حكاية بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


كنت بني آدم لا تطاق من غير ما اشوفك 
رفع حاجبه بابتسامة لئيمة ورد عليها مستنكرا في ترقب 
ودلوقتي إيه ! 
حركت رأسها يمينا ويسارا بحركة مترددة تهمس في برود مقصود 
عادي لا وحش ولا حلو 
لا والله !!! 
قهقهت بقوة واردفت مسرعة بعدما لاحظت غيظه من ردها 
بهزر اكيد اختلفت وجهة نظري عنك يعني واتغيرت للأفضل 

عادت الابتسامة تزين شفتيه ليقول بمداعبة 
بداية مبشرة الحمدلله
بعد مرور ساعات قليلة 
خرجت من الغرفة متسللة على أطراف أصابع قدمها وبرأسها تتلفت حولها وعيناها تتجول بكل مكان بحثا عنه حتى رأت ضوءا خاڤتا منبعثا من غرفته الخاصة بالعمل سارت بحرص أشد دون أن تصدر أي صوت كلص يخشى أن يمسك به صاحب المنزل 
وصلت إلى باب الغرفة أمسكت بالمقبض في حذر وتطلعت له خلسة من الخارج فرأته يقف وينحنى على الأدراج يضع بعض الأوراق الخاصة بعمله بها تابعته بعيناها لدقيقة تماما حتى وجدته يغلقهم وينتصب في وقفته مستندا لمغادرة الغرفة فتركت المقبض وتراجعت للخلف مسرعة تركض على أطراف اصابعها نحو الغرفة دخلت وأغلقت الباب بالمفتاح من الداخل ووقفت خلفه تنتظر وصوله وبالفعل أقل من خمس دقائق سمعت صوت خطواته تقترب من الغرفة وحين أمسك بالمقبض واداره حتى يفتحه لم يفتح ظل يعيد الكرة أكثر من مرة ظنا منه أن قفل الباب تعطل حتى أتاه صوتها من الداخل وهي تقول
متحاولش أنا قافلة الباب بالمفتاح ! 
اتسعت عيناه بريبة وهيمن عليه الصمت للحظات حتى رد عليها بعدم فهم 
نعم !!! 
جلنار بابتسامة متشفية وبحدة تخرجها باحترافية في صوتها الناعم 
زي ما سمعت مش هتقعد معايا في نفس الأوضة ياعدنان روح نام في أي أوضة تاني أو نام على الكنبة برا 
تمالك أعصابه ورد عليها بثبات انفعالي مصطنع 
افتحي الباب ياجلنار وبلاش شغل الأطفال ده 
صاحت به
من الداخل پغضب 
شغل أطفال !!! 
عدنان بنبرة محذرة وهو يصر على اسنانه بغيظ 
افتحي ومتخلنيش اعلي صوتي والبنت نايمة في الأوضة اللي جمبنا 
جلنار ببرود مقصود وهي تضحك بتشفي دون أن يراها 
وتعلي صوتك ليه أنا قولتلك الحل البيت كبير الحمدلله والأوض كتير 
ضړب بقبضة يده القوية على الباب يهتف باسمها مصحوبا بزمجرته 
جلنار 
فزعت قليلا من ضړبته لكنها لم تبالي وقالت هذه المرة پغضب حقيقي متخلية عن برودها 
من هنا ورايح مش هتنام معايا في أوضة واحدة ياعدنان إنت في أوضة وأنا في أوضة كفاية أوي لغاية كدا 
انفعل بشدة فعاد يضرب على الباب من جديد محاولا إخفاض نبرة صوته مما جعله نبرته تخرج متحشرجة بشكل مخيف 
هو إيه ده اللي كفاية افتحى الزفت ده بدل ما اكسره فوق دماغك 
جلنار بإصرار وعناد 
مش هفتح واللي عايزه اعمله 
كور قبضة يده ورفعها لأعلى في حركة تلقائية كمحاولة شبه بائسة لتمالك انفعالاته ثم رد عليه كاظما غيظه بصعوبة 
ماشي ياجلنار لينا كلام الصبح 
سمعت صوت خطواته وهي تبتعد عن الغرفة فابتسمت بخبث ثم أصدرت تنهيدة طويلة واتجهت إلى الفراش لتتسطح فوقه وتتدثر بالغطاء مستعدة للنوم 
في صباح اليوم التالي 
توقفت مهرة أمام مقر الشركة ترفع نظرها لطول ارتفاع البناء وهي
تطلق تنهيدة طويلة وصلها الرد بالأمس وحصلت على الموافقة في العمل وهاهي في أول يوم لها الآن 
كانت ترتدي بنطال عريض قليلا من اللون الأبيض يعلوه بادي كات وفوقه جاكت جينز من اللون البني والحذاء الرياضي المفضل لها ترتديه أما شعرها فكانت ترفعه لأعلى وتترك نصفه ينسدل من الخلف ليأخذ شكل التسريحة المشهورة ذيل حصان 
أخذت تسير في فناء الشركة الواسع من الداخل حتى وصلت للمصعد الكهربائي وقفت تنتظر المصعد وكان يقف بجوارها آدم الذي لم تلاحظه حين الټفت هو للجانب برأسه ورآها امعن النظر بها للحظة مبتسما قبل أن يعود برأسه لوضعها الطبيعي ويتمتم بجدية بسيطة وهو يتفقد ساعة يده 
الساعة 9 وربع والمفروض تكوني هنا 9
نظرت له مدهوشة تتساءل متى جاء هذا ! فابتسمت بلطافة وغمغمت معتذرة 
أسفة الطريق كان زحمة شوية بس مش هتتكرر تاني 
رمقها بطرف عيناه بنظرة غريبة لم تكن صارمة لكنها مريبة حتى انفتح باب المصعد فظلت هي واقفة تنتظر أن يدخل هو أولا فوجدته يتنحى جانبا ويبسط يده تجاه المصعد يشير لها بأن
تدخل فابتسمت له بطريقتها المرحة المعتادة ودخلت أولا ثم هو بعدها 
تابعته وهو يضغط على رقم الطابق فانحنت عليه بعفوية تهمس في قلق ملحوظ 
هو الاسانسير ده آمان 
الټفت لها برأسه وهدر بتعجب 
آمان إزاي يعني ! 
هدرت بسرعة تشرح له مقصدها 
أصل أنا ركبت اسانسير في مرة وعطل بيا وكنت وحدي ومحدش حس بيا غير بعدها بساعتين بس
 

تم نسخ الرابط