حكاية بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


باستغراب 
رايح فين ! 
رد عليها بإيجاز وهو يرتدي سترته 
رايح الشركة هخلص كام حاجة ضروري وراجع 
انزلت يدها الممسكة بالمنشفة في حركة
بطيئة ثم ألقت بها علي الفراش في عدم مبالاة وتقدمت نحوه متمتمة بلهجة آمرة 
مش هتروح 
سكون مريب للحظات وكأنه يستوعب لهجتها الآمرة وهي تلقي عليه بالأوامر ثم الټفت لها برأسه مبتسما بشيء من الاستنكار 

نعم !!! 
وقفت أمامه مباشرة وهتفت بنبرة قوية وصلبة لم تهزها نظرته 
مش هتخرج ياعدنان كلام الدكتور كان واضح وقال الراحة التامة وإنت لسا مكملتش أربع أيام حتى وعايز تروح الشغل !
طال النظر بها بأعين مريبة ففهمت هي من خلال نظرته أن طريقتها استفزته لكنها لم تكترث واكملت بكل برود وهي تمد يدها لسترته تنزعها عنه
متبصليش كدا عشان نظراتك دي مش هتجيب بفايدة إنت اللي اخترت تقعد عندي يبقى تستحمل شروطي اقلع هدومك ويلا عشان نفطر 
قبض على كفيها بيديه وانزل يدها للأسفل وهو يرمقها بنظرة تلوح بها بشائر الڠضب واعاد سترته لوضعها الطبيعي وهندم من مظهره ثم استدار وهم بالانصراف لكنها هرولت ووقفت أمامه تسد طريقه وتهتف بإصرار 
قولت مش هتخرج 
جز على أسنانه بغيظ وتمتم بهدوء ما قبل العاصفة 
ابعدي ياجلنار 
لا مش هبعد ومينفعش تخرج 
تمالك أعصابه ورسم ابتسامة متكلفة وهو ينحنى عليها ويطبع قبلة على وجنتها هامسا بصوت يحمل الإنذار 
طيب ابعدي يارمانتي ربنا يهديكي عشان أنا ماسك نفسي ومش عايز اتعصب عليكي 
ردت جلنار بغيظ من قبلته وهي تقف على أطراف اصابعها حتى تكون في مستوى طوله 
ما تتعصب هو أنا خاېفة منك 
عدنان مسايرا إياها بغيظ مكتوم 
قطعت اللحظة هنا الصغيرة التي دخلت ووقفت بجانب والدتها تنظر لأبيها وتسأل بضيق ظهر على ملامحها البريئة 
رايح
فين يابابي 
نظرت جلنار لابنتها وتمتمت بلؤم متصنعة البراءة 
هنون احنا مش لما نكون تعبانين بنفضل في البيت لغاية ما نخف 
أيوة 
طيب ياحبيبتي بابي تعبان وعايز يروح الشغل ينفع كدا ! 
اقتربت الصغيرة من أبيها وتشبثت بقدمه متمتمة برجاء وهي تنظر له بنظرات مستعطفة 
مش تروح الشغل يابابي عشان خطړي خاطري كدا إنت هتتعب وتروح الدكتور تاني 
لم يتمكن من التفريط بها وبنظراتها التي تأثره أثر فانحنى عليها وحملها فوق ذراعيه لاثما وجنتها بحنو ثم رفع نظره لجلنار فرآها تقف عاقدة ذراعيها أمام صدرها وترمقه بابتسامة نصر عض على شفاه بغيظ وبعيناه يتوعد لها بينما هنا عندما لم تحصل منه على أجوبة عادت تسأل من جديد بلطافة 
مش هتروح صح 
لحظات من الصمت وهو يستمر بالتحديق في جلنار التي تضحك بتشفي ثم عاد بنظره إلى صغيرته وكان على وشك أن ينفي سؤالها لكنه خر مستسلما أمام نظراتها ولم يتمكن من رد طلبها فتنهد مغلوب على أمره وهو يوميء لها بالإيجاب فصاحت هنا بسعادة وهي تتعلق برقبته هاتفة 
هييييه بحبك أوي يابابي 
وأنا كمان بحبك ياروح بابي 
اتسعت ابتسامة جلنار وقالت بثقة ونظرات متعمدة بها استفزازه 
أنا هروح احضر الفطار وإنت غير هدومك يا أبو هنا يلا 
تابعها بعيناه وهي تستدير وتنصرف زفر بصوت مسموع ونظر لابنته وتمتم بعدم حيلة شبه مبتسما 
والله ما في حد تاعبني غير أمك آخ منها 
لم تفهم ما قصده فاكتفت بضحكتها الخاڤتة دون أن تفهم لتتسع ابتسامة بحب على ضحكتها ! 
في تمام الساعة الرابعة عصرا دوى صوت رنين الباب فاستقام عدنان الذي كان يشاهد التلفاز اتجه نحو الباب ليفتح أمسك بالمقبض واداره ثم جذب الباب إليه فقابل أمامه كل من أخيه وأمه التي عانقته بقوة فور رؤيتها له وتمتمت بحب واهتمام حقيقي 
عامل إيه ياحبيبي مقدرتش مجيش اشوفك 
رفع نظره لآدم يرمقه معاتبا لأنه جلبها فرفع آدم كتفيه بعدم حيلة بينما عدنان فملس على ظهر أمه بلطف هامسا 
أنا كويس ياماما الحمدلله متقلقيش 
ابتعدت عنه أسمهان وهتفت بضيق واضح وملحوظ 
بقى كدا متجيش تقعد معايا جمبي وتقعد هنا 
عدنان بابتسامة متصنعة 
مش وقته الكلام ده ياماما 
لوت فمها بخنق ثم دخلت ولحق بها آدم الذي انحنى على أذن عدنان وهمس 
اعمل إيه صممت تيجي معايا لما عرفت إني جايلك 
رتب على كتفه أخيه باسما 
طيب ادخل خلاص ربنا يستر ومتحصلش مشاكل عشان أنا مش ناقص
خرجت الصغيرة هنا من غرفتها وفور رؤيتها لجدتها ركضت عليها تعانقها واستقبلتها أسمهان بحرارة وحب بينما جلنار فوقفت على بعد خطوات منها وتمتمت بابتسامة صفراء 
أهلا يا أسمهان هانم 
رمقتها بقرف وغل وكانت على وشك أن تجيب عليها لولا وصول أبنائها فتحركت وجلست على المقعد بجوار عدنان وهتفت تسأله باهتمام 
بتاخد علاجك
 

تم نسخ الرابط