حكاية بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


موجودة فيها زينة قبل ما تنزل وتغيري الزفت اللي لباسه ده 
جلنار بفزع بسيط من طريقته العڼيفة وعصبيته ردت عليه بعدم فهم 
إيه اللي بتقوله ده في إيه ياعدنان !!!
عدنان صائحا بنظرة مرعبة 
هتطلعي الأوضة ولا نروح البيت !
جلنار بعصبية مماثلة له 
مش هعمل حاجة لما تفهمني الأول إيه حصل !
التهبت نظراته أكثر وأصبحت أكثر احمرارا وفجأة وجدته يقبض على ذراعها ويجذبها معه لخارج قاعة الفرح بأكملها بينما هي فتحولت لحمرة من النيران وهتفت محاولة إخفاض نبرة صوتها حتى لا يلاحظهم أحد 

عدنان إيه اللي بتعمله ده سيب إيدي !! 
رمقها بنظرة
ممېتة وهدر 
هنرجع البيت 
عدنان بحزم 
يلا يابابا هنرجع البيت كفاية
هنا بعبوس طفولي 
بس أنا بلعب من صحابي يابابي لسا ! 
تبقي
تلعبي معاهم مرة تاني ياهنا يلا على العربية
زمت شفتيها بحزن وتلألأت العبارات في عيناها من معاملة أبيها الجافة لها والتي تشهدها للوهلة الأولى لم تعتاد أبدا على معاملته القاسېة تلك !! 
لكنها انصاعت لأوامره بصمت وسارت مطرقة الرأس نحو السيارة لتستقر بالمقعد الخلفي وتلقي نظرة على أمها الحالية بالمقعد الامامي وكان
يبدو عليها أنها تحترق من قوة اشتعال نيران ڠضبها ! 
لحق بهم واستقل بنقعده المخصص للقيادة بجوار جلنار التي لم تنزل بنظرها عنه للحظة واحدة تستمر في التحديق به بغيظ وڠضب بينما هو فكانت كلمات ذلك الوغد ونظراته لها ملتصقة بعقله ولا تتركه وكلما تهدأ ثورته قليلا تعود وتشتعل من جديد فور تذكره لكلماته وهو يصف مدى إعجابه لثيابها الحمراء ! 
دقائق طويلة مرت من الصمت القاټل بينهم جميعا بين هنا الصغيرة التي تتابع الطريق بحزن صامتة وجلنار التي لا تطبق الانتظار حتى تصل للمنزل لكي تفرغ طاقة سخطها المكتظة به وهو مازالت الكلمات تأكل صدره أكل وتلهب غيرته أكثر 
توقف سيارته أخيرا أمام منزل نشأت الرازي ونزلت أولا جلنار التي تبعتها الصغيرة هنا وركضت للداخل بينما هو فلحق بهم قادت جلنار خطواتها لغرفتها بالطابق العلوي وهنا أسرعت لمكتب جدها حيث يوجد كما أخبرتها الخادمة بدرية ! 
بغرفة جلنار بالأعلى فتحت الباب ودخلت ثم دخل هو خلفها وأغلقه ليحصل هو هذه المرة بالبداية على نصيب من جموحها المنفجر به 
إنت في إيه مالك وإيه اللي حصل شاددني من إيدي ومرجعني البيت ڠصب وبتزعق فيا وأنا مش فاهمة إيه السبب أصلا 
اقترب منها بخطوات متريثة ونظراته تتفحصها بشكل مريب جعلتها للحظة تخشاه وحين وقف أمامها مباشرة همس بصوت مخيف وهو ينقل نظره بين وجهه وبين الفستان 
الفستان ده ميتلبسش برا البيت تاني نهائي ولبس الخروج من هنا ورايح هيكون كله واسع 
غضنت حاجبيها باستغراب من أسلوبه الجديد والمختلف وتلك القوانين الغريبة التي يمليها عليها التزمت الصمت ولم تجيبه حتى سمعته يكمل بلهجة كل ملكية وخصوصية 
اللون الأحمر اتخلق عشانك والزهرة الحمراء ملك لعقابها وعشان كدا ممنوع تطلعي بلبس أحمر تاني ياجلنار 
ضيقت عيناها بتعجب وردت مستنكرة عبارته 
ممنوع !!!
ابتسمت بعدم فهم ثم عقدت ذراعيها أمام صدره وهتفت بهدوء تام 
طيب ممكن بقى افهم إيه اللي حصل ! 
انتصب في وقفته أكثر وتمتم بصوت غليظ ونظرة حادة 
مش لازم تفهمي نفذي اللي بقول عليه بسكات ومن غير نقاش وكلام 
تنفست الصعداء بعدم حيلة وخنق منه ثم اتجهت للخزانة تخرج ثوب قطني منزلي من اللون الأبيض وتتجه نحو الحمام لكي تبدل ملابسها بينما هو فكانت عيناه تتحرك معها بتدقيق شديد وغيظ من ذلك الفستان الذي ترتديه وفور اختفائها عن
أنظاره داخل الحمام رفع يديه يمسح على شعره نزولا لوجهه وهو يصدر زفيرا حارقا مع قدمه وزفيره هو الوحيد المسموع بأرجاء الغرفة لكنه فجأة امتزج مع صوت جلنار الغاصب والعالي من داخل الحمام وهي تصيح بنفاذ صبر 
أووووووف إيه القرف ده هو أنا نقصاكي كمان ! 
غضن حاجبيه بريبة واستقام واقفا يتقدم نحو الحمام ليقف ويطرق على الباب بلطف هاتفا في اهتمام 
جلنار إنتي كويسة 
صاحت بخنق من الداخل 
كويسة ياعدنان إنت ليه قاعد لغاية دلوقتي امشي !!! 
لم يعقب على كلماتها الفظة ورغبتها أن يرحل وتفهم وضعها أنها ربما تكون غاضبة بسبب ما فعله أو لسبب ما مجهول يحدث معها بالداخل ظل ساكنا تماما يقف أمام الباب ويستمع لتأففها بالداخل وهمهماتها الغير مفهومة فانتابه الفضول بشدة ودون أن يشعر بيده وجدها امتدت لمقبض الباب وإدارته ببطء ثم فتح الباب برفق شديد حتى لا تنتبه له والقى نظرة فاحصة عليها فوجدها تلوى ذراعيها خلف ظهرها تحاول الوصول لسحاب الفستان لكن يديها لا تصل إليه بقى مكانه يتابعها وهي تحارب مع ذلك السحاب وابتسامته الساحرة بدأت تشق طريقها لثغره وسط محاولاتها
الفاشلة كانت تهتف بقرف وهي تقلده
 

تم نسخ الرابط