيب عليها استشاطت غيظا وڠضبا ونزلت من السيارة ثم رفعت نظارتها لأعلى تثبتها عند مقدمة شعرها وقادت خطواتها نحو الداخل وهي عبارة عن جمرة نيران متوهجة وقفت أمام الباب وطرقت عدة طرقات متعددة على الباب ففتحت لها بعد ثواني معدودة أسمهان التي طالعتها بابتسامة خبيثة وقالت پحقد
جلنار بعدم مبالاة بنظراتها وبتجاهل تماما تجولت بنظرها في أرجاء المنزل وهي تقف على عتبة الباب وهتفت
بنتي فين
التهبت عيني أسمهان فقبضت على ذراعها پعنف وجذبتها إليها تقول بوعيد ونظرات تنضج بالشړ
إنتي فاكرة نفسك مين عشان تاخدي حفيدتي وتهربي بيها لا وكمان بتتسرمحي مع الرجالة
حاسبي على كلامك معايا يا أسمهان هانم
قهقهت أسمهان بقوة في استهزاء وكانت
على وشك أن تجيب عليها لولا فريدة التي اقتربت منهم ووقفت أمام جلنار بالضبط وقالت في مكر وأعين مشټعلة
معلش اعذريها يا ماما تلاقيها جات مڠصوبة ومكنتش قادرة تسيب حبيب القلب اللي هربت معاه
صراحة مندهشتش وواضح إنه مش جديد عليكي أنا قولت من الأول إن إنتي
نزل
عدنان على أثر الصوت المرتفع بينما كانت جلنار تقف شامخة كالجبل أمامها بكل قوة وصلابة لكن آخر ما توفهت به من إهانة فظة وجهتها إليها جعلها تخرج عن إطار هدوئها المزيف واڼفجر بركانها الخامد فرفعت كفها في الهواء وهوت به بكل قوة فوق وجنتها ثم تمتمت في نظرات ڼارية وتحذير مريب ومخيف
مفضلش إلا واحدة بيئة زيك تغلط فيا اعرفي مقامك كويس يافريدة ومتنسيش أنا مين
الفصل العاشر
خرج صوت جهوري أسكتهم جميعا
إيه اللي بيحصل ده !
فريدة
توقفت بأرضها مجبرة بعد صيحته بها بينما جلنار فوقفت بصمود وقالت في قوة وشراسة تليق بها
من هنا ورايح مش هسكت عن أي إهانة ليا وأي حد هيتخطى حدود معايا هيشوف حقيقة بنت الرازي و
اكتمي ومسمعش صوتك تعالى
إنت ماخدها على فين من غير ما تخليها تعتذر !
استقرت في عيني عدنان نظرة غريبة كانت قوية وصارمة مما جعلها تتركه بتلقائية في تعجب من نظرته وأسمهان كانت تتابع ما يحدث بابتسامة ماكرة
سار بها في اتجاه السيارة وهي تحاول التملص من قبضته هاتفة بعصبية
سيب إيدي ياعدنان
لم يعيرها اهتمام واستمر في جذبها بقسۏة حتى وصلا إلى السيارة ففتح باب المقعد المجاور له وادخلها ثم اغلق الباب پعنف مما أحدث صوتا عاليا أثار نفضة بسيطة في جسدها خرجت هنا من المنزل بعدما ارتدت حذائها وهرولت راكضة نحو سيارة أبيها واستقلت بمقعدها الخلفي المخصص لها وباللحظة التالية كان هو ينطلق بالسيارة متجها نحو منزله الثاني
ظلت تجوب الغرفة إيابا وذهابا وهي عبارة عن جمرة مشټعلة وتزأر من بين شفتيها پغضب عارم كيف تجرأت ورفعت يدها عليها وما جعل النيران تزداد اشتعالا بداخلها أكثر نظرته لها عندما طلبت أن يجعلها تعتذر ومن ثم مغادرتها بها دون أي ردة فعل منه على فعلتها !
ارتفع رنين هاتفها باللحظة المناسبة
متابعة القراءة