حكاية بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


من النيران الملتهبة وثبت جالسة فجأة والتفتت نحوهم صائحة بغيظ 
عدنان 
ابتعدت هنا عن أبيها وحدقت بأمها في استغراب بينما هو فلم يستغرق الموقف أكثر من ثانية ليدرك سبب اشتعالها أجابها ببرود مجاهدا في إخفاء ابتسامته 
صباح الخير يارمانتي !
الفصل الرابع عشر 
اتساع عيناها كان ردا كافيا على جملته المغلفة بالهدوء المستفز صباح الخير يارمانتي !! يالك من مستفز كيف يمكنك التحدث بهذا البرود وكأنك لم تفعل شيء ! 

نظرت لابنتها التي تحدق بها بتعجب من ڠضبها فارتخت عضلات وجهها المتشنجة تدريجيا ورسمت على وجهها ابتسامة مزيفة تجيب عليه بمضض 
صباح النور ياحبيبي
ثم فردت ذراعيها لابنتها تحثها على الانضمام بحضنها ففعلت الصغيرة فورا هتفت جلنار بدفء 
صاحية بدري كدا ليه ياحبيبة ماما 
ردت هنا بحماس وفرحة 
بابي هياخدني معاه 
رفعت نظرها لعدنان وطالعته بنظرة مشټعلة ثم عادت بنظرها مرة أخرى لصغيرتها وقالت بوجه لطييف تماما على عكس نظراتها له للتو 
ياخدك
فين 
الشغل ! 
رفعت جلنار حاجبها باستغراب ثم ردت ببعض الجدية 
بس ياحبيبتي ده شغل وبابا مش هيكون فاضي يعني هتزهقي وحدك 
هزت رأسها بالنفي وقالت بإصرار 
لا أنا هقعد مع بابي ومش هبعد عنه 
وهو بابي يقدر يبعد عن ملاكه لحظة أساسا 
وقعت عيناه بتلقائية على جلنار فوجدها ترمقه بنفس النظرات الڼارية لو كانت النظرات ټحرق لحرقته مكانه أخفى ابتسامته المتسلية وهتف محدثا ابنته لكن نظراته معلقة على الأخرى 
يلا ياهنايا عشان نقوم ونساعد ماما في تحضير الفطار وبعدين نلبس ونمشي 
هنا بسعادة وحماس 
يلا ياماما 
جلنار وهي لا تزال معلقة نظراتها على عدنان 
حاضر ياحبيبتي 
استقامت من الفراش وتوجهت إلى الحمام وهي تتوعد له بينما هو فظل جالسا مكانه والصغيرة توقفت وانصرفت متجهة إلى غرفتها تفتح خزانة ملابسها الصغيرة تفتش بين ملابسها بحماس طفولي عن ما سترتديه 
دقائق قليلة حتى خرجت جلنار من الحمام وقفت وتطلعت له بغيظ واندفعت نحو باب الغرفة حين لم تجد ابنتها أغلقت الباب وعادت له ثائرة تطرح السؤال الأهم من الطريقة المعروفة التي جاءت بها إلى الفراش بجواره 
أنا مكنتش لابسة كدا إمبارح قبل ما أنام إنت عملت إيه ! 
توقف من الفراش ببرود أعصاب تام وأجابها 
معملتش حاجة 
جلنار 
لا والله امال مين اللي غيرلي هدومي !!
عدنان بنظرة وقحة وابتسامة لعوب 
أنا 
ما تاخدي بالك بسبب إن النوم كان غالب عليكي المايه اتكبت على هدومك للأسف فجبتلك حاجة تلبسيها من الدولاب وكنت هطلع واسيبك تغيري وتلبسي بس إنتي اللي ندهتي عليا وقولتيلي تعالى ياعدنان ساعدني وأنا عشان قلبي طيب مقدرتش اشوفك محتجاني وملبيش طلبك وضعفت وساعدتك
رغم أن كل ما رواه لم يكن يستدعي الضحك أبدا لكنها اڼفجرت ضاحكة ضحكة تحمل السخرية والاستنكار ظلت تضحك لنصف دقيقة تقريبا حتى توقفت قليلا وقالت من بين ضحكها بلهجة تحمل الاستهزاء 
كنت نايمة والمايه وقعت على هدومي وإنت ياعيني كنت هتسبني اغير وتطلع برا عشان إنت محترم أوي طبعا روحت أنا ندهت عليك وقولتلك ياعدنان تعالى ساعدني ده أنا اللي قولت كدا صح ! وطبعا زوجي البريء والمضحى والجميل ساعدني مضطر عشان ميرفضش طلبي ! 
رد عليها بنفس البرود وهو مبتسم 
بظبط كدا اضطريت إنتي عارفة أنا دايما بحب اساعد المحتاج
اختفت ابتسامته
في لحظة وتحولت للوجه الآخر الذى كان كله ڠضب وغيظ ولکمته في صدره پعنف صائحة به بوجه أحمر من فرط الڠضب 
وقح وقليل الأدب إزاي تقربلي هااا أنا قولتلك مليون مرة متلمسنيش 
فشل في كتم ضحكته التي انطلقت بسيطة من بين شفتيه ثم انحنى بوجهه عليها وهمس في مكر أشد قاصدا إثارة أعصابها أكثر 
مټخافيش كنت مغمض عيني 
عدنان
صيحة شبه عالية انطلقت منها وهي تشتعل من فرط الغيظ ثم دفعت يده عنها ورفعت سبابتها في وجهه تحذره بسخط حقيقي 
إياك تقربلي تاني فاهم ولا لا واحد متحرش 
ثم استدارت واندفعت مسرعة إلى خارج الغرفة وهي عبارة عن جمرة نيران متوهجة بينما هو فعاد كلمتها الأخيرة ضاحكا باستنكار 
متحرش !!!
يعرف ويتجاهل يفهم جيدا مدى الألم الذي اعاني
منه لكنه يبعدني عنه لا يحبني ولن يفعل ! لم تكن كلماته بالأمس في سياق الحديث بل كان يقصد كل حرف وكلمة تفوه بها كان لدي بعض الشكوك حول معرفته بمشاعري تجاهه ولكنني الآن تيقنت من شكوكي لم يكتب لتلك المشاعر الحياة كنت فقط اتبع وهم منذ البداية متأملة انني بيوم قد افوز بقلبه ويصبح لي لكنني كنت اتوهم وخلقت عالما مزيفا تعايشت فيه بمفردي ومن الواضح أن الآن يجب على مغادرته هذا العالم لا يناسبني وليس لي ! 
كانت تقف أمام المرآة تستعد للخروج
 

تم نسخ الرابط