حكاية بقلم ندى محمود
المحتويات
عدنان إذا كان يراقبها اليوم لذلك عرف أنها خرجت ورائها !
حصل آدم على إجابته من صمتها فقال باسما پغضب ملحوظ على فريدة
أنا كدا شبه اتأكدت من شكوكي هنتكلم تاني وتحكيلي كل حاجة عشان بس لا المكان ولا الوقت مناسب تعالي يلا نرجع جوا
سارت معه للداخل وهي شاردة الذهن وقد بدأ الوضع يزداد تعقيدا في عقلها هي نفسها تجد بعض الخيوط ناقصة مثلا منذ متى وهي في هذه العلاقة المحرمة كيف تمكنت من خداع الجميع هكذا وفي مقدمتهم عدنان ! لماذا فعلت هذا !
لمراقبتها حتى تكتشف إحدى مكائدها وتفضحها فټنتقم منها ومن عدنان لكن بعد ما عرفته أصبحت مشفقة عليه ! وعلى
مشاعره الصادقة
الذي اهدرها عبثا بمن لا يستحق
عادت أخيرا إلى المعرض
وكانت نظرات جميع العائلة معلقة عليها بعضهم حيرة والبعض الآخر ڠضب وسخرية وجدت يد تقبض على ذراعها وتجذبها للخارج في عڼف لم تكن بحاجة للنظر حتى تتأكد أن الفاعل هو عدنان
كنتي فين
فريدة بنبرة مرتبكة
كنت طلعت اجيب حاجة كنت محتجاها ورجعت تاني ياعدنان
انتي هتستعبطي حاجة إيه دي اللي بتشتريها دلوقتي
هذه المرة لم تصدمها طريقته التي أصبحت أكثر قسۏة بقدر ما اخافتها حيث ردت عليه بعينان دامعة
في إيه ياعدنان إنت اتغيرت معايا جدا !
أنا وإنتي عارفين كويس أوي مين اللي اتغير وصدقيني لو طلع اللي في دماغي صح مش هرحمك والمرة دي الحب اللي بينا مش هيشفعلك بأي حاجة بل صدقيني هدوس عليه وعلى قلبي برجلي
لم ترد والتزمت الصمت تتطلع إليه منذهلة من تحوله الجذري كيف تمكن من أن يكون قاسېا تجاه حبه
صابر مستنيكي برا هياخدك ويوديكي البيت ورجلك لو عتبت برا عتبة البيت بس هتتكسر يافريدة
أحست هذه المرة بأن دموع صادقة تجمعت في عيناها لكنها شدت على محابسهم واستدارت بصمت متجهة للخارج تماما حيث ينتظرها صابر كما اخبرها
يجلس في الشرفة الخارجية بالصالون على مقعد هزاز ضوء القمر ينعكس على ظلام الشرفة فيضيئها والرياح الباردة تلفح صفحة وجهه وشعره الغزير والأشجار تتمايل يمينا ويسارا بفعل حدة الرياح كانت أجواء باردة وقاسېة قليلا تماما كقلبه لم يعد يعرف على ماذا يجب أن يثبت كامل تركيزه على صديقه الذي يخونه بعمله أم على زوجته وحبيبته التي لم يعد يشعر أنها باءت هكذا
يبلغ قصاري جهده في تمالك ثوراته العمياء حتى لا ېؤذيها على أمل أن يكون مخطأ ويصبح هو الظالم بل يتمنى أن تكون هي على حق وهو مخطأ بحقها
كانت جلنار تقف بالمطبخ تقوم بتحضير فنجان من القهوة له بعد تردد لدقائق طويلة وهي كامنة بغرفتها تسأل نفسها بحيرة أفعلها أم لا ! لن أفعلها ! وبالأخير هتفت حسنا سأفعلها !
منذ عودتهم من الأفتتاح وهو يجلس بسكون هكذا في الشرفة حتى أن هاتفه يتركه على الوضع الصامت غير عابئا باتصالاته الكثيرة والتي في مقدمتهم اتصالات والدته كلما تتذكر ما عرفته بالصباح تستاء من تلك الحقېرة وتضحك في سخرية بنفس اللحظة
لا يمكنها أن تكون سيئة لهذه الدرجة حتى تشمت بوضع كهذا بل بالعكس هي أكثر من ناقمة على تلك المرأة المليئة بالقذارة لكن بطبيعة الأنسان الفطرية هناك جزء من داخلها يشعر بالنشوة لحكمة القدر وكأن القدر يأخذ حقها دون أن تبذل أقل مجهود حتى يبدو أنها لن تحتاج لتشعره بما شعرت به طوال السنوات السابقة فخېانة زوجته ستكون كافية وزائدة عن اللازم
تنهدت الصعداء بقوة ثم سارت بفنجان القهوة للخارج متجهة نحوه كانت ترتدي منامة منزلية قصيرة قليلا بحاملات عريضة بعض الشيء وتنزل بفتحة مثلثية متوسطة عند منطقة الصدر
وقفت بجواره ومدت يدها بالقهوة له فرفع نظره إليها وبتلقائية نزل لملابسها يتفحصها في نظرة دقيقة فليست من عادتها أن ترتدي مثل هذه المنامات بالمنزل لكنه لم يعقب وتصنع التجاهل ثم مد يده والتقط الفنجان من يدها هامسا بنبرة عادية
متابعة القراءة